برسم العرب والمسلمين:

<<هيكلهم الثالث المزعوم>> مكان المسجد الأقصى

أحمد علي هلال

للأقصى رب يحميه.. صرخة ليست من أعماق فرد ووجدانه فحسب، وإنما هي صرخة شعب وأمة من أجل قوة مثالها ودليل حضارتها وشاهد وجودها الأبقى، المسجد الأقصى، بل فلسطين حيث ولد التاريخ.. إنها صرحة برسم العرب والمسلمين، إزاء المحاولات المستمرة لقطعان المستوطنين وعصاباتهم، لوضع حجر الأساس للهيكل الثالث المزعوم، ومحاولات هدم المسجد الأقصى وتدنيس المقدسات.. نيابة عن الأمة، تقدمت الجموع الغاضبة بكل أجيالها، لتذود بالأجساد وبالأيدي العارية عن مقدساتها.

نفروا خفافاً وثقالاً، وهبوا من كل فج عميق، في الصباحات المشتعلة، فهم الذين احترفوا اجتياز البروق، ليكونوا مصداً وحماة للأرض، يمشون بين الكمائن، يقتحمون كتل الحديد، ولم تحن رؤوسهم المنتصبة، الغربان الفولاذية، تصيبهم الرماح ولا تصيبهم، والعدو يوزع قناصيه على أسطح البيوت المجاورة، يسددون، ويسددون، فيخطئ الرصاص، الصدور الطليقة، الآتية من لحم الأرض، يرشق الغزاة وقطعانهم المذعورة بأحذية المصلين، فينكفئ لصوص الحضارة وسليلو الخرافات، إذ لا شيء يحميهم من أرض تشتعل وسماء تشتعل، وغضب يتقدم بشكله ومقامه الجديد، وبينهم ومعهم يتقدم الشهداء لتكتمل القيامة، ففلسطين الناهضة من الموت تعدهم بأنها لن تغير اسمها، ولن تهود أرضها وسائر مقدساتها.

هناك تتجمع قرابين الفصول القادمة، لتهزم بالإرادة والحجارة والكبرياء، حجرهم الملعون، فتهزم تاريخاً مزيفاً، وطقوساً خرافية متهافتة.. إنه الأقصى، بل فلسطين الخط الدموي، الذي به وحده ترسم على جدران الأقصى خارطة فلسطين، ويكتب الشهداء عناوينهم، لتستمر القناديل مضاءة على شواهدهم الباقية، أفصح من صمت ملتبس أبقى برسوخ حقيقتها من خرافة هالكة بصانعيها وحامليها.

-----------------------------------------------