شؤون فلسطينية:

مفاوضات طابا: تقدم تحت سقف لاءات باراك

عطيه مقداد

 

بموازاة المحادثات الأمنية الجارية بين طرفي صفقة اوسلو منذ اجتماع  القاهرة الأمني الثلاثي، الذي جرى، في السابع من كانون الثاني الماضي، تحت رعاية وبمشاركة رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية جون   كيفث، وفي سياق  المحاولات الرامية  لاحتواء انتفاضة الاقصى،  جرت بدءاً من يوم 21/1/2001 وعلى مدى أسبوع، مفاوضات طابا المكثفة، حول ما يسمى بالحل الدائم بين طاقم تفاوضي صهيوني ضم ثلاثة وزراء هم شلومو بن عامي وزير الخاررجية، يوسي بيلين وزير العدل، امنون شاحك وزير المواصلات، وحلفاء  سير مدير مكتب رئيس الوزراء  وزعيم حركة  ميرتس عضو الكنيست  يوسي سريد، وطاقم تفاوضي يمثل سلطة الحكم الاداري الذاتي  ضم كلاً من أحمد قريع ، صائب عريقات ، ياسر عبد ربه، محمد دحلان وآخرين  وحسب ما ذكرت  المصادر الصهيونية، جرت مفاوضات طابا، جرت بناء على طلب ياسر عرفات  استجابت له حكومة باراك، وتمت في إطار خمس لجان فرعية بحثت  مختلف المسائل الجوهرية المدرجة على جدول أعمال المفاوضات، القدس، الحدود، المفاوضات، الترتيبات الأمنية ومسألة اللاجئين.

وقد تقاطعت مصادر الطرفين، في وصف مفاوضات طابا. بأنها كانت جدية بشكل غير مسبوق، وفي الحديث أحياناً عن بعض التقدم، وأحياناً أخرى عن صعوبة المفاوضات لكن هذه المصادر استبعدت، طوال الوقت إمكانية تحقيق انطلاقة على طريق التوصل إلى الحل المستهدف، سواء كان اتفاقاً شاملاً أو حتى مجرد إعلان مبادئ لأو اتفاق إطار، ليس فقط بسبب ضيق الوقت وتوقف المفاوضات، عشية انتخابات السادس من شباط في الكيان الصهيوني، بل وأساساً بسبب الفجوات التي لا تزال شاسعة بين مواقف الطرفين المعلنة، ولأن السلطة العرفاتية لا تجرؤ، في ظل الأوضاع والأجواء المستجدة فلسطينياً وإقليمياً، بعد تحرير الجنوب اللبناني واندلاع انتفاضة الأقصى، على تقديم التنازلات المطلوبة صهيونياً، والتي لا تستهدف فقط إجهاض الانتفاضة، بل وكذلك مواصلة تنفيذ مخططات الضم والتهويد الزاحف وتصفية القضية الفلسطينية.

مفاوضات إدارة الأزمة

ومع ذلك، لوحظ أن الجانبين، رغم الخلافات بينهما، ورغم مواصلة الحصار الصهيوني حول مناطق الحكم الإداري الذاتي واستمرار المواجهات الدامية بين المقاومين الفلسطينيين وقوات الاحتلال، تجنبا الحديث عن أزمة في المفاوضات أو الإعلان عن وصولها إلى طريق مسدود. ولعل السبب الأساسي لذلك هو الهدف المشترك لكل من عرفات وباراك، في توظيف المفاوضات انتخابياً لصالح باراك، خصوصاً بعد أن أظهرت استطلاعات الرأي العام، في الكيان الصهيوني، تفوق شارون على باراك بفارق كبير، حيث أعلن المتحدثون باسم سلطة الحكم الإداري الذاتي، أن فوز شارون في انتخابات السادس من شباط ، بممنصب رئيس الحكومة الصهيونية، سيكون كارثة بالنسبة لما يسمى بعملية السلام. كذلك استهدف عرفات من إجراء المفاوضات تأكيد التزامه بهذه العملية. ويبدو أيضاً أن سلطة الحكم الإداري الذاتي، رغم إعلانات المتحدثين باسمها أن الهدف من المفاوضات بالنسبة لهم هوالتوصل إلى اتفاق شامل ومفصل حول ما يسمى بالحل النهائي، وليس مجرد إعلان مبادئ أو اتفاق للإطار، كانت معنية بتوثيق المواقف الصهيونية الحالية لحكومة باراك، لتكون أساساً للمفاوضات اللاحقة بعد الانتخابات الصهيونية، هذا في الوقت الذي قامت فيه هذه السلطة بفتح قناة خاصة مع شارون حيث التقى في فيينا، يوم 23/1/2001، مستشار عرفات الاقتصادي المدعو محمد رشيد مع موفدين عن زعيم الليكود.

ويستدل من تصريحات وتقارير مصادر الطرفين، أنه كان هناك خلاف بينهما، حول الأساس الذي تستند إليه المفاوضات، ففي حين ذكرت المصادر الصهيونية أن مقترحات الرئيس الأمريكي السابق "التوفيقية" هي القاعدة التي جرت على أساسها مفاوضات طابا، وأن مفاوضي سلطة الحكم الإداري اقتربوا خلال المفاوضات من هذه المقترحات، أعلن المتحدثون باسم السلطة أنهم يرفضون اعتبار مقترحات كلينتون أساساً للمفاوضات، وأن الهدف هو تنفيذ ما يوصف بقرارات الشرعية الدولية.

لاءات باراك الثلاث

وفي إطار محاولة باراك توظيف المفاوضات في طابا، في حملته الانتخابية، واصل رئيس الوزراء الصهيوني المستقيل باراك تشدده وكرر في برنامجه الانتخابي وفي سلسلة تصريحات أدلى بها أثناء ........ إجراء المفاوضات، مواقفه المعروفة وخاصة إزاء القدس ومسألة اللاجئين، وأعلن أن هناك ثلاثة أمور لا يمكن للجانب الصهيوني تجاوزها خلال المفاوضات وهي رفض حق العودة، ورفض وضع الحرم القدسي تحت السيادة الفلسطينية، وإبقاء 80% من المستوطنين في الضفة الغربية، في ثلاث كتل استيطانية كبيرة تحت السيادة الصهيونية ، أما السلطة العرفاتية فتطالب بأن .....

ومع أن باراك طرح فكرة لإقامة نظام خاص داخل البلدة القديمة في القدس الشرقية، يتاح بموجبه لأتباع مختلف الديانات حرية الوصول إلىالأماكن المقدسة لهم، إلا أنه سارع إلى نفس ما ذهبت إليه بعض المصادر، من أنه يقترح نوعاً من الإدارة المشتركة بين الكيان الصهيوني وسلطة عرفات، في إطار هذا النظام الخاص، مؤكداً في الوقت نفسه إصراره على إبقاء ما يسمى بحائط المبكى ومنطقة الحفريات الواقعة إلى الجنوب منه وما يسمى بدينة داود وجبل الزيتون بالإضافة إلى الحي اليهودي في البلدة القديمة تحت السيادة الصهيونية.

وبخصوص الدود تحدث باراك في دعائية الانتخابات عن انسحابه من نحو 90% من مساحة الضفة الغربية، وذكرت التقارير المتعلقة بمفاوضات طابا، أن المفاوضين الصهاينة تحدثوا عن انسحاب من 92% من مساحة الضفة، ويذكر بهذا الصدد أن باراك كان قد اقترح في كامب ديفيد الانسحاب من 88% من مساحة الضفة وأن مقترحات كلينتون التوفيقية تحدثت عن 96% .

وتشير المعلومات المتسربة حول مجريات مفاوضات طابا أن خلافاً شديداً وقع بين الطرفين بالنسبة لموضوع الترتيبات الأمنية، ومع أن عضو السلطة العرفاتية صائب عريقات أشار إلى أن الصهاينة تراجعوا عن المطالبة ببقاء غور الأردن تحت سيطرتهم تحت شعار التأجير، إلا أنه علم أن المفاوضين الصهاينة طالبوا في مفاوضات طابا بأن تحتفظ قوات الاحتلال بمواقع لها في الغور لمدة ثلاث سنوات، إضافة إلى ثلاث سنوات أخرى من خلال المشاركة في القوات الدولية التي اقترح كلينتون وضعها على الحدود مع الأردن بدعوى ضمان أمن الكيان الصهيوني، كذلك يصر الصهاينة على إقامة عدد مما يسمى نقاط الإنذار المبكر في مناطق مختلفة من الضفة الغربية.

يتم الانسحاب من منطقة غور الأردن بعد سنة واحدة من توقيع الاتفاق المستهدف حول ما يسمى بالحل الدائم.

تفعيل "كامب ديفيد" الثانية

ومن اللافت للانتباه والمثير للتفاؤل حديث كل من وزير العدل الصهيوني يوسي بيلين وعضو السلطة العرفاتية نبيل شعث اللذين ترأسا في مفاوضات طابا اللجنة الخاصة بمسألة اللاجئين ، عن تحقيق تقدم في محادثات هذه اللجنة، في الوقت الذي يواصل فيه المسؤولون الصهاينة رفضهم المطلق لحق العودة، الأمر الذي يدعو إلى الاعتقاد بأن هذا التقدم جرى على أساس ما وصف بتفاهمات كامب ديفيد ومقترحات كلينتون التوفيقية المعروفة، وهذا ما توحي به تصريحات نبيل شعث في دافوس، حيث أعلن أن تقدماً قد تحقق في موضوع التعويض. ومما له دلالته بهذا الخصوص استبدال أسعد عبد الرحمن كرئيس لدائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير مؤخراً بمحمود عباس ممثل الجناح الأكثر استعداداً للتفريط في القيادة العرفاتية.

وكما سبقت الإشارة، تواصلت المحادثات الأمنية، بين الطرفين، برئاسة وزير المواصلات الصهيوني أمنون شاحك وعضو سلطة الحكم الإداري الذاتي صائب عريقات، والتي تتمحور حول استئناف التنسيق الأمني بين الجانبين وبحث سبل وإجراءات وقف ما يسمى بأعمال العنف، تنفيذاً للخطة التي طرحها في اجتماع القاهرة الثلاثي رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية . وتشير المصادر الصهيونية الأمنية بهذا الصدد إلى أن سلطة عرفات تقوم بالعمل على تنفيذ هذه الخطة، لكنها لا تستطيع فرض سيطرتها على الشارع الفلسطيني وضبط الخلايا المسلحة التي تنفذ عمليات المقاومة، وهي بحاجة إلى وقت غير قصير لتتمكن ممن ذلك. وقد سارعت السلطة إلى استنكار وشجب قتل اثنين من الصهاينة في مدينة طولكرم وأبلغت الكيان الصهيوني أنها قامت بإعتقال عدد من المشتبه بهم أنهم قاموا بهذه العملية وعمليات أخرى سابقة.

------------------------------------------

 

بمناسبة بمناسبة الذكرى السادسة والثلاثين للانطلاقة:

مهرجان مركزي حاشد في مخيم اليرموك بدمشق

 

أحيت الجماهير الفلسطينية وحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الذكرى السادسة والثلاثين لانطلاقتها، انطلاقة الثورة الفلسطينية بالعديد من النشاطات الجماهيرية، كان ذروتها المهرجان الحاشد في مخيم اليرموك الذي أقيم بعد ظهر يوم الجمعة الواقع في 19 كانون الثاني في النادي العربي الفلسطيني بمخيم اليرموك في دمشق الذي حضره آلاف من أبناء الشعب الفلسطيني والسوري والعديد من ممثلي الفعاليات الجماهيرية والاتحادات والمنظمات الشعبية، حضر الحفل الرفيق أحمد ضرغام عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي وعدد من أعضاء القيادة القومية للحزب وقادة وممثلي تحالف القوى الفلسطينية وقادة وممثلي حركات التحرر الوطني العربية والصديقة وعدد من ممثلي السلك الدبلوماسي العربي الشقيق والأجنبي الصديق في دمشق.

كما حضر المهرجان عدد من الشخصيات الوطنية ووجهاء المخيمات ولفيف من ممثلي ومندوبي وسائل الإعلام.

وكان في مقدمة الحضور الأخ أبو موسى أمين سر اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، وعدد من الأخوة أعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري للحركة.

بدئ الاحتفال بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً وإكباراً لشهداء انتفاضة الأقصى، وشهداء فلسطين وشهداء الأمة العربية.

 

الرفيق سعيد سيف: فلسطين عنوان وحدة الأمة.. وعنوان وطنية أي نظام عربي وعنوان التحرر في المنطقة

أكد الشعب العربي عبر تضامنه مع الانتفاضة أن صراعنا مع الأعداء هو صر صراع وجود لا حدود

وألقى الرفيق سعيد سيف الأمين العام للجبهة الشعبية في البحرين كلمة أحزاب وقوى حركة التحرر العربية والصديقة قال في مستهلها:

انطلقت الثورة في الفاتح من يناير 1965 لتحرير ذلك الجزء من فلسطين الذي أرادت الإمبريالية العالمية أن يكون المحطة الأولى للقاعدة المتقدمة لها في المشرق العربي من خلال المستوطنين العنصريين الصهاينة الذين نظمت لهم، منذ وعد بلفور المشؤوم وفي مرحلة الانتداب البريطاني على فلسطين، عمليات الهجرة والاستيطان، ليس تحت راية الصليب، كما فعل الفرنجة قبل عشرة قرون، وإنما تحت راية الأساطير التوراتية لإحياء ما يسمى بـ<<دولة إسرائيل>>، مما يعني بوضوح أن هذا المشروع الاستعماري في القرن العشرين هو أكثر تخلفاً ورجعية من ذلك المشروع العدواني الذي جاءت به أوروبا في القرن التاسع والعاشر.

وأضاف: نحتفل معكم بهذه المناسبة العظيمة، لنعبر لكم عن إيماننا المطلق بأن قضية فلسطين هي قضية كل حركة التحرر العربية والصديقة، وإنها القضية المركزية للأمة، وبالتالي فإن المساهمة في هذه الثورة يجب أن يكون في جدول أعمال كل حركة تحرر، وأن يكون الإسهام في هذه الثورة، وفي أي موقع من الأرض العربية، وفي أي موقع للمناضلين، على جدول الأعمال اليومية لنا جميعاً بحيث نقدم كشف حساب مستمراً لما قمنا به من مهمات للمساهمة في هذا العمل التاريخي الكبير: التصدي للمشروع الاستيطاني العنصري التوسعي المتمركز حالياً في فلسطين، والذي يسعى جاهداً، وعبر الإمبريالية الأميركية، للتمدد عربياً عبر تطبيع العلاقات معه والاعتراف والإقرار بمشروعية الجريمة التي ارتكبها بحق الأمة وبحق شعب فلسطين.

وأكد أن فتح أطلقت الرصاصات الأولى في ليلة 1/1/1965، لتقول للعالم بأن هذا المشروع العدواني المغرق في رجعيته وعدوانيته لا يمكن مواجهته إلا بالثورة والكفاح المسلح، وشدد على أن البعض، في الثورة وخارجها، أراد طمس حقيقة الصراع وجوهره، وباتت مهماته مقتصرة على الأراضي التي احتلها الكيان الصهيوني بعد حرب حزيران 1967 وأصبحت قرارات مجلس الأمن هي مرجعيتهم وبات الحديث عن الاعتراف بالكيان والتعايش معه وإقامة سلام عادل ودائم هو شعارهم المدوي. إلا أن ثوار فلسطين المعبرين عن شعب فلسطين، رفضوا السير في هذا الطريق، وتمسكوا بميثاق الثورة وواصلوا المشوار وسط ضغوطات عربية ودولية كبيرة، ولا يزالون مع شعبهم، وفي الانتفاضة المباركة المستمرة، وعبر العمليات البطولية التي يقوم بها أبطال قوات عمر المختار ومع إخوانهم في كتائب عز الدين القسام، ومع كافة الأبطال من مختلف التنظيمات وفصائل العمل الوطني الفلسطيني في الأرض المحتلة كلها، يؤكدون على حق الشعب الفلسطيني في أرضه، بعودة كل اللاجئين وبتحرير كل الأرض المحتلة، وبإقامة دولة فلسطين المتحررة.

وأكد أن شعب فلسطين يرفض أن يتنازل عن حقه في وطنه، أو يكون أداة أمنية أو جسر عبور لجلاديه ومغتصبي أرضه ضد أمته. ويرفض هذا الشعب تجزئته، ويتمسك بوحدته الترابية والوطنية، رغم كل الضغوطات لفصل عرب 48 عن إخوانهم في الأراضي الفلسطينية الأخرى، أو إخوانهم اللاجئين في خارج فلسطين. وشدد على الموقف الشعبي العربي الداعم للانتفاضة وقال: إن فلسطين عنوان وحدة الأمة، وعنوان صراع الأمة ضد الإمبريالية الأميركية، وعنوان تقدمية أو لا تقدمية كل حزب وكل منظمة سياسية عربية، وعنوان وطنية أولا وطنية كل نظام عربي، بل عنوان التحرر والتبعية في هذه المنطقة. وبالتالي فإن جماهير الأمة التي تضامنت مع الانتفاضة ولا تزال، أكدت إيمانها بأن الصراع مع هذا العدو هو صراع وجود لا صراع حدود، وأنها ترفض الاعتراف بمشروعية اغتصابه لفلسطين وترفض إقامة أي شكل من أشكال العلاقات معه، وتؤكد على ضرورة محاصرته ومقاطعته حتى يعود الحق إلى أصحابه الشرعيين.

ووجه التحية لسوريا المتمسكة بالثوابت الوطنية والقومية وطالب برفع الحصار عن الشعب العراقي الشقيق.

وختم قائلاً: في هذه المناسبة، ننحني إجلالاً للشهداء، لشهداء الانتفاضة والثورة الفلسطينية المعاصرة، وللجرحى والمعتقلين الفلسطينيين، ونعبر عن وقوفنا إلى جانب الشعب الذي يحفر الصخر ليكتب تاريخ هذه الأمة.

والسلام عليكم.

20 يناير 2001

 

 

كلمة المقاومة الوطنية والإسلامية في لبنان

الحاج حسن حدرج: الانتفاضة أكدت أن شعب فلسطين متمسك بحقوقه بخيار المقاومة.

المقاومة تعبر عن إرادة أمتنا وعن تصميمنا على وضع مستقبلنا بأيدينا.

وألقى الحاج حسن حدرج عضو المكتب السياسي لحزب الله كلمة المقاومة الوطنية والإسلامية في لبنان قال مستهلها: نلتقي اليوم بمناسبة الذكرى السادسة والثلاثين لانطلاقة فتح، انطلاقة الثورة الفلسطينية في ظل انتصار المقاومة في لبنان وانطلاق انتفاضة الأقصى في فلسطين نلتقي لنؤكد أن أمتنا لم تمت ولن تموت.

وأكد أن ما يجري في فلسطين يؤكد حقيقتين هامتين وهما أولاً: إن الشعب الفلسطيني لم يفرط بحقوقه في أرضه ومقدساته وأنه ما يزال في ميدان المعركة رغم كل الظروف والتحديات.

ثانياً: إن شعب فلسطين يتمسك بنهج الجهاد والمقاومة والكفاح المسلح نهجاً وخياراً وحيدين في مواجهة العدوان والإرهاب الصهيوني.

واستعرض التحديات التي تواجهها الأمة العربية وفي مقدمتها التحدي الصهيوني وذلك من أجل تلمس المستقبل، مستقبل المواجهة والتحدي. المقاومة التي تعبر عن إرادة أمتنا في صنع المستقبل القائم على العزة والكرامة مشدداً على أن عشر سنوات انقضت من عملية التسوية خلالها كان الأعداء يقولون لنا لا خيار لنا إلا الخضوع للمعادلات الدولية التي تهدف إلى تكريس الكيان الصهيوني على أرض فلسطين، وهم يصورون لنا أننا لا نستطيع أن نواجه وأننا لا نملك خياراً في مواجهة خيار التسوية.

وزاد قائلاً: إن المقاومة في لبنان شقت طريقها في لبنان رغم كل هذا المناخ وفي النهاية ورغم كل ذلك انتصرت.. انتصرت إرادة المواجهة لتؤكد إننا إذا امتلكنا إرادة المواجهة، وإذا كنا واضحين في مواجهة التحديات فإننا نمتلك الكثير من عوامل القوة وما يمكننا من تحقيق نصر حقيقي. انتصرت المقاومة لأنها كانت تعبيراً عن إرادة الأمة، انتصرت بصمود سوريا وبدعم إيران الإسلامية.

وأضاف لا يمكن إلا أن نلتزم خيار المقاومة، إذا أردنا أن نعيش أعزاء ونضع مستقبلنا بأيدينا وأكد أن ما يجري في فلسطين وعبر الانتفاضة المستمرة ومئات الشهداء وآلاف الشهداء هو نصر للأمة.

وقال إن الانتفاضة أصبحت عصية على الإجهاض. هذا ما أكدته التجرية حيث نراها مستمرة رغم كل محاولات إجهاضها.. إنها تستمر قوية وتضع الكيان الصهيوني في مأزق حقيقي.

وأكد أن مقترحات كلينتون تهدف إلى تصفية قضية فلسطين وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه، وتوظيف الحركة السياسية والمفاوضات لصالح باراك لتصفية الانتفاضة التي تعبر عن مرحلة جديدة وتؤسس لواقع جديد.

وطالب برفع الصوت عالياً وليقول لا نؤمن بالتسوية ولا بالسلام الزائف، بل نريد استعادة فلسطين كل فلسطين مبدياً استغرابه على مراهنة البعض على المفاوضات وخوضهم معركة باراك.

وختم قائلاً إن القدس تنادينا جميعاً وهي عنوان وجود ومستقبل أمتنا وأن فلسطين ستبقى القضية المركزية للأمة.

 

 

كلمة حزب البعث العربي الاشتراكي

الدكتور أحمد ضرغام: الفلسطينيون ليسوا لاجئين وسيبنون بيوتهم على قبور أعدائهم، ومعركتنا مع العدو الصهيوني تاريخية وطويلة المدى ولن تكون فلسطين إلا قضية سوريا المركزية..

وألقى الدكتور أحمد ضرغام عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي كلمة سوريا، كلمة حزب البعث العربي الاشتراكي قال في بدايتها: أزجي إليكم تحية رفاقكم في حزب البعث العربي الاشتراكي وتحية وتقدير السيد الرئيس بشار الأسد لكل مناضل من أجل تحرير الأرض واستعادة الحقوق والتهنئة لمنظمتكم في ذكرى تأسيسها على أرض كانت وستكون أبداً الحاضنة الدافئة للقضية الفلسطينية ولشعب فلسطين.

في عالم اليوم عالم الهيمنة الأميركية التي تحاول صياغة الدنيا على شاكلتها المتوحشة اقتصادياً وسياسياً وثقافياً.. بما نسميه العولمة أو الأمركة يتحول الكيان الصهيوني من مشروع (إسرائيل التوراتية) إلى (مشروع إسرائيل العظمى) المسيطر على الأمة العربية وعلى ثرواتها والعامل على تجزئتها وتخلفها وتبعيتها للاحتكارات الرأسمالية ولهذا الكيان الاستعماري الاستيطاني الإحلالي العميل وهذا ما أسماه قادة العدو الشرق الأوسط الجديد الذي يدعو العرب إلى طمس ذاكرتهم القومية ونسيان أطياف شهدائهم وأرضهم وتاريخ صراعهم الطويل ضد الاستعمار والصهيونية و<<إسرائيل>>.

وتساءل هل الواقع الذي تعيشه أمتنا قدر عليها لا راد له واستطرد قائلاً نسأل التاريخ عله يسعفنا في بعض من ملامح تاريخ أمتنا: لقد احتل الفرنجة الصليبيون القدس عام 1099 وأقاموا إحدى دويلاتهم على أرض فلسطين وبعد ثمان وثمانين سنة عام 1187 حررها صلاح الدين.

قدم شهداء الثورة الفلسطينية ما أدهش العدو منذ بدء بناء مستعمراته على أرض فلسطين في نهاية القرن التاسع عشر.

- وكانت حرب تشرين منعطفاً كبيراً في تاريخ العرب.

- والمقاومة الوطنية الإسلامية في لبنان دحرت العدو من الأرض اللبنانية وخلقت حالة من التفتت داخل بنيانه.

- واليوم نعيش عصر الانتفاضة انتفاضة العرب انتفاضة فلسطين التي باركنا حولها.

فيا أيها العرب أنظمة وجماهير باركوا وأيدوا وأدعموا شعب الانتفاضة كونه الخندق الأول الذي يبعد عنا الاستسلام والخنوع ويعيد الأرض والحقوق، لقد بدلت الانتفاضة موازين الصراع وخلقت أزمة داخل الكيان الصهيوني فاستمرارها واجب قومي.

كانت نتائج الانتفاضة الأولى مفجعة وقاسية الأمر الذي يدعو إلى التنبه للخطر وإلى تقويم الواقع.

ولعل المؤمنين بقضية شعب فلسطين لا يلدغون من جحر الصهاينة غير مرة.

أيها الأخوة:

إن معركتنا مع العدو الصهيوني معركة تاريخية وطويلة المدى والتحديات التي تجابه أمتنا متعددة ومتنوعة فلنقرأ طبيعة هذا الصراع وماهية هذه التحديات قراءة تضع أجوبة عقلانية واقعية ممكنة لكل أسئلتها حتى نتمكن من صنع حاضرنا ومستقبلنا على النحو الذي يحقق أهدافنا في التحرير واسترداد الحقوق، ولن ترهبنا تهديداتهم لقد تعلمنا أن الأرض والشعب خالدان وختم قائلاً إن سوريا بقيادة الرئيس بشار الأسد متمسكة بالثوابت الوطنية والقومية وما كانت قضية فلسطين ولن تكون إلا قضيتها المركزية القومية فهي حريصة على التضامن العربي وعلى تحرير أرضها كاملة وعلى حقوق الشعب العربي الفلسطيني وعلى وحدة العمل النضالي الشعبي على مستوى الوطن العربي.

يا أيها الفلسطينيون قلنا لكم ونقول: أنتم لستم لاجئين إنكم بأعيننا وستعودون إلى دياركم تبنون بيوتكم فوق قبور أعدائكم ونرجوكم أن توحدوا صفوفكم وأهدافكم المرحلية والراهنة فالطوفان قائم وآت ولا عاصم لأحد منه.

مرة أخرى التحية لكم والتهنئة لمنظمتكم في عيد تأسيسها ولإخوتكم الآخرين في تنظيماتهم والسلام عليكم.

 

 

كلمة تحالف القوى الفلسطينية

 

الرفيق طلال ناجي: هذه هي فتح الثورة.. فتح عمر المختار القوات الضاربة في عمق الأرض المحتلة.. فتح الميثاق والثوابت.

بديل الاستسلام هو خيار الكفاح والمقاومة واستمرار الانتفاضة.

وألقى الرفيق الدكتور طلال ناجي الأمين العام المساعد للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة كلمة تحالف القوى الفلسطينية قال فيها:

من صمت الأرض المتعب، انبلج التاريخ الفلسطيني الجديد، فكانت صرخة تعي معنى الأنة، دون جوازات تخترق حد السماء، ومن حروف شعبنا تجمع كلمة، تطلق ثورة.

فتح، يا رفاق درب النضال الطويل، تحية إبرار، طوبى لأثير يحمل الأنفاس الأنقى، يا شق النور للزمن الغادر، يا جسر الأجساد، يا من قال لا للأصفاد، لا سماء تعلو ثورة، كنتم نداء اللقاء، تقاطع أوجاع وطن، لمة أحزان شعب، جرع العتم، فعبر بكم جسراً بعد جسر، وتخطى القيود، ناقشاً لقباً واسماً على شاهدة قبر مهاجر، أو في ثرى الأباء خافر.

فتح، ذاك الثائر الذي عاش أملاً، لم يكن يخدع الحلم.. ها أنا أعلم ما معنى حلم وأمل الأنقياء، فهم يقرؤون. وفي الوجه، كما في القلب، صفاء.. هل يدهشنا ذلك، كلا، فهكذا يكون النجباء، عادوا قبيل انطفأ النجوم، أسمعوا دوي الزمان.. ورجع الصدى.. فكان اشتعال النهار وانخلع الليل الأسود من تاريخ (فتح)، وتمزقت العباءة المزيفة، وانهدم الهيكل وهرب الكهان، وعاد عبق الوطن من أسره.

أيها الأخوة والرفاق..

فتح تاريخ، وأي تاريخ، وأنتم يا من عمموا بالشمس هاماتهم، ومشوا فوق رؤوس الحقب، أعدتم لفتح فتحها، أعدتم للثورة تاريخها، وللشعب روح الانتفاض على عصر البغي والامتهان، فاستعادت فتح حقيقتها، استعادت ميثاقها وثوابت شعبنا التي دنست، وبكم استعاد الكفاح المسلح لشعبنا رافداً ابتدأ به، ناراً على العدو الغاصب، وهوية وكياناً سياسياً كفاحياً لشعب فلسطين العربية.

أيها الحفل الكريم:

عندما نتحدث عن فتح، إنما نتحدث عن فتح الحقيقية، فتح التاريخية، ببرنامجها السياسي والعسكري، فتح الملتزمة بثوابت شعبنا وأمتنا، تاريخ من المعارك الكبيرة، في الأردن، في الأغوار، معركة الكرامة، في تلك البطاح والوديان التي شهدت معارك أبي علي إياد وفدائيي فتح الإباة.. نتحدث عن الشهادة والشهداء، محمد حجل أول شهيد لبناني في الثورة الفلسطينية نتحدث عن خالد اليشرطي.. عن أبي يوسف النجار والكمالين، عن ماجد أبي شرار وأبي جهاد خليل الوزير عن أبي علي مهدي بسيسو.. سفر جليل من الدماء، من المثل والمبادئ، يطوف بنا، من حنايا فتح الشرعية فتح التاريخية.. هذه فتح، كفاح مسلح، مناجزة مستمرة للعدو، وتصدٍ ومواجهة لمشاريع التصفية والاستسلام، وتلاحم قومي عميق الجذور، مع سوريا، مع لبنان، ومع كل الجماهير الشعبية العربية التواقة للتحرر، ومع إيران المسلمة المقاتلة في سبيل الحرية وحقوق المسلمين ومع كل قوى الحرية والتحرر في العالم. هذه هي فتح الثورة، فتح الحقيقية والشرعية، فتح تصنع للنصر تاريخاً.

فتح عمر المختار، القوات الضاربة في عمق الأرض المحتلة، قوات العمليات الردعية النوعية والهجومية المتميزة فطوبى لقوات عمر المختار، وباسم التحالف وجماهير شعبنا العربي الفلسطيني، نشد على أياديهم، أياديهم المخضبة الندية، وإلى الأمام حتى النصر.

يا رفاقي كل تاريخ بني، الإنسان يقول لا فرق بين الحياة و الموت في سبيل الانعتاق من العبودية والارتهان للغاصب، نعم يا فتح الثورة، نعم يا قوات عمر المختار، اضربوا.. فسيري الله عملكم، فأنتم المفلحون.

وأكد أن المسار البديل عن الخيارات الاستسلامية، ولدرء خطرها على شعبنا وقضيتنا وأمتنا، هو استمرار انتفاضة الأقصى، القبول بالمعاناة، القبول بالشهداء، والنضال مع جماهير أمتنا بهدف تغيير اتجاه سياسة التعاطي مع المشروع الإمبريالي الصهيوني، ولتتحول السياسة العربية الرسمية إلى التصدي والمواجهة، تغيير اتجاه الأمة لتستعيد ثقتها بنفسها وبرسالتها وتقبل التضحيات ثمناً لبقائها أمة حية، وحفاظاً لحقوقها وكرامتها.

لقد تفجرت انتفاضة الأقصى في أيلول من عام 2000، بأشد وأمضى مما كانت عليه انتفاضة العام 1987، وهذا هو البديل الحقيقي، انتفاضة يخوض شعبنا العربي الفلسطيني من خلالها حرب الاستقلال، حرب تحرير الأرض العربية الفلسطينية، تحرير الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين من دنس العدو الصهيوني، هذا العدو الذي يحاول سلخ القدس العربية والمسلمة، وتحويلها إلى محج لليهود الضالين، ومن خلالها يجسد رضوخنا لشروطه، يجسد استسلاماً لسطوته وهيمنته. وأكد أن آثار الانتفاضة انتشرت في الشارع العربي الإسلامي كالنار في الهشيم مشدداً على إن الخيار البديل في هذه المرحلة، هو خيار الكفاح والنضال، خيار الانتفاضة واستمرارها.

وأكد أنه لا يمكن الرهان على عرفات قائلاً: مع أخواني أبو موسى وأبو خالد كل الحق عندما يقولون في اجتماعات التحالف الوهم كل الوهم الرهان على عرفات.

وفي ختام كلمته حيا المقاومة الوطنية والإسلامية في لبنان مهنئاً على الانتصار العظيم الذي حققته. كما وجه تحية إكبار وتقدير لسوريا العربية وقائدها الخالد حافظ الأسد، حصن العروبة، ومطمح آمالها الكبار، ووجه تحية محبة وتقدير للسيد الرئيس بشار الأسد الابن البار لمدرسة القائد الخالد والمطور والمحدث لسوريا العربية.

كما وجه تحية لإيران الثورة المسلمة، لصمودها ومواجهتها للعنت الأميركي ودسائسه التي ترمي لإجهاض الثورة أو إفراغها من محتواها الجهادي.

وختم قائلاً: المجد لكل شهيد سقى ربا فلسطين بدمائه الطاهرة، عهداً لكل قطرة دم، ولكل زند يرتفع لتحرير تراب فلسطين، عهداً على مواصلة الطريق والاستمرار بالثورة.

 

 

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 كلمة الأخ ابو موسى

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

أيها الأخوة والأخوات..

الرفيق العزيز الدكتور أحمد ضرغام عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي-

الأخوة والرفاق قادة تحالف القوى الفلسطينية..

الأخوة والرفاق ممثلي فصائل وقوى حركة التحرر العربية والصديقة..

السادة الكرام ممثلي السلك الدبلوماسي العربي والصديق..

أيها الحفل الكريم..

أرحب بكم جميعاً أجمل ترحيب، بالأصالة عن نفسي ونيابة عن إخواني في اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح وعموم كوادر ومناضلي الحركة، وأبطال قوات العاصفة داخل الوطن المحتل وخارجه.

وأحييكم جميعاً أيها الأخوة والأخوات ونحن نحيي اليوم ذكرى مناسبة وطنية عظيمة، وفعل كفاحي هائل الذكرى السادسة والثلاثين لانطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، أحييكم جميعاً يا أهلنا، يا جماهير شعبنا في ساحات الشتات، في مخيم اليرموك الباسل مخيم الشهداء.. في كل مخيم على أرض سورية ولبنان والأردن وباقي الأقطار العربية.

وأوجه من هنا.. من هذا الحفل الجماهيري الكبير، من بينكم.. ومعكم، من دمشق قلب العروبة النابض التحية الحارة.. تحية العهد والوفاء، للأهل في عموم فلسطين، لجماهير شعبنا المناضلة، الصامدة الصابرة، في الجليل والمثلث والنقب ، في الضفة الغربية وقطاع غزة، لذوي الشهداء الأبرار، الذين يكتبون اليوم بدمائهم الحارة الزكية، صفحات مجد وشموخ شعبنا المناضل، وإباء وعنفوان أمتنا وأحرارها وشرفائها،للجرحى البواسل الذين سالت دماؤهم على أرض فلسطين وهم يواجهون قطعان المستوطنين، وجنود الاحتلال، المدججين بترسانة القتل والمجازر، بإرادة لا تضعف، وعزيمة لا تلين، بشجاعة وثبات، أعادت لأمتنا إحساسها بالعنفوان، وثقتها العميقة بطاقاتها الكامنة وقدرتها الخلاقة على العطاء والتضحية، وإيمانها العميق بإمكانية مواجهة العدو، بل وتحقيق الانتصار عليه وهزيمته.

أيها الأخوة والأخوات..

أيها الحفل الكريم..

نلتقي اليوم في هذه المناسبة الوطنية العزيزة.. إحياء للذكرى السادسة والثلاثين لانطلاقة الحركة، انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة.. وقد انقضى ستة وثلاثون عاماً منذ أن دشنت حركة فتح بدماء أبطال فتح، أبطال العاصفة في الأول من كانون الثاني/ عام 1965 ميلاد الثورة.. وانبعاث صوت الشعب الفلسطيني مدوياً ليخرق الصمت الذي لف قضية فلسطين طيلة سبعة عشر عاماً تلت النكبة التي حلت بقضية فلسطين عام 1948.

لنحيي ذكرى الليلة التي تقدم فيها طلائع الشعب الفلسطيني، أبطال فتح والعاصفة للقيام بأول عملياتهم العسكرية ضد العدو، منتهجين خط الكفاح المسلح، مجسدين الخطوة الأولى على طريق حرب الشعب طويلة الأمد.. يعلنون للأمة والعالم أجمع أنها ثورة حتى النصر.. حتى تحرير فلسطين كل فلسطين، حتى يعود الحق لأصحابه.. والأرض لأهلها.. حتى يعود الشعب الفلسطيني لوطنه محرراً، وحتى هزيمة المشروع الصهيوني على أرض فلسطين.

وتحفل هذه المناسبة الوطنية بمكانة تاريخية، لا زالت تكتسب أهميتها إلى يومنا هذا.. نظراً لما دللت عليه الانطلاقة في الظروف التي اندلعت فيها من استخلاصات سياسية هامة، سواء في أهمية وطليعة دور الشعب الفلسطيني في الصراع مع العدو الصهيوني، كرأس رمح في معركة التحرير في أتون صراع مفتوح ضد عدو يستهدف الأمة جمعاء،أو في الضرورة الوطنية للانطلاقة، التي أملتها طبيعة التحديات التي نتجت عن إقامة الكيان الصهيوني على أرض فلسطين، من اغتصاب للوطن، وتشريد للشعب، وتبديد للهوية الوطنية.

فعلى مدار عقدين من الزمن تلت نكبة عام 1948 كانت قضية فلسطين لدى الرأي العام العالمي وفي المحافل الدولية مجرد قضية لاجئين ينحصر الاهتمام بها عبر خدمات وكالة الغوث، كقضية إنسانية، حيث جرى نزع الجانب الوطني عن هذه القضية، كقضية حق وعدل، قضية شعب اغتصب وطنه بفعل القوة والبطش والمجازر، وجرى تشريده خارج أرضه ودياره، قضية شعب له الحق في التحرر من نير الظلم والاحتلال والاستيطان والاغتصاب والتشرد، ومما زاد من أهمية الانطلاقة كضرورة وطنية ما حملته من هدف التحرير من أجل حماية وحدة الشعب الفلسطيني وهويته الوطنية، التي هددتها الظروف التي رافقت نشوء الكيان الصهيوني على أرض فلسطين حيث تنازعت هاتين الركيزتين من ركائز الشخصية الوطنية الفلسطينية (العامل الهام في الصراع مع العدو الصهيوني) مؤامرات تذويب الهوية الوطنية لذلك الجزء من شعبنا الذي رزح تحت نير الاحتلال منذ سنة 1948، وتذويب الهوية الوطنية لأهلنا في الضفة الغربية واحتواء دورهم المقاوم من خلال ما فرضته الوقائع التي تشكلت إثر النكبة، ومؤامرات توطين الفلسطينيين في ساحات الشتات من خلال مشاريع متعددة تكسرت على صخرة رفض شعبنا لها، وتمسكه بحقه في العودة إلى وطنه. فكانت الانطلاقة ترسيخاً لوحدة الشعب، وهويته الوطنية، ووحدة حقوقه، ووحدة نضاله ومصيره.

ورغم أن انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة قد جاءت في ظل المناخ القومي المتصاعد، المعادي للإمبريالية والصهيونية والاستعمار، والمقاوم لسياسة الأحلاف التي سعت لفرض التبعية والهيمنة على أمتنا، وفي ظل مناخ شهد انحسار العديد من أشكال الاستعمار نتيجة ثورات الشعوب سواء في وطننا العربي أو في أنحاء عديدة في آسيا وأفريقيا. إلا أن الانقسامات والخلافات التي سادت بين أطراف النظام الرسمي العربي، قد حالت دون تحشيد طاقات الأمة وإمكاناتها لمواجهة المشروع الصهيوني على أرض فلسطين، الذي ازداد ترسخاً، وتمكن من جلب المزيد من المهاجرين الصهاينة ليستوطنوا أرض فلسطين في سبيل بناء ثكنة وقاعدة العدوان على الوطن العربي والأمة العربية للقيام بدوره ووظيفته في خدمة المصالح الإمبريالية في بلادنا، فكان طبيعياً أن يتحرك الشعب الفلسطيني وطلائعه المناضلة، منتهجين خط الكفاح المسلح، وحرب الشعب طويلة الأمد ليقوم بدوره في تثبيت حقائق الصراع مع العدو الصهيوني، داعياً لتوحيد جهود الأمة وطاقاتها في مواجهة استهدافات وأطماع الكيان الصهيوني ضد الأمة العربية، فكانت انطلاقة فتح بما طرحته من مفاهيم ومنطلقات وأهداف وعبر قراءتها العميقة والوثيقة لطبيعة المشروع الإمبريالي-الصهيوني واستهدافاته، التجسيد الحي والصادق لإرادة هذا الشعب في مواصلة نضاله على قاعدة التحرير داحضاً كل المفاهيم التي روجت حول الاعتراف بالعدو وقرارات الشرعية الدولية وكل ما من شأنه الانتقاص من أي حق من حقوقنا التاريخية في فلسطين.

أيها الأخوة والأخوات

أيها الحفل الكريم

لقد تحقق بفعل الثورة الفلسطينية المعاصرة..والمناخ الكفاحي الهام الذي شكلته إنجازات وطنية هامة،وتجسدت حقائق أثيرة ما كان لها أن تتحقق لولا تضحيات هذا الشعب ومعاركه الخالدة التي خاضها،وقوافل الشهداء الذين قضوا في أتون الصراع المرير مع العدو الصهيوني داخل الوطن المحتل وخارجه، ولولا نضالات المناضلين من أحرار وشرفاء أمتنا الذين ناضلوا في صفوف الثورة الفلسطينية وقدموا أغلى التضحيات إيماناً منهم أن قضية فلسطين هي قضية الأمة برمتها وأن العدو الصهيوني عدو الأمة جمعاء، لولا تضحيات الأمة في معاركها التحريرية التي خاضتها، ودعم ومساندة القوى الحية فيها لنضال الشعب الفلسطيني وحركته الوطنية وثورته المعاصرة .

من على أرض سورية انطلقت الثورة المعاصرة وقد توفرت لها عوامل الإعداد والتهيئة والتحضير في ظل البعث الخالد وثورته المجيدة في الثامن من آذار.

على أرض سورية التصحيح بقيادة الراحل الخالد الرئيس حافظ الأسد جرى تضميد جراح الثورة النازفة إثر أحداث أيلول عام 1970 لتتمكن من إعادة تنظيم صفوفها لتواصل دورها المقاوم .

على أرض سورية كان الحضن الدافئ الذي يحتضن من جديد المناضلين الوطنيين الفلسطينيين إثر الاجتياح الصهيوني للبنان عام 1982 في ظروف خطيرة واجهت فيها سورية استهدافات العدو الصهيوني ومآربه في التوسع وفرض الإملاءات والشروط، فانبرت سورية قلعة حصينة تدرأ عن أمتها الأخطار، تواجه المؤامرات ، تدعم المناضلين والمقاومين فبقيت شعلة الثورة الفلسطينية وضاءة متقدة، ومكنت المقاومة الباسلة على أرض لبنان الشقيق من كل عوامل القوة والمنعة والقدرة على مواجهة الاجتياح الصهيوني وصولاً لدحره وهزيمته.

نعم أيها الأخوة والأخوات لم تكن الثورة الفلسطينية بمفردها، لقد حظيت بدعم الأحرار والشرفاء في أمتنا وقوى الصمود فيها،وكان لمصر عبد الناصر دورها الهام في دعم ومساندة وحماية الثورة الفلسطينية فكان صوت عبد الناصر المدوي الهاتف بأن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة وأن المقاومة الفلسطينية أنبل ظاهرة في تاريخنا الحديث، وأن المقاومة وجدت لتبقى ولتستمر ولتنتصر سلاحاً هائلاً يتسلح به المناضلون، يرفع معنوياتهم،يشد من أزرهم،يعمق في صفوفهم الشعور بوحدة أمة تتطلع لتحقيق نفس الأهداف وتناضل في سبيل نفس القضايا،وتصبو نحو مصير مشترك تتحقق فيه وحدتها وتقدمها.

في مجرى الصراع مع العدو الصهيوني،في سنوات النضال المتواصلة ترسخت أيها الأخوة والأخوات  وحدة الشعب الفلسطيني التي حاولت المؤامرات المتلاحقة النيل منها، وانبعثت قضية فلسطين، بعد طول غياب كقضيةٍ وطنية تحررية، وتكرس النضال في سبيلها نضالاً عادلاً مشروعاً، وتجلت كقضية من أعدل قضايا الأمة العربية، وقضية مركزية في الصراع العربي-الصهيوني. واكتسبت أهمية عالمية كقضية من أبرز قضايا التحرر في العالم.

وفي مجرى الصراع مع العدو الصهيوني ترسخت أهمية وجدوى حرب الشعب ثقافةً وممارسةً ضد العدو الصهيوني، سواء في استنزاف العدو الصهيوني وخلخلة أمنه، وضرب جانب من دوره العدواني وضرب أمن مستوطنيه، والتأثير في معدلات هجرة الصهاينة إلى فلسطين وخارجها، وهزيمة مقولة الجيش الذي لا يقهر، حيث شكلت معركة الكرامة بعد هزيمة عام 1967 والتي خاضها الفدائي الفلسطيني والجندي الأردني محطة مضيئة في تاريخ الصراع العربي-الصهيوني، ثم جاءت حرب تشرين التحريرية، ونضال المقاومة الباسلة في لبنان، ومواصلة النضال والمقاومة على أرض فلسطين بكل أشكاله من عمليات عسكرية متواصلة، وفعل استشهادي مباشر، وانتفاضات متلاحقة، انتصارات عظيمة متراكمة، عمقت من مأزق الكيان الصهيوني، وفشل في إخضاع الأمة وفق مخططاته، وهزمت مشاريعه ومخططاته، فلم يعد قادراً على التوسع والاحتلال،وتكسرت مخططات تغييب الشعب الفلسطيني عن أرضه ووطنه بفعل تمسك شعبنا الحازم بوطنه ففشلت استراتيجياً مخططات تهويد فلسطين، وفقد الكيان الصهيوني على الرغم من ترسانته العسكرية وحدة وشراسة اعتداءاته، وارتكابه المجازر، القدرة على الإخضاع والتطويع، وأسهم هذا كله في احتواء دوره ووظيفته الاستراتيجية، وأضحت إمكانية بقائه ككيان استعماري استيطاني عدواني موضع جدل ساخن وواسع داخل التجمع الاستيطاني، وهي نتيجة طبيعية لتجمع غير طبيعي، لثكنة عسكرية لا تتمكن من البقاء طويلاً، مهما جرى تقويتها وتغذيتها بعوامل القوة وآلة القمع، وأسلحة الدمار.

أيها الأخوة والأخوات

أيها الحفل الكريم 00

تتزامن الذكرى السادسة والثلاثون لانطلاقة حركة فتح انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، وشعبنا الفلسطيني داخل الوطن المحتل، يخوض نضاله البطولي، عبر انتفاضة عارمة ،تتحفز لدخول شهرها الخامس، عصية على التطويع والإخماد، لحمتها موقف جماهيري أصيل لا يعرف الاستسلام ولا المساومة، ووحدة شعبية ميدانية مقاومة راسخة، وزيتها الذي يزيد من اتقادها الدماء الحارة الزكية التي نزفت من مئات الشهداء وألوف الجرحى، انتفاضة تقف أمام نفس المهام التي اضطلعت بها الثورة الفلسطينية عند انطلاقتها.. صون وحدة الشعب، وحماية هويته الوطنية، وانتزاع حقوقه، هذه الأهداف التي سعت المؤامرات ومسارات التسوية والاتفاقات المعقودة مع العدو الصهيوني لهدرها، على يد شريحة انحرفت عن ثوابت النضال الوطني الفلسطيني، ومزقت الميثاق الوطني، وتخلت عن 80 %من الأرض الفلسطينية، ذلك الجزء الغالي من الوطن الحبيب الذي رزح تحت الاحتلال منذ عام 1948 .

 وتمثل الانتفاضة اليوم صفحة  نضالية كبيرة من صفحات نضال شعبنا الفلسطيني المتواصل طيلة أكثر من قرن من الزمن فهي إحدى سمات النضال الوطني الفلسطيني، ليست غريبة عن سجله النضالي الحافل بالانتفاضات والهبات والثورات وهي تعبير عن المخزون النضالي الهائل الذي اختزنه الشعب الفلسطيني في أتون الصراع اللاهب مع العدو الصهيوني.

والانتفاضة اليوم تكتسب أهمية استثنائية لما تمثله من تطور كفاحي نوعي، ولما جسدته من حقائق في مجرى الصراع، وما أحدثته من آثار عميقة، وما تهدف لتحقيقه، ولما فجرته من مواقف في أرجاء وطننا العربي.

لم تكن انتفاضة الأقصى أمراً مفاجئاً، ولا ردة فعل على ما يسمى بالاستفزاز في توصيف قيام الجنرال المجرم شارون دخول باحة المسجد الأقصى رغم ما تدلل عليه هذه الخطوة في توقيتها وشكلها وأهدافها من إمعان في إهانة وإذلال الشعب الفلسطيني وتحد لمشاعره ومشاعر العرب والمسلمين في أرجاء المعمورة.

لقد كانت هذه الخطوة الشرارة التي أشعلت لهيب الغضب الكامن في صدور جماهير شعبنا الذي تلمس بحسه الوطني المرهف وهو صاحب التجربة الكفاحية الكبيرة أن ما يجري استكماله من خلال المفاوضات ما هو إلا فصل جديد من فصول مؤامرة تصفية قضية فلسطين، وأن ما يتشكل على أرض الواقع بفعل الاتفاقات المعقودة مع العدو الصهيوني هو استكمال عملية تهويد الأرض من خلال الاستيطان الزاحف، وهدر حق الشعب الفلسطيني في العودة إلى وطنه والمساومة على مدينة القدس بما يهدد مكانتها الدينية والتاريخية ويعمل على تهويدها،و إخضاع الشعب الفلسطيني لإملاءات وشروط العدو الصهيوني واستعباده.

فكان طبيعياً أن تنفجر هذه الانتفاضة المباركة وأن يستعيد الشعب الفلسطيني زمام المبادرة في الاشتباك مع العدو الصهيوني الغاصب، والتصدي لمخططاته ومشاريعه وبرامجه.

فكانت الانتفاضة تعبيراً بالدم أن الشعب الفلسطيني يرفض رفضاً قاطعاً كل الاتفاقات الموقعة مع العدو الصهيوني، سواء اتفاقية أوسلو وكل ما تبعها من اتفاقات وبخاصة ما تم الاتفاق عليه في قمة كامب ديفيد الثانية لجهة القدس واللاجئين في إطار ما يسمى بالحل النهائي، وإن المفاوضات لا تقدم حلاً لقضاياه، وليست الطريق لاستعادة حقوقه، وأنه يرفض في الوقت نفسه نهج المفاوضات مع العدو الصهيوني، مؤكداً أن السبيل لتحرير الوطن، وتحقيق الأهداف الوطنية، وصون المقدسات هو مواصلة النضال والمقاومة، وأن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة.

لقد أظهرت انتفاضة الأقصى أن وحدة الشعب الفلسطيني حقيقة راسخة وهي أقوى من أن تزعزعها برامج التصفية فما أن اندلعت الانتفاضة في الضفة الغربية وقطاع غزة حتى هب شعبنا الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال منذ سنة 1948 في انتفاضة غاضبة واجه فيها شعبنا قوات الاحتلال، والمستوطنين الغزاة في سلسلة من المواجهات والاشتباكات في الجليل والمثلث والنقب سقط على أثرها 14 شهيداً وعشرات الجرحى.

لم يكن هذا الموقف الوطني مفاجئاً، فلطالما عبر شعبنا في ذلك الجزء العزيز المحتل منذ سنة 1948 عن عمق تمسكه بهويته الوطنية وأنهم العرب الفلسطينيون أصحاب الأرض والحق، وأن الجنسية (الإسرائيلية) المفروضة عليهم ليست سوى نعل ينتعلونه تمكنهم من الحركة والتنقل وأن كل دعاوى الأسرلة والاندماج في المجتمع الجديد ما هي إلا دعاوى واهية، وأن محاولات فرض واقع من التصالح والتعايش مع الغزاة الصهاينة محاولات زائفة.

 لقد اتسم نضال شعبنا بعمق تمسكه بأرضه وهويته، وكان يوم الأرض المجيد سنة 1976 تجسيداً لهذه الحقيقة، وجاءت المواجهات المتواصلة ضد العدو وإجراءاته، وسياسة مصادرته للأراضي لتفتح على الدوام ملف الهوية والانتماء والأرض، ولم يتأسس على دعوات ونظريات حقوق المواطنة والمساواة والديمقراطية أية أوهام، فبقي الثابت والأصيل الذي سطع معمداً بالدم أن الأرض الفلسطينية وحدة واحدة، وأن وحدة الشعب الفلسطيني راسخة لن تنفصم عراها. وأن كل قطرة دم تسيل في غزة والقدس ونابلس والخليل تشتعل لهيباً وناراً في أم الفحم وعرابة والطيبه والناصرة وعكا والنقب.

وكان طبيعياً أن تجد الانتفاضة صداها العميق في مخيمات وتجمعات شعبنا الفلسطيني خارج الوطن المحتل، تجسيداً لوحدة الشعب ووحدة قضيته ووحدة حقوقه، وتكامل نضاله، فشعبنا في ساحات الشتات الذي حمل أعباء الثورة المعاصرة منذ انطلاقتها حتى عودة فريق أوسلو إلى فلسطين تواق للحظة التي يتمكن فيها من القيام بدوره في معركة تحرير فلسطين، متمسك بهويته الوطنية يرفض التوطين والتهجير والتعويض مناضلاً في سبيل العودة.

لقد تجلى في انتفاضة الأقصى، في الصراع مع العدو الصهيوني، ذلك القانون الموحد لأهداف الأمة وآمالها وتطلعاتها، والذي تجسد بشكل ساطع في حقيقة أن المقاومة تستنهض الأمة وتوحدها، وأن فلسطين هي القضية المركزية لأمتنا، وليس هناك من قضية راهنة توحدها سواها.

فلقد أججت الانتفاضة، والمجازر التي ارتكبها العدو الصهيوني مشاعر الغضب في صدور وقلوب الجماهير العربية على امتداد الوطن العربي، فخرجت الجماهير إلى الشوارع في مظاهرات ومسيرات شعبية غاضبة تعبر عن رفضها للبرنامج الأميركي-الصهيوني، ورفضها للاتفاقات الموقعة مع العدو الصهيوني تطالب بإلغائها وإغلاق سفارات العدو، تقاوم التطبيع، وتطالب المطبعين التوقف عن تقديم خدماتهم للعدو الصهيوني، تطالب بفرض المقاطعة على الكيان الصهيوني، وفرض المقاطعة على البضائع الأميركية، تطالب بفتح الحدود مع فلسطين المحتلة لتقوم بدورها في مواجهة العدو على أرض فلسطين.

لم تكن هذه المواقف مواقف عاطفية وتضامنية، بقدر ما أكدت أن فلسطين هي قضية الأمة المركزية، وأن العدو الصهيوني عدو الأمة جمعاء، وأن أمتنا أمة واحدة، وأن البرامج والمشاريع والمخططات والمؤامرات الساعية إلى تجزئة الأمة وتفتيتها أوهن من أن تتمكن من المساس بهذه الحقيقة.

وهكذا أحدثت الانتفاضة على مدى أربعة أشهر متواصلة تحولات نوعية عميقة وأبرزت استخلاصات سياسية كثيرة وخلقت حقائق جلية ليس بوسع أي طرف تجاهلها أو القفز عنها سواء على صعيد العدو الصهيوني أو على الصعد الفلسطينية والعربية والدولية. لقد كشفت عن عمق الأزمة والمأزق الذي يعيشه الكيان الصهيوني وهو مأزق من طبيعة استراتيجية يتعلق بمسألة الوجود والبقاء وهزت في نفس الوقت مسار السلام المزعوم في أسسه وبرنامجه ونتائجه وإفرازاته وعوامل استمراره وإن لم تسقط الاتفاقات بعد، وتعمقت أزمة البرنامج الأميركي-الصهيوني حيث تكشفت أهدافه الحقيقية، حيث تنتصب اليوم أمام إمكانية تعميمه عقبات كبيرة. ووجدت الأطراف الرسمية العربية نفسها أمام واقع جديد يضغط بثقله عليها، يفرض عليها مسؤوليات ومواقف جديدة وفي مقدمة هذا الواقع أن قضية فلسطين هي القضية الأساس التي ترمي بثقلها وظلالها وما يدور على أرضها على كل القضايا وعلى حاضر ومستقبل الأمة.

أيها الاخوة والأخوات

أيها الحفل الكريم

وفي سبيل الالتفاف على هذه الإنجازات واحتواء هذه التحولات العميقة، وللحيلولة  دون تنامي وتطور الانتفاضة، ينتصب معسكر معاد للانتفاضة ولنضال الشعب الفلسطيني ولحركة الجماهير العربية الناهضة معسكر يخشى الانتفاضة نظراً لما حققته ولما تمثله من تهديد حقيقي لمخططات البرنامج الأمريكي- الصهيوني، والأطراف التي تساوقت معه، فتبذل الجهود، وتحاك الدسائس والمؤامرات وترسم السياسات بل وتستأنف المفاوضات للقضاء على الانتفاضة .

وهي مخططات سعت منذ الأيام الأولى لهذه الانتفاضة أن تحقق ما تهدف له فكان اجتماع باريس وقمة شرم الشيخ والاتصالات  الأمنية لخدمة هذه الأهداف والمآرب، ولقد تكسرت كل هذه المحاولات على صخرة صمود شعبنا الذي حدد بوعي عميق أن الانتفاضة ذات طبيعة وطنية تحررية، وليست حركة احتجاجية على عدم تطبيق الاتفاقات وأن الهدف هو طرد الاحتلال وكنسه بالمقاومة وليس العودة إلى طاولة المفاوضات .

لكن شريحةً في سلطة الحكم الذاتي -نقول هذا بألم ومرارة وبوضوح وصراحة- بقيت مرتهنة للبرنامج الأمريكي-الصهيوني، أسيرة نهج المفاوضات مكبلة بالاتفاقات لازالت تضخ الأوهام وتروج الإحباط وتخلق البلبلة في صفوف الانتفاضة، تجري لقاءات سرية وعلنية تبدي الاستعداد للمساومة على كل شئ تتفاوض اليوم على أساس ما يسمى بمقترحات كلنتون تخضع من جديد مدينة القدس للمساومة بما يهدد عروبتها ومكانتها الدينية والتاريخية والنيل من المسجد الأقصى حيث يروج الرئيس كلنتون خرافات توراتية مزيفة بإعطائه حقاً لا يملكه للصهاينة في الجدار الغربي للمسجد الأقصى، مقترحات تبقي على الكتل الاستيطانية تقطع أوصال المدن والقرى الفلسطينية وتحولها إلى معازل، مقترحات تقول بوضوح لا لحق العودة ..لتهدر هذا الحلم الذي ما فارق ضمير ووجدان فلسطيني هذا الحق الذي سقط في سبيله مئات الآلاف من الشهداء، مقترحات تضع من جديد مصير أكثر من خمسة ملايين فلسطيني فريسة لمؤامرة  التوطين والتهجير والتعويض.

ومما يزيد من خطورة ذلك ما تشيعه أوساط سلطة الحكم الذاتي أن بعض الدول العربية موافقة عليها وواضح تماماً أيها الاخوة والأخوات أن الهم الأساسي للولايات المتحدة الأميركية هو السعي لتجميل الوجه القبيح للجنرال القاتل باراك، وتهيئة المناخات التي تساعده على الفوز بالانتخابات وهي محاولة بائسة من جانب كلنتون ليختم عهده باتفاق يحمل اسمه ينهي الصراع ويقدم خدمات جلى للكيان الصهيوني وهو القائل أن مقترحاته نابعة من حب عميق لإسرائيل والتزام بها مدى حياته .

تريد هذه المقترحات وهذه المفاوضات أن تضع حدا ً للانتفاضة وتعيد الأمور إلى ما كانت عليه قبلها لتكتب الولايات المتحدة الأميركية ما تشاء من برامج ومشاريع السيطرة والإخضاع.

لقد غاب عن هؤلاء جميعاً أن القيمة التاريخية لانتفاضة الأقصى أنها مثلت نهاية مرحلة وبداية مرحلة جديدة، نهاية مرحلة الانحسار والتراجع والمراهنة على المفاوضات، مرحلة انكشفت فيها حقيقة السلام الذي تدعيه أمريكا وطبيعته .

غاب عن هؤلاء جميعا أن الحقيقة الساطعة اليوم تؤكد أن سمة المرحلة هي المقاومة والتمسك بالحقوق ونبذ الأوهام، وأن المستقبل لهذا الخط تصونه دماء الشهداء وتشبث شعبنا بحقوقه وتسنده القوى الحية في امتنا .

أيها الأخوة والأخوات

لقد أخرجت الانتفاضة قضية فلسطين من القمقم الذي وضعت فيه وفتحت آفاقاً رحبة للعمل الوطني الفلسطيني، وأعادت لقضية فلسطين أبعادها الحقيقية القومية والدينية والإنسانية.

إلا أن المهام أمامنا صعبة ودربنا لإنجازها شائك يحتاج لنضال مديد وإدارة واعية للصراع وتراكم نوعي في الأداء الكفاحي والسياسي والشعبي وعلينا جميعاً تلمس الواجبات والمسؤوليات الملقاة على عاتقنا والانخراط في برنامج كفاحي يحدد الأولويات الملحة التي تحتمها انتفاضة الأقصى ونرى في هذا السبيل مهامنا التالية:

 

على الصعيد الفلسطيني:

 

1- تعزيز نضال وصمود شعبنا في الأراضي المحتلة من عام 1948 والعمل على ربط نضال وكفاح شعبنا في هذا الجزء من الوطن بنضال وكفاح شعبنا في الضفة والقطاع، على قاعدة وحدة القضية ووحدة الأرض، ووحدة الشعب، وتصعيد المواجهة والاشتباك مع العدو.

وتكتسب هذه المهمة أهمية وطنية كبيرة بل وضرورة قصوى، فالعدو الصهيوني يتحفز ويخطط لجملة من الإجراءات والقمع والتنكيل بهذا الجزء من شعبنا جراء مواقفهم وهبتهم المجيدة مع انتفاضة الأقصى، وقد استخلص الدرس الكبير بعدم إمكانية تغييب هوية شعبنا، ودمجه في التجمع الصهيوني الذي حاول أن يطمس دورهم في إطار الحركة الوطنية الفلسطينية، وتصويرهم وكأنهم يبحثون فقط عن المساواة وحقوق المواطنة.

إن خفوت حدة المواجهة داخل أراضي 1948 لا يعني على الإطلاق استسلامهم لمشيئة العدو، وقبولهم بالأمر الواقع، فكل الظروف الموضوعية تؤشر إلى المزيد من الهبات والانفجارات ومواجهة العدو، وتؤكد في نفس الوقت على ضرورة إنضاج العوامل الذاتية التي تهيئ لنجاح وديمومة هذه الهبات.

وهذا يتطلب برنامجاً يأخذ بعين الاعتبار دور شعبنا في أراضي 1948، وطبيعة التحديات التي يواجهها ويربط بين حلقات النضال المختلفة.

2- تعزيز صمود شعبنا ونضاله في عموم الوطن المحتل بما يكفل القدرة على الاستمرار في الفعل الانتفاضي الشعبي وإفشال كل محاولات الالتفاف على الانتفاضة وإطفاء جذوتها، فحماية الانتفاضة داخل الوطن المحتل يتطلب العمل على تعزيز صمود شعب وتوفير المستلزمات المالية لبناء مشاريع اقتصادية لشعب مقاوم، وتشديد الضربات ضد جنود العدو، وقطعان مستوطنيه وملاحقتهم في أماكن تواجدهم كافة، وتوجيه الضربات له في عمق الكيان بما يسهم في خلخلة أمنه وإيقاع أكبر الخسائر في صفوفه وصفوف قطعان مستوطنيه.

3- إن حماية الانتفاضة واستمرارها يستوجب العمل على تشكيل قيادة وطنية تنبثق من خلال الانخراط في الصراع وإدارته، تؤسس إلى اقتصاد مقاوم وتحمل برنامجاً سياسياً وكفاحياً يكون هدفه تحرير الضفة والقطاع والقدس دون التنازل عن أي حق من حقوقنا التاريخية في فلسطين، وفي هذا السياق فإننا ندعو كل القوى وبخاصة قواعد فتح التي تتحمل اليوم مسؤولية استمرار الصراع أن تعمل على توليد المشروع الوطني، وأن تضع اليوم في ظل الانتفاضة برنامجها السياسي والتنظيمي الواضح الذي ينبثق منه خطط عمل سياسية واقتصادية وكفاحية من أجل استمرار الانتفاضة وعدم التفريط بحقوقنا، على قاعدة كنس الاحتلال والتحرير وحماية الانتفاضة، وصون حق العودة، فالبرنامج السياسي والبرنامج التنظيمي الذي يؤطر قوى شعبنا هو الذي يشكل البديل لأوسلو والتفريط بـ80% من فلسطين.

وفي هذا السياق تدعو اللجنة المركزية لحركة فتح قوى شعبنا المنتفضة أن تعيد بناء مشروعها الوطني في إطار الصراع على قاعدة واضحة محددة، وضمن استراتيجية عمل توحد كل شعبنا من أجل تحرير الضفة والقطاع والقدس دون قيد أو شرط أو التنازل عن أي حق من حقوقنا وفي طليعة ذلك حق العودة لشعبنا إلى وطنه.

وإذ نشير اليوم في هذا المجال وفي دعوتنا هذه بهذا الوضوح إلى قواعد فتح،فلأن الاعتبارات التي تنطلق منها الحركة في رؤيتها للأحداث والتطورات وقراءتها لمواقف القوى، وتحليلها للتحولات والظواهر هي اعتبارات وطنية وكفاحية بعيدةً عن أي اعتبارات عصبوية وفئوية، وتقوم هذه الاعتبارات على أسس وثوابت وطنية لا يجوز تجاهلها عندما يتعلق الأمر بالقضايا المصيرية ولا يجوز ان يحل محلها خلط الأوراق ولا الخلط بين مفهوم وحدة الشعب ومفهوم الوحدة الوطنية، كما لا يجوز تجاهل ما يفرزه هذا المخاض العنيف وما تسفر عنه وقائع المواجهات مع العدو من نتائج تجعل من الوحدة الميدانية قانوناً طبيعياً يتشكل على أرض الواقع ويتعزز في مجرى الصراع، أننا على ثقة أكيدة أنه من رحم الثورة الفلسطينية يجري فرز حقيقي يتضح وتظهر أبعاده جليةً في ميدان الصراع وكلما نضجت العوامل الذاتية والموضوعية .

    على الصعيد العربي:

1- نتوجه إلى الدول العربية كافة وإلى الجامعة العربية في هذه المرحلة التاريخية الوطنية إلى دعم صمود الشعب الفلسطيني على أرضه ووطنه، والمساهمة الجادة في خلق اقتصاد مقاوم للتخلص من التبعية للكيان الصهيوني. انطلاقاً من المسؤولية القومية، ورغبة في تجاوز الحد الذي أقرته القمم العربية والإسلامية حيث لم ترتقيا إلى مستوى طموحات الجماهير العربية رغم ما جسدته من بعض الإيجابيات.

وفي هذا السياق وفي الوقت الذي نعرب فيه عن شكرنا وتقديرنا لكل من قدم دعماً سياسياً أو مالياً لانتفاضة شعبنا، ولكل الدول العربية التي احتضنت جرحى الانتفاضة وعملت على علاجهم وشفائهم وقدمت الدعم لأسر الشهداء والجرحى، إلا أننا نتوجه هنا بالشكر الجزيل والتقدير العميق للدور البارز الهام الذي لعبته سورية سياسياً وإعلامياً ومادياً في دعم الانتفاضة وفي الحرص عليها بل وفي الخشية عليها من مؤامرات إجهاضها، وللموقف السياسي الواضح والحازم لسيادة الرئيس بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية سواء في مؤتمر القمة العربي وفي غيرها من المناسبات.

ونتقدم هنا بتحية عرفان وتقدير للعراق الشقيق وهو يتقاسم رغيف الخبز وعلبة الدواء مع أبناء الشعب الفلسطيني في وقت يحتاجه العراق نظراً لطول أمد الحصار الجائر وما أنتجه من صعوبات اقتصادية، إن موقف الدعم والمساندة هذا لأكبر دليل أن العراق نصير لامته قوي بشعبه وأمته وبرسالته التي لم تزعزعها أسلحة الدمار التي لازالت تعمل قتلاً وتدميراً وحرائق في العراق الشقيق .

2- دعم انتفاضة شعبنا سياسياً والحيلولة دون الالتفاف عليها وإجهاضها وهدر التضحيات الهائلة التي قدمها شعبنا، وعدم تغطية أي اتفاقات يجري التوصل لها، فهي لن تعيد لشعبنا حقوقه، وتحول دون تحقيق أهدافه.

ونقول اليوم في هذا الصدد ونحن نتوجه للدول العربية ولجامعة الدول العربية التي تتبنى قرارات الشرعية الدولية، أين هي الشرعية الدولية في كل الاتفاقات التي عقدت من وراء ظهر الشعب الفلسطيني؟  أين هي الشرعية الدولية في مقترحات الرئيس الأمريكي كلينتون ؟

نسأل اليوم رغم إدراكنا أن العديد من قرارات الشرعية الدولية ألحقت الظلم والإجحاف بشعبنا وقضيتنا الوطنية هل احتلال القدس والمساس بمكانتها الدينية والتاريخية يتطابق مع قرارات الشرعية الدولية ؟

ألم يشجب ويدين المجتمع الدولي الاستيطان ولم يقر به في أي من قراراته ؟

ألم تؤكد قرارات الشرعية الدولية على حق الشعب الفلسطيني بالعودة إلى وطنه ؟

أم أن قرارات الشرعية الدولية تطبق فقط على العرب كما طبقت على العراق وليبيا والسودان؟

3- نجدد الدعوة لكل القوى والأحزاب وفصائل حركة التحرر العربية لدعم وإسناد كفاح شعب فلسطين، ودعم انتفاضته المباركة والمشاركة فيها بكل السبل المتاحة، وشجب كل محاولات الالتفاف على الانتفاضة، والقيام بالفعاليات والتحركات الشعبية بأوجهها المختلفة تأكيداً على وحدة الهدف والمصير      

 

أيها الأخوة والأخوات

الحديث يطول في هذه المناسبة وعنها لكني اختم حديثي بالقول إن الفرصة التاريخية اليوم ليس عدم تفويت فرصة السلام كما يروج البعض، الفرصة التاريخية هي تعميق مأزق العدو، وإيقاع الخسائر في صفوفه وإجباره على الاندحار، الفرصة التاريخية اليوم تحتاج لرص الصفوف وتوحيد الجهود وحشد الطاقات ونبذ أوهام التصالح والتعايش مع عدو عنصري فاشي من اجل تصعيد النضال نحو طرد وكنس الاحتلال دون قيد أو شرط ودون التنازل عن الحقوق التاريخية وفي المقدمة منها حق العودة .

يا أبناء فتح ..يا ثوار العاصفة البواسل.. أيها الوطنيون الفلسطينيون، لنواصل معاً العمل بشجاعة وثبات، بإرادة لا تنكسر، لا خوف ولا وجل، لا يأس ولا قنوط، لنشدد معاً الضربات باتجاه العدو، لنصعد معاً عملنا الكفاحي المقاوم، فإلى جانبكم ومعكم يواصل إخوانكم من قوات القائد الشهيد عمر المختار أحد أجنحة قوات العاصفة الضاربة داخل الوطن المحتل، دورهم الكفاحي وفعلهم المقاوم .

لنجدد معاً العهد والقسم أن لا تنطفئ شعلة الثورة والمقاومة، ولتكن دماء الشهداء الزيت الذي يضئ لجموع شعبنا درب النصر والعودة .

تحية لكم يا جماهير شعبنا على أرض فلسطين..

تحية لكم يا جماهير شعبنا في ساحات الشتات ..

تحية لكل قوى الصمود في مواجهة العدو..لكل يد مقاومة ..للأحرار والشرفاء في صفوف امتنا الذين هبوا ينتصرون لفلسطين ..

تحية للبنان الشقيق قيادة وشعباً، وللمقاومة الوطنية والإسلامية الباسلة ..

تحية عرفان وتقدير للعراق الشقيق تحية للجماهيرية الليبية ولثورة الفاتح من أيلول وقد كانت كلمة سرها القدس ..تحية لسوريا العربية .. ولشعبها الأبي.. لجيشها الباسل .. لحزب البعث العربي الاشتراكي

لسيادة الرئيس بشار الأسد..

المجد والخلود للشهداء ..لشهداء الانتفاضة ..لشهداء شعبنا .. لشهداء المقاومة على ارض لبنان.. لشهداء امتنا على امتداد الوطن.                                         

وإنها لثورة حتى النصر

--------------------------------------------

 

الأخ أبو خالد يبرق لحفل إنطلاقة فتح:إنطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة

 

 

وقد نقلت في بداية الحفل تحيات الأخ أبو خالد أمين السر المساعد للجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني(فتح) أمين سر القيادة العامة لقوات العاصفة الذي غاب لمهمة طارئة،.. وهو في هذه المناسبة الغالية يتوجه بأحر التحيات الكفاحية للأخوة والرفاق في حزب البعث العربي الاشتراكي، حزب فلسطين، والسيد الرئيس بشار الأسد، وللأخوة في حزب الله المجاهد، ولتحالف القوى الفلسطينية،ولأحزاب الجبهة الوطنية التقدمية في سوريا، وسائر أحزاب قوى وحركة التحرر العربية، وللأخوة في السفارات العربية والأسلامية والصديقة، وللأتحادات الشعبية والمهنية الفلسطينية والفعاليات الثقافية والاجتماعية، وللذين تجشموا عناء السفر، أهلنا القادمين من مخيمات شعبنا في سوريا ، من حندرات والنيرب ومخيمات العائدين في حمص وحماه واللاذقية ودرعا، ولأهلنا في مخيم خان الشيح وخان دنون وسبينة والسيدة زينب وجرمانا إلى أهلنا هنا في مخيم اليرموك، تحية العهد والوفاء لعائلات الشهداء الأبرار الخالدين، وللأخوة الأعزاء أهلنا رفاق الدرب والمصيرأبناء سورية العربية، ولكل الأشقاء في ساحاتنا العربية والأسلامية، التحيات الكفاحية لكل قوى التحرر في العالم التي تساند قضيتنا العادلة.

وتوجه الأخ أبو خالد بالتحية إلى أهلنا في فلسطين، في الجليل والمثلث والنقب، في الضفة والقطاع والقدس،وفي كل أماكن اللجوء والشتات، وإلى أبناء فتح المتمسكين بثوابتها، رجال وقفة العزفي 9/5/1983 ،ولقوات الشهيد القائد عمر المختار، أحدى الأجنحة الضاربة لقوات العاصفة داخل الوطن المحتل، وإلى كل فتحاوي مؤمن بمبادئ فتح أينما كان ..وتحية الاكبار لشهداء انتفاضة الأقصى،ولأسرهم الصابرين ،ولجرحاهم البواسل،وللأسرى الأبطال جميعاً.

وجدد الأخ أبو خالد العهد لشعبنا المناضل وأمتنا المكافحة ، ولكل الشهداء والأسرى،أننا سنبقى الأوفياء والأمناء على طريق عزالدين القسام ،وعمر المختار،وجمال عبد الناصر، وحافظ الأسد، هؤلاء العظام العظام، سيبقون المنارات التي نتهتدي بها ،هؤلاء العظام العظام الذين لن يساوموا على ذرة تراب ،ولن يدنسوا أيديهم بمصافحة الأعداء،فكانوا المدرسة والبوصلة التي لن تضل،والعهد أنهم باقون فينا قيماً ومبادئ ومثلاً ،وشموخاً وعزة وكرامة،إصراراً وعزيمة علىدرب تحرير الأرض وانتزاع الحقوق، ووحدة الأمة.

وثورة حتى النصر...

----------------------------------------

 

بمناسبة الذكرى السادسة والثلاثين للانطلاقة:

برقيات التهنئة تتواصل من الأحزاب والقوى العربية والصديقة

 

تواصل ورود برقيات التهنئة إلى اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني <<فتح>> بمناسبة الذكرى السادسة والثلاثين لانطلاقة <<فتح>>، انطلاقة الثورة الفلسطينية وأكدت هذه البرقيات على أهمية الدور الذي اضطلعت به حركة فتح والذي كان معبراً عن طموحات وآمال جماهير الشعب الفلسطيني وفيما يلي نص البرقيات:

 

الحزب الديمقراطي الشعبي

الأخوة في حركة التحرير الوطني الفلسطيني-فتح

تحية وبعد:

تأتي ذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية المسلحة هذا العام في ظلال الانتفاضة الشعبية الباسلة والمقاومة للاحتلال الصهيوني هي الخيار الوحيد القادر على إجلاء الاحتلال وإزالة المستعمرات الصهيونية وعلى انتزاع الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس العربية على أرضه فلسطين.

إن استمرار الانتفاضة وتصعيدها ضد جيش الاحتلال وعصابات المستوطنين الصهاينة والتضحيات العظيمة لشعبنا الفلسطيني من شهداء وجرحى ومعتقلين، ومشاركة كل شرائحه وفئاته في المواجهات، وتجلى الوحدة الوطنية في أرقى أشكالها عبر القيادة السياسية والميدانية للانتفاضة وفي العلاقات الثورية بين مختلف القوى والفصائل وتأثيرها على استنهاض الشعوب العربية في حركة تضامن عارمة مع الفلسطينيين، في الضغط على الأنظمة العربية، إن هذه الإنجازات التي أسقطت اتفاق أوسلو كفيلة بتحقيق تراكم ثوري ونضالي قادر على تغيير المعادلات القائمة لمصلحة الشعب الفلسطيني وانتفاضته الباسلة وحقوقه الوطنية والتاريخية في فلسطين-كل فلسطين.

   نزيه حمزة

الأمين العام للحزب الديمقراطي الشعبي

 

حزب العمل الاشتراكي العربي: الانتفاضة هي رد شعبنا على الصهاينة

الاخوة قيادة الحركة

تحية نضالية وبعد

تاتي ذكرى هذه السنة وقضية فلسطين لازالت تشغل العالم بأسره وتستأثر باهتمام الرؤساء والزعماء فيه، يتوهمون  بانها تحتضر ويحلمون  بكسب سبق دخول التاريخ عبر بذلهم جهوداً يائسة  حتى الرمق الاخير ، علّهم يشهدون موتها ويحتفلون بتشيع جنازتها .

وتأتي الإنتفاضه هذه السنة لتصفع كل الواهمين  والمتخاذلين والمستسلمين ، ولتؤكد مجدداً أن كل مايسعون اليه ليس الا سراباً تقول الإنتفاضة أن السلام الذي يقدم لنا هو سلام القتل والشاهد، الشهيد محمد الدرة.

وتقول الإنتفاضة أن الرد الذي يجيب به شعبنا على سلامهم هو التحدي ، والشاهد الشهيد فارس عودة وفارس رمز للتحدي ، صحيح انهم اغتالوا فارساً ولكنهم غرباء عن عالمنا  ويستحيل عليهم فهم ثقافتنا ، والشاهد، شبه لهم.

في هذه الذكرى تأتي القضية الفلسطينية لتضع الامور  في نصابها وتختصر القول على لسان الإنتفاضة الفصيح خسئوا ،الخزي والعار والموت لهم هم، كل اعدائي، للصهاينة المجرمين القتلة ، لكل حلفائهم الامبرياليين وزعيمتهم الولايات المتحدة الاميركية ولاذنابهم الرجعيين الخونة.

وتتابع، ويتردد صدى صوتها مخاطبة ابناءها بالقول المجد لكم ياشهدائي الأبرار ، بوركتم  يامجاهدي الاشاوس ،حييتم يا ابنائي الميامين- لاتخافوا- فلقداشتد ساعدكم وبلغتم سن الرشد ، كيف لا وقد اصبح الطفل منكم بطلاً خارقاً-فأنطلقوا انطلقوا،واوصيكم بأن الفضاء الرحب، واسعة ارجاؤه ولا تعبثوا، بل انطلقوا ، وحلقوا ، وناضلوا، وجاهدوا لتحصلوا على البركة والمجد والخلود.

في ذكرى الإنطلاقة

في رحاب الإنتفاضة

نحييكم ، ونشد على اياديكم، نردد معكم

عاشت القضية الفلسطينية ، عاشت فلسطين حرة عربية  المجد لشعبنا العظيم ولانتفاضته الباسلة ولامتنا العربية الخالدة ولشهدائها الابرار.

 

بيروت في 1/1/2001        

رفيقكم: حسين حمدان

 

 

الجنة المركزية لحزب العمل الكوري: مزيداً من النجاح في نضالكم العادل

 

اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني- فتح-الانتفاضة

بالتكليف من اللجنة المركزية لحزب لعمل الكوري ، يطيب لي أن ابعث الى اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) ((الإنتفاضة)) أحر التهاني بمناسبة الذكرى السادسة والثلاثين لانطلاقة الثورة الفلسطينية.

وأنتهز هذه الفرصة لأتمنى لحركتكم الموقرة مزيداً من النجاح في نضالها الرامي الى تحرير الأراضي المحتلة واسترداد حقوق الشعب الفلسطيني الشرعية، بما فيها إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس.

 

وتفضلوا بقبول فائق احترامي وتقديري.

 

كيم هيونغ جون

السفير فوق العادة والمفوض لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية لدى الجمهورية العربية السورية

دمشق في 18/1/2001 /90 الزوتشي

 

هيئة الرعاية الاجتماعية-لبنان: الأوطان تستعاد بالدماء

القائد الوطني الكبير/ المناضل الفذ

أمين سر حركة فتح وأركان قيادته حفظهم الله..

إننا في هيئة الرعاية الاجتماعية نتقدم من رجالات القيادة والكوادر.. والمقاتلين.. في صفوفكم المناضلة.. ومن جموع الجماهير في شعبنا البطل.. بأصدق آيات التحية والتهنئة.. والتبريك لمناسبة الذكرى السادسة والثلاثين 36 لانطلاقة الثورة الفلسطينية لعام 1965م.. وعلى درب المسيرة التاريخية الكبرى في التحرير والعودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

نعم.. أن الأوطان تحييها الدماء وتحررها وحدة الإرادة المقاتلة في الشعب وتحميها شجاعة القيادة.. وهي تقود الأجيال المتطلعة بقوة راسخة نحو المستقبل لانتزاع النصر على الأعداء الصهاينة وحلفائهم الاستعماريين.

فهنيئاً لأمتنا التي أعادت لها انتفاضة الأقصى المباركة مرة أخرى ثقتها بحضورها القومي دفاعاً عن قضية المصير العربي.

وهنيئاً لشعبنا الفلسطيني الذي جدد للثورة شبابها الدافق بعطاء الدم الزاكي وللسيرة الفلسطينية في الكفاح مجد طليعتها القومية.. ولفلسطين الثائرة هويتها العربية للمرة الألف.

لقد أعطى شعبنا العربي الفلسطيني النموذج الحي لقوى التحرير والنضال في مواقف التحدي والصمود والبطولة دفاعاً عن حقوقه الوطنية المشروعة وفق جميع المعايير وشرائع الأمم الحرة.

وبالمناسبة العظيمة.. الانحناء والوفاء للشهداء.. والإكبار والفحار للجرحى والمعوقين والمعتقلين.. والتحية والتقدير لزحف الرجال والشباب والنساء والأطفال الميامين وهم يتحدون كل يوم للعدوان <<الإسرائيلي>> الاستيطاني بعزيمة المؤمنين بالكرامة.. والعزة والحرية.

 

عاشت الذكرى المجيدة..

وعاش فرسان انتفاضة الأقصى..

والمجد للشهداء الأبرار..

 

برقيات أخرى

 

كما تلقت اللجنة المركزية للحركة برقية تهنئة من هيئة تحرير نشرة العودة الصادرة في شمال لبنان حيت فيها فتح ومسيرتها مسيرة الكفاح المسلح والفداء.

وأكدت على الدور النضالي لقوات الشهيد القائد عمر المختار احد أجنحة حركة فتح داخل فلسطين المحتلة التي تؤكد ان ارض فلسطين المحتلة لن تعود الابالكفاح المسلح. 

-----------------------------------------

 

بمناسبة الذكرى 42 لانتصار الثورة الكوبية

ندوة تضامنية مع الشعب الكوبي

 

بمناسبة الذكرى 42 لانتصار الثورة الكوبية ،عقدت في مقر الحزب الشيوعي السوري ندوة تضامنية مع الشعب الكوبي الصديق وثورته وذلك بتاريخ 12/1/2001 حضرها السفير الكوبي بدمشق السيد أولاند لانسس وممثلون عن فصائل الثورة الفلسطينية وأحزاب وقوى التحرر العربية، وبعض أعضاء اتحاد الكتاب العرب وفعاليات شعبية ونقابية ومهنية وعدد من الاخوة الباحثين..

بداية.. ألقى السفير الكوبي في دمشق كلمة في مستهل الندوة , اكد فيها اهمية الذكرى الثانية والاربعين لانتصار الثورة في كوبا، واستعرض التحديات التي تواجههاالثورة  في كافة الصعد.. كما تطرق لدلالات الحصار الذي تمارسه الولايات المتحدة الامريكية على كوبا،واهدافه، مشدداً على صلابة الثورة إزاء تلك التحديات، وانجازاتها بالرغم من ظروف الحصار ، وارتقائها  بالوضع المعنوي والاقتصادي، والمحافظة على المنجزات الكثيرة التي حققتها الثورة والمحاولات الجارية لفك الحصار عنها .

واشار سفير كوبا الى انتفاضة الاقصى المجيدة ودلالاتها، مؤكداً على أن المستقبل هو للشعوب الحرة ، وأن النصر سيكون حليف الشعوب المناضلة.

وعبر السيد أولاند لانسس في ختام كلمته عن شكره العميق للدعم والتضامن مع الشعب الكوبي , من أجل استمرار النضال للوصول الى الأهداف، ومن أجل رفع الظلم عن الشعوب، وينتصر التاريخ للحق والعدل وألقى الأخ أبو يوسف عضو لجنة العلاقات السياسية عضو لجنة التضامن مع شعب كوبا كلمة لجنة التضامن مع الشعب الكوبي الصديق .. أشار فيها للذكرى الثانية والاربعين لانتصار الثورة الكوبية, الذكرى العزيزة على قلوب الأحرار، التي وضعت مفهوماً جديداً للنضال وقدمت أنموذجاً هاماً كونها  أبرزت دور الإرادة الثورية , وأهمية القيادة والطليعة المقاتلة والشجاعة في تحفيز الجماهير على المشاركة في الثورة وصياغة غدها، ضد قوى رجعية  متنوعة عدداً وعدة ..

وأكد في السياق أن الوقوف الى الجانب الشعب الكوبي  وقيادته الشجاعة في معركة المواجهة مع الإدارة، الأميركية لكسر الحصار  يشكل جزءاًمن نضالنا  الوطني والقومي ضد عدو مشترك..

واشار الأخ ابو يوسف ، الى تزامن  ذكرى انتصار الثورة الكوبية  مع انتفاضة شعبنا الفلسطيني، وأن الانتفاضة مستمرة حتى تحقيق هدفها في دحرالاحتلال دون قيد او شرط ودون تنازل عن أي من الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني وختم كلمة بالقول ك ان التضامن مع الكوبا ليس واجباً سياسياص تفرضه معركتنا الواحدة، ضد الهيمنة الاميركية، بل هو واجب انساسي وأخلاقي يلح على جميع أحرار العالم للوقوف الى جانب الشعب الكوبي من أجل صنع غدٍ أفضل ومستقبل سعيد .

-------------------------------------

 

انتفاضة الاقصى في شهرها الرابع

 

الانتفاضة في 8/1/2001

فيما تتواصل الانتفاضة المباركة غير آبهة باالمفاوضات والمفاوضين .قصفت دبابات الاحتلال الصهيوني الاحياء السكنية  في حي تل السلطان في مدينة رفح كما اشتبك مناضلو الانتفاضة مع قوات الاحتلال في مستوطنة جيلو القريبة من القدس وهاجموا اربع سيارات صهيونية على مشارف رام الله وبالقرب من مدينة نابلس ومستوطنة "آلون موريه" كما استهدف المناضلون الابطال دورية عسكرية بالقرب من اريحا، وكانت معظم مواقع العدو الصهيوني العسكرية في غزة وعلى الحدود المصرية الفلسطينية  اهدافاً لنيران المناضلين الفلسطينيين ، ولقد لقي مستوطن صهيوني مصرعه بعد أن صدم مناضل فلسطيني شاحنته قرب مستوطنة "الفي مناشين"

وفجر اليوم استشهد ممرض فلسطيني ويدعى عبد الحميد الخرطي 35 عاما برصاص الاحتلال الصهيوني.

وكانت الفتاة الجامعية فاطمة جلال ابو جيش 20عاماً استشهدت أمس برصاص جنود صهاينة اثناء عودتها  من جامعة النجاح الى منزلها في بيت دجن قرب مدينة نابلس. وعند الشريط الفاصل بين  مصر وفلسطين بمحاذاة مخيم رفح دارت اشتباكات مسلحة بين مناضلين فلسطينيين وقوات العدو الصهيوني واصيبت عجوز تبلغ من العمر 85 عاماً برصاص في كتفها  عندما كانت تقف جانب الشريط واصيب شابان آخران من آل عدوان.

وقرب المدخل الشمالي لمدينة اريحا هاجم مناضلون فلسطينيون حافلة صهيونية وسيارة عسكرية قرب قرية سالم شرقي نابلس،وقوة من جنود الاحتلال كانت ترابط غربي رام الله على طريق مستوطنة "جفعات زئيف" وتمكنوا من تحقيق اصابات  في صفوف العدو وقبل منتصف هذه الليلة دارت اشتباكات عنيفة بالاسلحة الرشاشة بين مناضلين فلسطينيين وجنود الاحتلال الصهيوني عند حاجز سالم شرقي مدينة جنين.

 

9/1/2001

تواصلت المواجهات ضد قوات الاحتلال الصهيوني التي واصلت بدورها انتهاج سياسة القتل المنظم بحق شعبنا الصامد، فقد استشهد المواطن الفلسطيني ابراهيم ابو غصيب من مدينة دير البلح  مساء اليوم برصاص  الغدر الصهيوني ،

جيش الاحتلال الصهيوني  حاصر المدرسة الثانوية في بلدة برقة واطلق جنوده النار والقنابل المسيلة للدموع على الطلبة.

كما تعرضت المناطق السكنية قرب مستوطنة دوغيت  شمال بيت لاهيا للتمشيط بنيران الرشاشات ، فيما  تعرضت بلدة الخضر في بيت لحم والحي الغربي  لطولكرم  لقصف صهيوني  الحق اضراراً بمنازل المواطنين الفلسطينيين.

الى ذلك هاجم المناضلون الفلسطينيون موقعا لجيش الاحتلال الصهيوني عند مفترق بيت لحم- بيت ساحور ، كما تعرضت قوة عسكرية صهيونية  لرشق مكثف بالحجارة لدى مرورها بالقرب من سيلة الظهر . كما اطلق المناضلون الفلسطينيون النار باتجاه عدة مواقع في رفح والخضر ومستوطنات"نيفي ديكاليم " "عتسامون" " كابيت" قرب حاجز ايرز  واستهدفوا  سيارة للمستوطنين الصهاينة بالقرب من مستوطنة جفعون  شمال القدس المحتلة  حيث اصيب احد ركابها بجروح .

وتواصلت ليلاً عمليات المقاومة ضد قوات الاحتلال حيث القى مناضلو الانتفاضة عدة قنابل يدوية على قوات الاحتلال التي كانت تقوم باعمال الدورية على الشريط الحدودي مع مصر ، وانفجرت عصر اليوم عبوة ناسفة  اثناء قيام وحدة  هندسية من جيش العدو بتفكيك العبوة قرب معبر المنطار.

كما اطلق المناضلون النار على حافلة صهيونية كانت تمر قرب مستوطنة "آلون موريه " قرب نابلس.

الانتفاضة في يوم الاربعاء 10/1/2001

مع استمرار المواجهات في الاراضي العربية المحتلة صعد الاحتلال الصهيوني من اعتداءاته ضد المواطنين الفلسطينيين فقام جيش الاحتلال الصهيوني باطلاق نيران دباباته باتجاه مدينة الخليل والحق اضراراً في  الممتلكات  واصيب العديد بجروح, وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت  قرية حوسان القريبة من بيت لحم  واعتقلت  اربعة شبان  فلسطينيين من اهالي القرية اضافة الى اربعة آخرين اصيبوا جراء الاعتداءات  والهجمات  التي قامت بها قوات الاحتلال على الخليل وقرى جنين كما اطلق جنود الاحتلال نيران رشاشاتهم باتجاه قرية سيلة الظهر. وفي قطاع غزة واصلت قوات الاحتلال الاعتداءات على منازل المواطنين الفلسطينيين ومحاور الطرق التي يسلكونها لاسيما  قرب مستوطنة نتساريم  وكفارداروم.

وفي الضفة الغربية اصيب اكثر من مئة طالب فلسطيني بحالات اغماء نتيجة استنشاق الغاز المسيل للدموع الذي اطلقته قوات الاحتلال الصهيوني في المواجهات التي وقعت في قرية سيلة الظهر واصيب  ثلاثة مواطنين فلسطينيين فير مواجهات  وقعت في قرية الخضر.

في حين هاجم شبان الانتفاضة  موقعاً عسكرياً داخل ما يسمى  بالحي اليهودي في مدينة الخليل. الى ذلك قام آلاف المواطنين الفلسطينيين بمسيرة حاشده في مخيم بلاطة يؤكدون رفضهم تقديم أي تنازلات  في مسالة عودتهم الى ديارهم.

11/1/2001

تواصلت الاشتباكات المسلحة بين  المناضلين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الصهيوني  على الرغم من التفاهم الذي نجم  عن لفقاء امني امس عند معبر بيت  حانون.

وكانت مواجهات عنيفة اندلعت فجر اليوم بالقرب من حي المفراقة وذلك في أعقاب تعرض هذا الحي للقصف الصهيوني لليوم السادس على التوالي فيما قامت قوات الاحتلال بإطلاق النار على طلاب المدارس وشهدت العديد من مدن الضفة الغربية عمليات إطلاق نار أبرزها إطلاق النار على سيارة للمستوطنين غرب مدينة رام الله كما أطلقت النيران على مستوطنة بيت حجاي في الخليل.

ومساء مشطت رشاشات العدو الأحياء السكنية في مخيم خانيونس وشهدت مدينة رفح تبادلا لإطلاق النار في أوقات متفرقة من النهار. وقد أعلن قبل منتصف الليل في مدنية جنين عن استشهاد (محمد سعيد غانم) 75 عاماً من قرية سيلة الظهر الذي قضى اختناقاً بالغاز المسيل للدموع الذي أطلقه جنود الاحتلال على القرية خلال مواجهات حدثت ظهر اليوم.

وقد تواصلت الاعتداءات الصهيونية على العديد من المدن والمخيمات الفلسطينية فقد قصفت قوات الاحتلال قبل ظهر اليوم موقعاً للاستخبارات العسكرية الفلسطينية على الحدود المصرية الفلسطينية وأصابت إحدى القذائف هذا الموقع موقعة أضراراً مادية. ولم يتوقف القصف الصهيوني على مخيم خان يونس حتى منتصف الليل انطلاقاً من مستوطنة (بنفي ديكاليم).

وفي مخيم بلاطة القريب من نابلس وبالتزامن مع حملة مماثلة في بيروت أطلق <<اللاجئون>> العائدون الفلسطينيون حملة التوقيع على وثيقة القسم أن لا تنازل عن حق العودة للاجئين هؤلاء اللاجئون من أبناء شعبنا الذين حملوا مفاتيح بيوتهم توافدوا لوضع تواقيعهم على وثيقة القسم فيما وقعها العديد منهم بالدم ، وخلال حملة التواقيع  جرى استعراض عسكري أحرقت خلاله صور .{دنيس روس} تعبيراً عن رفض زيارته  المتوقعة والمقترحات الامريكية التي يحملها..

 

12/1/2001

شهدت الاراضي الفلسطينية المحتلة مواجهات  واسعة بعد صلات الجمعة ولاسيما في باحة المسجد الاقصى المبارك الذي احاطته قوات الاحتلال من كل جانب وحالت دون وصول آلاف المصلين الفلسطينيين اليه.

وقد هاجم مناضلو الانتفاضة دوريات العدو بالحجارة والزجاجات الحارقة وتحولت المسيرات  في رام الله والخليل الى مواجهات ضارية  كان اعنفها قرب مفرق  الادارة المدنية في رام الله وشارع الشلاله في الخليل.

كما اندلعت مواجهات قوية  في باحة الحرم  القدسي الشريف من الجهة المطلة على حي الأقباط"القدس" وهاجم مناضلو الانتفاضة  دورية لجيش الاحتلال قرب باب المسجد.

وقد سقط الشهيد شاكر حسونه برصاص الغدر الصهيوني  في الخليل كما اصيب خمسة آخرون نقلوا في حالة الخطر الى المستشفات ، فيما اعلنت وزارة الصحة الفلسطينية  ان عدد شهداء الانتفاضة المباركة بلغ حتى اليوم "498" شهيداً والجرحى نحو 22000 فلسطيني وقال شهود عيان ان شاكر حسونة 22 عاما قتل بالصاص في معركة بالاسلحة  بعد ان القيت  قنبلة يدويه على الجنود الصهاينة الذين دخلوا منطقة تخضع للفلسطينيين في المدينة، وزعمت ناطقة بلسان جيش الاحتلال أن حسونة كان يمسك بسلاح ناري في يده.

 

13/1/2001

حكمت محكمة فلسطينية اليوم بالإعدام على فلسطينيين اثنين بتهمة التعاون مع الكيان الصهيوني لاغتيال أحد كوادر حركة فتح في الضفة الغربية وجاء في قرار المحكمة أن المتهمين قدما معلومات عن تحركات حسين عبيات الذي استشهد على يد جنود الاحتلال الصهيوني، وكان حكم الإعدام قد نفذ اليوم أيضاً بحق فلسطينيين أدينا بتهمة تقديم معلومات للعدو الصهيوني أدت إلى اغتيال خمسة كوادر فلسطينيين في قطاع غزة ونابلس.

وقد اشتبكت اليوم مجموعات من المنتفضين الفلسطينيين مع قوات الاحتلال في الخليل، حيث قام المنتفضون بحرق إطارات السيارات لمنع القوات الصهيونية من الوصول إليهم لتفريقهم، ورد جنود الاحتلال بإطلاق النار على المظاهرة ورد الفلسطينيون بقذائف حارقة، كما أطلق مناضلون فلسطينيون النار على موقع لقوات الاحتلال المتمركزة قرب مستوطنة (نيفي ديكاليم) ومستوطنة كديم جنوب قطاع غزة، كما أطلقت النار الفلسطينية باتجاه دورية لقوات الاحتلال كانت تمر بالقرب من مستوطنة عوفرا غرب رام الله وعلى الطريق الالتفافي قرب مدينة طولكرم، وكشفت مصادر صهيونية عن وقوع انفجار شديد فجر اليوم على طريق الأنفاق الذي يربط بين القدس ومستوطنة غوش عتسيون وقالت إذاعة العدو أن انفجاراً آخر وقع قرب قرية الخضر وأغلق جيش الاحتلال الطريق ومشطوا المنطقة ليجدوا بقايا عبوة ناسفة كبيرة تم إلصاقها بإسطوانتين من الغاز. وقد انطلقت مسيرة جماهيرية ضخمة بعد ظهر اليوم انطلاقاً من مخيم النصيرات والمخيمات الوسطى باتجاه مفرق الشهداء بالقرب من مستوطنة نتساريم حيث وقعت مواجهات عنيفة بين قوات الاحتلال وشبان الانتفاضة أدت إلى إصابة الفتى حسن سعيد  الحاج 12 عاماً من مخيم النصيرات برصاصة في بطنه نقل على أثرها إلى المستشفى.

كما انطلقت مسيرة أخرى بالقرب من مستوطنة كفار داروم بمحاذاة دير البلح ضد عمليات التجريف الواسعة التي نفذتها قوات الاحتلال ضد أراضي المواطنين بالمحافظة.

وعلى المدخل الجنوبي لمدينة قلقيلية وقعت مواجهات عنيفة بين شبان الانتفاضة وقوات الاحتلال أدت إلى إصابة الشاب عبد الرحيم الصولي برصاصة في ساقه وعدد آخر من المواطنين بحالات اختناق واستمرت المواجهات حتى ساعة متأخرة من مساء اليوم في الوقت الذي استمر فيه الحصار الشامل على مخيمات ومدن الضفة والقطاع في إشارة واضحة إلى أن الانتفاضة لا زالت مستمرة وإن اختلف شكل المواجهة.

 

14/1/2001

بدأ شعبنا المناضل يومه بتشييع الشهيد شاكر حسونة من كوادر فتح الذي اغتاله جنود الاحتلال في الخليل يوم الجمعة وبهذا شهدت مدينة الخليل يوماً جديداً من الاشتباكات العنيفة بين المناضلين المنتفضين وجنود الاحتلال عقب التشييع.

وأكد متحدث باسم جيش الاحتلال الصهيوني أن مستوطناً من مستوطنة كفار إم اعتبر في عداد المفقودين، وفي أعقاب هذا الإعلان شهدت مناطق جنوب قطاع غزة تطورات خطيرة منذ ساعات المساء وأطلقت قوات الاحتلال نيران رشاشاتها وقذائفها الصاروخية على موقع للأمن الفلسطيني قرب مفرق أبو هولي، وعلم أن المستوطن الصهيوني يدعى (هارون تسيلح) 32 عاماً، وفيما يقوم العدو بقصف خان يونس ومحيطها فجر المناضلون الفلسطينيون عبوة ناسفة قرب قاعدة بحرية للجيش الصهيوني في جنوب القطاع، كما أطلقت النار على قافلة لجنود الاحتلال كانت تمر على الطريق الواصل بين تجمع مستوطنات غوش قطيف ومستوطنة كفار داروم وقد أفاد بلاغ لقوات الشهيد عمر المختار أن إحدى مجموعاتها المقاتلة نفذت هذه العملية الجريئة.

هذا وقد أفادت معلومات سابقة أن حصاراً صهيونياً فرض منذ ساعات الصباح في أعقاب قيام مناضلين فلسطينيين في السادسة والنصف من صباح اليوم بتفجير عبوة ناسفة تبعها إطلاق نار كثيف على الطريق الواصل بين شمال القطاع وجنوبه.

مناضلو الانتفاضة لم توقفهم إجراءات الحصار الجائر فقد قاموا باستهداف دورية  لقوات الاحتلال على الطريق الالتفافي لمدينة جنين وقام مناضلو الانتفاضة بإلقاء قنبلة يدوية على موقع لقوات الاحتلال في الشريط الحدودي الفاصل بين مصر وفلسطين.

 

15/1/2001

يوم حافل بالاحداث  اخطرها سلسلة الاعتداءات التي شنها المستوطنون في خانيونس والخليل  في وقت قتل فيه الرصاص الصهيوني شاباً فلسطينياً ولم تكن الخليل في جنوب الضفة الغربية  بافضل حال  من شقيقتها خان يونس  حيث عربد المستوطنون  الصهاينة في ازقة بلدتها القديمة المحتلة، واضاف جيش الاحتلال الصهيوني الى ذلك اجراءات  امن  جديدة أعادت  حصاره المدرع على المناطق الفلسطينية وتحديداً في قطاع غزة الذي اغلق الصهاينة معابره البرية والجوية والبحرية.

وبلغ التدهور ذروته بسقوط شهيد فلسطيني جديد من قرية سالم  شرق نابلس وهو ماضي شتيه 24 عاما قتله جنود الاحتلال عندما  طوقوا القرية  واقتحموها واحتلوا سطوح بعض المباني فيها  وذلك بحجة تعرض دورياتهم  لاطلاق النار من قبل مناضلين فلسطينيين وجاء  ذلك بعد تشييع شعبنا الفلسطيني للطفل الشهيد عمرو خالد في البيرة شرقي رام الله. هذا وقد هاجم قطيع من المستوطنين الصهاينة  مزارع وبيوت المواطنين في قطاع غزة  بعد يوم واحد من مقتل مستوطن صهيوني.

وفي تقرير للمراسل العسكري لاذاعة العدو افاد عن وقوع عدة عمليات اطلاق نار قام بها مناضلو الانتفاضة ضد دوريات العدو وقوافله العسكرية على طريق  معبر كارني - نتساريم  وقرب مستوطنة  نيفي ديكاليم وذلك  بالاسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية  نافياً وقوع اصابات  وتؤكد وقوع اضرار مادية في بعض آلياته العسكرية وفيما اعترف المراسل العسكري بهذه العمليات الحربية افاد بلاغ عسكري يحمل الرقم 50 صادر عن قوات الشهيد عمر المختار مسؤولية هذه القوات عن تنفيذ هذه العمليات ضد قوات واهداف العدو.

 

16/1/2001

ويستمر عبث وتخريب طعان المستوطنين لممتلكات ابناء شعبنا في منطقة المواصي قرب خان يونس وفي محاولة لانشاء بؤرة استيطانية اقام المستوطنون اربعة منازل متنقلة على شاطىء البحر في المواصي.

وذكرت اذاعة العدو انه سمح للمستوطنين  بتسيير دوريات مسلحة باشراف  شرطة العدو في مدينة الخليل  والى ذلك استمرت المواجهات بين  جنود الاحتلال  وشبان الانتفاضة الابطال  وجرى تبادل لاطلاق النار بالقرب  من مستوطنة " نيفي ديكاليم " جنوب قطاع غزة بالقرب من معكر جيش الاحتلال  والقيت ايضاً قنبلتان يدويتان كما تعرضت المواقع العسكرية  بالقرب من مستوطنة "دوغيت" لاطلاق نار ، واستخدمت قوات الاحتلال قذائف الدبابات لقصف منازل المواطنين الفلسطينيين بالقرب من مستوطنة "نتساريم"

وقام المناضلون الفلسطينيون باطلاق النار على حافلة نقل للمستوطنين بالقرب من حلحول شمال الخليل وايضاً على دورية عسكرية في المنطقة ذاتها ، وكان المستوطنون  قد هاجموا قرية الطيرة  وسرقوا مبالغ  كبيرة  من مصرفها, ودعا الحاخام " يوسف إيل" كبير حاخامات المستوطنين الى اعادة احتلال مدينة غزة  وخان يونس ورفح.

 

19/1/2001

شهدت نابلس الصمود والمناطق المحيطة بها تظاهرات جماهيرية رفضاً للاحتلال وممارساته وتمسكاً بالحقوق الوطنية. ومن جانب آخر قامت قوات الاحتلال الصهيوني بإطلاق النار على سيارات المواطنين الفلسطينيين على طرقات رفح وخانيونس، وقام قطعان المستوطنين أيضاً بإطلاق الرصاص باتجاه منازل الفلسطينيين المجاورة لمستوطنات (كفار داروم وغوش قطيف ونتساريم) ورد المناضلون الفلسطينيون بمهاجمة الدوريات الصهيونية وإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة عليها، كما أطلقت قوات الاحتلال الصهيوني النار على فلسطينيين قرب مستوطنتي (عوفر وشمرون) في الضفة الغربية وقامت بحملات اعتقالات واسعة في مخيم قلنديا وشعفاط قرب القدس وقرية حرده، كما أقام جيش الاحتلال الصهيوني موقعاً عسكرياً جديداً عند مدخل قرية سالم قضاء نابلس ومنع سكان القرية من الخروج أو الدخول.

 

20/1/2001

مظاهرات ومواجهات مع جنود الاحتلال.

شهدت مدينة رام الله والبيرة في الضفة الغربية المحتلة مظاهرات جماهيرية غاضبة أكدت على خيار الانتفاضة واستمرارها حتى دحر الاحتلال الصهيوني وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، وفي مخيم الأمعري رفع المتظاهرون الشعارات المنددة بالاحتلال والمطالبة بحق العودة وطالبت القوى الوطنية والفعاليات الفلسطينية المشاركة في المظاهرات بالتمسك بالثوابت الوطنية وعدم التفريط أو التنازل عن أي جزء منها.

إلى ذلك اعتقلت قوات الاحتلال فجر اليوم ثلاثة شبان فلسطينيين من مدينة الخليل بتهمة مقاومة الاحتلال ورشق الدوريات المحتلة بالحجارة، كما عمت المظاهرات مخيمات عسكر ونور شمس ومدن نابلس وطولكرم.

هذا وقد تمكن جهاز الأمن العام الصهيوني من إلقاء القبض على الفتاة الفلسطينية آمنة جواد التي استدرجت الشاب الصهيوني (أوفيرراحوم) إلى رام الله حيث تم قتله وذلك بمساعدة المعلومات التي كان يخزنها جهاز الحاسوب الخاص بالصهيوني القتيل.

وفي صباح هذا اليوم انفجرت عبوة ناسفة لدى مرور سيارة عسكرية وذلك في منطقة سيلة الظهر قضاء جنين مما أدى إلى إصابة عدد من أفراد العدو.

 

21/1/2001

استشهد هذا اليوم الشاب الفلسطيني محمد شريف عمره 16 عاماً على يد جيش الحقد الصهيوني عند معبر المنطار وقال شهود إن مجموعة من الشبان المنتفضين كانوا يرشقون الحجارة باتجاه مركز لجيش الاحتلال فعمد جنود المركز إلى إطلاق النار عليهم مما أدى إلى استشهاد الشاب على الفور وتأتي هذه الجريمة قبل ساعات من بدء مفاوضات طابا الماراثونية. وانفجرت مساء اليوم عبوة ناسفة على مقربة من مبنى تابع لوزارة الداخلية الصهيونية في القدس الشرقية المحتلة وقالت الشرطة الصهيونية أن العبوة اليدوية الصنع انفجرت في شارع نابلس على بعد نحو 40 متراً من مكاتب فارغة تابعة لوزارة الداخلية الصهيونية ما أدى إلى تحطم زجاج المباني المجاورة ووقوع أضرار مادية.

هذا وقد استمرت المواجهات المسلحة بين مناضلي الانتفاضة وقوات الاحتلال الصهيوني في أكثر من موقع في الضفة الغربية وقطاع غزة.

فقد شهد مفرق الإدارة المدنية شمالي غرب رام الله اشتباكاً مسلحاً وقع قبل منتصف هذه الليلة واستمر لمدة نصف ساعة دون أن يعلن عن وقوع إصابات إلا أن قوات الاحتلال قامت بقصف منازل المواطنين في مدينتي رام الله والبيرة.

وكان مناضلو الانتفاضة قد استهدفوا في وقت سابق مستوطنة (نيفيت سوف) مساء اليوم ووقع اشتباك آخر بالقرب من مستوطنة (نيفي ديكاليم) بالقرب من مخيم خانيونس في الساعة التاسعة من مساء اليوم واستمر الاشتباك حتى منتصف الليل ويسمع بين حين وآخر صوت إطلاق نار بالمخيم الغربي والحي النمساوي في مدينة خانيونس.

وأصيب عصر اليوم ثلاثة مواطنين فلسطينيين في حي المفراقة جنوب غزة عندما أطلق جنود الاحتلال المتمركزون في مستوطنة نتساريم رصاصهم بشكل عشوائي على المواطنين دون أن تكون هناك أية مواجهات.

وفي تطور لاحق قامت قوات الاحتلال بإغلاق مفرق الشهداء بشكل كامل مساء اليوم مما أدى إلى فصل مدينة غزة عن المناطق الوسطى.

وفي نابلس صدمت سيارة صهيونية سيارة فلسطينية تقل ثلاث طالبات من مدرسة حواره مما أدى إلى إصابتهن بجراح خطيرة، ومنعت قوات الاحتلال الأطقم الطبية من تقديم الإسعافات واحتجزت الفتيات في معسكر للاحتلال قرب حواره.

وبقي أن نشير إلى أن بياناً لشهداء الأقصى قد صدر يعلن مسؤوليتها عن الانفجار الذي وقع عند مناحية البريد في القدس.

 

22/1/2001

فيما ودعت غزة الصمود شهيدها الفتى محمد شريف الشريف إلى مثواه الأخير والذي قضى عند معبر المنطار خلال مواجهات أسفرت عن إصابة عدد آخر من المواطنين بجروح.

شهد الطريق الموصل إلى مستوطنة نتساريم اليوم انفجارين لعبوتين ناسفتين بفارق زمني بين الانفجارين أسفر أحدهما عن تدمير دبابة صهيونية وجرح جندي صهيوني والثاني استهدف قافلة عسكرية لقوات الاحتلال الصهيوني كانت تمر على نفس الطريق.

وقد أعلنت قوات الشهيد عمر المختار مسؤوليتها عن أحد الانفجارين فيما أعلنت كتائب القسام مسؤوليتها عن الانفجار الآخر.

كما فكك خبراء المتفجرات الصهاينة عبوتين ناسفتين على مقربة من القدس المحتلة وأعلنت مصادر العدو عن تعرض موقع عسكري قرب مستوطنة (جني إيتال) في غوش قطيف لإطلاق نار ثلاث مرات وفيما اعترف العدو بوقوع هذه الهجمات أعلنت قوات الشهيد عمر المختار مسؤوليتها عن هذه الهجمات في بلاغها رقم 51.

وتحدثت إذاعة العدو عن اعتقال ثلاثة شبان فلسطينيين في مخيم شعفاط شمال القدس للاشتباه بإلقائهم زجاجات حارقة على مستوطنة (جفعات زئيف) مؤخراً.

هذا وقد تواصلت عمليات المقاومة مساء اليوم ضد قوات الاحتلال الصهيوني حيث استهدف مناضلو الانتفاضة دورية لقوات الاحتلال كانت تمر بالقرب من الشريط الحدودي الذي يفصل مصر عن فلسطين وأطلقوا نيران أسلحتهم عليها، قوات الاحتلال قامت على الفور بإطلاق نيران الرشاشات الثقيلة باتجاه حي السلطان في رفح حيث وقع الاشتباك موقعه أضراراً مادية بمنازل المواطنين وهذا هو الاشتباك الثاني الذي يقع بعد عصر اليوم في نفس المنطقة، ودارت مواجهات عنيفة عصر اليوم بين شبان الانتفاضة وقوات الاحتلال التي حاولت إقامة برج مراقبة على حدود مخيم خانيونس انطلاقاً من مستوطنة (نيفي ديكاليم).

 

23/1/2001

ضربة جديدة وجهها مناضلو الانتفاضة إلى قوات الاحتلال البغيض، فبعد تفجير عبوة ناسفة أمس بدبابة صهيونية وتفجير واحدة أخرى اليوم بدورية عسكرية في المكان نفسه نفذ المناضلون الفلسطينيون عملية نوعية جديدة أردوا فيها جنديين صهيونيين بين بلدتي بلعه ودير القصر قرب مدينة طولكرم في الضفة الغربية المحتلة وقالت وكالة رويترز أن مجهولاً اتصل بها وعرف عن نفسه بأنه من كتائب القسام وأن الكتائب مسؤولة عن قتل الصهيونيين قرب مدينة طولكرم بعد خطفهما و إعدامهما وهما من جهاز الشين بيت الصهيوني، وعلى الأثر فرض جيش الاحتلال حصاراً محكماً على البلدتين وزعمت معلومات روجها جيش الاحتلال أن الصهيونيين كانا يمتلكان مطعماً وتعرضا لاستدراج من قبل فلسطيني يحمل الجنسية الصهيونية إلى بلدة طولكرم حيث قام مسلحون ملثمون باختطافهما من أحد المطاعم، الجيش الشعبي كتائب العودة مجموعة شهداء فردان أعلنت مسؤوليتها عن تنفيذ العملية في طولكرم، وقالت في بيان أن إحدى مجموعاتها نفذت عملية تصفية لجنديين من الوحدات المختارة (شيلديغ) التابعة للقوات الخاصة في جيش الاحتلال التي نفذت عملية اغتيال الشهيد ثابت ثابت.

وفي كل يوم جديد يؤكد مناضلو الانتفاضة على خيار المقاومة فقد هاجموا بالأسلحة الرشاشة سيارة صهيونية للمستوطنين الصهاينة لدى مرورها على طريق شمالي مفرق الرام وذكرت إذاعة العدو أن أضراراً لحقت بالسيارة التي أصيبت بطلقات نارية عدة، وفي المكان نفسه الذي جرت فيه العملية الجريئة ضد دبابة صهيونية يوم الاثنين بالقرب من مستوطنة نتساريم، انفجرت عبوة ثالثة لدى مرور دورية لجيش الاحتلال وتلا الانفجار تبادل لإطلاق النار، وليل الاثنين الثلاثاء قصفت قوات الاحتلال بالمدافع الرشاشة موقعاً لقوات الأمن الفلسطينية قرب منطقة المغراقة عقب اشتباك وقع قرب أحد الأبراج العسكرية الصهيونية المخصصة لحماية مستوطنة نتساريم، كما فتحت قوات الاحتلال النار بشكل عشوائي باتجاه منازل الفلسطينيين في المنطقة الغربية من مفترق الشهداء وفي منطقة حي البرازيل في رفح، إلى ذلك جددت قوات الاحتلال اعتداءاتها على طلبة المدارس في بلدة سيلة الظهر وعند حاجز الطيبة في طولكرم احتجز جنود الاحتلال لساعات العمال الفلسطينيين أثناء توجههم إلى أماكن عملهم، كما واصل الاحتلال إغلاق شارع طولكرم-نابلس ومنعت السيارات من الدخول والخروج من المدينة.

 

--------------------------------------------

في تصريح حول استئناف المفاوضات مع العدو الصهيوني

 

فتح: استئناف عرفات المفاوضات مع العدو تعكس مدى استخفافه بإرادة شعبنا حول استئناف المفاوضات العرفاتية مع العدو الصهيوني.

صدر عن اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح التصريح التالي:

في الوقت الذي تتواصل فيه انتفاضة شعبنا،ويقدم كل يوم المزيد من الشهداء والجرحى على طريق دحر الاحتلال الصهيوني من الضفة والقطاع والقدس دون قيد أو شرط، يستأنف فريق سلطة الحكم الذاتي المفاوضات مع العدو الصهيوني في طابا .

إن موافقة عرفات وفريقه على استئناف المفاوضات تعكس مدى استخفافه بإرادة شعبنا الرافض لنهج الاستسلام والتفريط بأي من حقوقه ،والمتمسك بخيار المقاومة عبر استمرار الانتفاضة، وتطوير أدائها بما يمكن من المزيد من توجيه الضربات للعدو الصهيوني وقطعان مستوطنيه .

إننا في حركة التحرير الوطني الفلسطيني /فتح/ إذ ندين ونشجب استجابة عرفات وفريقه للبدء في المفاوضات نؤكد على ما يلي:

- إن الشروع باستئناف المفاوضات مع العدو الصهيوني،وما سبق ذلك من اعادة التنسيق الأمني،الهدف منه إجهاض الانتفاضة،وهدر انجازاتها،والتنكر لأهدافها المتمثلة في دحر الاحتلال وكنسه دون قيد أو شرط،ودون التنازل عن أي حق من حقوقنا التاريخية،وفي المقدمة منها حق شعبنا في الشتات في العودة إلى وطنه. الأمر الذي يستوجب إدانة هذه الخطوة والتصدي لها وافشالها عبر الوعي والحذر الشديدين لأهدافها السياسية،وبالتالي العمل على تطوير الانتفاضة الشعبية،وتطوير أدائها وفعلها المقاوم .

- إن دعوة عرفات لاستئناف المفاوضات تهدف إلى مساعدة باراك الجنرال المجرم في المعركة الانتخابية الدائرة الآن في الكيان الصهيوني،وهي محاولة بائسة تسعى إلى ضخ الأوهام وتوليد الأضاليل بوجود فروق جوهرية بين باراك وشارون،أو بين حزب العمل وتكتل الليكود،فكلاهما يتمادى أكثر في إظهار عدائه للشعب الفلسطيني،ويستخدم كل قواه للاستمرار في عدوانه عبر كل اساليب القتل والحصار والعدوان،وان كل هذه المحاولات لن يكتب لها النجاح، ولن يكون بمقدورها مساعدة العدو الصهيوني على الخروج من أزمته التاريخية التي أخذت تتعمق أكثر فأكثر. وأن انتفاضة شعبنا المجيدة،وتطوير الأدء المقاوم سوف تزيد من تعميق هذه الأزمة،بما يوفر الأساس العملي لفرض اندحار العدو دون قيد أو شرط.

إننا على ثقة بأن شعبنا الفلسطيني الذي توحد في اطار الانتفاضة المجيدة،وتحشدت قواه في مواجهة العدو الصهيوني،وحقق خلال هذه المواجهة المتصاعدة انجازات ملحوظة،كان أبرزها سقوط باراك نفسه،لن تنطلي عليه هذه المناورات والسياسات،وسيبقى متمسكاً بخيار المقاومة كخيار وحيد لتحقيق أهدافه،وستبقى الانتفاضة المباركة العنوان الذي تتوحد فيه طاقات شعبنا،والاتون الذي تنصهر فيه امكانياته على طريق تحقيق أهدافه في التحرير والعودة.

وثـورة حتـى النصر

 الجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح

   دمشق : 22/1/2001

 

-------------------------------------------------

 

بمناسبة يوم الشهيد الفلسطيني ودخول الانتفاضة شهرها الرابع..

 

أمسية فنية فلسطينية

برعاية وزير التربية الوطنية في لبنان معالي الوزير عبد الرحيم مراد، وبمناسبة يوم الشهيد الفلسطيني  ودخول انتفاضة الأقصى وفلسطين شهرها الرابع. أحيت فرقة ناجي العلي للفنون الشعبية الفلسطينية والفنان القدير أبو عرب حفلاً فنياً وذلك في الخامسة مساء يوم الأحد 14/1/2001 في قاعة الأونيسكو في بيروت. وقد حضر الحفل ممثلو الأحزاب والقوى اللبنانية وفصائل المقاومة الفلسطينية وفعاليات وشخصيات وحشد غفير من جماهير الشعبين اللبناني والفلسطيني.

بدء الحفل كان الوقوف دقيقة على أرواح شهداء الثورة الفلسطينية وشهداء الأمة العربية والإسلامية ومن ثم عزف النشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني.

ثم ألقت الأخت صبحية كبارة كلمة أسر الشهداء حيت في بدايتها أسر الشهداء والجيل المؤمن بالنصر الآتي وقالت:

تعلمنا ونحن نكبر دروساً وعبر أصبحت جزءاً من حياتنا وجيناتنا، أن فلسطين حق تاريخي لنا، وجنين وغزة وطولكرم وطبريا والرملة والجليل والنقب والمثلث لنا، وأن الصهاينة هم أعداء محتلون غاصبون يريدون تهويد فلسطين حضارة وأرضاً وإنساناً ومقدسات.

علمتنا التجربة ونحن نكبر أن المقاومة عندما تكون حاضرة ترتفع هاماتنا فتزداد ثقتنا بأنفسنا. ويواصل شعبنا العطاء والتضحيات وتعود فلسطين إلى وهجها وإشراقتها في وعي ووجدان جماهير الأمة وقواها الحية.

وأكدت أن الانتفاضة الباسلة مستمرة من أجل كنس الاحتلال من الضفة والقطاع دون قيد أو شرط ودون التنازل عن أي حق من حقوقنا التاريخية وفي مقدمتها حق العودة.

في ختام كلمتها حيت لبنان شعباً ومقاومة ورئيساً وحكومة مؤكدة أن شعبنا يتمسك بالعودة إلى فلسطين ويرفض التوطين والتعويض.

وقدمت فرقة زهرة المدائن وناجي العلي والفنان أبو عرب العديد من الرقصات والأغاني.

 

--------------------------------------------