كلمة الثقافة:

مهرجان ثقافي في شمال العراق

نظم الأكراد في شمال العراق مهرجاناً ضخماً في مناسبة مرور مئة عام على ولادة الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري المتوفى قبل أعوام قليلة، واهتمام الأكراد بهذه المناسبة يعود إلى موقف الجواهري المساند لمطالب الأكراد في المساواة والحقوق المدنية ضمن دولة واحدة اسمها العراق مع إخوتهم العرب..

هذه النظرة للمسألة الكردية كانت سائدة لأمد طويل بين معظم المثقفين العرب والأكراد والتي لا تدعو بالطبع إلى انفصال الأكراد في دولة مستقلة تماتماً عن العراق، هذه النظرة هي التي دفعت الجواهري قديماً إلى الكتابة شعراً ونثراً في التغني بجمال الطبيعة والخلق والتقاليد العريقة لدى الأكراد وإلى عقد صداقة عميقة مع بعض زعمائهم كمصطفى الملا البرازاني.

وقد دعي إلى هذا المهرجان عدد كبير من المثقفين والكتاب العرب ولبى الدعوة معظمهم وكتبوا عن رحلتهم إلى مناطق الشمال في كردستان كتابات تتسم بالموضوعية وروح الأخوة كما في المقالة المطولة التي نشرها الكاتب والمفكر اللبناني المعروف كريم مروة على حلقات ثلاث في جريدة الحياة، والتي أثارت ضجة كبيرة بين الاستنكار والتأييد فكان من المستنكرين مثلاً <<عبد الأمير الركابي>> وعبد الرزاق عيد، ويوسف القعيد وآخرون، في حين أن الروائي المصري صنع الله إبراهيم أشار إلى ضرورة تعزيز العلاقات العربية-الكردية عبر ما سماه <<تصحيح للماضي>>، كما شاركت الكاتبة الروائية والقاصة الكويتية ليلى العثمان، وعدنان إسين من المغرب، وفاطمة الخير من صحيفة الأهالي المصرية واللبناني حازم الأمين هؤلاء وغيرهم كتبوا في هذا الاتجاه الداعي إلى تحسين العلاقات هذه من خلال اللقاءات والتشاور والتضامن واعتراف كل طرف بحقوق الآخر على قدم المساواة في إطار دولة واحدة لا دولتين بالطبع..

وما تزال هذه الضجة تستدعي المزيد من المداخلات من هنا وهناك مما يؤكد أهمية هذه القضية التي غلب على المشتغلين فيها طوال عقود كثيرة روح التعصب واللجوء إلى العنف مما أساء إليها إساءات بالغة ليس من السهل معالجتها ونسيانها.

من هنا يكتسب دور المثقفين العرب خاصة أهمية استثنائية في التعامل مع هذه القضية لتصحيح الأوضاع التي أشاع فيها الاضطراب بعض الساسة العرب.. على أساس وحدة الشعبين العربي والكردي..

المحرر الثقافي

---------------------

متابعات ثقافية

 

سلسلة القصة الفلسطينية <<رؤى>>

في بادرة هامة وجديرةب التقدير، أصدرت جمعية القصة في الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين <<فرع سورية>> مجموعة قصصية ضمن سلسلة القصة الفلسطينية حملت عنوان <<رؤى>>.

شارك في المجموعة ثلاثة عشر قاصاً نذكرهم وقصصهم حسب ترتيب المجموعة:

1-إبراهيم سلامة <<دون انقطاع>>.

2-أحمد جميل الحسن <<وصية على الرمال>>.

3-أيمن الحسن <<ذو الناب الفولاذ>>.

4-بسام رجا <<الغرفة 201>>.

5-رسلان عودة <<ناقص ليرة>>.

6-سلوى الرفاعي <<أزهار الرغبة>>.

7-فيحاء ستيتية <<ليلة حب واحدة>>.

8-عدنان كنفاني <<الشيخة ربيعة>>.

9-محمد عمر <<خوف>>.

10-نافذ أبو حسنة <<لعبة>>.

11-يحيى أبو شقرة <<السعدان>>.

12-يوسف الأسعد <<المسافر>>.

13-د. يوسف حطيني <<ديلوكس 2000>>.

بين الإسلام والغرب

صدر حديثاً عن دار كنعان كتاب حمل عنوان <<بين الإسلام والغرب>> في سلسلة حوارات التي تعني بها الدار. الكتاب حوار طويل بين المفكر الفرنسي مكسير رودنسون وجيرارد خوري، في محاولة لتكثيف محطات من حياة هذا المفكر الذي عرف بكتابه <<النبي محمد في القرن العشرين>>. ويؤكد ردونسون أنه سيواصل طريقه لمد الجسور بين الغاب والثقافات والمجالات المعرفية.

يقور جيرارد خوري: <<شعرات مرات عديدة، وأنا أصغي إليه بأن رودنسون الإنسان يلتقي مع تاريخ التساؤل البشري في كيانه وطاقاته المعرفية. وأنه للإجابة عن هذه الأسئلة، والفهم، وجب عليه حشد أكثر ما يمكن من الموارد: اللغات القديمة، التاريخ، علم الاجتماع، الانتروبولوجيا والفلسفة.. وكل هذا مع معرفة تبعده كل مرة عن التركيبة الصعبة>>.

الكتاب بين الإسلام والغرب

المؤلف: جيرارد خوري

ترجمة: نبيل عجمان

الناشر: دار كنعان - دمشق 2000

حال الأمة

في سعيه لتوثيق كل ما يصدر من توصيات عن المؤتمر القومي العربي. وثق المؤتمر العاشر في كتاب ضم/ الوثائق-القرارات-البيانات.

ضم الكتاب الذي يقع في 595 صفحة أربعة أقسام:

القسم الأول: ملخص لتقرير حال الأمة العربية، والثانية عبارة عن عدد من الدراسات تتعلق بالأوضاع السياسية والاجتماعية للأمة العربية خلال عام 1999، وقد وزعت على المحاور الآتية:

العرب والعالم، والصراع العربي-الصهيوني، والأمن القومي العربي، والنظام العربي، والاقتصاد العربي، والأوضاع الاجتماعية، والعلم والثقافة، والديمقراطية وحقوق الإنسان، والجاليات العربية في المهجر.

أما الثالث: رفعة العرب في صلاح الحكم في البلدان العربية <<دراسة خاصة>>.

وقد اشتمل القسم الرابع على وثائق وبيانات المؤتمر العربي العاشر.

مع جارودي في الحوار والأفكار

عن دار السرمد للطباعة في بغداد صدرت حديثاً الطباعة الثالثة من كتاب الأستاذ عدنان سعد الدين <<مع الأستاذ رجاء غارودي في الحوار والأفكار>>.

الكتاب عبارة عنحوارات ومناقشات مع المفكر روجيه غارودي عقب إصداره كتابه في عام 1998، <<الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية>> الذي فضح فيه الحركة الصهيونية وممارساتها وما تعرض له من ملاحقة من قبل الحركة الصهيونية.

الطبعة الجديدة تتضم شقين: الأول، موضوعات الحوار التي أجراها الكاتب سعد الدين مع غارودي في بغداد عام 1984. بينما الثاني والذي يقع في قرابة مئة صفحة مناقشات وحوارات لكتاب جارودي <<الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية>>.

ممكنات النص

للمؤلف صلاح صالح، صدر حديثاً عن دار الحوار-اللاذقية كتابه النقدي الثاني <<ممكنات النص>>.

يجمع صلاح في كتابه الجديد عدة نصوص روائية عربية في محاولة لدراسة تجارب مبدعيها وقراءة الفضاءات النصية كل على حدا أمثال: نبيل سليمان، نورا أمين، عبد الحكيم قاسم، الميلودي شغموم، نعمة خالد، حسن صقر، إضافة إلى دراسة موسعة عن رواية <<حكابة بحار>> لحنا مينه، والبحث عن مرجعيات هذه الرواية في الأدب السوفيتي.

ممكنات النص: صلاح صالح

صدر له: الرواية العربية والصحراء

الناشر: دار الحوار-اللاذقية/ 2000

أوراق عبد الجبار الخاسرة

عن اتحاد الكتاب العرب صدرت مجموعة جديدة للقاء محمد محي الدين حسينو حملت عنوان <<أوراق عبد الجبار الخاسر>>. ضمت ست عشرة قصة.

المجموعة تحاول أن تسلط الضوء على قضايا اجتماعية وإنسانية وسياسية وإبراز الخلل. ومع أن القاص اعتمد الرموز في بعض قصصه إلا أنها كانت واضحة في أفكارها ومعالجاتها.

في مرآتي يتشهين عصفور الذهب

ما يلفت الانتباه في الديوان الشعري <<في مرآتي يتشهين عصفور الذهب>> للشاعرة الكويتية فوزية شويش قدرتها على صياغة الجمل الشعرية بطريقة لافته، فعلى الرغم من قصر النصوص إلا أن الشاعرة تتمكن من إيصال فكرتها برشاقة ورهافة. المجموعة تحمل نفساً إبداعياً جميلاً يحاول البوح الشفيف دون أقنعة في عرضه لهموم إنسانية.

من أجواء الديوان:

<<أيها الصمت

سأقرض أطرافك إلى أن

انتهي منك

أيتها الوحدة

سأطحنك بمذراة الريح

سأولد مثل طفل من مخاض

وأبدأ قضم أطرافي>>.

الناشر: دار المدى-دمشق/ 2000

نشيد لكوكب الجبال

عن دار الينابيع صدرت حديثاً مجموعة شعرية للشاعر مدوح لايقة <<نشيد لكوكب الجبال>>.

ويبدو أن الشاعر يدخل في ديوانه من حزنه وذاكرته التي تشهد على توالي فصول حياته الحزينة.

مجموعة <<نشيد كوكب الجبال>> فيها الكثير من الشفافية والمصارحة والولوج في عمق الوجع وكشف الجرح النازف داخل الشاعر.

يقول الشاعر:

<<وحيد أنا في زحام المرايا

غريب الملامح وجهي

احتفال حزين حضوري

ولي من توالي الفصول

غصون على جبهة الذاكرة>>.

وقال الأخرس

مجموعة قصصية أولى للقاص علي محمد علي <<وقال الأخرس>>. تبشر المجموعة بولادة قاص يمتلك آليات القص وتقانة الجملة القصصية في سرد موظف. يعالج القاص علي محمد دون مواربة السلبية في المجتمع ويعري كل مظاهر الزيف في حس مرهف لا يخلو من السخرية.

وفي مجموعته أيضاً إسقاطات اجتماعية ويستحضر في أكثر من مكان الموروثات الأسطورية.

<<وقال الأخرس>> صوت جديد لكنه يحمل نفساً إبداعياً يشق طريقه بهدوء حذر ودراية تمكنه مستقبلاً أن يحقق الأفضل.

المجموعة من القطع الوسط (70) صفحة، (18) قصة.

----------------------------------------------

فسحة ثقافية        

الشهداء باقون فينا                    

بسام رجا

في رحم الأرض... وعلى شفافية ماء الجداول يمضي الرجال بهدوء اللقاء... يسيرون والأرض تتبع خطاهم... تحرس صلاتهم وقت الفجر... وتمنحهم برهة لنظرة مخضبة بشمس القدس ورائحة الزيتون وعناد صخر الرجال... وطيب الثرى الذي حمل أسماءهم لموعد حلموا به صغاراً فراح يتسامق مع باقات عمرهم.

لم يتركوا دعاء الصباح... لم يتركوه معلقاً على جر الدار ووجوه الأمهات في المساء... أخذوه معهم... أخذوا وجوه أطفالهم الحالمين على تسبيحة القلب... فتشوا بعيون صغارهم عن صورهم... عن الذكريات... عن وطنهم وجدوا كل هذه الأشياء تكبر رجالاً... شهداء.

يا الله كم يكبر الصغار لحظة الوداع... كأنهم غدوا رجالاً في لحظات. فمن منامهم يطيرون كفراشات تحرس درب الشهادة... تفرش بساطاً أخضر من دعاء الأمهات سجادة صلاة.. سهلاً فسيحاً يمتد إلى حدود التوحد مع الأرض في النشيد الكوني الرحب... في البلاد التي لم تخن قامتها يوماً... ولم تتعب من الانتظار على شرفة العشق المتوهج بدماء الرجال... الرجال.

في الطريق إلى الشهادة تتوهج ذاكرة الرجال... تتوهج مع كل خطوة تختصر المسافة إلى ساحة المواجهة... تتزاحم الصور... صور الوجوه التي ألفوها وأمست بيوتاً تلقي عليهم دفئها، تكبر حتى تكاد تلامس كل عشبه وساقية وحجارة مباركة لم تتعب من الانتظار، تواقة لأن تلامس ألأكف المخضبة برائحة الوطن.

يفتش الشهداء في لحظة اللقاء عن تفاصيل الألم في جسد البراري، فيعثرون على أعراس وجياد... يلتقون بوجه عز الدين القسام والقرى الفلسطينية التي لا تغيب شمسها... يزرعون أجسادهم سندياناً ورمحاً فلسطينياً يكبر وذاكرة لا تنسى دم الشهداء ورحلتهم الطويلة في زمن الغزاة المهزومين بإرادة شعب لن يقهر في مواسم غضب وجهاد وشهادة تمنحها المدن والقرى والمخيمات لأبنائها... لدمهم في الساحات، لمن يولدون الآن في الحصار، لمن يجعلون السجون حقلاً واسعاً لهم، لمن يزحفون حنيناً كلما توجع ناي في أرضهم.

لهم الشمس... لهم الشمس... للأمهات الصابرات الراسخات كالجذور في الوطن... للأرحام تظل تبعث ماء الحياة في الأجنة، في الأرض وأجيالها وترسل الأطفال إلى المواجهات لتعلو فوق أعمارهم في ساحات الجهاد، فيرث الغصن السنديان، وتتسع أيام الغضب المقبل.

-----------------------------------------------

ألقيت في مهرجان الشعر العربي الثاني والعشرين في بغداد 26-28/1/2001

بغداد

عبد اللطيف مهنا

وسيف يعرب إن أغمدت ينثلم

العنفوان إذا جافاك ينعدم

واسى عنادك يا بغداد من قدموا

جئناك نحدو هموم العرب قاطبة

يا لاء أمتنا في عصر من هزموا

وإن شكونا فما تشكين شامخة

فينا أواراً سمت من هديه القيم

يا نكهة المجد يا أمس الألى مكثوا

طيف الرشيد فأبدى ظله الشمم

حييت فيك بني العباس ملتمساً

مذ سادها الدون.. يا للدون إن حكموا

ما أنت من حاصروا بل أمة خذلت

أحوالها فاستباحت ساحها الأمم

ما أنت من جوعوا بل أمة هزلت

فاستفردتنا بغاة ظلم لمم

مذ غيبوها عقوداً شابها وهن

فالنزف ثر وليس الجرح يلتئم

يضمد الجرح جرحاً لا اندمال له

أكناف قدسك يا بغداد تلتهم

باعو فلسطين والبازار منعقد

وضيعوها.. أضاعت قدسنا اللعم

فالدون تاهوا وتاه الدرب فانحرفوا

لن يدرؤوا البغي أو من ذلهم سلموا

مهما انحنوا لطغاة الغرب أو ركعوا

شأن العبيد إذا ما همهموا لطموا

إن فاوضوا فرطوا إن عاندوا خضعوا

نصارع الكون حتى يرفع العلم

خوارج نحن يا بغداد مذ سقطوا

متنا أباة إلى التحرير نحتكم

عشنا براء من المهزوم نخلعه

ولا نبالي بمن أحلامهم ردموا

نرابط الدهر حد الحلم نوقظه

لا من خيار سوى التحرير نلتزم

نعاهد الدهر حد السيف نشحذه

والحق يعلو.. هو التاريخ ينتقم

بغداد لا تحزني الأيام دائرة

حجارة القهر تخشى غلها الحمم

شعب الشهادة يزري الموت.. آيته..

أذكت عناداً فردت كيدها الهمم

والعاديات غشت أو جل غادرها

فن الصمود على التحرير قد عزموا

في الشام أهلوك يا بغداد شيمتهم

ودون ذلك ليس الحال تنتظم

زنداكما روضا التاريخ ما ألتقيا

والعود أحمد.. إن النيل يضطرم

إن شئتما شاء.. عاد النيل سيرته

دفق الخلود يساقي فيضه القدم

لدجلة الخير يا بغداد ديدنه

معطاءة حية ما مسها عقم

وأمتي إن كبت لا تنحني أبداً

فيها تمور وعود سيلها عرم

وجدانها مترع بالرفض ما برحت

رجع الحمية في شنقيط يحتدم

إن هزها من دواهي الضيم نازلة

الهم والضيم والأتراح والألم؟!

هل وحد القوم غير الحلم هدهده

يا ليتنا بالذي كناه نعتصم

كنا بدأنا مع التاريخ سيرته

حيا صمودك يا بغداد من قدموا

أخت الصمود سلام العرب قاطبة

 

---------------------------------------------