تصريح صادر عن اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني/فتح/

حول البيان الختامي الصادر عن مفاوضات طابا

 

- المفاوضات والبيان الختامي في طابا يمثلان مصلحة أميركية وصهيونية لإنهاء الانتفاضة والوصول إلى حلول تمكن العدو من تكريس احتلاله.

- ننبه من خطورة المحاولات البائسة التي تسعى إلى ضخ الأوهام بوجود فروق جوهرية بين باراك وشارون.. ونستهجن الأصوات التي تدعو أهلنا في الـ48 لانتخاب باراك.

- الحلول لقضايا شعبنا لن تكون بالمفاوضات في طابا أو غيرها بل تتحقق عبر الاستمرار في انتهاج درب المقاومة، درب الشهداء، درب التضحيات.

اختتمت بالأمس مفاوضات طابا بين سلطة الحكم الذاتي وحكومة العدو الصهيوني، حيث أكد الجانبان إحراز تقدم حول المسائل المطروحة، الأرض، الحدود، القدس، اللاجئين، والأمن مما يجعل من هذه المفاوضات وفق البيان الصادر أساساً قوياً للتوصل إلى تسوية لما يسمى بالحل النهائي بعد الانتخابات الصهيونية. هذا في الوقت الذي تتواصل فيه انتفاضة شعبنا، ويقدم كل يوم المزيد من الشهداء والجرحى مؤكداً على الاستمرار في مواصلة كفاحه ومقاومته للاحتلال وقطعان المستوطنين، تحقيقاً لشعار دحر الاحتلال دون قيد أو شرط، ودون التنازل عن أي حق من حقوقنا التاريخية في فلسطين وفي مقدمة ذلك حقه في العودة إلى وطنه.

إننا في حركة التحرير الوطني الفلسطيني /فتح/ إذ ندين ونستنكر أساساً استئناف المفاوضات وكذلك ما نتج عنها نؤكد في هذا السياق على ما يلي:

1- إن استئناف المفاوضات وما نتج عنها في البيان الختامي يحمل مخاطر كبيرة تلحق الضرر بالمصالح الحيوية لشعبنا، فاستئناف المفاوضات يمثل مصلحة حقيقية للولايات المتحدة والكيان الصهيوني والسلطة وبعض أطراف النظام العربي لإنهاء الانتفاضة والوصول إلى حلول تمكن العدو من تكريس احتلاله وتهويد الجزء الأكبر من فلسطين، وتسقط حق العودة لملايين الشعب الفلسطيني مقابل صيغ وحلول عرجاء تنتقص من حقوقنا، مقابل الالتفاف على الانتفاضة وهدر إنجازاتها وإجهاض أهدافها المتمثلة اليوم في دحر الاحتلال دون قيد أو شرط، وهذا ما أكدته إنجازات الانتفاضة على أرض الواقع بإمكانية تحقيق ذلك عبر خيار المقاومة ومواصلة الاشتباك مع العدو على قاعدة استنزافه ومجابهة عدوانه وتعميق الأزمة التي تعصف به.

2- إن ما صدر في البيان الختامي لمفاوضات طابا يؤكد بوضوح الهدف من استئناف المفاوضات والرامي إلى مساعدة باراك جنرال الحرب المجرم في معركته الانتخابية، وهذا ما اتضحت أبعاده من خلال التأكيد في البيان الصادر عن هذه المباحثات من تعهد الطرفين إلى تخفيف العنف (وقف الانتفاضة) وأنهما أصبحا قريبين من توقيع اتفاق بشأن التسوية النهائية، وهما أقرب من أي وقت مضى الأمر الذي يستوجب التنبيه لخطورة تلك المحاولات البائسة التي تسعى إلى ضخ الأوهام والأضاليل بوجود فروق جوهرية بين باراك وشارون أو بين حزب العمل وتكتل الليكود، متناسياً هذا الفريق من أن كلا الحزبين يتمادى أكثر في إظهار عدائه وعدوانه على الشعب الفلسطيني، مستخدماً كل أساليب القتل والدمار والحصار على شعبنا.. والأمر الأكثر غرابة واستهجاناً تلك الدعوات الصادرة من البعض في الساحة الفلسطينية بدعوة أهلنا في الـ48 لانتخاب باراك متناسين دماء الشهداء والجرحى الذين سقطوا برصاص حكومة باراك، وفي الوقت الذي يخرج أهلنا في تظاهرات صاخبة تدعو إلى مقاطعة الانتخابات، الأمر الذي يستوجب شجب وإدانة هذا الفريق المفاوض وكل من يدعو إلى انتخاب باراك، فهؤلاء جميعاً عمل وليكود هم قتلة شعبنا، وهم الذين يصادرون الأرض على طريق تهويدها.

3- إن محاولات الفريق المفاوض لن يكتب لها النجاح، ولن يكون بمقدوره مساعدة العدو على الخروج من أزمته التاريخية التي أخذت تتعمق أكثر فأكثر، وبالتالي لن تنطلي على أحد تلك الأوهام والأضاليل التي يسوقها فريق سلطة الحكم الذاتي الذي تخلى عن حق العودة وفرط بالمقدسات وبالحقوق التاريخية، وشعبنا يدرك أن الحقوق تنتزع بالانتفاضة والمقاومة، وهو على هذا الدرب مستمر في نضاله، وأداؤه المقاوم يتطور بما يوفر الأساس العملي لفرض اندحار العدو دون قيد أو شرط، والحلول لقضايا شعبنا لن تكون بالمفاوضات في طابا أو غيرها. بل تتحقق بالاستمرار في انتهاج درب المقاومة، درب الشهداء، درب التضحيات، وقد أكد شعبنا داخل الوطن المحتل وفي الشتات أن من يتنازل عن حق العودة فإنه يرتكب الخيانة العظمى، وأن من يتنازل عن ذرة تراب من أرض فلسطين سوف يحترق بنيران الغضب الشعبي الفلسطيني.

وفي هذا السياق نهيب بجماهير شعبنا وقواه الحية داخل الوطن لتصعيد النضال والمقاومة، واستمرار الانتفاضة على قاعدة تحقيق أهدافها المتمثلة في دحر الاحتلال دون قيد أو شرط، فإننا ندعو أيضاً إلى التمسك بثوابتنا الوطنية والعمل على تطوير الأداء المقاوم لإجبار العدو على الاندحار وفرض الهزيمة عليه، فلا خيار سوى استمرار الانتفاضة والمقاومة، كما ندعو جماهير الأمة وقواها الحية أن تجسد دعمها وإسنادها لشعبنا ومقاومته، وتوفير المستلزمات الضرورية لصموده واستمرار مقاومته.

وإنهـا لثـورة حتـى النصـر

اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني /فتح/

دمشق 28/1/2001