خطوة هامة بين دمشق وبغداد

إعلان شراكة اقتصادية وتعاون لمواجهة التهديدات

في خطوة بدت وكأنها مفاجئة للبعض، توصلت سوريا والعراق خلال زيارة رئيس الوزراء السوري محمد مصطفى ميرو إلى بغداد، إلى إعلان شراكة اقتصادية كاملة، وتجاوز البلدان بذلك بأشواط طابع العلاقات التي تطورات خلال أربع سنوات، ووصلت إلى إقامة مناطق للتجارة الحرة بين البلدين. وتزول المفاجأة إذا لا حظنا أن البلدين، بدأا عمليات تقارب وانفتاح متدرجة على الصعد الاقتصادية وسواها، متنت أواصر لعلاقات جديدة بالفعل، بعد قطيعة دامت فترة زمنية طويلة. وقبل زيارة ميرو لبغداد، كان العراق وسورية قد اتخذا خطوة انفتاح مهمة على بعضهما بسماحهما لتنقل المواطنين بين البلدين الشقيقين بحرية ودون قيود. والمعروف، أن سوريا تعرضت لضغوط أميركية من أجل وقف الانفتاح على العراق، إلا أن دمشق رفضت على أعلى المستويات هذه الضغوط، وأعلنت بوضوح أن علاقاتها مع العراق سوف تتطور وتتسع لخدمة مصالح البلدين والشعبين الشقيقين والعمل العربي المشترك، والعمل لرفع العقوبات عن الشعب العراقي وتخفيف المحنة الجديدة التي عاشها وما يزال. وقد أدانت سوريا بصفة مستمرة العدوان الأميركي-البريطاني على العراق والتدخل في شؤونه الداخلية، وأيدت بثبات وحدة الأراضي العراقية التي تعرضت وما تزال لأخطار التقسيم.

لقد جاء تفعيل اللجنة العليا المشتركة السورية العراقية وتوقيع عدد من اتفاقات التعاون التجارية والصحية والنقلية والصناعية إضافة إلى تجهيز مشروع إقامة خط نفط جديد بين البلدين، في ظروف سياسية حساسة للغاية، جراء الهجوم الإجرامي الذي تشنه سلطات الاحتلال الصهيوني على الشعب الفلسطيني، وفي أوضاع تنذر باندلاع حرب شاملة في المنطقة، وهذا ما يفسر حرص الجانبين العراقي والسوري، على الإعلان خلال زيارة ميرو، عن وقوفهما معاً، إلى جانب بعضهما البعض، ضد التهديدات التي يتعرضان لها، فأعلنت دمشق على لسان الدكتور ميرو أن أي عدوان على العراق هو عدوان على سوريا، وأعلنت بغداد على لسان طه ياسين رمضان، أن العراق يساند سوريا في كل المجالات، بما في ذلك الجانب العسكري إذا تعرضت لأي عدوان.

لقد امتازت علاقات سوريا مع العراق خلال السنوات القليلة المنصرمة بطابع البناء بهدوء، ودون ضجيج، ومواصلة البناء على أساس ما يتحقق، وبعملية متصلة من التنسيق والتشاور، لإدراك الطرفين مدى حساسة هذه العلاقات، وانعكاسات على الشأن الإقليمي والدولي، خاصة في ظل وجود العقوبات الدولية المفروضة على العراق، والهيمنة الأميركية، ومساعي الكيان الصهيوني لتدمير ما تبقى من النظام العربي، وإقامة نظام بديل يحقق هيمنة تل أبيب كوكيل في تنفيذ السياسة الأميركية.

العمق الاستراتيجي:

في جميع الأحوال والظروف، وفي ظل تقلبات شديدة العنف في الأوضاع السياسية وموازين القوى، في المنطقة، كانت دمشق تؤكد على حقيقة أن العراق هو عمقها الاستراتيجي وهو عمق للأمة، بما لديه من طاقات بشرية واقتصادية وعلمية وسواها، ويعرف كل من لديه إطلاع على الاستراتيجية الغربية الأميركية الصهيونية، أن تطور علاقات سورية والعراق، من الأمور الحساسة بنظر هذه الاستراتيجية، هذا إذا لم تكن خطاً أحمر.

وبعيداً عن الجوانب الاستراتيجية، فإن تطور العلاقات الاقتصادية، والانفتاح بين البلدين والشعبين، والإعلان عن عزم الطرفين توسيع نطاق تعاونهما المشترك في كل المجالات، يعني من حيث المبدأ، إقامة سوق واحدة، تضم قرابة أربعين مليون مواطن، هم سكان البلدين، وبحكم الجوار وتقارب الشعبين، فإن فاعلية هذه العلاقات تزداد أثراً وتأثيراً على المدى القصير والبعيد. والبلدان بحاجة حقيقية للتعاون الاقتصادي المثمر، العراق من أجل ضرب العقوبات الظالمة ومحاولات واشنطن إدامة عزلته، وكذلك إعادة إعمار ما دمرته الحرب، وسوريا من أجل تنشيط اقتصادها ومواجهة استحقاقات العولمة والتكتلات الدولية الضخمة التي تريد تهميش دور الدول الصغيرة والنامية، وبوجه خاص في الوطن العربي.

ليس من المفيد المبالغة، ولا إطلاق الشعارات البراقة، فالمهم في كل الأحوال هو الأعمال، قبل الأقوال، ويعرف كل إنسان عاقل، أن توطيد العلاقات بين العرب يستند إلى قيام قاعدة اقتصادية وحقوقية وبشرية، تجعل من التضامن تحصيل حاصل، وأمراً قائماً، وليس أمنيات وزعبرات، تفتقر إلى آلية التنفيذ على أرض الواقع. وقد حرصت سوريا دائماً على الإعلان أن تطوير علاقاتها مع العراق، أو إلى بلد عربي آخر، لا يمكن أن يكون على حساب علاقاتها مع الدول الشقيقة، بقدر ما هو خطوة للتقارب العربي الشامل. ويحتاج العرب الآن أكثر من أي وقت مضى إلى تنقية الأجواء، وإعادة الاعتبار للحدود الدنيا من العمل المشترك والتضامن والتعاون، وتقديم النماذج الناجحة والمفيدة في علاقات أي بلدين عربيين مسألة هامة للغاية، لأنها على صلة ليس بالحاضر فقط بل أيضاً بالمستقبل، وفي الظروف الإقليمية والدولية الراهنة، فإن إقامة سوق عربية مشتركة، أو نواة لهذه السوق، هو خطوة متقدمة للغاية، من الخطأ التقليل من شأنها. ويرتبط الآن العراق ومصر وسوريا وليبيا باتفاقات مناطق حرة بينهما، هي في الواقع نواة لهذه السوق المشتركة، وبالقدر الذي يتم فيه تفعيل الصلات والعلاقات الصناعية والزراعية والتجارية والعلمية، يؤدي ذلك إلى قيام قسمة عمل بين هذه الدول التي يبلغ تعداد نفوسها مجتمعة أكثر من مائة مليون مواطن عربي، إن التجارة البينية بين الدول العربية تبلغ 8% فقط من مجموع علاقات الدول العربية مع الدول الأجنبية، وليس من شك، في هذا مؤشر سلبي للغاية، يتطلب المعالجة، والعلاج ليس بالكلام، بل في الخطوات التي اتخذت بين العراق وسورية، من جانب، وهذين البلدين وكل من مصر وليبيا من جانب آخر.

موسى السيد

في لقاء لمناقشة سبل دعم الانتفاضة بدعوة من لجنة التنسيق والمتابعة اللبنانية لملتقى الحوار العربي الثوري الديمقراطي..

الأخ أبو خالد: المشروع المعادي يستهدف الجميع وعلى قوى الأمة دعم الانتفاضة وتوفير مستلزمات صمودها واستمرارها حتى تحقيق أهدافها.

بدعوة من لجنة التنسيق والمتابعة اللبنانية لملتقى الحوار العربي الثوري الديمقراطي عقد صباح يوم 10/8 الجاري لقاء موسع لمناقشة سبل دعم الانتفاضة في فلسطين في قاعة محمد يوسف حمود ببيروت بحضور الأخ أبو خالد العملة أمين السر المساعد للجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، عضو الأمانة العامة للملتقى والنائب اللبناني الأخ عمار الموسوي رئيس لجنة التنسيق اللبنانية عضو الأمانة العامة للملتقى والدكتور علي عقلة عرسان رئيس اتحاد الكتاب العرب عضو الأمانة العامة للملتقى. كما حضر اللقاء النائب اللبناني مروان فارس والأخ سمير شركس رئيس التنظيم القومي الناصري في لبنان والأخ اللواء الركن ياسين سويد الأمين العام للهيئة الوطنية لمقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني وشارك في اللقاء حشد غفير من الفعاليات والشخصيات السياسية والروحية والنقابية والاجتماعية وممثلون عن الأحزاب والقوى اللبنانية والفلسطينية.

وتحدث الأخ أبو خالد في اللقاء مؤكداً أن انتفاضة شعبنا الفلسطيني لم تأت بقرار من أحد بل جاءت بعد سبع سنوات من أوسلو وبعد كل الأوهام التي ضخها البعض حول السلام مع العدو الصهيوني.. جاءت رداً على طريق المساومات الذي حاول البعض تصويره وكأنه طريق الخلاص لشعبنا.

وأكد أن الانتفاضة كشفت أزمة العدو الصهيوني وأزمة حركة التحرر العربية كما كشفت أزمة النظام الرسمي العربي وأزمة القوى الوطنية الفلسطينية مشدداً على أن المعركة الدائرة الآن على أرض فلسطين هي معركة فاصلة إذا ربحها الشعب الفلسطيني والأمة فإن ذلك يعني حتماً إلحاق الهزيمة بالمشروع الصهيوني وإذا خسرها فإن الخسارة ستكون أشد وقعاً وكارثية من نكبة 1948.

ودعا إلى دعم الانتفاضة عربياً رسمياً وشعبياً وتوفير مستلزمات صمودها واستمرارها حتى تحقق أهدافها في دحر الاحتلال عن الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس دون قيد أو شرط ودون التنازل عن أي حق من حقوق شعبنا وفي المقدمة حق العودة كهدف راهن وليس مؤجلاً.

وشدد على أن المطلوب في سياق الحرص على استمرار الانتفاضة هو بناء مرجعية وطنية تزج من خلالها كل الإمكانيات في خدمة الانتفاضة واستمرارها والعمل على بناء اقتصاد مقاوم وهذا هو الذي يحمي الانتفاضة. وأضاف: إن المشروع الوطني وبناء الوحدة الوطنية الفلسطينية بحاجة إلى قيادة أو مؤتمر وطني ينتخب قيادة متمسكة بالثوابت الوطنية المرتكزة أساساً على الميثاق الوطني الفلسطيني وينبثق عنها قيادة ميدانية تدير الصراع بما يخدم أهداف الانتفاضة.

ودعا المراهنين على السلام مع العدو الصهيوني إلى إعلان القطيعة مع هذه الرهانات وهذه الأوهام لأن استمرار الرهانات لن يساهم إلا في المزيد من اليأس والتيئيس، وهو ما نحن في غنى عنه حيث إننا بحاجة إلى كل ما يعزز إرادة الصمود والمقاومة والمواجهة، لأن هذا الخيار خيار المواجهة والمقاومة واستمرار الانتفاضة هو الذي فاقم المأزق الوجودي للعدو الصهيوني وأوقع في مختلف مجالات حياته الأزمات المتتالية والمتزايدة.

وفي نهاية كلمته حيا الأخ أبو خالد شعبنا الفلسطيني المكافح وانتفاضته الباسلة مثمناً إرادة الصمود والمقاومة التي يتجلى بها في مقارعته قوات الاحتلال وإيمانه العالي بالنصر والتحرير.

وحيا شهداء الانتفاضة الأبرار وشهداء ثورتنا المعاصرة وكل من قضى على طريق مواجهة المشروع الصهيوني الإمبريالي الذي يطال باستهدافاته ومخاطره كل الأمة.

كما وجه التحية إلى الاسرى والمعتقلين في سجون العدو الصهيوني.

ووجه التحية إلى نهج المقاومة العربي على امتداد الوطن العربي الكبير.

النائب عمار الموسوي: علينا بمعادلة توازن الرعب

كما ألقى النائب عمار الموسوي عضو المكتب السياسي لحزب الله كلمة أكد فيها أن استمرار الانتفاضة على الرغم من الخلل الفاضح والانحياز الدولي الكامل إلى جانب العدو الصهيوني دليل على قدرة الأمة في مواصلة المقاومة والمواجهة حتى دون أن تتوفر الشروط لذلك، ودعا إلى تحقيق معادلة من نوع جديد وهي توازن الرعب بدلاً من الركض خلف وهم توفير التوازن المادي في معركتنا، مشدداً على أن هذا التوازن المادي لن يتحقق في أي لحظة من اللحظات خصوصاً وأن سباق التكنولوجيا وسباق توفير الغطاء الدولي حسم لمصلحة العدو وما علينا إلا وضع معادلة من نوع آخر ألا وهو توازن الرعب.

د. علي عقلة عرسان: تضحيات الانتفاضة تؤكد على قدرات المواجهة لشعبنا وأمتنا.

 وفي كلمته حيا الدكتور علي عقلة عرسان رئيس اتحاد الكتاب العرب انتفاضة الشعب الفلسطيني الباسلة، كما حيا الدماء التي سالت من أجل تحقيق هدف تحرير الأرض والتي تؤكد على قدرات المقاومة لدى شعبنا الفلسطيني والعربي في مواجهة المشروع المعادي.

وأكد على ضرورة الحوار للوصول إلى برنامج عمل وحضور عملي في ساحة المقاومة والنضال.

وفي سياق حديثه لفت د. عرسان إلى أهمية قيام لجنة التنسيق والمتابعة بوضع مذكرة خاصة تقدم فيها الملاحظات والمقترحات تعرض على الأمانة العامة للملتقى تمهيداً لاتخاذ قرارات تجعل الساحة اللبنانية مشاركة بفعالية في موضوع عقد مؤتمرها ثم المشاركة في المؤتمر العام للملتقى.

وفي نهاية اللقاء شارك عدد كبير من الحضور بتقديم مداخلات أكدت على أهمية تصعيد التحرك الشعبي العربي الداعم لخيار المقاومة وانتفاضة شعب فلسطين.

كما شددت على أن تهديد المصالح الأميركية الصهيونية في عالمنا العربي هو تعبير عن المشاركة الفعلية في الانتفاضة.

---------------------------------------

اسناداً لانتفاضة الأقصى المستمرة واستنكاراً للجرائم الصهيونية..

اعتصام في اتحاد الكتاب العرب وإضراب في مخيمات دمشق

-القدس رمز قضية فلسطين..

-الأدباء والكتاب العرب يؤكدون دعمهم غير المحدود للانتفاضة والمقاومة..

اعتصم عشرات الكتاب والأدباء والصحفيين في مبنى اتحاد الكتاب العرب بدمشق ظهر يوم الاثنين 13/8/2001 وذلك تضامناً مع شعبنا العربي الفلسطيني، ضد الإجراءات والعمليات الإرهابية التي تقوم بها قوات الاحتلال الصهيوني، والجرائم التي تقترفها بحق الأرض والإنسان، وما شهدته مؤخراً الأراضي المحتلة، من احتلال بيت الشرق وتسعة أماكن أخرى تعود للشعب الفلسطيني، والاستيلاء على الوثائق والملفات الخاصة بسكان القدس الشرقية، وما يشكله ذلك في سياق الحرب المفتوحة على الشعب العربي الفلسطيني والتهديد المعلن للأمة ومقدساتها ومستقبلها.

وبعد أن وقف الحضور دقيقة صمت على أرواح شهداء فلسطين والأمة، ألقى د. علي عقلة عرسان الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب كلمة قال فيها: باسم الدم الفلسطيني الطهور يورق أملاً ونوراً ومقاومة باسم الشعب العربي الفلسطيني البطل، الذي كلما سقطت ورقة من شجرته المباركة نبت مكانها غصن شديد الإخضرار، وأضاف: أحيي رموز المقاومة والنضال والانتفاضة والصمود في الشعب العربي الفلسطيني، الذين يحتشد بعضهم، هنا في هذا المكان، بيت العرب، بيت الكلمة، الموقف وأحيي من هنا أهلنا في الأرض المحتلة، الذين يستنفرون اليوم، ويضربون اليوم ويعتصمون اليوم في مثل هذه الساعة في كل مكان من فلسطين المحتلة.

وأكد د. عرسان على أن فلسطين هي قضية العرب وهي الهدف الذي يهم الأمة كلها وليس فصيلاً منها، لذا يحتشد هنا كتاب ومثقفون ومناضلون من ساحات عربية عديدة ليعلنوا موقفاً من كل الإجراءات والعمليات الإرهابية والإجرام الذي قامت وتقوم به قوات الاحتلال الصهيوني ضد أبناء شعبنا.

وأشاد بالعمليات الاستشهادية النوعية التي يجب استخلاص دروسها ونتائجها المنطقية، في وحدة الشعب الفلسطيني على أرضه.

وأدان د. عرسان الجرائم الصهيونية المستمرة على أرض فلسطين، وما يتبعها من تهويد واستيطان، وتدمير المسجد الأقصى وبناء ما يسمى الهيكل الثالث على أنقاضه والتهديد المستمر للشعب الفلسطيني على أرضه، تهديد هويته وحضوره ومستقبله وأكد على أن القدس عربية، ويجب أن تدرك أبعاد الصراع حولها في المرحلة الراهنة التي نعيش وقائعها اليوم، كما أن مصير الشعب الفلسطيني هو مصير الأمة، وأن مرحلة جديدة من العمل القومي من أجل فلسطين كتبت سطورها دماء المناضلين والمجاهدين، كتبتها الانتفاضة والمقاومة، كتبها الذين لاحقهم العدو الصهيوني في مسلسل تصفية جسدية نازي أسفر عن استشهاد الكثيرين وجرح الكثيرين.

وشدد د. عرسان على الحاجة إلى المقاتل النوعي وليس إلى السلاح النوعي.

كما الحاجة إلى ضرورة تغيير الخطاب الراهن، استناداً إلى الثوابت والأهداف الرئيسة للصراع العربي-الصهيوني، بوصفه صراع وجود وليس نزاعاً على حدود واستناداً إلى خيار التحرير الذي اختاره الشعب.

ودعا إلى مساندة الانتفاضة بالمشاركة بالأداء النضالي بأشكاله المختلفة وبتحمل ضريبة الدم وبتقديم كل ما يستطاع تقديمه لتصبح المقاومة هي الاختيار الوحيد ومقدمة للتحرير الذي لا يحسم الصراع لمصلحة أهله إلا إنجازه بكل الوسائل الممكنة في إطار برنامج تساهم في تنفيذه الأمة بقواها الحية.

بعد ذلك ألقى الأخ خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس كلمة المقاومة، أكد فيها أن المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني هي خيار الشعب الفلسطيني والأمة العربية، لردع العدو وللتأكيد على حقنا التاريخي في أرضنا وقال الأخ مشعل: إن المقاومين الذين لا يمتلكون إلا أجسادهم وإيمانهم بحقهم سيحققون النصر ويقهرون عدوهم، إننا اليوم نعيش أجواء من الثقة والاعتزاز في ظل بطولات أهلنا في الأرض المحتلة، ويحق لكل عربي أن يفخر بإبداعات المقاومة التي رأسمالها المجاهدون الأبطال.

ودعا الأخ مشعل النخبة من المفكرين والمثقفين إلى تحمل دورهم في هذه المرحلة، من خلال الفكرة والكلمة الحرة الجريئة، لبث أجواء الثقة بالانتصار والدفاع عن حقوقنا في القدس والأقصى وفلسطين، وفضح المخططات الرامية لتهويدها، مشدداً على خيار المقاومة الوحيد لاسترجاع الحقوق وطرد الاحتلال نهائياً عن أرضنا العربية.

كما ألقت د. بثينة شعبان نائب رئيس الاتحاد كلمة اتحاد الكتاب العرب في سورية، أكدت فيهاعلى الأهمية القصوى للكلمة ودورها في هذا الوقت لتحشيد الرأي العام العالمي وفضح الممارسات الصهيونية ضد أهلنا في فلسطين، وتسليط الضوء على مآثر الشهداء الأبطال لرفد مناضلينا بالقوة والعظمة والأمثولة.

وأشارت د. شعبان في سياق كلمتها إلى الحملة الإعلامية التي يمارسها العدو الصهيوني في كل أنحاء العالم من تزييف وترويج لمصطلحات لا تعنى إطلاقاً بحقنا العربي ولا تعبر أبداً عن وجهة النظر العربية. مطالبة بالنهوض بأعباء المعركة الثقافية الحضارية، وارتقاء الإعلام العربي إلى مستوى التحديات.

وألقى الأخ حمزة برقاوي أمين سر الاتحاد العام للكتاب والصحفيين كلمة الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين شدد فيها على أن الصراع العربي-الصهيوني هو صراع وجود، لا يعني فلسطين فقط، وإنما يعني كل العرب، ويهدف إلى بسط الهيمنة الصهيونية على أمتنا ومقدساتها وثرواتها..

وكان الاتحاد قد وزع بياناً حول جريمة الصهاينة في القدس، وما انطوت عليه من أبعاد دلالات خطيرة، وما يستهدفه الفعل الإجرامي الصهيوني من النيل من المقدسات العربية والإسلامية والرمز الشامل لقضية فلسطين كما تضمن البيان إدانة الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب للجريمة، ودعوته لنصرة القدس وتحريرها من الاحتلال، ودعم الأدباء والكتاب العرب غير المحدود للانتفاضة والمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الصهيوني والإشادة بكفاح الشعب الفلسطيني، الذي يقدم الأنموذج العملي لحسم صراع، هو صراع وجود مع العدو الصهيوني، ويستعيد الحضور العربي الشامل، ويمكن الأمة من مواجهة التحديات واستحقاقات العصر ومتطلباته.

وقد نفذت جماهير شعبنا الفلسطيني في مخيمات سورية، إضراباً شاملاً منذ الساعة التاسعة صباحاً وحتى الثانية عشرة تضامناً مع انتفاضة الأقصى وفلسطين، وشهدت المخيمات إغلاقاً لمحالها التجارية ورفعت الأعلام الوطنية الفلسطينية، واللافتات التي تحيي صمود شعبنا في فلسطين وتصديه البطولي لآلة الحرب والعدوان والإرهاب الصهيوني، تخللتها مسيرات شعبية غاضبة مخترقة الشوارع الرئيسية، وهي تهتف للانتفاضة وفلسطين والشهداء ودحر المشروع الصهيوني العنصري الذي ينفذه المجرم شارون.

كما وزع تحالف القوى الفلسطينية بياناً دعا فيه جماهير الشعب الفلسطيني في الشتات وجماهير الأمة العربية والإسلامية إلى بذل أقصى ما يستطيعون من جهود لمساندة الانتفاضة الانتفاضة الفلسطينية وفضح الجرائم التي يرتكبها الصهاينة من تدمير للممتلكات والقيام بحملات الاغتيال المنظمة ضد أبناء شعبنا العربي الفلسطيني، واستهداف الأمة حاضرها ومستقبلها وذاكرتها وهويتها.

بدعوة من تحالف القوى الفلسطينية..

اعتصام أمام مقر بعثة الأمم المتحدة بدمشق..

نفذت المنظمات والفعاليات الشعبية والمهنية وعائلات الشهداء اعتصاماً تضامنياً مع الانتفاضة واحتجاجاً على حرب الإبادة المستمرة ضد أبناء شعبنا الفلسطيني البطل وذلك أمام مقر بعثة الأمم المتحدة بدمشق صباح 15/8/2001.

وقد سلم المعتصمون رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة لبعثة الأمم المتحدة بدمشق، عبروا فيها عن تضامنهم التام مع المقاومة الفلسطينية حتى دحر الاحتلال الصهيوني وتحرير الأرض العربية المغتصبة وأدان المعتصمون الجرائم الصهيونية الطليقة ضد الشعب الفلسطيني وقواه الحية، وطالبوا الهيئة الدولية بالكف عن سياسة المعايير المزدوجة والكيل بمكيالين ومساواة الضحية بالجلاد.

وأكد المعتصمون في رسالتهم أن قوات الاحتلال الصهيوني الغاشم تواصل عدوانها الهمجي على شعبنا الفلسطيني منتهجة سياسة التدمير واقتلاع الأشجار واقتحام المؤسسات الفلسطينية والاجتياح المتدرج للمدن واغتيال المناضلين الفلسطينيين. وأهاب المعتصمون باتخاذ قرارات واضحة ضد الكيان الصهيوني وجرائمه ومجازره المتصاعدة وإعادة الاعتبار للقرار الذي يساوي بين الصهيونية والعنصرية، ومحاكمة مجرمي الحرب الصهاينة، على ما ارتكبوه بحق الأطفال والنساء وكل أبناء شعبنا الفلسطيني.

وشارك في الاعتصام عدد من ممثلي تحالف القوى الفلسطينية وشخصيات وأحزاب وطنية من سورية وفلسطين.

ورفع المعتصمون الأعلام الفلسطينية والسورية، واليافطات التي تعبر عن الاستنكار للجرائم الصهيونية، ومؤازرة كل أحرار العالم وشرفائه لنضال ومقاومة شعبنا ضد المشروع الصهيوني. واستمرار الانتفاضة الباسلةحتى دحر الاحتلال وعودة الحقوق الفلسطينية كاملة غير منقوصة.