كلمة الثقافة:

ترجمة الأدب العربي!!

يبدو أن الخلافات والانقسامات بين المثقفين العرب لن تعرف حدوداً تستقر عندها إلى اتفاق، إذ ما كادت الضجة التي أعقبت بيان بعض المثقفين منهم حول ضرورة إلغاء المؤتمر الذي كان منوياً عقده في بيروت حول تاريخ الصهيونية وأسلوبها في الابتزاز العالمي وموضوع المحرقة النازية الهولوكست والذي كان في جملة من وقعوا عليه /وكانوا خمسة عشر/ أدونيس ومحمود درويش وإلياس خوري وآخرين.. ما كادت الضجة التي ارتفعت احتجاجاً على ذلك البيان تهدأ حتى ارتفعت ضجة صاخبة جديدة حول مسألة: ترجمة الأعمال الأدبية العربية إلى العبرية؟ هل يسمح بها الأدباء العرب أم لا؟.

وللطرفين حججهم فالموافقون يدعون أن هذه الأعمال تترجم إلى العبرية منذ أمد بأسلوب <<القرصنة>> من دون أن يؤخذ رأي أصحابها حسب الاتفاقات الدولية لحقوق المؤلفين والأفضل هو السماح بها بعد أن باتت محاولات الترجمة خاضعة لهذه الاتفاقات فيستفيد منها أصحابها مادياً، وفي الوقت ذاته يتعرف الشارع الثقافي في الكيان الصهيوني على أدب عربي غني من الممكن أن يكسب كثيراً من القراء إلى جانبه وأن يغير من الرأي العام المعادي للعرب المتهمين بالتعصب والتخلف.

أما الرافضون فيحتجون بأن العبرية لغة ميتة، وأن القارئ الصهيوني عنصري متطرف على الأغلب لا تؤثر فيه قراءة من هذا النوع، أضف إلى ذلك أن الدخول في مفاوضات حول نشر هذا الكتاب أو ذاك سوف يسمح لحركة التطبيع أن تتزيا بمظاهرتنا فيه تتحول إلى سياسية عادة في وقت تشهد فيه فلسطين أشرس عدوان على سكانها.

وربما كان الأهم من ذلك أن يسأل الأدباء العرب أنفسهم قبل أن يفكروا في الاتفاقات مع دور النشر الصهيونية: ألم تتضح بعد لهم حقيقة نوايا العدو عامة –ما عدا قلة نادرة منهم- أنهم شعب الله المختار وأن أي تقارب معهم لن يتم إلا على حساب العرب؟.

المحرر الثقافي

آخر الكلام أوله:

ثقافة عالقة في الهواء!

شوقي بغدادي

حضرت الجزائر.. ولم تحضر في أسبوعها الثقافي الذي انعقد في أواخر شهر أيار /مارس/ الغائب في دمشق.

حضرت لأن الذين مثلوها كانوا في نطقهم لهجة بلادهم، وفي سلاحهم علينا عنفوان وطلاقة أهل الجزائر، وفي بعض ما تكلموا به من على المنابر نكهة مغربية، وفيما قدموه من رقصات شعبية ملامح من فولكور تلك البلاد العربية.

ولم تحضر.. لأن الوجع الجزائري العميق الذي يكاد يمزق أحشاء ووجدان بلد المليون ونصف شهيد كان غائباً إلى حد بعيد في معظم ما سمعناه منهم خطابة أو حواراً.

كان شعراؤهم في الأمسيات يصعدون إلى المنابر كي يتغزلوا ببلاد الشام التي استضافتهم أو بالجزائر التي يحلمون بها أو في أي موضوع غير الوجع الحقيقي لبلادهم، وكان المحاضرون يلوذون بالقضايا العامة التي يمكن أن تلقى في أية مناسبة، وكان المسؤولون في كلماتهم  لا يخرجون عن حدود المجاملات والإنشاء العاطفي الزاخر بالمحبة والدفء والعلاقات الأخوية إلا أن ذلك الوجع الرهيب الواخز الذي يكاد يغير صورة الجزائر تماماً من بلد حر صاعد إلى بلد مكبل ملطخ يترنح على شفا هاوية سحيقة.

واصغينا لهم مع ذلك بكثير من المودة والانتباه،بل لقد صعد بعض شعرائنا معهم إلى المنابر كي يلامسوا جروحهم أكثر مما صنعه القادومن من هناك،وكانوا يستمعون بكل اهتمام وتهذيب وهم يبتسمون ابتسامة العارف،ثم ينتهي كل شيء بعد انتهاء الخطيب أو الشاعر من كلامه.

أما أنا فلقد كان يعمل في وجداني مشاعر أحسب أن كثيرين كانوا يشاروكونني فيها ذلك لأني عشت في الجزائر أواخر الستينات وأوائل السبعينات خمس سنوات متوالية أعمل في تدريس العربية لشبان متحمسين من الجنسين في معهد تخصصي لتحضير المعلمين، وعقدت صداقات لا تنسى مع الأفراد والعائلات، وتجولت، وحاورت، واكتسبت من الاعتزاز والمتعة والثقافة الميدانية ما جعلني وقتها متفائلاً بصعود بلد عربي غني بثرواته الطبيعية والبشرية إلى حد لا يصدق وقدرته إلى اختراق حاجز التخلف واحتلال مقعد متقدم في الصف الأول من الحضارة الحديثة،وعدت من هناك ولا ذكرى في القلب أجمل وأغلى من تلك الذكريات الجزائرية التي ما تزال تبكيني حتى الان.

عدت بعد ذلك إلى الجزائر في زيارات متقطعة ولكن شتان بين جزائري وجزائرهم! فلقد كان واضحاً لكل عين كيف كان ذلك البلد الحبيب يتمزق وينحدر على سفح إلى قرارٍ مخيف فأعجب كيف حدث كل هذا، وكيف يمكن الخلاص منه وفي كل صباح خبر جديد يؤكد تعقد الأوضاع وصعوبة الخلاص.

كنت أصغي وأنا استرجع كل هذا وأقول في نفسي لماذا لم يصرخ شعراؤهم وخطباؤهم بأعلى صوتهم،أهو الحذر أم الخوف؟أم اللامبالاة؟وماذا يعني أسبوع ثقافي كهذا إذا لم يتم فيه الكشف عن الدمامل والقروح والجروح التي تعاني منها الجزائر في هذا العهد العجيب الذي اختلطت فيه الأوراق حتى كاد المتابع لا يميز المعتدي من المعتدى عليه!وأية ثقافة هذه هي معلقة في الهواء بينما الواقع الحي يتخبط على أرض مريضة منهكة يأكلها العنف والحقد والأنانية العمياء.

أيه يا جزائري الحبيبة..أين أنت؟!

-----------------------------------
ثقوب الذاكرة..

من <<السامية>> إلى <<المحرقة>>

جمال الدين الخضور

يبدو أننا سنبقى نتعامل مع التاريخ بذاكرة مثقوبة، خصوصاً ما يرتبط منها بواقع صراعنا التاريخي مع المشروع الصهيوني الإمبريالي. فالعودة للحديث حول المحرقة المزعومة <<الهولوكست>> بالطريقة التي تمت في أوساط المثقفين العرب تشير فعلاً إلى أننا سنبقى نتعامل بذاكرة فيها الكثير من الثقوب، وبفكر مشتت تفرضه علينا مقولات الاستشراق والاستغراب (التغريب)، و<<الثقافة>> السياحية، فالدعوة التي تمت إلى مؤتمر بيروت لمناقشة ما يمكن أن يسمى بالشك التاريخي في حقائق وأرقام المحرقة، وإن كانت تحت شعار المعالجة التاريخية، إلا أنها كانت تهدف فعلاً إلى تثبيت بعض الحقائق التاريخية التي غيبها الإعلام الإمبريالي الصهيوني، في مرحلة زمنية حساسة من واقع الصراع بين المشروعين العربي والإمبريالي-الصهيوني، يقوم فيها الصهاينة وعلى أرض فلسطين بالذات، وفي لبنان وغيرها من أصقاع الوطن العربي، بمجازر وجرائم لم يشهد لها التاريخ مثيلاً. ومن الطبيعي تماماً أن يأتي الضغط من قبل الدوائر الإمبريالية لإلغاء مؤتمر بيروت. لكن أن يثمن بعض المثقفين العرب ذلك الإلغاء، ويعتبرون مجرد مناقشة حقائق تاريخية بشكل موضوعي دفاعاً عن تاريخ الفاشية، وبأن المسألة تخص المفكرين الأوروبيين تحديداً، فهذا يعني أن داء آخر قد استفحل في بعضنا، أشد فتكاً من ثقوب الذاكرة.

والحديث يطول حول تاريخ الصهيونية الماقبل يهودية، واليهودية لاحقاً، لكشف العلائق والمقدمات السياسية للمشروع الصهيوني وطبيعة علاقته مع أكاذيب <<المحرقة>>، ومن المفروض، أن نقرأ التاريخ جيداً قبل أن نستجدي السفير الصهيوني في باريس لينشر <<شكره>> لنا، والذي أكد فيه أن الاعتراف بالمحرقة <<وبصيغتها الصهيونية>> يشكل جزءاً من شرف بلادنا وأمتنا حيث قال: <<إنهم لم يفعلوا ذلك من أجلنا نحن اليهود، وإنما لأجل أنفسهم ولأجل شرف بلادهم والأمة العربية>>، وبهذا يؤكد هو أن المسألة لا تخص الغرب فقط، ولا تعني مناقشتها بأننا ندافع عن الفاشية والنازية، بل تخصنا مباشرة بما تعانيه من جرائم ومجازر واحتلال وسلب لأرضنا وتاريخنا وحياتنا، خصوصاً في الشهور الأخيرة من مسيرة الانتفاضة. فإذا كانت أخلاق العروبة، تكمن في أن نقول الحق حتى على أنفسنا ومهما كانت الظروف، فلماذا لم يسمح للمؤتمر بالانعقاد لنكتشف الحق ونقوله؟ أم أن الحق يكمن في الأيديولوجيا والتأريخ الصهيونيين فقط. وما معنى اكتساب الرأي العام العالمي، ونحن ضحايا المشروع الصهيوني، لم نحاول بعد التقاط الأولويات الأساسية في مناقشة تأريخ من يسحقوننا ويقتلون أطفالنا، وسلبوا الأوطان والماء والتاريخ والسماء.

يمكننا أن نكسب الرأي العام العالمي، عندما نقدم الحقائق الموضوعية، نظيفة صادقة مدعمة بالوقائع، وذلك بعد أن نكون قد حسمنا قراءتنا لها، وحددنا موقفنا منها، وعلى كل المستويات. أما ما تقدمه <<الثقافة>> السياحية، والفندقية من بيانات، فهو يخص أصحابها فقط، الذين يتلطون خلف مواشير الكلام. فماذا تختلف جرائم الصهاينة في الوطن العربي، عن جرائم النازيين؟ من ناحية تعاملها مع الجنس البشري العربي؟ لأن تعاملها على الأرض والتاريخ وعناصر الوجود الأخرى تجاوز كل جرائم النازية.

ألم تسحق النازية، وخلال الحرب العالمية الثانية أكثر من ثلاثة وعشرين مليوناً من الروس <<والسوفييت>>؟ ألم يقتل الفرنسيون أكثر من مليون من العرب الجزائريين؟ لماذا تبقى المحرقة اليهودية <<المشكوك فيها، وبعدد المقتولين فيها، وبتاريخها>>، هي دائماً موضع نقاش مرفوعة على هامات كل وسائل الإعلام؟

ورغم البيان المذكور الصادر عن بعض المثقفين العرب، ومن بينهم إدوارد سعيد فقد منع في غير جامعة ومركز أوروبي من تقديم محاضراته، بدعوى معاداته للسامية، فقط لأنه ألقى بحجر عبر الحاجز الحدودي بين لبنان وفلسطين المحتلة!! ألم يستغرب البروفيسور إدوارد سعيد نفسه ذلك الموقف في حين حاول أن يتعامل بشكل سياحي مع المحرقة.

وبالرغم من أن المؤتمر نقل إلى عمان، وبدعوة من رابطة الكتاب الأردنيين وأقيم في مقرها، إلا أنه لم يلق الاهتمام الثقافي اللازم والمناسب من قبل المثقفين العرب، ومن قبل وسائل الإعلام.

من ثم، ما معنى معاداة السامية؟ وما هي السامية التي يتحدثون عن العداء لها؟ وهنا نكتشف مرة أخرى، بأننا نتعامل مع قوانين الصراع بذاكرة مثقوبة، لأننا ننساق فوراً للرد، ونستخدم نفس المصطلح دون العودة إلى قوانين امتلاك التاريخ.

يقول بيير روسي في كتابه مدينة إزيس-التاريخ الحقيقي للعرب، ترجمة فريد جحا صدر بطبعة جديدة عن دار البشائر-1996، وكان قد صدر عام 1980 عن وزارة التعليم العالي في الجمهورية العربية السورية، وكنت قد كتبت في غير دورية، أن هذا الكتاب ضروري للجميع، حتى من الواجب أن تتبنى مؤسسة ما، توزيعه على كل بيت عربي: <<إننا نعرف، عندما نتكلم عن الوطن العربي، أننا في سبيلنا إلى معارضة نظرية مقدسة، تجعل من العربي شخصية صحراوية انبثقت في التاريخ في عهد غير محدد أو معروف. لقد كتبت دائرة معارف الإسلام>> إن عهود العرب الأولي في التاريخ غامضة جداً، إننا لا نعرف من أين أتوا ولا ما هو وجودهم البدائي. ولكن شيئاً وحيداً كان يبدو لكاتب المقال، هو أنهم ساميون. وها هو ذا التفسير الهزيل الهزيل، التعبير الخالي في الحقيقة من أي معنى. تعبير فارغ إلى حد أن دائرة معارف الإسلام هذه نفسها لم تستطع أن تضع تعبير سامي (الساميين) على مائدة البحث.. وهل هناك ضرورة لإضافة أن تعبير (سامي) لم يرد له ذكر بين مفردات اللغة الأغريقية أو في اللغة اللاتينية؟ وما يقال في هذا المجال طويل. إننا لم نجد هذا التعبير قبل نهاية القرن الثامن عشر. ذلك أن العالم الألماني أ.ل.شلوتسر هو الذي صاغ هذا النعت (السامي) في مؤلف نشره عام 1781 وأعطاه العنوان التالي (فهرس الأدب التوراتي والشرقي).. ص18، ويتابع في ص24 <<وإن الأمر سيكون بسيطاً جداً فيما لو أننا تكلمنا بدلاً عن الساميين، الأبطال المختلقين من أصل خيالي، لو أننا تكلمنا عن العرب، وذلكم الشعب الحقيقي والذي يمتلك وجوداً اجتماعياً مستمراً، وجوداً ثقافياً ولغوياً يعطي حياة وتوازناً لهذا البحر المتوسط منذ عدة آلاف من السنوات. وأن الأبينة الأثرية قائمة هناك لكي تشهد وتثبت وتقرر أن الحضارة، التي هي حضارتنا، قد ولدت وازدهرت وتفجرت في أرض تمتد بين النيل ونهر السند، بين القوقاز ومضيق باب المندب.

..إن لغة واحدة مكتوبة ومتخاطب بها قد انتهت إلى فرض نفسها وتغطية هذا المجموع الكبير: إنها اللغة الآرامية، والإغريقية تابعتها والملحقة بها التي تقترب كل منهما من الأخرى بصورة دقيقة، ثم تطورت الآرامية منذئذ طبيعاً، ودون معارضة، إلى اللغة العربية، التي وجدت نفسها منذ ذلك الحين الماضي المصري والكنعاني والحثي والبابلي. ها هو ذا المعيار الدقيق للثقافة العربية، أم الثقافة الهيلنسيتة والموحية بها، والتي صاغت وشكلت عقلها وقوانينها.

فإذا كان المشروع الصهيوني باستناداته الواهية على نفاق <<السامية>> قد سقط تاريخياً، بدون أن يسقط في الذاكرة الجمعية العربية وغيرها، وعلى التواجد التاريخي <<للعبرانيين>> في الشرق العربي قد سقط أيضاً <<لأن علينا أن نعرف، قبل كل شيء أن التاريخ المصنوع للعبرانيين خارج النصوص التوراتية هو الصمت الكلي والمطبق. فلا العمارة ولا الكتابات المنقوشة على الآثار، ولا القوانين والدساتير تكشف أثراً قليلاً للعبرانيين. فعلى آلاف النصوص المسمارية أو المصرية التي تؤلف المكتبة المصرية، أو مكتبة رأس شمرا، أو نينوى، وحتى في الروايات الآرامية.. في ذلك كله لا تذكر كلمة (عبرية)>> ص25. وكثير جداً ما يمكن أن يقال حول هذا الموضوع. أما الاستناد الثالث، والذي بدأ يسقط فعلاً هي كذبة المحرقة التي بدأ مجموعة من الباحثين الأوروبيين الشغل على كشف الحقائق التاريخية حولها. فلماذا يحاول بعض العرب تصديق الوهم وتكذيب التاريخ؟

هل لأننا نصدق أيديولوجيا الوهم الإمبريالي، وتخييل التسويق، ونكذب الواقع. فلتطرح كل تلك الأسئلة للنقاش، والآن تحديداً، والانتفاضة في مسيرتها والمقاومة في الجنوب اللبناني حققت أول الانتصارات الجادة والشريفة ميدانياً. فلنكتشف التزوير، وليعد لنا حقنا في التاريخ كما في الأرض.. ولنحاول أن نبني لغة تعتمد على الذاكرة الحية، بعد أن نغلق بالمعرفة، كما نفعل بالدم، ثقوب الذاكرة الفاعلة في الآن.

-------------------------------------

لمحة

التاريخ بعد الجغرافيا!

قبل نيف وخمسين عاماً سرق الصهاينة حيزاً من فلسطين،وفي مثل هذا الشهر من أربع وثلاثين سنة أضافوا إلى الحيز المسروق ما تبقى من فلسطين،وأردفوه بما رأوه مناسباً من جغرافية،في حين يظل الحاكم المتخاذل يغط بالنوم فوق رأس المحكوم!

في إسبانيا يشيع الصهاينة أن الحضارة الأندلسية لم تكن من إبداع العرب وإنما هي من صنع اليهود،والاخرون يصدقون!

وها هم يتقدمون خطوة أخرى نحو التاريخ فيشيعون أن أخناتون المصري ليس سوى إبراهيم العبري،وأن نفرتيتي هي سارة،وأن الأهرامات من إنجازات اليهود!!

غداة احتلال الصهاينة الحيز الفلسطيني أفاق الحاكم المتخاذل هنيهة ليقول للمحكوم:لا تخف!أنا قادر على استئصالهم في أقل من أربع وعشرين ساعة.

ثم أمر المحكوم بالتزام الصمت وهو يعود إلى الاسترخاء فوق رأسه رغم مجيء حزيران 1967.

الان الحضارة تسرق،والتاريخ يلحق بالجغرافية،والحقيقة تطمس،صوتاً وصورة وحرفاً،وأثرياء العرب ما يزالون يتدافعون لضخ الأموال الطائلة في وسائل التزوير هذه،والحاكم نائم!

قبل أيام أفاق الحاكم من سباته،لا من أجل استعادة المسروقات وقطع أيدي اللصوص،بل بغية التخطيط للقضاء على الانتفاضة ولا شيء غير ذلك.

هذا الأمر،وحده صدقوني،هو الذي جعله شديد الأرق حتى هذه اللحظة،ويبدو أنه سيظل كذلك ما دامت الانتفاضة قائمة! <<وحيث أن الانتفاضة ستظل قائمة،وأن المحكوم المقهور سيظل معها،فإن الحاكم سيظل يضابح للقضاء عليها بغية عودته إلى النوم فوق رأس المحكوم ردحاً آخر من الزمن!>>.

ع الحلبي

---------------------------------------

ثلاثة كتب في توقيت واحد تصدر بالقاهرة عن التطبيع ومقاومته والسلام الصهيوني

-الكتب الثلاثة تستعرض التنازلات العربية مقابل المفهوم الصهيوني للسلام والمشروع الاقتصادي الصهيوني في المنطقة العربية برؤية استراتيجية ووقائع ومواجهات 21 عاماً من مقاومة التطبيع.

 القاهرة: حسن حامد

 في توقيت واحد، يواكب اشتعال الموقف العربي ضد الممارسات الصهيونية لإجهاض الانتفاضة، وزخم المؤتمرات والتحركات التي تقوم بها اللجان الشعبية لدعم الانتفاضة ومساندة المقاومة الفلسطينية، والبرامج التي تقدمها الأحزاب والاتحادات والنقابات في مصر لتفعيل المقاطعة الاقتصادية للكيان الصهيوني، صدرت بالقاهرة ثلاثة كتب مرة واحدة عن التطبيع والصهيونية والسلام المزعوم ضمن سلسلة إصدارات <<سطور>> الخاصة، الأول للدكتور محمد دويدار بعنوان <<الصهيونية تلتهم العرب>> والثاني للدكتور محمود عبد الفضيل بعنوان <<التسوية.. أي أرض.. أي سلام؟>> والثالث <<التطبيع.. ومقاومة الغزوة الصهيونية>> للكاتب حسين عبد الرازق.

وتعد هذه المبادرة في إصدار الكتب الثلاثةمرة واحدة ومن دار واحدة وفي توقيت واحد استجابة لوضع الحقائق أمام الرأي العام والقيام بعملية نقدية نزيهة لحركة مقاومة التطبيع لاستخلاص النتائج والدروس من تجربة استمرت 21 عاماً حتى الآن، ولعله المعنى الذي ركز عليه كتاب حسين عبد الرزاق <<التطبيع ومقاومة الغزوة الصهيونية –21 عاماً من مقاومة التطبيع- الوقائع والمواجهات>> في مقاومة التطبيع، وهو الشعار الذي رفعته القوى الوطنية المصرية خلال العقدين الأخيرين من القرن العشرين، وتجمع تحت هذا الشعار اليسار واليمني والوسط الوطني، وكذلك الأحزاب والقوى التي ترفع شعارات مدنية وتلك التي تنتمي إلى الإسلام السياسي، وأساتذة الجامعات والنقابات المهنية واتحاد النقابات الفنية ومنظمات حقوق الإنسان والمدافعين عن حقوق المرأة وغيرهم، ويرى الكاتب حسين عبد الرازق، أن حركة مقاومة التطبيع، التي جمعت الصف الوطني يفترض شحذ الهمم وتوحيد الجهود وتجميع الصفوف وتحويل حركة مقاومة التطبيع إلى معركة كل العرب.

أمام الرأي العام

وعبر ستة فصول تتضمن: أوسلو.. بداية الانقسام، والمعارضة السياسية والعنف المسلح، والتطبيع في التطبيق، وعرب 1948 والتسوية السياسية، ووهم جماعات <<السلام>>، يؤكد المؤلف أنه <<سواء نجحت إسرائيل في فرض <<السلام>> الأميركي الإسرائيلي على الفلسطينيين من خلال مباحثات التسوية وإعلان دولة فلسطينية بلا سيادة حقيقية على جزء من أراضي الضفة والقطاع، أو انفجر الموقف كله واضطر الحكام العرب للتسليم بفشل التسوية السياسية على طريق كامب ديفيد وأوسلو، والتي بدأت في مدريد ودخل العرب في مواجهة مع إسرائيل، ففي كلتا الحالتين ستصبح معركة مقاومة التطبيع ومقاطعة العدو الإسرائيلي هي أحد أهم أسلحة المقاومة العربية>>، وهذا الكتاب يضع الحقائق أمام الرأي العام للقيام بعملية نقدية نزيهة لحركة مقاومة التطبيع في مصر للتوصل إلى نتائجها ودروسها.

نشأة المشروع

أما في كتاب <<الصهيونية تلتهم العرب>> فقد سعى المؤلف د.محمد دويدار إلى وضع <<المشروع الاقتصادي الصهيوني في المنطقة العربية-رؤية استراتيجية>> في دائرة النقد والتحليل من منظور رؤية استراتيجية تتعلق بنشأة المشروع الاقتصادي الصهيوني ومساره في المدى الطويل، بل الطويل جداً، فالمشروع –حسبما يرى المؤلف- الصهيوني تبلور سياسياً على مدار مئة عام أو يزيد وتبلور في إطار الحركة العامة للتطور الرأسمالي على الصعيد العالمي، الأمر الذي لا يتعلق إذن بمحاولة لتتبع المشروع زمنياً وإنما في حركته العامة لمعرفة المسار الاستراتيجي له بما يتضمنه من أهداف ووسائل خلال عملية الصراع التي فجرها في المنطقة العربية في مراحله المختلفة، ويتضمن الكتاب عشرة فصول ختمها المؤلف بفصل تحت عنوان <<البديل>> وفيه دعا إلى الإصرار على المقاطعة الاقتصادية والثقافية للكيان الصهيوني وتذكية الوعي بضروريتها وتفعيل دور المؤسسات المدنية العربية في ذلك من أحزاب ونقابات واتحادات وجمعيات أهلية وكذلك محاربة ما تقيمه الأنظمة السياسية العربية من علاقات رسمية أو فعلية مع الكيان الصهيوني.

أي سلام؟!

وفي الكتاب الثالث للمؤلف د. محمود عبد الفضيل <<التسوية.. أي أرض.. أي سلام؟>> يأتي التركيز على أن السياسة التفاوضية الصهيونية تقوم على أكبر قدر من الابتزاز وهو أسلوب قديم ومعروف عن العدو، إذ يقوم على تحقيق أكبر قدر من المكاسب دون تقديم حد أدنى من التنازلات، أنه أسلوب لا يقوم على مقايضة <<الأرض>> مقابل <<السلام>>.. بل يسعى إلى تحقيق <<الأمن>> و<<التطبيع>> بالمفهوم الصهيوني مقابل <<الأرض الممزقة>> بلا سيادة وبلا هوية.

------------------------------

الاتحاد العام للفنانين التشكيليين الفلسطينيين-فرع سورية

عقد في مخيم اليرموك بدمشق، في مركز الشهيد ماجد أبو شرار للثقافة، يوم الثامن من حزيران الجاري مؤتمر فع الاتحاد العام للفنانين التشكيليين الفلسطينيين في سورية.. بدأ المؤتمر بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً ووفاء لأرواح شهداء الانتفاضة الشعبية الفلسطينية الباسلة في فلسطين المحتلة، وكل شهداء النضال الفلسطيني في الوطن والشتات المستمر عبر أكثر من قرن، وأرواح شهداء الأمة العربية المجيدة.

عبر الفنانون التشكيليون الفلسطينيون، باعتبارهم جزءاً من المبدعين الفلسطينيين المناضلين الملتزمين هموم شعبهم وأمتهم، وفي طليعة المشاركين في نضالهما، عن اعتزازهم بالانتماء إلى هذا الشعب المكافح، وهذه الأمة العريقة المعطاءة، داعين كل القوى الفلسطينية المناضلة ومعها كافة قوى الأمة الحية إلى حشد الطاقات لدعم تواصل الانتفاضة الشعبية الفلسطينية الباسلة، وحمايتها من كل المحاولات التي تحاك من أجل وأدها، حتى تحقيق أهدافها في دحر لاحتلال نهائياً، ودون قيد أو شرط، وعودة كافة أبناء شعبنا اللاجئين في الشتات إلى ديارهم التي طردوا منها. وعبروا عن رفض الفنانين التشكيليين الفلسطينيين، المتمسكين بثوابتهم الوطنية والقومية، لكل الاتفاقات والحلول التصفوية التي تنتقص من حق الشعب الفلسطيني وأمته العربية الكامل وغير القابل لتصرف في كل فلسطين التاريخية، والتي تتعارض مع روح ونص الميثاق الوطني الفلسطيني، ومنطلقات ومبادئ الثورة الفلسطينية المعاصرة، وحق الشعب الفلسطيني المشروع في مقاومة الاحتلال، وتحرير كامل ترابه الوطني والعودة إليه.

ثم ناقش المؤتمر نص النظام الداخلي المعدل والمقترح من قبل الهيئة الإدارية واللجنة التحضيرية لمؤتمر الفرع، وأقره بعد إجراء التعديلات الملائمة.

وفي ختام المؤتمر تم انتخاب هيئة إدارية جديدة لفرع الاتحاد، مكونة من الزملاء الآتية أسماؤهم:

1-عبد المعطي أبو زيد

2-علي الكفري

3-عبد اللطيف مهنا

4-زهدي العدوي

5-إبراهيم مومنة

6-محمد الركوعي

7-عماد رشدان

هذا، واتفق على عقد اجتماع الهيئة الإدارية الجديدة العاجل لتوزيع المهام بين أعضائها ومباشرة واجباتها.

------------------------------------

إحياء ليوم الطالب الجزائري، وتمنياً للروابط القومية والوطنية العربية..

فعاليات جزائرية سورية ثقافية وفنية واسعة بدمشق وحمص وحلب واللاذقية

 

بمبادرة من سيدة الأعمال الجزائرية نصيرة شاوي، وبرعاية وزارة الثقافة واتحاد الكتاب العرب بسورية واتحاد الكتاب الجزئريين والسفارة الجزائرية. شهدت دمشق وبعض المحافظات السورية فعاليات ثقافية وفنية جزائرية وسورية، في الفترة الواقعة ما بين 28/5 إلى 31/5/2001.

وقد توزعت الفعاليات على النحو التالي:

-ندوة في مكتبة الأسد بمدينة دمشق حول الحركة الثقافية في الجزائر شارك فيها الأساتذة د. نور الدين السد، د. محمد نهاد البيطان، وسهيل الخالدي تعرضت الندوة للواقع الثقافي الراهن في الجزائر، وواقع المثقف الجزائري والعربي في ضوء مراجعة الذات والأيديولوجيات والقيم التي يدافع عنها، كما تطرقت إلى البعد الوطني والخصوصية الوطنية للثقافة ومعجزاتها التي تجلت بالارتباط بقضايا الأمة العربية، وكذلك الإعلام الدولي والأزمة في الجزائر، والخطاب الإعلامي الراهن في الجزائر والتحديات التي تواجهه والطموحات التي يسعى إليها.

-أمسية شعرية جزائرية سورية بالمركز الثقافي العربي باللاذقية شارك فيها الشعراء بوزيد حرز الله، صالح سويعد، مصطفى دحية، عادل صياد، زهرة بلعالية، محمد حمدان، حبيب بهلول، غسان حنا، محمد عباس علي.

-كما جرت بمكتبة الأسد أمسية شعرية جزائرية سورية استهلت بكلمتين لاتحاد الكتاب العرب واتحاد الكتاب الجزائريين، شارك فيها الشعراء، زهرة بعالية، إبراهيم صديقي، بوزيد حرز الله، عصام خليل، عبد الكريم عبد الرحيم، وفايز خضور.

-وفي المركز الثقافي بمدينة حمص شارك الشعراء: صالح سويعد، فايق جوزي، مصطفى دحية، مصطفى خضر، محمد وليد المصري، محمود نقشو، في أمسية شعرية جزائرية سورية، تلا أمسية أخرى في المركز الثقافي بمدينة حلب بمشاركة الشعراء: أحمد عبد الكريم، عادل صياد، يوسف شقرة، عصام ترشحاني، عبود كنجو، فايز العراقي.

واختتمت الأمسيات الشعرية المشتركة بأمسية في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق شارك فيها الشعراء: زهرة بلعالية، صالح سويعد، إبراهيم صديقي، بو زيد حرز الله، مصطفى دحية، أحمد عبد الكريم، عبد القادر الحصين، خالد البرادعي.

تميزت الأمسيات بنبضها الوطني والقومي والإنساني، وإيقاعها الحداثوي، في المعنى والمبنى، ومقارباتها للهم الوطني العام، يغلب على معظمها التجديد في البناء اللغوي، والانفتاح على الموروث التاريخي العربي بأدوات جديدة.

-فيما اختتمت التظاهرة الثقافية الفنية الجزائرية السورية بحفل فني إحياء لذكرى يوم الطالب الجزائري، ألقيت فيه كلمة باسم اتحاد الكتاب العرب ألقاها د. علي عقلة عرسان، مؤكداً على دور المثقفين وأصحاب المواقف الوطنية، وبوادر الصحوة النوعية في الحياة العربية، التي خلقتها وعززتها انتفاضة الشعب الفلسطيني، وقال نصنع الصحوة لنصنع المواجهة.

وأشار د. عرسان إلى الوعي الذي يمثله الشعر في أنقى عطائه في أيام الثقافة الجزائرية في انتسابه الحقيقي إلى أمته ولغتها وإبداعها الأصيل، ثم توالت كلمات وزارة الثقافة في سورية واتحاد الكتاب الجزائريين، وسيدة الأعمال الجزائرية نصيرة شاوي رئيسة الوفد الجزائري وكلمة سفارة الجزائر. تخلل ذلك قراءات شعرية قدمها الشعراء علي عبد الكريم، بوزيد حرز الله، زهرة بعالية، وصالح سويعد. وقدم الباليه الوطني والعروبة والانتماء، في لوحات فنية معبرة أدتها ثلة من الفنانين المبدعين. وقدم للسيد الرئيس بشار الأسد <<برنوس>> مشغول في إحدى ولايات الجزائر، وصورة للراحل الخالد الرئيس حافظ الأسد.

كما جرى تكريم لبعض الأسماء اللامعة في سماء الفن والثقافة والسياسة والمؤسسات الإعلامية السورية المختلفة، والشخصيات الوطنية الجزئارية ولفيف من الفنانين السوريين المتميزين.

تلا ذلك سهرة فنية أحياها الفنانون عبد درياسة، وريم حقيقي، وصباح فخري. ومع اختتام الأيام الثقافية الجزائرية، يبقى الأمل بمزيد من التواصل الثقافي والنهضوي العربي من أجل غد أجمل ومستقبل مشترك، بما يؤكد وحدة الكفاح والمصير، وتمتين عرى المحبة، والأخاء بين العرب جميعاً، بما يؤهلهم للتصدي للمؤامرات التي تستهدف إلغاء الهوية العربية، ومحو الشخصية العربية إن احتضان دمشق لتلك الفعاليات الثقافية يؤكد من جديد الوفاء للماضي المشترك والمستقبل العربي المنشود بين الشعوب العربية كافة.

-------------------------------------

 النافذة

د.نسرين دراج

مفاجأة! آخر شيء توقعته مقابل نافذتي المفتوحة الجديدة،أنها نافذة مغلقة،قد تكون شيئاً عادياً بالنسبة لكل الناس،لكن وجود نافذة مغلقة قبالتي هو شيء غير عادي بالنسبة لي،فطوال عمري والنافذة-أي نافذة-تأخذ من اهتمامي حيزاً لا بأس به،مغلقة كانت أم مواربة،أما النافذة المفتوحة فلا أهتم بها كاهتمامي بالآخرين.

لأن النافذة المفتوحة ليس ورائها سر،ليس وراءها غموض ما، أما المواربة والمغلقة فتعبث في تلك المنطقة من دماغي،والتي لا أدري أنا نفسي أين موقعها بالضبط فتدغدها لتطلق العنان لخيالي الذي يركب جواده السريع فيشرق ويغرب،وبعد أن يمل كثرة التجوال يعود ليقبع في تلك المنطقة الصغيرة، الصغيرة جداً من دماغي.

إن الظروف هي التي تدفعني لهذه العادة السيئة نوعاً ما،إنه نوع من الفضول الذي من الله بها علي أكثر مما من به على ألف من البشر مجتمعين،إنه ليس ذنبي،بل ذنب من يتركون نوافذهم مغلقة ،فلو كانت مفتوحة ربما لم أكن لأنظر إليها،أما وقد تركوها مغلقة فقد بدأت الأفكار تدق باب تلك المنطقة من دماغي ليخرج خيالي الخصب كعادته في جولاته الطويلة.

وقفت أتأملها علي أستشف ما ورائها،لا تسيئؤا الظن بي،فأنا لا أتخيل ما وراءها حقاً،ولكني أتخيل اشياء تخصني أنا وحدي،لماذا تكون هذه النافذة المدخل إلى عالم الأحلام والأماني مثلاً؟!أو أنها تخبئ خلفها آلة الزمن،لا ينبغي لآلة الزمن أن تكون آلة فقط،قد تكون غرفة بأكملها،قد يكون خلف النافذة قصر مشيد على الرغم من النافذة المتواضعة التي تحرسه .

لأكن أكثر واقعية أكثر ربما وراءها شخص أعرفه منذ زمن،ولا أعرف أنه يقيم هنا وتشاء الصدفة أن أفتح نافذتي في الوقت الذي يفتح فيه نافذته،فندهش قليلاً،ثم نضحك ليعود كل منا لعمله بعدها،لا،ليست فكرة جيدة،يكفيني هذا التفكير ولأعد لعملي.

هذه النافذة تأبى أن تفصح عن سرها،فكيف أستطيع العيش دون أن أعرف!!

وذكرت في ضخم هذه التأملات نافذة آخرى لفتت انتباهي واثارت فضولي منذ زمن،فكثيرة هي المرات التي وقفت بها عندما كنت في الثانوية،أمام الموقف المواجه للمدرسة لتأمل تلك النافذة الخضراء التي تبقى دائماً مقفلة على الرغم من أن كل النوافذ حولها مفتوحة استرعت انتباهي،فأخذت أرقبها يومياً دون أن أمل أو أنسى يوماً النظر إليها،إلى أن ولدهشتي الشديدة-وجدتها تفتح في أحد الأيام على مصراعيها،وفي فراغها جلس رجل مسن في حوالي السبعين من العمر،أصلع الراس،بدين،ولكنه رغم صلعته وبدانته كان قريباً إلى النفس.

 جلس ذلك الرجل يرتشف فنجان قهوته الصباحية بتؤدة وكأنه يؤدي طقوس صلاة ما خاصة به.

تلك النافذة المغلقة- أو التي كانت مغلقة-الان تفتح لتثبت لي اسرارها التي كانت تداريها،قد لا تكون أسراراً بالمعنى الكبير غلا أنها وفي وقت ما كان يمكن أن يطلق عليها ذلك.

فمجرد اختباء شيء وراء نافذة مغلقة هو سر،ولأول مرة في حياتي أكتشف ما وراء نافذة مغلقة.

بقي نظري معلقاً كل صباح على تلك النافذة الخضراء، والعجوز الذي لم أر أدق منه في حياتي في المواعيد،ففي السابعة والنصف تماماً من صباح كل يوم تفتح نافذته،ويكون هو وراءها يرتشف ذات الفنجان الاعتيادي.

ألفت النافذة،والفنجان،والعجوز،حتى أنني لم أكن أستطيع أن أمنع نفسي من النظر إلى النافذة لأطمئن لوجوده،ولأنه ما يزال بصحة جيدة،يقوم بعاداته الصباحية،ولو أدى ذلك لتأخري قليلاً عن المدرسة.

لم يكن يخطر ببالي أن رجلاً عجوزاً يمكن أن يكون منظماً ودقيقاً لهذه الدرجة،حتى بعد هذا العمر لم يمل ولم يتأخر؟!

استمر الحال ثلاث سنوات تقريباً وفي أحد الأيام حدث ما لم أتوقعه أبدا، النافذة الخضراء عادت مغلقة،دهشت أولاً،وقلقت ثانياً،هل مرض؟،هل…مات؟ <<فأل الله ولا فألي>> ربما تأخر فقط،أو ربما لديه ظرف طارئ،لكن الظرف الطارئ طال،والنافذة الخضراء بقيت مغلقة،حتى انتقلت للدراسة في الجامعة فلم أعد أستطيع مراقبتها.ولكنني إلى الآن لا أنسى الرجل العجوز،وما أزال كلما رأيت نافذة مغلقة أتذكره،وأتخيله جالساً،هادئاً،مطلاً على الشارع،ناظراً للمارة والسيارات،يراقب الجميع من عليائه،بهدوء،مع رشفة تلو أخرى من فنجان قهوته الصباحية.

تلك النافذة الخضراء عرفت سرها،أما هذه المقابلة لنافذتي فهل سأعرف سرها؟ومتى؟

قررت تناسيها بأن أغلق نافذتي أنا،كي لا تلوح لي مغلقة لتغيظني وتشاء الأقدار وبعد أشهر ان أكتشف ما خيب أملي تماماً، وأشعله أكثر من السابق في نفس الوقت.

فلا عالم الأحلام كان وراءها،ولا القصر المشيد.ولا آلة الزمن،ولا أي شخص مألوف أو غير مألوف.

كانت النافذه تخفي خلفها غرفة فارغة تماماً،فارغة من كل شيء،ومن الأثاث والبشر وحتى الحشرات،كان ذلك ماخيب املي،أما ما اشعله فهو نفس السبب أي لماذا تركها اهلها فارغة ولم يستغلوها كبقية غرف البيت.؟هل تعني لهم حدثاً محزناً؟هل تذكرهم بشخص عزيز عليهم فقد فجأة وبقيت ذكراه،وابوا أن يحل محله في غرفته احدٌ آخر؟أم هل هي مسكونة وفيها جن ومخلوقات من ما وراء الطبيعة؟

ها قد تحركت تلك المنطقة من دماغي ثانية،ولكن ومع اجتهادي الشديد،افكاري النيرة اللامعة لم استطع معرفة السبب الحقيقي،ولكن على الأقل أحس بانني تخلصت من عاداتي هذه،لأنني افنيت في هذه النافذه كل فضولي وكل افكاري، حتى لم يتبق لي منها شيء،لقد خلصتني على ما اظن من فضولي تجاه كل النوافذ المغلقة في العالم.

--------------------------------------

ابتداء الواقعة

شعر:محمد الزينو السلوم

مهداة إلى شهداء الانتفاضة

ألقت بكلكلها على ظلي

فغيم فوق صدري من غمام العمر سيل من جراح

غرزت بظهري رمحها المغموس بالموت الزؤام..

كأن زلزلة تشق الأرض أو ترمي صواعق

الصرح عندي قد تهاوى

فاتكأت على عصا الأيام أبحث عن طريق

مدني تداعت

يكمن (الأصفار) في الشرفات..

في الطرقات..فوق الأرصفة

ألقوا شتاتي في اشتعال العاصفة

وكأننا <<أعجاز نخل خاوية>>

هم يشربون دمي ونبض الصخر..

ينهض في شراييني براكين انتصار

هم يسرقون الكحل من عيني في ضوء النهار

هم يغرسون خناجر الأحقاد في صدري

لتخنق ما تسرب من هواء

الحق تحسبه ثغاء في الصباح وفي المساء

هل هاجع بين القبور،يفيق يقرع بالطبول لينهض الأموات..

تدخل كل عاصمة لتحيا في كهوف النائمين..تدق رأس التائهين..

فما طبول الحرب توقظهم

لقد <<ضربوا على آذانهم في الكهف>>

لا.لا شيء يخرجهم فقد ربطت قلوب القوم..

لا شمس إذا طلعت ستوقظهم

رجم هم بالغيب يطويهم سكون الليل،يرهبهم صهيل الخيل..

لا.هذا دمي من نبض صخر العمر يولد في الضياء

من زهرة الصبار ينهض للسماء

نرنو، لنشرب كلنا نخب ابتداء الواقعة

<<فهناك من يغتال فينا كل شمس طالعة>>

بشراك فالشرفات مشرعة وأبواب الشهادة واسعة.

---------------------------------------------

فسخة ثقافية:

مسرحية "الديك" الحضور المتألق

بسام رجا

عرضت مؤخراً على مسرح القباني مسرحية "الديك" من تأليف وإخراج الفنان طلال نصر الدين وبطولة الفنان المتألق زيناتي قدسية والفنان قاسم ملحو.

والمسرحية إذ تتحدث عن معاناة الإنسان وتدفعه للبوح بآلامه؛ فإنها تطرح أسئلة جريئة تخوض في عمق الألم ومرارة الواقع في حكاية تستمد مفرداتها من اليومي، لكنها تعكس بؤس الحياة التي أودت بمدرس لكي يصبح "حارساًط في مزبلة؛ بل لنقل متشرداً يبني عالمه بعيداً عن الضجيج لأنه وجد نفسه عارياً أمام الحقيقة التي تصرخ في وجهه؛ حقيقة تسمية الأشياء بمسمياتها. وليس المرجو في الفسحة العرض للحكاية، لأن الحكاية تركز على التفاصيل وتبني عليها المقولات الكثيرة التي أرادها المؤلف في نص محكم ومضبوط بإيقاعات درامية مدروسة.

  الذي دفعني للتوقف أمام العرض هو الحضور المتألق لزيناتي قدسية، القادم من تجربة طويلة وثرية في التمثيل والإخراج.. فزيناتي صاحب التجربة الطويلة في "المونودراما" والعمل الجماعي، يثبت في هذا العمل أنه صاحب طاقات مدهشة وخلاقة. فعلى مدى أكثر من ساعة تشعر أنك أمام فنان يلتقط أصغر التفاصيل ويغنيها بفنية عالية وأداء يبوح بمنطق الشخصية.. يدخل إلى أعماقها فيتوحد مع الألم ويأخذك في عوالمها دون أي تكلف..، وهذا بالطبع يقود إلى أن المخرج طلال نصر الدين لم يقيد زيناتي قدسية في ضوابط محددة، بل بروح الفنان المستفيد من خبرته الإخراجية ورؤيته الإبداعية.. ولا ألغي هنا الطاقة المميزة للفنان قاسم ملحو الذي توحد أيضاً مع دوره وبذل قصارى جهده في العمل.

مسرحية "الديك" عمل متفرد إخراجاً ونصاً وتمثيلاً، أكد على أن المسرح ما زال يحتفى به، وأن الجمهور المسرحي يصفق بحرارة للمؤمنين بمن يحترمون عقل المشاهد، وأعاد لنا ثقتنا بالمسرح.. هذه الثقة التي تكاد تتسرب من بين أيدينا؛ لكثرة الهذر والتهريج...

زيناتي قدسية في "الديك" يدفعك لأن تقول: إن هذا الفنان أغنى الحركة المسرحية وسيغنيها. وكل يوم نكتشف أن زيناتي قدسية لديه الكثير .. الكثير ليقوله.. باقة ورد لزيناتي قدسية وللفنانين في مسرحية "الديك" طلال نصر الدين مخرجاً ومؤلفاً، وقاسم ملحو ممثلاً.

 

قضايا عربية معاصرة

في سياق نشاطاته الفكرية ضمن لقاءات منتدى عبد الحميد شومان الثقافي، أصدرت مؤسسة عبد الحميد شومان كتاباً جديداً بعنوان "قضايا عربية معاصرة" حصيلة الحوارات الفكرية في المنتدى خلال العامين 1999-2000. الكتاب جمع آراء وأفكار الباحثين والمختصين واستنتاجاتهم في قضايا عربية معاصرة.

كتب في الموضوع الأول من الكتاب "متطلبات التعاون العربي في ظل المتغيرات الدولية" الدكتور ساسين عساف الأستاذ في كلية الآداب في الجامعة اللبنانية. وفيه تطرق إلى التساؤلات المشروعة إزاء ما آلت إليه تطورات الصراع العربي - الصهيوني.

وتطرق الدكتور علي فخرو رئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات والبحوث في دولة البحرين في محاضرته "متطلبات العمل السياسي العربي والمستقبلي" إلى المنحى النقدي الإجرائي في مواجهة شعارات المرحلة السابقة.

ومواضيع أخرى تناولها أساتذة مختصون تمحورت حول الهاجس المعرفي في مسار العلوم الإجتماعية في الوطن العربي، والإبداع: منظور معلوماتي، البحث العلمي في الوطن العربي على أبواب الألفية الثالثة. وقدم الباحثون أمثلة متباينة من نقد الفكر وتحليله أصولاً ومناهج وأدوات. واحتوى الكتاب أيضاً محاضرة حول "العرب والتوازنات الدولية". و"القضاء وحماية الدستور".

يقع الكتاب في 151 صفحة. راجعه وقدم له الدكتور منذر المصري. ومن الجدير ذكره أن مؤسسة عبد الحميد شومان من تسعى باستمرار إلى تقديم الحوارات التي تستضيفها في منتداها في كراسات لتعميم الفائدة وخلق حالة من التفاعل في الأوساط الثقافية.

 

قصائد حب دمشقية

عن دار الغد للترجمة والنشر والتوزيع صدر حديثاً ديوان "قصائد حب دمشقية" شارك في الديوان خمسة شعراء هم: كمال فوزي شرابي، نزار بني مرجة، مازن محملجي، ياسر الأطرش، عبد الرحمن الإبراهيم.

قدم للديوان الأستاذ محمد شخاخير بقوله: "يأبى شعراء شاميون أن يتركوا ربة شعرهم أسيرة القمم دون الهوى...

فيصرخوا بأعلى أصواتهم، مرددين أسطورة العشق والنزل السرمدي بين دمشق ورباها.. إنها قصائد الحب إلى الشام.. قصائد حب دمشقية.

وسيصدر قريباً الجزء الثاني من الكتاب الذي يضم أسماء شعرية تتغنى بدمشق وحضارتها.

 

بورتريه للملائكة

عن دار جلجامش في السويد صدر حديثاً، كتاب جديد للشاعر العراقي المعروف جليل حيدر ورفيقه هنري دياب بالتعاون مع المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت حمل عنوان "بورتريه للملائكة الشعر السويدي الحديث".

 يشتمل الكتاب على نماذج شعرية لأهم شعراء الجيل الثاني من شعراء السويد وهم تسعة شعراء: فريدريك إيكيولوند، سوزانا روكسمان، نيكلاس تورنلوند، برويل مالمستين، إنغارلينا ليندكفسيت، كارين لنيتز، ماغنوس فلورين، جاك فيروب، ميخائيل أكونومو.

قدم للديوان الشاعر جليل حيدر بكلمة أشار فيها إلى أهمية هذه المختارة التي تقع ما بين قصيدة النثر والموسيقا، فهي بسيطة في مفرداتها والتقاطاتها، مدهشة في تعبيرها عن الذات، والأمكنة حين تكتسي بأنفاس الآخر.

 

ابتهالات بين يدي سيدة الفل والياسمين

ضمن منشورات اتحتاد الكتاب العرب تحت عنوان "ابتهالات بين يدي سيدة الفل والياسمين" صدر حديثاً الديوان الجديد للشاعر عبد السلام المحاميد. والشاعر عبد السلام المحاميد من الشعراء الذين يبنون عالمهم الشعري بأناة وتميز، ويطرحون الأفكار الجريئة في قصائدهم.

الديوان الجديد رحلة في عالم الألم الذي يختصر الوجوه الكثير للمعاناة، إنها رحلة البحث عن الحقيقة في مفردات تستوحي أجواءها من الواقع لكنه يتطلع لبداية أفق جديد قد يأتي يوماً.

من أجواء الديوان: أنا العاشق سيء الحظ /قادتني خطاي إليك/ فبعثرتني يداك/ .

جاء الديوان في حوالي 100 صفحة من القطع الوسط. الغلاف للفنان اسماعيل نصرة.

 

الطيوف الوردية للشاعر عبد الكريم السعدي

يواصل الشاعر عبد الكريم السعدي العمل على مشروعه الشعري فبعد أن أصدر العديد من الدواوين الشعرية، صدر له حديثاً ديوان جديد بعنوان "الطيوف الوردية".

والديوان صادر عن دار النمير بدمشق. وفيه الهم الوطني والإنساني.

 من أجواء الديوان نقتطف:

لا أكتم القول عما بي أعانيه

فالوجد يحرق أضلاعي وأخفيه

والبعد يحرم عيني من رؤى قدري

والخل يسحق ذاتي في تجافيه

والنفس تعشق في حقف معذبها

ياويل النفس إذن مما تعانيه

الديوان من القطع الوسط. جاء في 242 صفحة.

 

ثورة الجولان ضد الاحتلال الفرنسي

 "ثورة الجولان ضد الاحتلال الفرنسي" دراسة تحليلية موثقة للكاتب محمد غالب حسين. في الدراسة يعرض الكاتب وعبر التوثيق لدور الأهالي في الجولان في مقاومة المحتل الفرنسي قديماً وحديثاً. يقف الكاتب بالتفصيل حين يتحدث عن المعارك والبطولات التي قام بها الجولانيون إبان الاحتلال الفرنسي، والصلات الكبيرة التي ربطت أمير الجولان محمود فاعور، والمناضل أحمد مريود بقائد الثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش.

الكتاب مزود بالرسائل وموثق بمعلومات دقيقة حول أحداث الثورة السورية في منطقة الجولان في أثناء الانتداب الفرنسي.

جاء الكتلاب في حوالي 192صفحة من الحجم الكبير، وغلافه صورة للأمير محمود فاعور,.

 

بوح الحمامة وجراح الغزال

 ضمن منشورات اتحاد الكتاب العرب. صدرت حديثاً مجموعة شعرية للشاعر محمد وحيد علي. ضمت المجموعة أكثر من عشرين قصيدة تبحر في عوالم الخيال الشفيف في مكاشفات تتوخى سبر النفس الإنسانية في صدق بعيداً عن التكلف.

من أجواء الديوان:

شارد في مساء البراري أنا فارس النور/ من ينتزع الطين عن رؤيتي/ لأرى عسلاً طافحاً/ في جراري؟!/ وأرى كل طيف جميل/ يمر كما البرق/ زهرة ضوء بداري/.

الديوان في حوالي 100 صفحة وغلافه لابنة الشاعر الفنانة ندى وحيد علي.

 "أيها الإنسان" قصص قصيرة جداً

عن دار الكنوز الأدبية، صدرت حديثاً مجموعة قصصية حملت عنوان: "أيها الإنسان" للقاص أسامة الحويج العمر... والمجموعة تنتمي إلى القصص القصيرة جداً. ويلحظ في هذه المجموعة التكثيف الجميل الذي ينتجه القاص.. الأمر الذي يميزه عن غيره ممن يدعون انتماءهم إلى القصة القصيرة جداً. خاصة بعد أن كثر الاستسهال دون دراية حقيقية بعناصر القصة قبل أن تكون قصيرة أو قصيرة جداً.

جاءت المجموعة في حوالي 64 صفحة من الحجم الوسط.

 النيـــــر

 "النيـر" مجموعة قصصية جديدة للكاتب جميل شقير، صدرت حديثاً عن دار علاء الدين بدمشق.

ضمت المجموعة إحدى وعشرين قصة قصيرة تدور في قضايا اجتماعية متفرعة ومختلفة، فتبحث في القيم الاجتماعية والعادات والتقاليد، إلى الألم الذي يعصف بالإنسان والشر الذي يلف النفوس ونزعتها للتفرد والتملك خارجة عن مفهوم الجمال والحب.

القصص تقترب من الواقع وتحاول تصويره بمفرداته الواقعية مستمدة مادتها من الأشكال اليومية.

جاءت المجموعة في حوالي 216صفحة من الحجم الوسط. اللوحات التي ترافق القصص تحاول أن ترسم مناخات القصة. تعاون على إخراج الكتاب رسماً وتخطيطاً المؤلف والفنان محمد زاهر الحمود وعامر الخطيب.

خريف المطر

في مجموعته الجديدة "خريف المطر" تأخذك مفردات القاص بديع صقور إلى تلك الأجواء الرهيفة والحالمة في عالم القرية.. ومن قريته الوادعة يبني صقور عالم قصصه النابض. من أحلام الناس البسطاء وطموحاتهم تنساب الحكايات والتفاصيل الكثيرة الهموم يعرفها القاص وتعيش معه في ترحاله حتى لو كان بعيداً عن قريته.

يستهل مجموعته بهذه الكلمات: هناك.../ عند أطراف الحياة/ بينك وبين النجوم الطيبة مسافة/ بينك وبين الريح شجر شامخ/ بين نار حضورك وطيف من رحلوا/ وردة تسكن أعماق القلب/.

تنقسم المجموعة القصصية إلى جزأين: الأول- خريف المطر، والثاني- خريف الغياب.

  يقول بديع صقور في قصة "العسر" وهو يتذكر حديثه مع حبيبته: "هناك عند سفوح الجبال سنبني كوخاً من قصب..." ، "وحيداً كنت أرسم شكل كوخنا الصغير".

بديع صقور في "خريف المطر" يطوع اللغة ويعجنها في قالب قصصي حميم يؤكد على تملكه من أدواته وحضوره القصصي المميز.

 إلى بعض شأني

ضمن منشورات دار سعاد الصباح صدرت المجموعة الشعرية الفائزة بالمركز الأول في مسابقة سعاد الصباح للإبداع الفكري لعام 1999 للشاعر أديب حسن محمد.

ضم الديوان مجموعة قصائد تناجي الوطن والإنسان وتسبر عوالمه الداخلية عبر أسئلة وجودية.

جاء الديوانه في 112 صفحة من القطع الوسط وضم 27 قصيدة وهو من إصدارات عام 2000.

والديوان هو الثاني بعد "موتى من فرط الحياة" الفائز بجائزة الشاعر عبد الوهاب الشعرية لعام 1999 والصادر عن دار الكنوز الأدبية في بيروت عام 2000.

-----------------------------------

في أربعين شهيد

في أربعينك أيها الرمز البطل
نسمو شموخاً للذي شاد الأمل
طوبى لطفل قد تضرج بالدم
وعيوننا ترنو له كيف انقتل
مستنجداً يذكي النفوس بطولة
في ثورة فاقت حدود المحتمل
فيها العروبة قد بدت فياضة
والشعب قلب واحد فيها امتثل
آمنت بالله وإني موقن
إن انتهاك حقوقنا أمر جلل
قتل الطفولة وصمة في سفرهم
والوأد للأطفال لا يعني الشلل
شلوا الحياة بأرضنا واستأصلوا
زيتونة ميمونة تحوي ظلل
هذي مناهجهم وهذا دأبهم
محو المروءة والكرامة والمثل
في أربعينكم جميعاً نبتهل
ونجل أطفالاً لنا صاروا مثل
أطفالنا يا سادتي خلقوا بشر
أطفالنا نجب وهم صيد أصل
وهم الطلائع دائماً ليسوا دمى
هم جذوة الثورات كالبرق اشتعل
أكبادنا وهم ربيع بلادنا
هم درة هم فارس وهم المقل
أطفالنا يا غادرين مشاعل
رغم المجازر رغم سفك يرتجل
يا أيها الباغون ضاع دليلكم
وتقهقرت أركانكم ودنا الأجل
من مثلكم متمرد متسلط
من مثلكم سرق البها دوما اعتدل
في هذه الذكرى تدق طبولنا
كي تسمع الأصداء من كل الملل
في كل يوم قد تثور شجوننا
ويحرك الوجدان جرح مندمل
في كل ذكرى كم تزوغ عيوننا
ما بين ليكود وما بين العمل
لا فرق بينهم فهم قد أولعوا
بثورات الحقد على ما قد حصل
لن يفرحوا فحتوفهم ها قد دنت
يا آل صهيون: انتظاراً ما يحل
لن يفرحوا ولسوف نثني كيدهم
بعزيمة الطفل ومقلاع جدل
يا عرب اسعوا وحدوا طاقاتكم
لا شيء يغني عن نفير للعمل
يا عرب هيا ارجعوا أمجادكم
شدوا خفافاً للفددا وامحو الخلل
للثأر هيا وانجدوا طفل الفدا
فالحيف في القدس تناهي بالعلل
ها قد تصدى للإغارة أعزل
من بئر أبطال الجنوب قد انتشل
هل من مفر فالجروح كثيرة
هيا افتدوا فجروحنا لا تندمل
هبوا جميعاً واسرجوا أفراسكم
فالجرح دام لا يضمد بالقبل
ولسوف يبقى فارس ورفاقه
مفتاح ثأر في كفاح هل وصل؟
----------------------------------------------

أنشودتي  

ضرار أبو شعيرة

أنشودتي بلا عنوان

وصفحاتي سوداْ وكلماتي أحزان

وصبحي مساْ

 أنشودتي غصة لقمتي مرة

وزادي رثاء

أيامي ضاعت هباء

أسير أسير

وأتكىء مستاء

شاسعة صفحاتي

مساحات وأين الرخاء

وكفاح أيامي

واعبر القنوات

أسلاك شائكات\

صخور مرتفعات

انحدار وأسقط

أرتطم بعبارات

بأي آلاء أضمد جراحي

آهات العودة لا رضوخ

فأنشودتي صراخ وعويل

ألم أحزان ترح الغربة ولا تضمر

ليال غابرات

سنون تعبر

آه لأن بحثت فأي عنوان

داري أمي طفلي فأي عنوان

هناك سحبت من رأسي

 وهنا لساني سلاح

 موجات صرخات

ساعود سأعود

أتحدى قيد المغتصب

أتسلق صعوداً خطاي راسيات

 لن أدنو من تاجر لعوب أو إمام شجب

أو معلم كذب

فأنا العنوان

برهاني دمي وشجبهم لهو

لن أتعبد فانا قائم بإيمان

لا نار ولا لهيب

لاركوع ولا سجد

لتحيا وتحيا وأموت بسخي وتبقى

لن أعود بسلام

أشجب نفسي لا سلام

أمقت روحي

أرتل أنشودتي بدمي أخط لها عنوان

سأعود أعوض الذي كان

أرضي أمي طفلي سعد الايام الحزين

تضحية فداءسخطاً فشعبي يعيش أحزان

ويرتفع العنوان

أصبح لأنشودتي عنوان

سأشدوها عالياً بلاد العرب أوطاني

أنشودتي بشراك ياأسد

نبع لا ينضب تحيا ويحيا شعب قدوم

وطن يسخى وأنت الملهم

بشراك يا أسد

--------------------------------------