التسوية في المنظور الشاروني وائتلافه الحكومي

التفعيل تحت سقف الحلول الوسط التدرجية

 
عطيه مقداد

 

 

من خلال المفاوضات الائتلافية، حول تشكيل الحكومة الجديدة، في الكيان الصهيوني، والتي يرجح أن تشارك فيها معظم الأحزاب الصهيونية الممثلة في الكنيست، ما عدا هوامش ما يوصف باليسار الصهيوني، تتجلى حقيقة أنه لا توجد بين هذه الأحزاب خلافات جوهرية، حول المسائل الأساسية والاستراتيجية للمشروع الصهيوني، والمجابهة مع المحيط العربي وما يسمى بعملية السلام، بل هناك فوارق في درجة تطرف النزعة العدوانية العنصرية التوسعية لدى هذه الأحزاب وهذه الفوارق مجرد لونيات صياغية، في إطار الإيدلوجية وبرامج جميع الأحزاب الصهيونية تصب في مخطط تصفية القضية الفلسطينية وإهدار حقوق الشعب العربي الفلسطيني.

كذلك تتجلى، في المفاوضات الائتلافية، حقيقة أن المشاركة في السلطة مسألة بالغة الأهمية بالنسبة للأحزاب الصهيونية، وفي سبيل ذلك تلجأ هذه الأحزاب إلى تسويات فيما بينها تتخطى من خلالها التخوم الواهية بين البرامج والمواقف السياسية، فهناك دائماً قدر أكبر من التنافس على مغانم السلطة وقدر أقل من الخلاف حول البرامج، وبذلك أمكن أكثر من مرة، وخاصة بعد عدوان الخامس من حزيران 1967، تشكيل حكومات إجماع صهيوني، بمشاركة الحزبين الكبيرين الليكود والعمل وأصبح اليمين الصهيوني الأكثر غلواً في تطرفه هو الذي يملي سياسة هذه الحكومات، وكان حزب العمل الصهيوني، بعد كل هزيمة يمنى بها، في الانتخابات، يعزو السبب إلى جنوح مواقفه نحو اليسار، ويعمل على استعادة مواقفه من الانزياح نحو اليمين، حتى أصبح، يوصف في الثمانينات بأنه <<الليكود ب>>.

وفي الوقت الذي لا يزال فيه حزب العمل الصهيوني يلعق جراح هزيمته في انتخابات السادس من شباط الماضي، لم يتردد هذا الحزب في الموافقة على الانضمام إلى حكومة شارون، ووفقاً للخطوط العريضة التي طرحها بخصوص العملية التسووية، كما تراجع حزب العمل عن معارضته في إسناد منصب وزاري في الحكومة الجديدة لكل من ممثلي حزبي أقصى اليمين الصهيوني، افيغدور ليبرمان زعيم حزب <<إسرائيل بيتنا>> ورحبعام زئيفي رئيس كتلة ما يسمى بالاتحاد القومي وزعيم حزب موليدت الذي يتمحور برنامجه حول مسألة <<الترانسفير>> وترحيل المواطنين الفلسطينيين إلى خارج البلاد، وظلت الصعوبة الوحيدة في المفاوضات بين طاقمي الليكود والعمل، حتى اللحظة الأخيرة، تتعلق بتوزيع الحقائب الوزارية.

لا فارق جوهرياً بين العمل والليكود

على أي حال، فإنه من الناحية العملية، ومن حيث النتائج والأهداف، لا توجد في المحصلة النهائية، أية فوارق بين طروحات حزبي العمل والليكود بالنسبة للمفاوضات مع سلطة الحكم الإداري الذاتي، لأن كلا المعسكرين الصهيونيين ينطلقان من فرضية أن طروحاتهما بشأن ما يسمى بالحل الدائم لا يمكن أن تكون مقبولة من الطرف الآخر، مهما كانت درجة استعداده للتفريط، لأن هذه الأطروحات في الحالتين لا ترقى إلى مستوى مطالب الحد الأدنى المؤسسة على ما يسمى بقرارات الشرعية الدولية، والتي لن تجرؤ السلطة العرفاتية على القفز عليها، ويبقى الهدف من هذه الطروحات الصهيونية متعلقاً أساساً بأمور داخلية وخارجية أخرى، مراعاة ما يسمى بالحق التاريخي والديني المزعوم، من أحزاب اليمين الصهيوني يستهدفون من وراء تصلبهم السافر، كما يقولون تمتين الجبهة الداخلية، ومنع تآكل الموقف الصهيوني نتيجة ما يمكن أن يتعرض له الكيان الصهيوني من ضغوط داخلية، في حين يرى منظرو حزب العمل ومعسكره، أن مناورات الليونة وطروحات ما يوصف بالحلول الوسط، من شأنها أن تساعد على تحسين صورة الكيان الصهيوني، في الخارج.

وعلى أساس ما تقدم، فإن التوجه الواضح لكل من المعسكرين الصهيونيين، هو العمل على أن يكون الحكم الإداري الذاتي في أجزاء من الضفة الغربية وقطاع غزة، سقف الحل الدائم وهذا ما يطرحه الليكود وأحزاب اليمين الصهيوني، بشكل واضح وساخر، بدعوى عدم السماح بتجزئة <<أرض إسرائيل>>. كما أن منظري حزب العمل الصهيوني ومخططيه الاستراتيجيين، الذين كانوا أول من طرح خطة الحكم الإداري الذاتي، الموسعة على بدعة التفاهم الوظيفي والفصل بين الأرض والسكان، كانوا يقدرون منذ البداية أن الحكم الإداري الذاتي للسكان سيكون حلاً مرحلياً من الناحية النظرية، لكنه سيكون حلاً دائماً من الناحية العملية، لأن الطروحات الصهيونية بشأن ما يوصف بالحل النهائي، لن تكون مقبولة من الطرف الآخر، وبذلك يتكرس الحكم الإداري الذاتي كواقع دائم، ورغم بعض التعديلات التجميلية الهامشية التي أدخلت عن خطة الحكم الإداري الذاتي، من خلال صفقة أوسلو ومتفرعاتها، فإن هذه التعديلات لم تمس جوهر الخطة الصهيونية باعتبارها وصفه وخطة عمل للحفاظ على السيطرة الصهيونية على الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967، مع التخلص في الوقت نفسه من إدارة الحياة اليومية لملايين المواطنين الفلسطينيين فيها، وإذا كان حزب العمل الصهيوني، لاعتبارات أمنية وديمغرافية، يتبنى خطة للفصل بين فلسطين المحتلة عام 1948 وبين دولة فلسطينية محدودة السيادة والصلاحيات منزوعة السلاح، وخاضعة للهيمنة الصهيونية، فإن خطة الفصل هذه لامست جوهر مؤامرة الحكم الإداري الذاتي.

نحو حلول مرحلية متدرجة

من هنا، وعلى أساس أنه لن يكون في الإمكان التوصل إلى حل دائم شامل، طرحت حكومة باراك، أكثر من مرة، خلال المفاوضات مع سلطة الحكم الإداري الذاتي، فكرة التوصل إلى سلسلة من الحلول المرحلية، بالنسبة للمسائل التي يمكن التوصل إلى اتفاق بشأنها، مع تأجيل المسائل التي لا تزال الفجوة بين الطرفين بخصوصها واسعة.

وتتمحور الخطوط العريضة لسياسة حكومة شارون، حول فكرة الحلول المرحلية المتدرجة، والتي تعني في المحصلة تكريس الحكم الإداري الذاتي كحل نهائي، فقد نصت هذه الخطوط العريضة التي تم التوصل إليها بين طاقمي المفاوضات من الليكود وحزب العمل على تسويات مرحلية طويلة الأمد، تتضمن خطوات أخرى من عملية إعادة انتشار قوات الاحتلال في الضفة الغربية ومع أن الاتفاق بين الحزبين نص على عدم إقامة مستوطنات جديدة خلال فترة عمل الحكومة الجديدة، إلا أنه تضمن من جهة أخرى نصاً على مواصلة تكثيف المستوطنات القائمة بما يتناسب مع زيادة عدد المستوطنين فيها، وهي صيغة سبق أن استخدمت لإقامة العديد من المستوطنات الجديدة تحت ستار إنها توسيع للمستوطنات القائمة، وقد رفض الليكود كما ذكرت المصادر الصهيونية مطلب حزب العمل بخصوص نقل مستوطنات منعزلة إلى الكتل الكبيرة، مؤكداً بذلك رفضه إخلاء أية مستوطنة من المستوطنات القائمة في الضفة والقطاع، ولم تتطرق الخطوط العريضة لسياسة حكومة شارون إلى مسائل القدس واللاجئين وحق العودة والدولة  الفلسطينية، لأنها بمقتضى خطة الحل المتدرج مؤجلة، ولن يجري التفاوض حولها، خلال فترة ولاية حكومة شارون، التي يمكن أن تستمر ثلاث سنوات، حتى موعد الانتخابات القادم في الكيان الصهيوني، وقد برر المتحدثون باسم حزب العمل الصهيوني، موافقتهم على عدم التطرق لهذه المسائل في الخطوط العامة لسياسة الحكومة الجديدة، بفشل المفاوضات حول الحل الشامل ووصولها إلى طريق مسدودة.

وتحت لافتة الحل المتدرج، تتوارى الخطة الالحاقية الليكودية، وفقاً لخارطة ما وصف بالمصالح الحيوية للكيان الصهيوني في الضفة الغربية، والتي وضعها شارون نفسه عندما كان وزيراً للخارجية في حكومة نتنياهو، وصادقت عليها تلك الحكومة في آذار عام 1998، وتشمل خارطة <<المصالح الحيوية>> الأراضي التي يريد الليكود ضمها للكيان الصهيوني والتي تقدر مساحتها بنحو 52% من إجمالي مساحة الضفة، وتضم <<مناطق أمن على طول غور الأردن وخط الهدنة مع فلسطين المحتلة عام 1948 ومواقع ومصادر المياه ومواقع الاستيطان الصهيوني وما وصف بالمواقع المقدسة والأتربة اليهودية، وإقامة حكم إداري ذاتي فيما يتبقى من مساحة الضفة والقطاع، يكون مرتبطاً بالكيان الصهيوني وهيمنته.

لا ضغوط أميركية على شارون

هذا، وكالعادة، مع كل تبديل للإدارة الأميركية تكررت مع تولي جورج بوش الرئاسة الأميركية، في الكثير من وسائل الإعلام في منطقتنا تساؤلات وتنظيرات وتوقعات، بشأن سياسة إدارة بوش إزاء ما يسمى بعملية السلام، كما لو أن تجارب وخبرة أكثر من خمسة عقود منذ إقامة الكيان الصهيوني وعشرة أعوام منذ انعقاد مؤتمر مدريد، غير كافية لاستخلاص حقيقة أن ثوابت استراتيجية الولايات المتحدة الشرق أوسطية ومواقفها إزاء الصراع العربي-الصهيوني لا تتبدل بتبدل الإدارات في واشنطن، ويستند كثير من هذه التساؤلات والتنظيرات والتوقعات، إلى فرضية لم تزكيها الأحداث والوقائع والتطورات، وهي أن هناك خلافاً بين واشنطن المعنية بإيجاد تسوية شاملة في المنطقة، من أجل تحقق استقرار وإقامة ما يوصف بالنظام الإقليمي، وبين حكومة اليمين الصهيوني التي تماطل في التجاوب مع هذا التوجه الأميركي. صحيح أن مناورات حكومات حزب العمل التفاوضية وطروحاتها بشأن <<الحلول الوسط>> تبدو أكثر انسجاماً مع السياسة الأميركية من مواقف وطروحات اليمين الصهيوني، لكن الوقائع تؤكد أنه كان هناك طوال الوقت تنسيق من خلال الاختلاف الشكلي في المواقف بين واشنطن وحكومات الليكود، وأن واشنطن تستخدم تطرف وعدوانية حكومات اليمين الصهيوني، في ابتزاز الدول العربية ومحاولة فرض توجهات والحفاظ على أوضاع تخدم مخططات الهيمنة الأميركية على المنطقة، وطوال الوقت منذ بدء ما يسمى بعملية السلام كانت واشنطن ترفض ممارسة أية ضغوط على الكيان الصهيوني، من أجل دفعه إلى تليين مواقفه وتطالب الأطراف العربية بتقديم تنازلات من أجل ما يسمى بالحلول الوسط، ووقفت الولايات المتحدة، في مجلس الأمن وفي الجميعة العامة للأمم المتحدة ضد جميع القرارات المتعلقة بإدانة الكيان الصهيوني، وعندما كانت واشنطن تتدخل في المفاوضات بتقديم ما يوصف بالمقترحات التوفيقية، كانت تتبنى الطروحات الصهيونية، وكان الموقفان الأميركي والصهيوني طوال الوقت وجهين لعملة واحدة.

ويستدل من تصريحات الرئيس الأميركي بوش وأركان إدارته أن إدارة بوش معنية أساساً بعدم انعكاس الأوضاع والأحداث الجارية في الضفة والقطاع، على المصالح الأميركية في منطقة الخليج، ومن أجل صرف الأنظار عن جرائم الاحتلال الصهيوني وحرب الإبادة التي يشنها ضد الشعب الفلسطيني، في الضفة والقطاع، صعدت واشنطن من اعتداءاتها على العراق، وأعلن الرئيس الأميركي بوش أن الهدف الاساسي لجولة وزير خارجيته كولن باول الحالية في المنطقة هو بلورة السياسة الأميركية، إزاء الملف العراقي، هذا في حين تطابق موقف إدارة بوش مع موقف شارون بشأن اشتراط استئناف المفاوضات الصهيونية-العرفاتية، بوقف ما يوصف بأعمال العنف والتحريض، وهو الأمر الذي يبدو أن محادثات وزير الخارجية الأميركية مع عرفات سوف تتمركز حوله خلال الجولة الأولى للوزير الأميركي في المنطقة.

----------------------------------------------------------

 

بمناسبة الذكرى التاسعة عشرة لإعادة تشكيله

الحزب الشيوعي الفلسطيني الثوري: الانتفاضة وحدت الشعب والأرض

 

بمناسبة الذكرى التاسعة عشرة لإعادة تشكيل الحزب الشيوعي الفلسطين أصدرت اللجنة المركزية للحزب بياناً سياسياً حيت فيه انتفاضة شعبنا الفلسطيني الباسلة التي أتت عقب الهزيمة المدوية التي ألحقتها المقاومة الوطنية اللبنانية بالعدو الغازي على أرض الجنوب، وأطلقت حالة من الصحوة العامة في أرجاء الوطن العربي.

وأكدت أن الانتفاضة جسدت وحدة الشعب والأرض مشددة على أن هدف الانتفاضة يتمثل في دحر الاحتلال عن كافة الأراضي المحتلة عام 1967 وترحيل المستوطنين عنها وضمان عودة اللاجئين إلى ديارهم دون التنازل عن الهدف النهائي لنضال شعبنا وأمتنا، المتمثل في إلحاق الهزيمة النهائية بالقاعدة الاستيطانية الصهيونية التي ترتبط وظيفتها العدوانية ارتباطاً عضوياً بمشاريع السيطرة الإمبريالية على المنطقة.

وتطرق البيان إلى تأثير الانتفاضة على الأصعدة العربية والصهيونية والدولية. محدداً المهام المطلوبة من القوى الوطنية والتي يقع في مقدمتها التمسك بهدف دحر الاحتلال عن جميع الأراضي المحتلة عام 1967 دون التنازل عن أهدافنا الوطنية وفي مقدمتها حق العودة. ومواصلة محاصرة نهج الاستسلام والعمل على تنظيم الشؤون الحياتية لجماهير الانتفاضة وتوصيل أموال الدعم إلى هذه الجماهير كي تتمكن من مواصلة اشتباكها مع المحتلين.

--------------------------------------

بسم الله الرحمن الرحيم

بيان إشهار

للجنة الفلسطينية المركزية العليا لجمع التبرعات لدعم الانتفاضة

يا أبناء شعبنا الفلسطيني المناضل:

إن انتفاضة شعبنا التي تواصل في شهرها الخامس تقديم الشهداء وأغلى التضحيات وتواجه قمع العدو الصهيوني، وآلته الحربيةو حصاره وتجويعه، وهدمه للبيوت، وتدميره للممتلكات والمزروعات، وكل أنواع التضييق المعيشي، بحاجة إلى الدعم المتواصل بكل الوسائل السياسية والإعلامية والمالية.

وعلى الرغم من أهمية الدعم السياسي والإعلامي، فإن الدعم المالي يشكل ضرورة أساسية من أجل استمرار الانتفاضة، وتواصلها، وإذكاء الروح النضالية لشعبنا من خلال الشعور بالمشاركة والمساندة المادية، والتي تشكل باباً من أبواب الجهاد لمن لا يستطيع إليه سبيلاً بالجهاد المباشر بالنفس.

ومن أجل تحقيق هذا الغرض وبمبادرة من القيادة المركزية لتحالف القوى الفلسطينية جرى تشكيل لجنة فلسطينة عليا لدعم الانتفاضة تقوم بجمع التبرعات من الفلسطينيين العرب في القطر العربي السوري بموافقة من السيد وزير الداخلية في القطر العربي السوري (بموجب الكتاب رقم 28539/2/2/674 تاريخ 12/12/2000) للإشراف على كل ما يتعلق بجمع التبرعات من الفلسطينيين في القطر العربي السوري، بموجب القوانين النافذة، وهي مخولة بتشكيل ما يلزم من اللجان الفرعية في المناطق والمخيمات وتحريك الأموال المرصودة، أصولاً لصالح الانتفاضة من البنوك والمصارف السورية، والإشراف على طباعة الإيصالات المالية لمستحقيها الحقيقيين من أسر الشهداء، والجرحى والمعتقلين، وجميع المتضررين، من أبناء شعبنا داخل فلسطين المحتلة.

وهذه اللجنة تهيب بأبناء شعبنا الفلسطيني في القطر العربي السوري الذين كانوا دوماً في قلب النضال الوطني وقدموا آلاف الشهداء في خضم الثورة الفلسطينية المعاصرة، أن يساهموا بما يستطيعون في تقديم الدعم المالي لأبناء شعبهم في الأرض الفلسطينية المحتلة كي تستمر الانتفاضة وتتصاعد حتى دحر الاحتلال والاستيطان الصهيوني في الضفة الغربية وقطاع غزة، والقدس، دون قيد أو شرط، ويستمر نضالنا الوطني حتى التحرير والعودة وقد قامت هذه اللجنة بفتح حساب في المصرف التجاري السوري في مخيم اليرموك فرع رقم /15/ تحت رقم 1998/3060/ لمن يرغب بإيداع مبالغ التبرعات في المصرف وفي الوقت نفسه ستقوم اللجان الفرعية بجمع هذه التبرعات مقابل الإيصالات المعتمدة من هذه اللجنة.

النصر للثورة والانتفاضة

المجد والخلود للشهداء

اللجنة الفلسطينية المركزية العليا

لجمع التبرعات لدعم الانتفضة

رقم هاتف اللجنة: 6326117

---------------------------------------------

 

الاقتصاد الفلسطيني والانتفاضة

فلسطين-خاص-فتح

 

بلغت خسائر الاقتصاد الفلسطيني في مختلف القطاعات التجارية والصناعية حوالي 3.3مليار دولار حتى منتصف شهر  شباط الجاري. جاء ذلك خلال تقرير صادر عن ما يسمى  وزارة التخطيط والتعاون الدولي في سلطة الحكم الذاتي يشمل رؤية شاملة للخسائر التي تكبدتها الصناعة والزراعة والتجارة والسياحة الفلسطينية منذ اندلاع الانتفاضة.

القطاع التجاري

وأوضح التقرير إنه بسبب توقف الحركة التجارية لحقت خسائر كبيرة في خزينة السلطة التجارية نتيجة الدخل الناتج عن الجمارك والضرائب التي تقدر إيراداتها بمبلغ 72 ألف دولار يومياً بيد أن إغلاق المحال التجارية أدى إلى حدوث نقص في حجم السيولة المتوفرة، مما أدى إلى انخفاض الحركة التجارية من 226 مليون دولار شهرياً في المنتجات غير الزراعية إلى 174 مليون دولار في نهاية تشرين الأول/أكتوبر الماضي، ثم تواصل الانخفاض حتى 102 مليون دولار في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، أي ما يوازي خسارة مليوني دولار يومياً.

وتبين من التقرير أن اكبر الخسائر في القطاع التجاري سجلت في قطاعات الملابس والذهب والمفروشات والسيارات والأجهزة المنزلية، كما سجلت انخفاضاً بنسبة 40% في عدد العاملين في مجال التجارة، فضلاً عن الخسائر التي تحملها التجار جراء وجود بضائعهم في الموانئ الصهيونية، حيث بلغت تلك الخسائر خلال الأسبوع الأول من الانتفاضة 600 ألف دولار، ارتفعت تلك القيمة إلى 970 ألف دولار يومياً خلال الأسبوع الأخير من تشرين الأول/أكتوبر، غير أن خسارة قيمة رأس المال التجاري الدوار تقدر بنحو 100 مليون دولار.

القطاع الصناعي

أوضح التقرير انه نتيجة للسياسات الصهيونية المتبعة منذ بداية الانتفاضة، والتي حالت دون وصول المواد الخام والآلات والمعدات وإغلاق منافذ التوزيع والتي تعد من المقومات الأساسية للصناعة فإن حجم الإنتاج الصناعي انخفض بالنسبة للصناعات التحويلة بنسبة تقدر بـ 1.96 مليون دولار يومياً، كما توقفت حركة التصدير نتيجة الممارسات الصهيونية التي أدت إلى شل حركة تصدير المنتجات الفلسطينية عامة والصناعية خاصة، غير أن تدمير العديد من المنشآت الصناعية، أدى إلى اضطرار المصانع إلى تخفيض إنتاجها بنسبة 50% والعمالة بنسبة 80%، وأيضاً اعتماد تصريف المخزون من البضائع للتصدير في السوق المحلية بأسعار تقل في كثير من الأحيان عن سعر التكلفة.

ويقدر تعطيل رأس المال الدوار في القطاع الصناعي بــ 96 مليون دولار، وذلك باحتساب نسبة ربح 15% نصف سنوي أما غرامات تأخير البضائع غير الموردة وانتهاء العقود المبرمة مع الشركات في الخارج عن الفترة من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي حتى 15 شباط/فبراير الجاري فقدرت بنحو 227.5 مليون دولار، أما خسائر خزينة السلطة من الضرائب المجباة على تصدير المنتجات الصناعية واستيراد المواد الخام فتقدر بنحو 482 ألف دولار يومياً.

الزراعة والثروة الحيوانية والسمكية

وأوضح التقرير أن الخسارة في قطاع الزراعة تتنوع اتجاهاتها، حيث أن إجمالي ثمن الأشجار التي اقتلعتها جرافات  العدو يقدر بـ 83 مليون دولار. أما الخسائر الزراعية الناجمة عن إتلاف المحاصيل الزراعية على حواجز التفتيش واحتجاز المنتجات الزراعية في أماكن مكشوفة لفترات تصل إلى يومين، أدى إلى إتلاف نسبة 30% من إجمالي البضائع التي كان من المفترض تصديرها في الأسبوع الأول من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

وأوضح التقرير أن الثلاثة اشهر الماضية تشكل ذروة موسم الإنتاج والتصدير الزراعي، مبيناً أن حجم المنتجات الزراعية المفترض تصديرها يومياً يقدر بـ 450 طناً وتتراوح قيمة الطن الواحد من 500 إلى 600 دولار. ونوه إلى الأضرار التي لحقت بهيكلية المزارع وما تم تكبده من خسائر جراء عدم تمكن المزارعين من رش المبيدات الزراعية على محاصيلهم وتوقف العمالة الزراعية بنسبة 60%.

كما أن خسائر الثروة السمكية جراء تلف كميات كبيرة من الأسماك جراء عدم تصديرها وانخفاض العمالة في الصيد البحري بنسبة 30% أما الثروة الحيوانية فقدرت حجم خسارتها حتى نهاية تشرين الثاني/نوفمبر بما يزيد عن 9.8 مليون دولار.

قطاع الخدمات

وتناول التقرير الخسائر التي لحقت بقطاعات الخدمات السياحية والنقل الداخلي والبنوك والبورصة والاتصالات،مؤكدا أن القطاع السياحي كان الأكثر تعرضاً للضرر المباشر جراء الإغلاق والحصار المفروض على الأراضي الفلسطينية الذي أدى إلى هروب السياحة الخارجية، وإلغاء الحجوز الفندقية التي بلغت خلال تشرين الأول وتشرين الثاني 1670 حجزاً و 890 حجزاً على التوالي بمتوسط سعر الليلة الفندقية 50 دولاراً ما شكل خسارة بقيمة 128 ألف دولار كقيمة للحجوزات الملغية. كما أدى الحصار إلى انخفاض عدد الأعمال السياحية بنسبة 65% في قطاع العاملين في مجال الخدمات السياحية الأخرى، كالمطاعم والبازارات السياحية فضلاً عن الأضرار الناجمة عن تدمير 2.4 مليون دولار كخسارة ترتبت على احتلال قوات العدو لثلاثة فنادق في الخليل وبيت جالا وجنين، إضافة إلى الخسائر المستقبلية الناجمة عن ضياع فرص الاستثمارات في التنمية السياحية بقيمة 50 مليون دولار وهروب الاستثمارات الأجنبية إلى الخارج وفقدان موسم سياحة الحج المسيحي وتوقف السياحة الداخلية بين الضفة وغزة والسياحة الفلسطينية من المغتربين.

وأشار التقرير إلى خسائر قطاع النقل الداخلي المتمثل بتوقف العمال الفلسطينيين عن العمل في الكيان الصهيوني وانخفاض الإقبال على وسائل النقل بنسبة 55% كما أشار إلى خسائر قطاع الاتصالات جراء انخفاض حجم الاتصالات الدولية بنسبة 35% والمحلية بنسبة 60% وانخفاض مبيعات (جوال) بما يعادل خمسة ملايين شيكل شهرياً، فضلاً عن الخسائر التي لحقت بشبكتي جوال والاتصالات نتيجة القصف والتي تقدر بنحو 3.4 مليون دولار.

مـطار غـزة الـدولـي

أوضح التقرير أن إغلاق الأجواء الفلسطينية وما نتج عنها من إلغاء للرحلات الجوية أدى إلى خسارة تقدر بـ 2.3 مليون دولار خلال الفترة من التاسع والعشرين من أيلول/سبتمبر الماضي وحتى الثاني من تشرين الأول/أكتوبر الماضيين كما تسبب تعطيل الطائرات الفلسطينية عن العمل وتكلفة رسوم أرضيات في المطارات بقيمة 1.5 مليون دولار وذلك عن تشرين الأول والثاني الماضيين أما الخسارة الناتجة عن إلغاء الحجوزات فقدرت بنحو مليون دولار شهرياً. وقدرت الخسائر المتوقعة مستقبلياً بنحو 7 ملايين دولار شهرياً وذلك كي تتم إعادة تعامل شركات الطيران مع "مطار غزة الدولي" أما خسائر التجارة التي كانت تمر عبر المطار فتقدر بنحو 2 مليون دولار شهرياً.

مشروع الميناء

وأشار التقرير إلى أن الشركة الأجنبية المنفذة لمشروع ميناء غزة قامت بإيقاف العمل في المشروع والتهديد بإلغاء العقد وتحميل السلطة غرامات ناتجة عن الظروف القهرية بقيمة مبدئية بلغت 3 ملايين دولار وفي حال عودة الشركة لاستكمال المشروع ستتحمل السلطة الوطنية ما قيمته 420 ألف دولار يومياً كتعويض عن كل يوم تعطل العمل فيه بالمشروع إضافة إلى الخسائر المترتبة على تأخير ألف فرصة عمل في تشييد الميناء واستمرار التعامل مع الموانئ الإسرائيلية، مما يعني استمرار دفع ما قيمته 2.5 مليون دولار شهرياً.

الـبـطـالـة

أوضح التقرير أن الإغلاق أدى إلى توقف 135 ألف عامل فلسطيني عن الوصول لمراكز عملهم داخل "الخط الأخضر" وتم تقدير الخسائر بسبب توقف هذا الجزء من العمالة بحوالي 4.2 مليون دولار يومياً، يضاف للعدد السابق حوالي 70 ألف عامل كانوا عاطلين عن العمل قبل فرض الحصار الإسرائيلي ويشكلون نسبة 11% من القوى العاملة، و120 ألف عامل توقفوا عن العمل دخل أراضي السلطة الوطنية الفلسطينية. وبالتالي يكون إجمالي العاطلين عن العمل 325 ألف عامل أي 49% من إجمالي القوى العاملة في فلسطين (650 ألف عامل، مما يعني أن معدل البطالة ارتفع نتيجة الحصار الإسرائيلي من 11% إلى 49%، ويقدر إجمالي خسائر العمال بحوالي 980 مليون دولار أمريكي نتيجة تعطلهم عن العمل لمدة 140 يوماً.

----------------------------------------

 

فعاليات الانتفاضة

 

الجمعة: 9/2/2001

يوم الغضب الفلسطيني شهد مواجهات واشتباكات مسلحة في أنحاء الضفة والقطاع وأصيب نتيجتها أربعين مواطناً بجراح وأعلنت ومصادر طبية استشهاد المواطن( ايمن عبد الرزاق أبو هولي) متأثراً بجراحه،فقد اندلعت اشتباكات عنيفة بالرشاشات والقذائف الصاروخية بين جنود الاحتلال الصهيوني والمنتفضين الفلسطينيين في مدن رام الله وأسفرت عن اصابة سبعة عشر مواطناً بجراح، وفي مدن قطاع غزة والضفة الغربية نظمت تظاهرات مماثلة عمت الشوارع والأحياء ووقعت على أثرها مواجهات عنيفة أسفرت عن أصابة "11" مواطناً يجراح بينهم مصور فرنسي، وتأتي هذه التظاهرات تعبيراً عن غضبهم على أساليب القمع الصهيوني وتأكيداً على استمرار الانتفاضة الباسلة.

وشهد مساء هذه اليوم تصعيداً مميزاً في عمليات المقاومة الفلسطينية حيث ألقى مناضلو الانتفاضة قنيلة يدوية على دورية صهيونية كانت تمر عبر الشريط الحدودي  الفاصل بين مصر وفلسطين، ثم اشتبكوا معها بالأسلحة النارية ، وفي مخيم خانيونس قصفت قوات الاحتلال مساء اليوم منازل المواطنين بالرشاشات الثقيلة والقنابل الأرتجاجية موقعة اضراراً جسيمة في منازل المواطنين،  واستمرت الاشتباكات المسلحة حتى ساعة متأخرة من الليل ، حيث شاركت الزوارق البحرية الصهيونية بقصف حي الأمل والمخيم الغربي في وقت شهد محيط مستوطنة" دوغيت" شمال بيت لاهيا اشتباكات مسلحة قامت على إثرها قوات الاحتلال بقصف المنطقة وأصابت موقعاً للأمن الفلسطيني بأضرار، وقبل منتصف الليل اندلع اشتباك مسلح في محيط مستوطنة " كفار داروم" بمحاذاة در البلح.

وكانت مواجهات عنيفة اندلعت قرب معبر المنطار شرق مدينة غزة أسفرت عن إصابة ثمانية مواطنين بجراح مختلفة، وتأتي هذه المواجهات بعد أقل من ثمكانية وأربعين ساعة على فوز رئيس الوزراء الصهيوني الجديد شارون.

ووردت معلومات أن الشرطة الصهيونية وجهت نداء " عبر الإذاعة الصهيونية" تطلب فيه من الصهاينة مساعدتها على البحث عن صهيونيين اختفت آثارهما وهما " دافيد ساتيز 66 عاماً من بيت شيمش وكان آخر مرة قد شوهد فيها الليلة قبل الماضية، والثاني "يحزقيل زاده 48 عاماً وكانت قد فقدت آثاره أول أمس.وفي طولكرم دارت اشتباكات قبل منتصف هذه الليلة بين المناضلين وقوات الاحتلال قرب قاعدة لحرس الحدود الصهيوني، وفي بيت لحم تعرضت مستوطنة "إفرات" الصهيونية لهجوم مسلح من قبل مناضلي شعبنا، وفي رام الله شهدت المدينة عصر اليوم والمساء اشتباكات مسلحة عنيفة جداً بين المناضلين الفلسطينيين  وقوات الاحتلال قرب مفرق الإدارة المدنية كما هاجم المناضلون الفلسطينيون معسكر "عوفر" الصهيوني ومستوطنة" بساغوت" قرب رام الله بأسلحتهم الرشاشة قوة عسكرية صهيونية في الحي اليهودي في البلدة القديمة.

 

السبت: 10/2/2001

في تطور نوعي لانتفاضة شعبنا البطل قصف المناضلون الفلسطينيون مستوطنة" نتساريم" بقذائف الهاون، ودعت إذاعة الجيش الصهيوني المستوطنين بالتزام الملاجئ، هذا وأصيب ثلاثة مواطنين فلسطينيين بجروح خلال المواجهات بالقرب من معبر المنطار في قطاع غزة وقد تفجرت مواجهات أخرى في مدينة الخليل بالضفة الغربية استعمل خلالها الجنود الصهاينة الأعيرة النارية، في غضون ذلك شيع الالآف من أبناء شعبنا المناضل الشهيد ايمن أبو هولي الذي قضى برصاص قوات الأحتلال أمس الجمعة قرب مستوطنة" كفار داروم"في قطاع غزة وتعهد المشيعون اثناء مراسم الجنازة بالثأر لمقتله ومواصلة الانتفاضة حتى تحرير كامل التراب الوطني الفلسطيني.

 

الأحد: 11/2/2001

مناضلو الانتفاضة واصلوا تنفيذ العمليات العسكرية ضد قوات الاحتلال الصهيوني وقطعان المستوطنين حيث فجروا صباح اليوم عبوة موجهة عن بعد بناقلة جند قرب مستوطنة"كفار داروم" واصيب ثلاثة مواطنين برصاص قوات الاحتلال الصهيوني قرب معبر المنطار في غزة وقرب قرية الخضر المجاورة لبيت لحم في الضفة الغربية ، فقد هز أنفجار عنيف صباح اليوم مستوطنة" كفار داروم" وأعقبه المناضلون الفلسطينيون باشتباكات مع قوات الاحتلال المرابطة قرب المستوطنة ونتيجة لحال الهلع الذي أحدثه الانفجار سارع العدو الصهيوني إلى إغلاق الطرق الفرعية والرئيسية التي تربط شمال قطاع غزة مع جنوبه، وأعلنت كتائب المقاومة الوطنية الفلسطينية" مسؤوليتها عن إطلاق النار على أهداف عسكرية صهيونية قرب حاجز " كيسوفيم" جنوبي قطاع غزة وقالت أنها هاجمت سيارة صهيونية وأصابت من بداخلها .

وإثر العملية البطولية التي تم تنفيذها في جنوب القدس وأدت إلى مقتل مستوطن صهيوني، تقوم قوات الاحتلال بمحاصرة المنطقة وإغلاقها إغلاقاً تاماً وبدأت بقصف مدينة بيت لحم وبيت جالا ومخيم عايدة بالرشاشات الثقيلة وقذائف الدبابات، من جانبهم هاجم المناضلون الفلسطينيون مستوطنة جيلو جنوبي القدس للمرة الثانية على التوالي هذه الليلة واشتبكوا مع جنود الاحتلال المتمركزين بها واعترفت مصادر صهيونية بوقوع أضرار ببعض المنازل وبعض السيارات كذلك نفذ المناضلون هجومين آخرين على موقع عسكري في قبة راحيل وعلى مكتب التنسيق الصهيوني في بيت لحم، ودارت اشتباكات عنيفة جداً، وفي جنين نفذ المناضلون هذه الليلة (3) هجمات مسلحة وكان أعنفها على الحاجز الصهيوني شمال المدينة واستمر لأكثر من ساعة والاخران على مستوطنة "كديم" جنوب المدنية وعلى الحاجز العسكري الصهيوني شرق المدينة ، وفي رام الله هاجم المناضلون بالأسلحة الرشاشة موقع "عوفر" العسكري الصهيوني واصابوه إصابات مباشرة في حين اعترف مصدر صهيوني أن مستوطنة " آلون موريه" قرب نابلس الليلة الماضية قد تعرضت لإطلاق نار إلا أنه نفى وقوع إصابة أي من الصهاينة. وفي مواصي خانيونس المصنفة ضمن المناطق الصفراء . العشرات من المنازل الفلسطينية مهددة بالتدمير بعد الإنذارات التي وجهها الاحتلال لأصحابها.

 

الاثنين: 12/2/2001

شنت قوات الاحتلال الصهيوني هجوماً بالأسلحة الرشاشة الثقيلة على مخيم خانيونس وعلى المناطق الواقعة غرب مشروع الإسكان النمساوي وأدى هذا الهجوم الأعنف  من نوعه منذ انتخاب شارون رئيساً للوزراء إلى اصابة نحو" 90" مواطناً فلسطينياً بجراح وتضرر أكثر من عشرين منزلاً وتشرد ما يزيد على ثلاثمئة مواطن وتحدثت مصادر فلسطينية عن قيام نحو خمسين مسلحاً فلسطينياً من مخيم خانيونس بالرد على الهجوم الصهيوني فيما وصفت تقارير صحفية الاشتباكات بأنها معركة عنيفة جرت بين الجنود الصهاينة وبين المناضلين الفلسطينيين في مخيم خانيونس استخدم فيها الجيش الصهيوني المروحيات والدبابات، واصيب نحو"75" مواطناً فلسطينياً بجروح في مواجهات عنيفة اندلعت عصر اليوم في خانيونس في قطاع غزة واطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز تصيب الأعصاب بالتشنج"وتواصل القصف الصهيوني على مخيم خانيوس حتى ساعة متأخرة من المساء  ودارت اشتباكات مسلحة على أكثر من محور في المخيم على امتداد حي الأمل والمشروع النمساوي وتصدى مناضلو الانتفاضة لمحاولات قوات الاحتلال للتقدم نحو المخيم في وقت ارتفع فيه عدد المصابين الفلسطينيين إلى أكثر من مئة وعشرة مصابين حسب إحصائية غير نهائية نقلوا على أثرها إلى المشافي الثلاث في خانيونس، وأكد شهود عيان أن أكثر من <<50>> قذيفة صهيونية سقطت على مخيم خانيونس أدت إلى تدمير أربعة منازل بشكل كامل فيما اشتعلت النيران في أكثر من عشرين منزلاً بمحاذاة حاجز التفاح الذي بات الفلسطينيون يطلقون عليه <<معبر الشهداء>>. هذه المواجهات لم تقتصر على مخيم خانيونس فقط. فقط استهدف مناضلو الانتفاضة دوريات الاحتلال على الشريط الحدودي بين مصر وفلسطين فيما سمع هذا المساء صوت انفجار ضخم بالقرب من مستوطنة نتساريم.

وحيال هذه الهجمة الهمجية على خانيونس الصمود التحمت جموع المجاهدين من كافة القوى الوطنية والإسلامية ومعهم رفاق السلاح من طلائع لجان المقاومة الشعبية والأخوة في الأجهزة الفلسطينية في التصدي لهذا العدوان الهمجي.

وكانت المواجهات التي دارت اليوم بين المناضلين الفلسطينيين وقوات الاحتلال قد أدات إلى مقتل مستوطن صهيوني على طريق القدس-الخليل كان أصيب ليلة أمس.

وفجر المناضلون من أبناء شعبنا عبوة ناسفة كبيرة صباح اليوم بقافلة عسكرية صهيونية قرب مستوطنة موراج في قطاع غزة، هذا وقد أقدمت قوات الاحتلال على قتل مواطنين فلسطينيين أحدهما عضو في حركة فتح خلال مواجهات وقعت في مناطق قريبة من بيت لحم ورام الله، وقد انضم هذان الشهيدان إلى قافلة شهداء الانتفاضة وقد سقط الأول وهو عاطف النابلسي عندما فتحت قوات الاحتلال النار على سيارته عند نقطة التفتيش قرب رام الله وخلال مواجهات دامية قرب بيت لحم أصابت رصاصات الاحتلال المواطن زياد أبو صوي أثناء صعوده حافلة تقل عمالاً فلسطينيين، وأدت المواجهات أيضاً إلى جرح خمسة شبان آخرين.

وفيما تستمر أعمال القمع الصهيوني قام المناضلون الفلسطينيون بمهاجمة موقع صهيوني في مستوطنة نيفي ديكاليم.

 

الثلاثاء: 13/2/2001

صعدت قوات الاحتلال ممارساتها الإرهابية ضد شعبنا المناضل وامتدت يد الغدر الصهيوني لتطال المقدم <<مسعود عياد>> وتذرع العدو بأن الشهيد عياد هو المسؤول عن قصف مستوطنة نتساريم بقذائف الهاون وبأنه على علاقة بحزب الله في لبنان، عملية الاغتيال نفذتها مروحية عسكرية صهيونية عبر استهداف سيارته بخمسة صواريخ قرب معبر بيت حانون في قطاع غزة.

في هذا الموقف صعد المناضلون الفلسطينيون انتفاضتهم ضد قوات الاحتلال الصهيوني واندلعت مواجهات في مناطق عدة في الضفة الغربية وقطاع غزة، مناضلو الانتفاضة فجروا عبوة ناسفة بدبابة وسيارة جيب عسكري عند الحدود المصرية مع فلسطين المحتلة في رفح مما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات بين أفرادها، كما أطلقت الأعيرة النارية على مواقع جيش الاحتلال في المنطقة، إذاعة العدو ذكرت أن مستوطناً صهيونياً أصيب بنيران القناصة الفلسطينيين الذين أطلقوا الرصاص من مخيم خانيونس باتجاه مستوطنة غوش قطيف التي تحرصها الدبابات الصهيونية، وبالقرب من مستوطنة <<ايف نيخافيتس>> تعرضت سيارة صهيونية لإطلاق نار كما تعرضت قوة لجيش الاحتلال لإطلاق النار قرب طولكرم، وفي شارع الشلالة في الخليل ألقيت عبوة ناسفة على قوة من جيش الاحتلال بحسب اعتراف إذاعة العدو، المناضلون الفلسطينيون أطلقوا النار على ورشات صناعية في مستوطنة <<نيفي ديكاليم>> مما أدى إلى إلحاق أضرار مادية فيها، وفي بيت لاهيا جرى تبادل كثيف لإطلاق النار كما تعرض مكتب الارتباط قرب مستوطنة <<نيفي ديكاليم>> لإطلاق نار وأطلق الجنود الصهاينة النار باتجاه لجنة تقصي الحقائق بالقرب من حاجز التفاح في خانيونس، وذكر مسؤولون في مشفى الشفاء أن الجنود الصهاينة أطلقوا نيران أسلحتهم على الفتى <<بلال رمضان>> 14 عاماً بالقرب من معبر المنطار واستشهد على الفور، كما أصيب أكثر من سبعة وثلاثين مواطناً فلسطينياً إثر القصف العنيف لخانيونس، هذا وجرح العديد من المواطنين الفلسطينيين في المواجهات التي دارت في المناطق كافةو أفادت مصادر إعلامية أن تحركات كثيفة رصدت لجنود الاحتلال على جبل الطويل المحيط بمستوطنة <<بساغوت>> وأنزل الصهاينة الدبابات والآليات العسكرية، وقد نشر الفلسطينيون في مقابلهم قوات كبيرة قدرت بأكثر من أربعمئة مناضل فلسطيني، سلطات الاحتلال فرضت حظر التجول على البلدة القديمة في الخليل والمناطق الخاضعة للسيطرة الأمنية الصهيونية حتى إشعار آخر، ولكن ذلك لم يمنع شبان الانتفاضة من رشق جنود الاحتلال بالحجارة في ميدان الشرطي في الخليل، وشهدت محافظة بيت لحم مواجهات عنيفة مساء هذا اليوم استمرت لعدة ساعات استخدم فيها مناضلو شعبنا الأسلحة الرشاشة وأطلقوا النار باتجاه <<جيلو>> وعش الغراب، مما دفع بالمستوطنين إلى الهروب للملاجئ.

 

الأربعاء: 14/2/2001

صعد مناضلو الانتفاضة الباسلة نشاطهم العسكري هذا المساء وفجروا عبوة ناسفة قرب مستوطنة نتساريم تبلغ زنتها <<30>> كيلو غراماً>> من مادة الـ(ت.ن.ت) المتفجرة، واستهدفت سيارة عسكرية صهيونية كانت تقل خمسة جنود، كما فجر المناضلون عبوة ناسفة أخرى قرب مستوطنة جيلو استهدفت دورية العدو، وهاجم المناضلون دورية أخرى كانت تمر قرب مخيم العروب في منطقة الخليل مستخدمين الأسلحة الرشاشة وتأتي هذه المواجهات بعدما قتل ثمانية صهاينة بينهم سبعة جنود وجرح ثلاثة وعشرون آخرون بعد أن اجتاحهم مناضل فلسطيني بحافلة ركاب كان يقودها جنوب تل أبيب لحظة انتظارهم في محطة الركاب، العملية الجريئة نفذها المناضل الفلسطيني <<خليل أبو علبة>> دون أي سلاح أو مواد متفجرة وأذهلت الكيان الصهيوني بأوساطه السياسية والأمنية ومستوطنيه الذين صدموا لمشهد الجثث المنتشرة على قارعة الطريق في منطقة يعتبرها الصهاينة من أكثر المناطق أمناً داخل الكيان الصهيوني.

 

الخميس: 15/2/2001

شيع الآلاف في قطاع غزة الشهيد ناصر الحسنات الذي استشهد إثر إصابته برصاص قوات الاحتلال الصهيوني في غزة فجر اليوم واعتقلت سلطات الاحتلال سبعة مواطنين فلسطينيين قرب تل أبيب إثر مداهمة أماكن عملهم، كما داهمت ثلاثة عشر منزلاً فلسطينياً في قرى الجليل واعتقلت أحد عشر مواطناً فلسطينياً وستة عشر آخرين في اسدود وشاباً من أبناء قرية حوسان قرب مدينة الخليل المحتلة، كما اعتقلت سلطات الاحتلال سائق حافلة فلسطينية كانت تقل حجيجاً فلسطينيين من قطاع غزة إلى معبر رفح الحدودي مع مصر.

هذا وقد أحكمت قوات الاحتلال حصارها على جميع الأراضي الفلسطينية وفرضت حصاراً بحرياً على قطاع غزة، ومع تواصل الاعتداءات الصهيونية انفجرت عبوتان ناسفتان لدى مرور حافلة عسكرية للاحتلال قرب مخيم الفوار جنوب الخليل وأصيب مستوطن بجروح خلال مواجهات مع المواطنين الفلسطينيين قرب المنطقة الصناعية شمالي القدس، وتجددت الليلة المواجهات بين مناضلي الانتفاضة وقوات الاحتلال في مناطق متعددة من الضفة الغربية وقطاع غزة وتدور مواجهات عنيفة قرب مستوطنة نتساريم وبالقرب من بوابة صلاح الدين القريبة من معبر رفح وقرب مستوطنة بساغوت وفي الخليل شهدت الساعات المتأخرة من هذه الليلة مواجهات عنيفة خاصة في قرية بني نعيم حيث يستخدم جيش الاحتلال الأسلحة الرشاشة ويطلق الرصاص بغزارة وكثافة على المواطنين الفلسطينيين الذين يردون برشقه بالحجارة والزجاجات الحارقة، من جهة أخرى قال شهود عيان أن قوات الاحتلال جرفت عشرات الدنمات الزراعية إلى الشرق من مدينة غزة وبلدة الخضر.

 

الجمعة 16/2/2001

تصاعدت حدة المواجهات في الأراضي الفلسطينية مما أسفر عن سقوط <<4>> شهداء وعشرات الجرحى وقصفت قوات الاحتلال الصهيوني بشدة عدداً من المدن الفلسطينية.

فقد استشهد كل من عصام رشدي الطويل <<20>> عاماً وشاكر المناصرة <<25>> عاماً خلال القصف الصهيوني لمنطقة الكرنتيسنا في البلدة القديمة في الخليل، وكانت قوات الاحتلال الصهيوني المتمركزة قرب المستوطنات أطلقت نيران أسلحتها الرشاشة من عياري 500 و800 ملم بشكل متعمد على منازل المواطنين العزل وطال القصف الصهيوني منازل المواطنين في جبل الرحمة وحرم الرام وباب الزاوية والبلدة القديمة في الخليل ومنطقة الكرنتينا والمناطق القريبة من الطريق الالتفافي في مدينة الخليل، ومن جهة أخرى فتحت قوات الاحتلال نيران أسلحتها الرشاشة على منطقتي سطح مرحبه والحي الشرقي في ميدنة البيره بشكل وحشي، وقصفت قوات الاحتلال المدخل الشمالي للميدنة وفتحت نيران أسلحتها الرشاشة من عياري 500 و800 ملم تجاه منازل المواطنين عند المدخل مما أدى إلى إصابة <<32>> مواطناً، وكانت اندلعت المواجهات بين المواطنين العزل والجنود المدججين بالسلاح ظهراً حين تصدى الجنود الصهاينة للمواطنين الذين خرجوا عقب صلاة الجمعة في مسيرة سلمية حيث أطلق الجنود الصهاينة الأعيرة النارية والمعدنية والعشرات من قنابل الغاز ودمرت قوات الاحتلال عدداً من ممتلكات المواطنين الفلسطينيين في حي السلام في رفح كما جرفت جرافات العدو 30 دونماً من أراضي المواطنين في المنطقة وأصيب خلال عمليات الهدم والتجريف ستة مواطنين، وأعلنت مصادر طبية فلسطينية في مدينة خانيونس استشهاد جنين في بطن أمه الحامل جراء إصابته بشظية قذيفة مدفعية أطلقها جيش الاحتلال فاخترقت شظية بطن الأم الحامل ووصلت إلى الرحم وأصابت الجنين ما أدى إلى وفاته على الفور وأصيبت الأم بنزيف داخلي استدعى إجراء جراحة عاجلة لها لإنقاذ حياتها.

وأفادت مصادر أمنية فلسطينية أن ضابطاً فلسطينياً يدعى أنور مصطفى مرعي استشهد صباح اليوم عندما تعرض لاعتداء من عملاء صهاينة في قرية قراده بني حسان في نابلس.

 

السبت 17/2/2001

شيعت جماهير شعبنا البطل في مدينتي الخليل ونابلس ثلاثة شهداء في حين تحتجز القوات الصهيونية جثمان شهيد رابع سقط إثر مطاردته في بئر السبع جنوب فلسطين المحتلة لدى عودته من العمل، والشهداء الثلاثة هم شاكر سليمان المناصرة من بلدة بني نعيم وعصام رشيد الطويل من الخليل والملازم أول أنور مصطفى مرعي من بلدة قراره بني صادق بسلفيت بالقرب من نابلس، أما الشهيد المحتجز فهو محمد إسماعيل الحوامده من بلدة السموع قضاء الخليل، ومن المقرر أن يشيع الشهيد الخامس وهو عبد الرحيم جمعه من طولكرم إلى مثواه الأخير في وقت لاحق.

وأفادت المعلومات الواردة من الأراضي المحتلة أن ستين مواطناً أصيبوا خلال المواجهات التي جرت خلال ساعات الليل الماضي بينهم عشرة جراحهم خطيرة، وبذلك يبلغ عدد الشهداء الذين سقطوا منذ الثامن والعشرين من سبتمبر <<أيلول>> الماضي مع اندلاع الانتفاضة <<342>> مواطناً فلسطينياً وألماني واحد وقتل في المواجهات <<61>> صهيونياً، من جهة أخرى أوردت الإذاعة الصهيونية أن مظاهرات دعم للعراق جرت ليل الجمعة السبت في بيت لحم والخليل وقلقيلية وجنين ورام الله بعد الغارات الأمريكية البريطانية على أهداف قريبة من العاصمة العراقية.

وصباح اليوم قام الجيش الصهيوني بهدم وتجريف أراض فلسطينية في رفح قرب الحدود مع مصر وأكد شهود أن جرافات الهدف الصهيوني المدعومة بالدبابات هدمت منزل المواطن حماد الأخرس في رفح ما ترك أسرته المكونة من عشرة أفراد في العراء. وأوضح الشهود أن الجيش الصهيوني هدم ستة منازل في حي البرازيل برفح على الحدود مع مصر مما اضطر أصحابها للبقاء دون مأوى، كما قامت قوات الاحتلال بتجريف أكثر من عشرين دونماً من أراضي الفلسطينيين الزراعية في دير البلح قرب مستوطنة <<كفار دراوم>> جنوب قطاع غزة.

 

الأحد 18/2/2001

استخدمت قوات الاحتلال الصهيوني في تصعيد جديد سلاح المدفعية بكثافة مساء هذا اليوم ضد المناطق الفلسطينية في غزة والضفة الغربية، وقد أفادت مصادر طبية في خانيونس أن نحو <<60>> مواطناً فلسطينياً أصيبوا خلال القصف الصهيوني المستمر لمنطقة خانيونس وأفادت المصادر أن من بين الجرحى سبعة عشر جريحاً بالرصاص الحي وشظايا القنابل الصهيونية وأكثر من <<30>> إصابة بالغاز السام، وكانت المواجهات قد بدأت في ساعات الظهيرة في أعقاب قيام رجال المقاومة الفلسطينية باستهداف حافلة صهيونية كانت في طريقها إلى مستوطنة نيفي ديكاليم وأصابوها بشكل مباشر، قوات الاحتلال قامت على إثر الحادث بإطلاق قذائفها نحو المخيم موقعة عدة إصابات بينها الطفلة <<ندى أبو عبيدة>> 8 سنوات وأفاد شهود عيان أن قوات الاحتلال أطلقت النار مستخدمة وللمرة الأولى أبراجاً متحركة مزودة بالكاميرات والرشاشات الثقيلة ويجلس فيها ثلاثة جنود صهاينة تتحرك من خلال مكابس يتحكم بها الجنود، ويأتي استخدام جيش الاحتلال لهذه الأبراج في محاولة منها للسيطرة على شوارع مخيم خانيونس وكشف أبطال الانتفاضة الذين يحتمون وراء السواتر الترابية.

وفي مخيم رفح أصيب الفتى أحمد جمعة أبو طه 15 عاماً بجراح خطيرة، هذا بالإضافة إلى إصابة أربعة مواطنين أثناء خروج المصلين الفلسطينيين من مسجد النور المحاذي للشريط الحدودي في حي البرازيل وإصابة مسن فلسطيني في السابعة والستين من عمره قرب بوابة صلاح الدين.

وفي بيت لحم التي استمرت الاشتباكات فيها حتى الساعة الثامنة مساء نفذ المناضلون الفلسطينيون هجوماً مسلحاً على دورية صهيونية قرب بلدة الخضر واشتبكوا مع أفرادها، واستخدمت قوات الاحتلال في قصفها لبلدةالخضر والمشروع السياحي لبلدة سليمان وبلدة حوسان الرشاشات الثقيلة وقذائف الدبابات وألحقت أضراراً بمنازل المواطنين، وهاجم المناضلون أيضاً موقعاً صهيونياً في قبة راحيل ببيت لحم وشنوا هجوماً آخر على مستوطنة جيلو الصهيونية وفي رام الله استهدف المناضلون بأسلحتهم الرشاشة موقعاً صهيونياً للحراسة في مستوطنة حلنيش وشن المناضلون هجوماً آخر باتجاه مستوطنة بساغوت قرب رام الله، كذلك أطلق المناضلون النار باتجاه سيارة تقل مستوطنين على الشارع الالتفافي جنوب طولكرم، ومن ناحية ثانية اعتقلت القوات الصهيونية اليوم على طريق جنين نابلس ضابطاً بالأمن الوقائي يدعى <<برهان صبيح>> وادعت أنه مطلوب لأجهزتها وفي بلدة حوسان قضاء بيت لحم اعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة مواطنين فلسطينيين بتهمة مشاركتهم في تنفيذ هجمات ضد القوات الصهيونية وفي بيت صفافا قضاء القدس اعقتلت سلطات الاحتلال عشرة قاصرين تتهمهم بإلقاء زجاجات حارقة وحجارة تجاه مواقع صهيونية، وكانت مدينة جنين قد شهدت اليوم مظاهرات جماهيرية حاشدة اشتركت فيها كافة القوى الوطنية والإسلامية دعماً للعراق واستنكاراً للعدوان الإمبريالي الأمريكي البريطاني عليه.

 

الاثنين 19/2/2001

صعدت قوات الاحتلال اعتداءاتها ضد أبناء شعبنا المناضل ففي هذا اليوم استهدفت أحد مناضلي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ويدعى محمود مدني في مخيم بلاطه في محافظة نابلس في عملية اغتيال جديدة أدت إلى استشهاده، وعلى الرغم من الأجواء الإرهابية التي حاول العدو إثارتها من خلال المناورات الأمريكية الصهيونية الصاروخية المشتركة واصل مناضلو الانتفاضة عملياتهم ضد الاحتلال ولا سيما خلال فترات الليل وهو ما اعتبره قادة الاحتلال العسكريون مؤشراً جديداً على تطور عملي ونوعي في المواجهات. فقد استهدف المناضلون قافلة عسكرية صهيونية بعبوة ناسفة لدى مرورها قرب مستوطنة نتساريم في قطاع غزة كما فجروا عبوة ثانية قرب حاجز مستوطنة كيسوفيم لدى مرور دورية أخرى وعصر هذا اليوم تعرضت قوة صهيونية لإطلاق نار قرب قرية البني صالح شمالي مدينة رام الله، المناضلون كانوا استهدفوا ليلة أمس في نهج بدا واضحاً وهو تكثيف الهجمات المسلحة ضد جنود الاحتلال مع حلول الظلام فأطلقوا نيرانهم بشكل مكثف باتجاه أهداف عسكرية ومدنية صهيونية حيث استهدفوا مواقع الاحتلال في محيط قبة راحيل وحازاً قرب قرية الخضر ولم تسلم مواقع الجيش الصهيوني في حي جيلو الاستيطاني من نيران المناضلين فأمطروها بوابل من رصاص رشاشاتهم الذي استهدف أيضاً مستوطنة بساغوت قرب رام الله. قوات الاحتلال التي كثفت من انتشار آلياتها حول المدن والقرى الفلسطينية قصفت بالمدفعية المناطق القريبة من بلدة الخضر مما أدى إلى إصابة ثلاثة مواطنين فلسطينيين واشتعال نيران بأحد المنازل في بيت جالا.

 

الثلاثاء 20/2/2001

أحبطت كتائب الأقصى التابعة لحركة فتح والشرطة الفلسطينية فجر هذا اليوم محاولة لاغتيال الشاب <<نصر جرار>> من جنين خلال مؤتمر صحفي عقدته كتائب الأقصى في جنين قال الناطق باسمها أن مجموعة من الوحدات الخاصة الصهيونية مدعمة بقوات كبيرة من الجيش الصهيوني ومساندة طائرة مروحية، تسللت فجراً إلى منطقة وادي برقيت قرب مدينة جنين واقتحمت منزل المواطن نصر خالد جرار 42 عاماً، وتمكنت إحدى مجموعات كتائب الأقصى من اكتشاف الوحدات الصهيونية وباغتتها بإطلاق النار عليها واشتبكت معها لأكثر من ساعة وأكدت كتائب الأقصى أن أفراد الوحدة الصهيونية شوهدوا وهم يفرون من المكان مخلفين وراءهم ذخيرة ومعدات وملابس وآثار دماء على الأرض.

وفي القدس المحتلة شن المناضلون الفلسطينيون هجوماً مسلحاً على سيارة صهيونية كان يقودها سائق وزير الأمن الداخلي الصهيوني شمال القدس. ومن جهة أخرى قامت الفتاة الفلسطينية عبير عمرو من بلدة دورا بطعن مستوطن في الخليل مما أدى إلى إصابته بجروح وقد قامت قوات الاحتلال باعتقال الفتاة البالغة من العمر 20 عاماً، وعلى صعيد آخر أصيب المواطنان علي ضاني 35 عاماً وفاروق نبيطات 40 عاماً وكلاهما من بلدة بيت فوريك شرق مدينة نابلس جراء رشق سيارتهم على الطريق الالتفافي القريب من مستوطنة إيتامار.

وأصيب مستوطن في المنطقة الصناعية في القدس المحتلة بعد إصابته بحجارة رماه بها عمال فلسطينيون، وشهدت مدينة الخليل صباحاً اشتباكات مسلحة بين الأحياء الفلسطينية والبؤر الاستيطانية أدت إلى إصابة فتاة فلسطينية بجروح متوسطة وكانت المناطق الفلسطينية كافة قد شهدت ليلاً اشتباكات مسلحة متعددة.

فقد استهدف المناضلون الفلسطينيون بنيران أسلحتهم تجمعات لجيش العدو في معسكر <<شديما>> وقبر راحيل والحواجز المنصوبة على طريق الأنفاق القريبة من بلدة الخضر وفي القدس المحتلة استهدف المناضلون مواقع للمستوطنين في حي جيلو الاستيطاني.

وفي رام الله استهدفت مستوطنة بساغوت بنيران الأسلحة الرشاشة وردت قوات الاحتلال الصهيوني بإطلاق النار باتجاه مدينة البيره، وأدت المواجهات في المنطقة إلى جرح عدد من المواطنين الفلسطينيين بجروح، كما وقع اشتباك مسلح قرب موقع للجيش الصهيوني عند المدخل الجنوبي لطولكرم أدى إلى إصابة عاملين أجنبيين أحدهما هولندي والآخر جنوب أفريقي، وشرق جنين تعرضت مستوطنة كديم مرات عدة خلال الليل لإطلاق النار كما تعرضت معسكر بيزك في المنطقة لإطلاق نار، وفي نابلس تعرضت حافلة تقل مستوطنين لإطلاق نار.

وعمدت قوات الاحتلال إلى هدم منزلين في بلدة أمر محافظة الخليل بحجة بنائهما بدون ترخيص.

من جهة أخرى سمحت قوات الاحتلال اليوم بمرور المواطنين الفلسطينيين من معبر رفح إلى قطاع غزة وذلك لأول مرة منذ إغلاقه قبل خمسة عشر يوماً وذلك في اتجاه واحد.

وعلى صعيد آخر خرج الآلاف من أبناء مخيم بلاطة اليوم ومدينة نابلس لتشييع الشهيد <<المدني>> الذي استشهد مساء أمس متأثراً بجراحه.

وفي أنباء لاحقة أفادت أن بيت جالا قد تعرضت لقصف عنيف استهدف منازل المواطنين مما أدى إلى استشهاد مواطن فلسطيني انتشلت جثته من تحت أنقاض منزله الذي تهدم نتيجة القصف المدفعي الليلي لبلدة بيت جالا ومحطيها وتسبب القصف بجرح آخرين من سكان البلدة.

 

الأربعاء 21/2/2001

تواصلت الاعتداءات الصهيونية بحق شعبنا المناضل حيث أدى القصف المدفعي على بيت جالا إلى استشهاد مواطن فلسطيني يبلغ من العمر ثمانية عشر عاماً وقد أخرج من حطام منزله ووصل إلى المستشفى شهيداً كما أصيب عدد آخر من المواطنين في حي جيلو الاستيطاني المقابل لبيت جالا بعد التهديد بترك منازلهم إثر تخوفهم من الحالة الأمنية السائدة.

وفي هذا الوقت أشارت مصادر صهيونية إلى هدم أساسات مبنيين لفلسطينيين في الضفة الغربية قرب طريق قتل فيه مستوطن صهيوني بالرصاص قبل أسابيع.

وفي ظل الحصار الشامل والفصل الكامل للمناطق في محاولات يائسة من قبل العدو لإجهاض الانتفاضة الباسلة شيع شعبنا اليوم الشهيد البطل أسامة القربي مسالمة 18 عاماً من بيت جالا وكشفت معلومات أن جيش الاحتلال بدأ يعتمد على عناصر تابعة للعملاء اللحديين في محاولات قمع الانتفاضة.

هذا وقد تواصلت المواجهات المسلحة في أكثر من موقع في قطاع غزة، حيث أطلق مناضو الانتفاضة نيران أسلحتهم تجاه مواقع لجنود الاحتلال المتمركزين على الحدود المصرية-الفلسطينية ودار اشتباك مسلح لأكثر من نصف ساعة استعملت خلاله قوات الاحتلال نيران رشاشاتها الثقيلة مما أدى إلى إصابة عدد من منازل المواطنين بأضرار مختلفة وذلك بالقرب من بوابة صلاح الدين، وكانت مواقع الاحتلال المتمركزة قرب مستوطنة موراج شمالي مدينة رفح أطلقت صباح اليوم صاروخ (لاو) باتجاه المخيم دون وقوع مواجهات وقبل منتصف هذه الليلة قامت قوات الاحتلال المتمركزة بالقرب من معبر المنطار ومفرق الشهداء بإطلاق نيران رشاشاتها تجاه منازل المواطنين دون وقوع مواجهات على الإطلاق.

وتتواصل الحملة في المخيمات الوسطى في قطاع غزة والتي تسمى حملة استحقاق العودة للاجئين الفلسطينيين والتي تهدف إلى جمع مليون توقيع وأكدت مصادر أن الحملة ستمتد إلى جميع المخيمات الفلسطينية في فلسطين والشتات وتهدف إلى التأكيد على أن حق العودة حق مقدس وفردي وغير خاضع للمساومة.

إعداد: داوود مناصرة

-----------------------------------------------

سورية بقيادتكم رافعة النهوض العربي والتحرير والعودة

أبو خالد العملة

أمين السر المساعد للجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني/فتح

 

ثوابت خطاب السيد الرئيس بشار الأسد، وما عبر عنه في إطلالاته الإعلامية المميزة، وفي خطاب القسم والقمتين العربية والإسلامية، وفي المقابلة الحدث مع جريدة الشرق الأوسط، التي حظيت باهتمام كبير من الرأي العام والمهتمين، المقابلة الشاملة في موضوعاتها وفي الإجابة على الأسئلة المطروحة، تميزت بالعمق والاستراتيجية، ورسمت الأهداف والثوابت في بناء منهجي ورؤية ثاقبة واضحة الالتزام والهدف، كما كانت طيلة ثلاثين سنة مع الراحل الكبير الرئيس حافظ الأسد رحمه الله نراها اليوم تتجسد على أرض الواقع في خطاب وممارسات السيد الرئيس بشار الأسد.

أكد السيد الرئيس في حديثه كم هو مسكون بهموم شعبه وأمته، كم هو مؤمن بأن الأمة تمتلك من عناصر قوتها ما يجعلها قادرة على انتزاع النصر إذا توحدت وأدركت الأخطار التي تواجهها، فمن نهج وتجربة الراحل الكبير نستمد الإرادة والعزيمة والإصرار على التحدي والمواجهة، بالتماسك وتعزيز الوحدة الوطنية وتكريس الاستقرار وتعظيم البناء والمنجزات في ظل خيارات وطنية وقومية ثابتة وعبر تطوير سورية وتأمين ازدهارها، لتكون كما هي دولة محورية صامدة في وجه كل الضغوط والتحديات ترفض الاملاءات ولا تقبل التنازل تحمل على عاتقها هموم العرب وآمالهم تشد من أزر الصامدين الأحرار في كل أرجاء الوطن وتسعى إلى بلسمة الجراح، مستمرة في دورها التاريخي كحاضنة للنهوض القومي والأمينة على قضايا الأمة المركزية وفي أولويات اهتمامها والتزاماتها فلسطين وشعبها.

تتكثف الجهود للارتقاء بسورية إلى دور أكثر ريادية وأكثر فاعلية في قيادة المرحلة العربية الجديدة التي رسمتها حقبة الرئيس الراحل بسماتها، فأنجزت كل عناصر التغيير في البيئة الاستراتيجية للمنطقة وللصراع العربي الصهيوني وأنجزت تغييراً حاسماً في موازين القوى برعايتها المقاومة اللبنانية، وفي موقفها الثابت الصلب من الحقوق والمطالب وفي دعمها للشعب العربي الفلسطيني لنيل حقوقه والدعم اللامحدود للانتفاضة والمنتفضين البواسل، وفي تطويرها لمفهوم التضامن العربي، واستعادتها للنظام العربي بعد طول غياب، وبعد أن أسقطت الأوسطية والشرق أوسطية والحصارات الظالمة.

تجسيداً لكل ذلك يواصل السيد الرئيس بشار الأسد معركة البناء ليجعل من سورية بقوتها الاقتصادية والعسكرية ومنعتها الاجتماعية واستقرارها ووحدتها الوطنية شوكة في حلق الأعداء بما هي نموذج وقوة للأمة يحفزها على استحضار قدراتها وإمكاناتها ويؤسس لانتصارها باستعادتها للحقوق العربية.

وركز السيد الرئيس على الثوابت الوطنية والقومية التي لا حياد أو تراجع عنها وهي نفس المبادئ التي ميزت السياسة السورية منذ فجر التصحيح وأثبتت صحتها وصوابيتها، فالأرض كما قال سيادته ليس موضوع أمتار والشبر من هذه الأرض مثل الكيلو متر والألف كيلومتر، وليس من سورية من فرط أو يفرط بذرة تراب وليس في وارد سورية التنازل تحت أي ظرف عن هذا الحق، هكذا كانت سورية في عهد الراحل الكبير وهي اليوم في عهدة ابن المدرسة ذاتها يكمل الرسالة وستبقى بمواقفها مؤتمنة على حقوق الأمة سواء لجهة استعادة الجولان أو استعادة الحقوق المشروعة للشعب العربي الفلسطيني في أرضه وضمان عروبته وعودته إلى دياره كلها خطوط حمراء للسياسة السورية التي لا تقبل مساً أو مساومة.

في حديثه الشامل أظهر السيد الرئيس بشار الأسد براعة فائقة في وضع النقاط على الحروف في كل ما يتعلق بالقضايا المحلية والعربية والإقليمية والدولية، وقدم رؤية استراتيجية شاملة ودقيقة لأدق التفاصيل المتصلة بالصراع العربي- الصهيوني، والمقاومة في مواجهة العدو الصهيوني، المقاومة التي كانت حجر الزاوية في كل المتغيرات في ساحة الصراع، ولا سيما انتصار لبنان، وهزيمة العدو النكراء وانطلاقة انتفاضة الأقصى المبارك ونهوض الشارع العربي وإحياء روح المقاومة والنهوض الشعبي العربي والإسلامي.

بطبيعة الحال فالقراءة في حديث السيد الرئيس والقضايا المطروحة فيه والتوقف أمام إجاباته الدقيقة تحتاج إلى سلسلة مقالات  لا تستوعبها افتتاحية أو تعليق سريع بما تناولته من قضايا تشغل اهتمامات المواطنين العرب والسوريين، ونقتصر قراءتنا في هذه العجالة على تناول الحديث من أبعاد ثلاثة تتعلق بسورية ولبنان والصراع العربي-الصهيوني، القضايا التي تشكل جوهر الرؤية للموقف القومي المتمسك بالحقوق الوطنية والقومية وجاء واضحاً من خلال إجابة السيد الرئيس على سؤال إذا تلقيتم عرضاً كاملاً للسلام ينسجم مع المطالب السورية والمطلوب فقط التوقيع فهل تفعلون ذلك؟حيث أجاب سيادته حازماً.. (نحن ننطلق من منطلق قومي ماذا عن أربعة ملايين فلسطيني مشردين في دول عربية مختلفة، ماذا عن الفلسطينيين في الضفة والقطاع حتى الآن بعد عشر سنوات لم يحصلوا على شيء من الجانب (الإسرائيلي) له علاقة بالدولة أو بالسيادة، والحقوق وبالتالي نحن لن نستطيع أن ننظر نظرة قطرية ضيقة).. وأكد السيد الرئيس انحيازه للشعب الفلسطيني وانتفاضته الباسلة، واعتبار موقف الشعب الفلسطيني هو الفصل في أي اتفاق، وذلك أيضاً من خلال رده على سؤال.. إذا وافق الشعب الفلسطيني على اتفاق.. فهل هذا يحمل سورية الالتزام به؟.. نحن نترك تحديد الموضوع للشارع الفلسطيني الذي نؤكد وتظهر الانتفاضة بأنه شارع غير خامل، كما يتوقع البعض، وإذا كان الشعب الفلسطيني موافقاً على الاتفاقات فمن الطبيعي أن تقبل سورية ويقول سيادته عن حق العودة.. لكن هل يتوقع أي شخص في العالم أن هنالك شعباً يقبل بأن يتنازل عن أرضه وعن حقه في العودة إلى هذه الأرض؟.. ويرى سيادته في الانتفاضة وأثرها المستقبلي الذي أثبت فاعليته وبالتالي أي اتفاق يتم دون أن يوافق عليه الشارع الفلسطيني ليس له قيمة، وبالتالي الحكم اليوم اختلف عن السابق.. وقد حسم السيد الرئيس أن توقيع اتفاق بين سورية والكيان الصهيوني لا يعني له حلاً للقضية والوصول إلى سلام.

وقد جزم السيد الرئيس أن سورية لا يمكن أن توقع على اتفاق سلام يمكن أن يلحق الضرر بحقوق الشعب الفلسطيني ومصالحه، وحرص على القول بأن سورية بقيادته الحكيمة مع الشعب الفلسطيني ومع حقوقه وترفض الحلول والصفقات، وتسعى بكل جهد من أجل التنسيق العربي المشترك.

أعاد السيد الرئيس ربط الملفات بعضها ببعض في قراءته الاستراتيجية للمشهدين العربي والإقليمي، وأكد من جديد على ثوابت سورية بأن المقاومة حق مشروع لتحرير الأرض في فلسطين ولبنان وهي مشروع قومي متكامل يضع هدف التحرير في سلم الأولويات وبهذا أغلق الباب أمام قوى وأطراف لبنانية وخارجية تحاول النيل من الوجود السوري في لبنان ومن العلاقات السورية-اللبنانية والضغط على لبنان وسورية لإضعاف التحالف السوري-اللبناني والمقاومة وتحويل الأنظار عن العدوانية الصهيونية وأهدافها.

في مقارباته ورؤيته القضايا العربية جميعاً وعلى رأسها فلسطين ولبنان والجولان والموقف من الشعب العربي ونهضته، يدعو العرب لدعم هذا التوجه وتحشيد الطاقات في إطار عمل قومي قادر على امتلاك أدوات الفعل والتعبير وتوفير القوة الرادعة سياسياً واقتصادياً وعسكرياً في مواجهة العدو الصهيوني ومخططاته.

السيد الرئيس يحدد ويؤكد على الثوابت في كل الاتجاهات والأبعاد منطلقاً من ورشة العمل والإصلاح والتطوير الجارية برعايته في سورية وفي إطار رؤية كاملة ومنهجية علمية وعصرية وموقف حازم في كل الميادين.

في المقابلة البرنامج إجابات واضحة، شاملة، عن سورية ودورها والتزاماتها وعن ثوابتها في ماضيها وحاضرها ومستقبلها حسمت الشك باليقين وقطعت الطريق على التحليلات والرهانات الخاطئة فوقعت عبارتها كحد السيف حازماً في ما تذهب إليه سورية ومعها الأمة العربية في قضيتها الجوهرية كما في التخطيط والعمل من أجل سورية مزدهرة منيعة قوية رائدة فاعلة في صياغة مستقبل الأمة.

إننا أمام مشروع استراتيجي متكامل الأهداف، ومعرفة عميقة في مجريات الصراع، وتحديد قاطع للثوابت، والخيارات، وإدراك بحال الأمة وبقدرتها على تجاوز الوضع الراهن والإسراع في امتلاك وبناء عناصر القوة لفرض سلام صاحب الحق القوي لا الضعيف، فالمسارات كما القضيةو احدة في فلسطين ولبنان وسورية.

إنه الموقف الثابت والمبدئي لسورية تتنكب المسؤولية القومية، في قلب الأحداث، تعيد صياغتها بعزيمة وإرادة بحنكة إبداعية، تعزز الصمود وتبني، تدعم وتحمي تطلب المواجهة وتقود، لسورية لشعبها الأبي ولقيادتها الفذة، التقدير والوفاء والعهد والوعد أن نستمر معاً رفاق درب كفاح وقضية مهما غلت التضحيات، من أجل انتزاع حقوق الأمة واستعادتها غير منقوصة ليرفرف العلم العربي على ربى فلسطين ومدنها وقراها.

الهدف واحد والأمة واحدة والمستقبل نبنيه والآمال نحققها مع كل مناضلي وأحرار الأمة نصون الثوابت والحقوق، وتستمر سورية قلعة العروبة وقلبها النابض وطليعتها في معركة التحرير والنهوض والبناء والوحدة والازدهار.

هذه هي سوريا، ستبقى كما كانت في جميع الظروف حيال أخطر التحديات في قلب الحدث والمسؤولية، تقوم بواجبها القومي بتصميم أكبر من خلال حملها الرسالة القومية بكل شجاعة واعتزاز استمراراً لنهج الراحل، استمراراً للإرادة والعزيمة، للصمود العربي، للحنكة في إدارة الصراع المتمسك بالثوابت الوطنية وبالحقوق العربية، أنه الموقف الثابت والمبدئي الذي نفهمه في إطار استمرار الصراع لاسترداد حقوقنا التاريخية المنطلق من موقف سوريا التاريخي من أن قضية فلسطين هي محور النضال القومي.

لسوريا وشعبها وقائدها كل الحب والوفاء.

(عن الزميلة الثورة السورية بتاريخ 15/2/2001)