كلمة الثقافة:

المهرجانات الثقافية العربية

ليس في فصل الصيف وحده تنطلق المهرجانات الثقافية العربية ففي الخريف والفصول الأخرى مهرجانات أخرى تنتظر مواعيدها كي تنطلق بدورها لتعلن للعالم أجمع أن الثقافة العربية بألف خير!! فهل هذا صحيح؟..

في سورية مهرجان المحبة، وفي الأردن مهرجان جرش، وفي لبنان مهرجانات لا مهرجان واحد: مهرجان بعلبك، وبيت الدين وأمكنة أخرى لموضوعات وشعارات مشابهة أو مختلفة ولكن كلها داخله تحت عباءة الثقافة.. وفي المغرب مهرجان أصيلة.. وفي الإمارات وفي السعودية، وفي مصر.. في كل الأقطار العربية يجن جنون المهرجانات حتى لتحسب السماء شعلة من أضواء المعرفة والمتعة والابتكار والأرض جنة من جنان السلام والوئام والمحبة.

يجري ذلك بتشجيع رسمي أو غير رسمي ولا شك أن له جوانبه الإيجابية التي لا يجوز إنكارها ولكن ماذا عن المحصلة الأخيرة؟. هذه هي الجزائر تنزف وتنزف وتهدد بالتمزق، وهذه هي مصر يكاد يأكلها الحقد الطائفي المتفجر، وهذه هي السودان، وهذا هو أخيراً بل أولاً وأخيراً العراق، فماذا يقول المشهد المفتوح على الدم، والغبار، والجوع، والمرض؟. وماذا عن فلسطين وما يجري على أرضها من فظائع؟. ماذا عن ذلك الشعب الذي يكاد يتحمل وحده عبء المسؤولية الكاملة عن مصير أمة بأكملها غافلة أو متغافلة، عاجزة أو متعاجزة لا يهم!. هل تستطيع هذه المهرجانات أن تغطي على المشهد المفتوح على القهر، والإذلال، والاستبداد، والفجور، والفساد الطامي كالطوفان؟.

مهرجانات.. مهرجانات!!. لا بأس.. يجب أن تقام المهرجانات ولكن يجب ألا نخدع بالمنظر الخارجي وحده لها وإنما لا بأس من حين لآخر أن نرفع غطاءها الملون البراق كي نبصر العتمة ونشم الدخان ونلمس قطرات الدم النازف.

المحرر الثقافي

 آخر الكلام أوله:

<<اللوبي>> العربي!

شوقي بغدادي

 لست وحدي بالتأكيد من يشغل باله هذا السؤال:

-كيف للعرب أن يؤثروا في مجرى الأحداث المحلية والعالمية ضد النظام العالمي بزعامة الولايات المتحدة الأميركية ما دام ميزان القوى يميل بشكل كامل لصالح هذا النظام وخاصة فيما يخص صراعهم مع الصهيونية العالمية؟.

لا أدري لماذا عاودني هذا الهم وأنا أقرأ في بعض المراجع عن تاريخ نشوء اللوبي الصهيوني ثم عن تاريخ <<المافيا>>.

لست هنا في صدد كتابة مراجعة لتاريخ هاتين المنظمتين المخيفتين ولكنني أركز على ملاحظة أساسية لفتت نظري في أسلوب عملهما الذي ساعد <<المافيا>> مثلاً منذ أكثر من مئة سنة على البقاء وكمؤسسة إجرامية منظمة فاعلة ومؤثرة بالرغم من جميع الجهود الدولية للقضاء عليها، ومثلها اللوبي الصهيوني الذي يكرهه الجميع بالتأكيد ولكن نفوذه يتزايد عالمياً وخلاصة هذه الملاحظة هي أن أسلوب التنظيم الحديدي الصارم، والسرية التامة –أو شبه التامة- هو أساس نجاح هاتين المنظمتين!.

أقول أليس ممكناً للعرب أن يعمدوا إلى تنظيم أنشطتهم ليس في مؤسسة إجرامية مثل <<المافيا>> أو اللوبي الصهيوني وإنما في اتحاد عربي ما يضمن مصالح الأقطار المشاركة فيه ويكون هدفه الأساسي مقاومة الصهيونية العالمية بالتضامن المنظم الصارم أولاً ثم بالتنمية والتقدم العلمي ثانياً، وبالمقاومة الاقتصادية والفكرية ثالثاً إلى أن يحين موعد المقاومة بالقوة العربية المشتركة. وليبدأ هذا المشروع بدولتين عربيتين مثلاً، أو بثلاث ويكون مفتوحاً بالطبع للراغبين من الأقطار الأخرى؟.

ستقولون إنني أحلم، أو أهذي، وأن الأنظمة العربية القائمة لا توافق إطلاقاً على مثل هذا المشروع الذي نحلم به كعرب منذ أمد طويل.

إذا كان هذا مستحيلاً الآن، فلماذا لا نعمل على طريقة <<اللوبي>> إذن ولكن من دون طابعها غير الأخلاقي فنؤسس منظمة عربية سرية ندعمها بالأموال والمواهب ونطلقها للعمل على نطاق عالمي لصالح القضية العربية والأموال متوفرة والمواهب لا أكثر منها في وطننا الفسيح؟.

يخيل لي أن منظمة عربية –عالمية- من هذا النوع قادرة على تحقيق ما تعجز عنه الدول أحياناً وإلا فما العمل؟. هل هو مشروع ممكن أصلاً أم لا؟

الجواب على هذا السؤال كما أتصور يحمل في طياته جواباً آخر عن المصير العربي بأكمله.. وإلى أمد طويل.. وطويل جداً..

 

الأم الفلسطينية المجاهدة

فوق التشويه الصهيوني

محمود مفلح البكر

هل المرأة العربية الفلسطينية قاسية، وبلا عواطف حتى تلقي بأبنائها إلى الخطر دون اكتراث بمصيرهم؟

أهي مستهترة إلى درجة أن تدفع بأبنائها إلى موت شبه مؤكد؟

ألا تعرف أن الرصاص المنبعث من أنواع الأسلحة سوف يحصدهم؟

فيقتل بعضهم، ويقلع عيون آخرين، ويسبب التشوه والعاهات الدائمة للكثيرين منهم؟

أهي قاسية ومستهترة بأرواح أبنائها حقاً؟

أم أنها تعتلي على عواطفها لهدف نبيل، وغاية مشرفة؟

نطرح هذه التساؤلات التي تبدو غير منطقية بعد ما رأينا من محاولات صهيونية، أو متصهينة في دول، تسعى إلى تشويه صورة المرأة العربية الفلسطينية، ومن خلالها تشويه صورة المرأة العربية والمسلمة في كل مكان وزمان، وزعزعة موقفها أمام الرأي العام العالمي.

وجاءت هذه المحاولات على ألسنة سياسيين، وكتاب، وصحفيين وفنانين.. وبعض من هؤلاء في موقع عال من المسؤولية في دولته، مما يعني أن هناك جهات معينة تدير هذه الحملة، وتوزع أدوار المتحدثين في الصحافة، والمصرحين للأقنية الفضائية، والإذاعات، وفي المهرجانات، والندوات، ومختلف المجالات الإعلامية المؤثرة في الرأي العام.

وتتركز هذه الحملة على وصف الأم العربية الفلسطينية بأنها <<أم قاسية>> و<<تدفع بأطفالها إلى أعمال العنف والشغب المخل بالأمن، والمسبب التخريب، وبالتالي الخروج على القانون وتهديد أرواح عناصر الشرطة، مما يدفع عناصر الشرطة والأمن للدفاع عن أنفسهم في وجه الهياج الغوغائي فيؤدي إلى إصابة عدد غير قليل من هؤلاء الأولاد المشاغبين الذي تحرضهم أمهاتهم على هذه الأفعال، وبالتالي فهم المعتدون وقتلهم عمل قانوني وعادل، وبالتالي أيضاً فإن هذه الأم الفلسطينية أم قاسية ومستهترة>>.

وربما لا نقيم نحن العرب وزناً لهذه الترهات التي تقلب الحقائق لأننا نعرف واقع الحال، ونعرف الدور العظيم الذي تقوم به الأم الفلسطينية، وما تتحمله من آلام ومسؤوليات جسام في إدارة شؤون بيتها، ورعاية أطفالها في حال استشهاد الأب، أو اعتقاله الذي كثيراً ما يستمر أعواماً طويلة، أو إصابته بعاهة دائمة على يد الجنود الإسرائيليين، أو في حال سفره طلباً للعمل، ومما يؤكد قدرة المرأة العربية الفلسطينية على إدارة شؤون بيتها، وتربية أبنائها في ظروف شديدة، وضاغطة داخل فلسطين وفي الشتات.. هذا الازدياد المضطرد في عدد المتعلمين، وفي تفوق الكثيرين وحصولهم على أعلى الشهادات العلمية في مختلف المجالات، والتخصصات.

لكن الرأي العام الغربي الذي لا تصله المعلومة غالباً إلا عبر الأقنية الإعلامية الصهيونية لا يدرك إلا القليل من الحقيقة حول القضية الفلسطينية خاصة، والقضايا العربية عامة، وغالباً ما يكون هذا القليل مشوهاً، ومسيئاً لصورة العربي والمسلم.

ويأتي وصف المرأة الفلسطينية بـ<<الأم القاسية>> في هذه الفترة التي استطاعت الانتفاضة فيها تعرية الإسرائيليين من قناع الحضارة الذي يحاولون ترويجه في العالم مقابل صورة <<العربي المتخلف>> بهدف خلط الأوراق، والمحافظة على صورة <<إسرائيل واحة الحضارة>> وسط المحيط العربي المتخلف.

ووصف المرأة بـ<<الأم القاسية>> في بلدان الغرب له وقع سيء في أذهان الناس هناك، لأن هذا الوصف عندهم لا ينطبق عادة إلا على المرأة المدمنة، السكيرة، المستهترة، الغارقة في ملذاتها، التي تهمل أطفالها، وتسيء إليهم جسدياً، وروحياً، وكثيراً ما تدفعهم إلى الشذوذ والإدمان وربما تقدم على قتلهم في نوبات الإدمان، أو تحت تأثير الإفراط في الشراب.

ولذلك تسعى الدول الغربية إلى حماية الأطفال القاصرين من أذى هذه <<الأم القاسية المستهترة بأرواح أبنائها>> وأخذهم منها وتربيتهم في مراكز حكومية خاصة، ولا يسمح لهذه الأم برؤيتهم لأكثر من مرة في الأسبوع، أو الشهر، وربما لا يسمح لها مطلقاً في بعض الحالات الشديدة، حفاظاً على سلامة الأطفال من هذه <<الأم القاسية>>.

هذه إذن الصورة القبيحة المقززة، والمريضة المخربة، والمدمرة للمجتمع، والعدوة للطفولة البريئة.. التي تريد تلك الجهات اللئيمة إلصاقها بالمرأة الفلسطينية من خلال وصفها بـ<<الأم القاسية>>. مما يفيد بأنها غير مؤهلة لأن تكون أماً من الأساس، وبالتالي غير مؤهلة لتربية أبنائها.

أهذه صورة المرأة العربية الفلسطينية التي يريدون تعميمها على العالم؟!

يبقى دور الإعلام العربي ليرقى بأدائه، ويخصص وقتاً كافياً للبث باللغات الأجنبية لتصحيح الصورة، وتثبيت الحقائق.

ومن المفيد الإشارة إلى التقاليد البطولية للمرأة العربية الفلسطينية التي رسختها عبر مراحل الصراع الطويلة الشاقة، وهذا مثل قديم جديد يرجع تاريخه إلى رمضان 1355-تشرين الثاني 1936، ذكره القائد فوزي القاوقجي الذي خاض أيام الانتداب البريطاني على جبال فلسطين عدة معارك ضارية مع الثوار ضد الجيش البريطاني.. يقول الرجل: <<كانت النساء في معركة بلعا ينجدننا بالماء والطعام ونقل العتاد ويثرن الشعور بالزغاريد الوطنية، وأناشيد البطولة، وحين حاصرت قوات الإنكليز قوات الثورة كانت النساء تمدنا بكل ما نحتاج إليه وبتأثير تحميسهن انتصرنا. وفي معركة بيت أمرين كم كان إعجابي عظيماً عندما شاهدت امرأة جرح طفلها الصغير فلم تعن به، أو تسأل عنه، بل بادرت إلى السؤال عن المعركة، والمجاهدين، ولما اطمأنت إلى سلامتهم عادت فاهتمت بطفلها الجريح..>>.

هذه الصورة الحقيقية للمرأة العربية الفلسطينية التي لا تتردد في الدفاع عن وطنها، والجهاد في سبيله، وسبيل الله بنفسها، وأبنائها، ومالها، والوقوف موقف الشرف اللائق بها، وهي حفيدة الخنساء، وخولة بنت الأزور، وبقية المجاهدات الصابرات في تاريخنا.

وإن أمة فيها مثل هذه النساء العظيمات المجاهدات ستنتصر يوماً بعون الله، ولو كره الكارهون.

جمر الأسئلة:

جراح <<يافوخ>>

جمال الدين الخضور

كان يافوخ أبو الليل، يركل كل بطولات العالم الفردية والجماعية، بمفرداته القاسية، وهو يصيح في جنوده الفقراء: عندما تشتعل ألسنة نيران الحرب ستكتشفون، أن هذا الصوت الجهوري الجبار يخبئ خلفه مقداماً جباراً لا يخاف عدواً، ولا معركة أو موتاً. وكلما أنهى جملة في خطابه، ينظر إلى ظله وخادمه الأمين مستشهداً بموافقته، فالجميع متفق على أن الوطن غال ويستحق أن نقدم أرواحنا رخيصة على مذبح الدفاع عنه. أما خادمه طويطان فقد أمضى معه عشرين عاماً، وهو يغطي بحركاته وبخطابه سلوك المعلم يافوخ.

وفي يوم من الأيام المنتظرة للقاء العدو، اندلعت الحرب الضروس، وبدأت القذائف تهوي هنا وهناك، فوقف يافوخ يخطب بجنوده، حول ضرورة الاستبسال في القتال، في المعركة المنتظرة. وما كاد الجميع ينطلق إلى مواقع الهجوم متقدمين نحو مواقع أقرب للالتحام مع العدو، حتى وزع يافوخ أبو الليل عناصره المقربين. فلان يحمي الدجاجات، ويجمع البيض له بينما تنتهي المعركة، وآخر يبقى في مكتبه محافظاً على محتوياته.. أما طويطان، فقد تبع قائده وهو ينحدر نحو الخندق محتمياً من القذائف التي اقتربت بانفجاراتها من الموقع.

ولم تمض إلا برهة قصيرة من الزمن حتى دوى صوت انفجار مريع هز الكون من حول وفوق وتحت يافوخ، وخادمه طويطان، وما كاد غبار الانفجار ينقشع حتى انقشعت معه مفرداته وهو يصيح بخادمه أن يزحف نحوه مخلصاً إياه من طبقات التراب التي انهالت عليه:

-هيا يا طويطان، ازحف نحوي، لتنقذني، فأنا أعتقد أن جراحي بليغة. زحف طويطان مسرعاً، باذلاً كل قواه باتجاه سيده، فتح مسامات أنفه الشمية على كل اتساعها مستقبلاً رائحة كريهة تنبعث من خيال سيده المغطى بالغبار والأنين. حرك أنفه عدة مرات. فقاطعه يافوخ مرة أخرى:

-هيا ساعدني يا طويطان، أليست جراحي بليغة؟

زحف طويطان إلى الأمام، فاشتدت الرائحة الواخزة المنبعثة من بنطال يافوخ <<أبو اليل>>، فارتفع صوت طويطان مخاطباً سيده:

-<<آخ.. يا سيدي، إذا كانت رائحة الدم مثل رائحة البراز فجراحك بليغة جداً>>.

انتفض السيد واستند على طويطان، وعاد متسللاً إلى مكتبه يعد بيض الدجاج، الذي قل أولاً، ثم انعدم تماماً. فقد احتجت الدجاجات وأوقفت البيض.

في باقي الأيام، ذكرت الأخبار أن يافوخ أبا اليلي،كان من بين المصابين بجراح بليغة.

فسحة ثقافية:

بسام رجا

ناجي العلي.. سلاماً

ما أحوجنا اليوم لذلك الشاب النحيل الزاهد بكل شيء..، إلا من أحلام الوطن والعودة إلى قرية الشجرة التي ظلت تلاحقه في ترحاله وفي مناماته.. ناجي العلي الذي رحل مبكراً وهو في اوج عطائه.. رحل وهو يشمخ بشعبه وشهدائه، غيبه رصاص الحقد والجريمة لأنه كان ضمير الفقراء والمجاهدين والمناضلين.. غاب عنا لكنه لم يغب ظل حنظلة العلي شاهداً حياً يجوب في أحياء الفقراء يوزع عليهم كسرة خبز ويودع في قلوبهم أغنيات خطها ناجي العلي ذات يوم على قمم الجبال الشاهقة في فلسطين.

لم يكن ناجي العلي مجرد فنان كاريكاتير، يذهب إلى الصخب الإعلامي من وراء رسوماته، إنما لون بريشته عالماً حقيقياً استمد مادته من المشاهدات اليومية، والحس الوطني العالي المشوب بالمسؤولية والحرص الدائمين على قضية عادلة، وشعب تعلمت منه الصخور معنى العناد.. ناجي العلي ضم فلسطين في قلبه منذ أن تعلم تهجئة أحرف الوطن.. شاهد الانكسار والحصار وفاضت من عينيه بحار تغطي مساحة الوطن العربي.. أحس بالحرمان وعاشه.. بالاضطهاد وقاومه، لم يستكن لأي تهديدات وترغيبات، كانت قامته تشمخ حين يقذف طفل فلسطيني الرعب في قلوب الصهاينة.. فيهرع إلى رفيقه الأزلي حنظلة يخبره عن نداء الضمير فيخرج الصمت من قلبه ريحاً تهز مضاجع المحتل.. تهزه وتهز من ينامون على ريش النعام حالمين برحلة في جزر هاواي.. كان حنظلة يصرخ وما زال يصرخ، وتصرخ معه كل الضمائر الحية.

ما أحوجنا اليوم لذلك الشاب النحيل، ليقض مضاجع النائمين.. إن استفاقوا.

ما أحوج الأمة لمئات آلاف الحناظل، كي تصرخ في الليل العربي الطويل..

حنظلة اليوم لا يبكي ناجي العلي.. إنه يخرج من الإطار.. ولقد خرج منذ زمن. شاهدوه في غزة يرمي حجارة من سجيل.. شاهدوه مع فارس عودة بقامة فولاذية يتحدى رصاص الاحتلال.. شاهدوه في كل فلسطين. نستذكر ناجي العلي في ذكرى استشهاده، لنقول إن المبدع الحقيقي المنتمي لقضية شعبه وآلامه، يبقى في الذاكرة.. يبقيى حاضراً، يجول في الحارات والمخيمات وساحات القتال، مشهراً جراحه ومبلسماً عطش الأرض التي تعرف أبناءها.

ناجي العلي، لا تحزن فحنظلة العلي لم يمت..

متابعات ثقافية:

ستون عاماً مع الشعر والأدب

سلمان الحاتم حياته وشعره

في دراسة كتبها وحقق فيها الأستاذ منصور عيد الحاتم المعنونة بـ<<ستون عاماً مع الشعر والأدب-الطبيب الشاعر سلمان الحاتم حياته وشعره>> يرصد فيها محطات بارزة من حياة الشاعر سلمان الحاتم الذي توفي في 13/ كانون الأول/ 1969م. والشاعر من قرية خبب حوران ولد في 16/8/1889. وفي هذه الدراسة المعمقة والمطولة، يحاول الأستاذ منصور الحاتم أن يعرض لأهم محطات الشاعر ونضاله السياسي وعلاقته بالأدب. فيشير في مقدمة الدراسة إلى أن الشاعر أسهم إسهاماً كبيراً في الحياة الأدبية، وعانى من اضطهاد الحكم العثماني، وكانت له إسهامات وافرة في الحركة الوطنية حيث ذاق مرارة السجن والإبعاد والإقامة الجبرية بسبب مواقفه الوطنية واتجاهاته المعادية للاستعمار.

ويشير الباحث في مقدمته إلى أن الشاعر سلمان الحاتم عاش في عصر الاتباعية الجديدة، وأدرك محاولات التجديد، إلا أنه آثر أن ينحو في نظمه منحى الشعر العربي الأصيل.

وعن أعماله يذكر الباحث أن الشاعر قسم عمله إلى جزأين:

1-الجزء الأول: ضم القصائد المنظومة والمدونة منذ العام 1909- حتى 1924 وأسماه <<براعم الصبا>>.

2-الجزء الثاني: القصائد التي نظمت منذ العام 1924 حتى أواخر حياته وأسماه <<نهاية المطاف>>.

قصائد الشاعر تنوعت في مضامينها الإنسانية والاجتماعية والسياسية. وكان للقضية الفلسطينية –كما يشير الباحث- في وجدان الشاعر تأثير بالغ وشكلت هاجساً سكن قبله وجعله قلقاً.. لذا نبه وحرض وقاوم وفضح ممارسات ومخططات الصهيونية.

وفي تجسيده للنضال ربط الشاعر الكلمة بالممارسة وتوقه للحرية.. ورصد الأحداث السياسية بشكلها الدقيق معبراً عن الهم والمعايشة لأدق التفاصيل اليومية.

نقتطف من قصيدة كتبها الشاعر في يوم الاستقلال 17 نيسان/ 1946:

لتبتهج الدنيا فقد أشرق العدل                        وراحت الجيوش الغرب عن شرقنا تجلو

لتبتهج الدنيا إذا ما تثلمت                سيوف ذوي العدوان وانكسر النصل

لا شك أن ما حققه الباحث منصور عيد الحاتم جهد يستحق التقدير، وخاصة أن هناك الكثير من الرجالات التي تركت وراءها إرثاً ثقافياً يحتاج لإلقاء الضوء عليه.

والمؤلف منصور عيد الحاتم له إصدارات عدة منها:

-المعالم في تاريخ حاتم.

-الشعر النبطي <<دراسة وتحليل>>.

 قنديل الشتاء

صدر حديثاً عن دار الشجرة للنشر والتوزيع –دمشق- ديوان شعري للشاعر الفلسطيني يوسف أبو زرد حمل عنوان <<قنديل الشتاء>>. الديوان هو الإصدار الأول للشاعر. وفيه يحاول أن يناجي الوطن ويستحضر القرى الفلسطينية والغربة في قصائد تحمل الهم الوطني والإنساني.

وحملت كلمة الغلاف تعريفاً بأجواء الديوان:

حين يحل المساء.. تتراقص في العتمة أنفاس القناديل التي تفشي بأسرارها لأفق رحب.. يحاول الشاعر يوسف أبو زرد أن يهمس بكلماته لكي لا تبقى عاتبة على ليل يأبى أن يرحل قبل أن يدفئ أحلام العشاق والمنتظرين رسائل الغياب.

<<قنديل الشتاء>> لغة تتحسس الوجع والحب والألم، وتأبى إلا أن تسافر لتلقي بشوقها على الوطن والذكريات والعيون التي تنتظر اللقاء.

من أجواء الديوان نقتطف من قصيدة <<المسافر الذي مل الانتظار>>:

سمعت رنين أجراس

توجع في فم الكف

ولكن قريتي ناءت

تخاف الصمت والظلمة

متى يأتي

بنا شهب لشكل الحرف

ليحرق كل ذي يبس

ويفني عتمة الليل

بغربتنا التي امتدت

 الديوان من القطع الوسط. جاء في (103) صفحة.

 الأرض المغلولة

مزارع شبعا: هل هي لبنانية؟

ضمن إصدارات مجلة النقاد البيروتية لملفاتها الدورية قدمت للقراء كتيباً بعنوان: <<الأرض المغلولة.. مزارع شبعا: هل هي لبنانية>> للصحافي والباحث محمود حيدر.

مما جاء في كلمة الغلاف: لم تكد تنقضي أسابيع على جلاء الاحتلال <<الإسرائيلي>> من جنوب لبنان في الخامس والعشرين من أيار 2000، حتى نشأ جدل كثيف ومعقد باعثه استمرار مزارع شبعا الواقعة في الزاوية الجنوبية-الشرقية للبنان تحت الاحتلال.

لقد بدت مزارع شبعا وكأنها الجغرافيا المفتوحة على قوس الأزمات في المنطقة. وظهر كما لو أن الحدود الجنوبية مع فلسطين يعاد تشكيلها على نصاب جديد. وظهر كذلك أن صلة لبنان في الصراع العربي-الصهيوني، هي أقرب من حبل الوريد.

في هذا الكتيب يتناول الصحافي والباحث محمود حيدر الجوانب الجيوسياسية والأمنية والقانونية لتلك القضية، ناظراً على مرمى حجر من تلك الأرض المغلولة إلى ثوابت الجغرافيا وتحولات الزمن السياسي.

 قطر الندى

عن دار المسبار للطباعة والنشر صدر حديثاً ديوان جديد للشاعر عبدالكريم السعدي بعنوان <<قطر الندى>>.

في الديوان الجديد يتطرق الشاعر السعدي إلى مواضيع عدة إنسانية وسياسية واجتماعية.

من قصيدة <<ملامح وطنية>> نقتطف:

رأيتك في فلسطيني بلا عتب

بلا وهم

بلا غدر

بلا نوح

بلا أصباغ حاذقة وتلوين

كما الشامات فوق الخد

كالذكرى.. كنرجسة.. كزنبقة

كساقية الطواحين

وقد صدر للشاعر مجموعات عدة منها:

-الندامى

-الطيوف الوردية

 القضية الفلسطينية في نصف قرن

يتطرق كتاب <<القضية الفلسطينية في نصف قرن>> من منشورات فلسطين المسلمة وهو من مساهمة نخبة من الكتاب والباحثين، يتطرق إلى قضايا هامة في الصراع العربي-الصهيوني.

فالمحور الأول يتعرض للصهيونية ودورها في قيام <<إسرائيل>>.

أما الثاني: دور القوى الدولية والأمم المتحدة في قيام <<إسرائيل>>.

والثالث: الكيان الصهيوني بعد قيام <<الدولة>>.

المحور الرابع: الوضع الفلسطيني والعربي بعد النكبة.

الخامس: فلسطين ومشاريع التسوية.

السادس: فلسطين والدور الإسلامي.

السابع: مستقبل الصراع ضد المشروع الصهيوني.

مما جاء في المقدمة:

<<لم يكن صراع أمتنا العربية والإسلامية مع العدو الصهيوني واحداً من القضايا التي شغلت بال العالم طوال نصف قرن فحسب، كما أنه ليس مجرد صراع إقليمي يحمل من الامتدادات والتدخلات الدولية ما يجعل منه هماً إنسانياً عاماً، فهو إلى جانب ذلك كله كان المحور الأساسي الذي تحركت حوله شعوب المنطقة ودولها طول الخمسين عاماً الماضية، وأسهمت تفاعلاته وحراكه وأثاره في صياغة الحياة وطبيعتها في هذه المنطقة من العالم.

شارك في الكتاب عدد كبير من الكتاب منهم:

د. عبد الوهاب المسيري-نور الدين عليان-غسان دوعر- نبيل السهلي-م. إبراهيم غوشه-منير شفيق وآخرون.

 الشعر في الأردن

كتاب جديد صدر عن وزارة الثقافة الأردنية ضمن سلسلة الكتب الثقافية بعنوان <<الشعر في الأردن>>.

يتضمن الكتاب خمسة محاور هي: تطور القصيدة الأردنية، والشعر في الأردن، الرؤى والتشكيل، قضايا فنية، قضايا تطبيقية، والمحور الأخير خصص لتقييم تجربة المجلات الثقافية والتسوية ثم شهادة للشاعر د. عز الدين مناصرة.

والإصدار هو حصيلة أوراق ملتقى عمان الثقافي الذي أقيم في عمان في نهاية أيلول وأوائل تشرين أول من عام 1996 ويقع في 583 صفحة من القطع الكبير.

 بنو إسرائيل لم يدخلوا فلسطين

<<بنو إسرائيل>> لم يدخلوا فلسطين>> كتاب جديد صادر عن دار الكرمل، عمان، للباحث الحاج زكي الغول.

في كتابه يؤكد الباحث بل ينسف الراوية التاريخية المتداولة التي تقول إن بني إسرائيل كانوا في فلسطين. فهنا يؤكد أنهم لم يدخلوا فلسطين، وكل المزاعم المثارة حول المقدسات والآثار التي تخص اليهود هي زائفة  ولا مرتكزات لها في الواقع. ويدلل المؤلف على أرائه بأن اليهود لم يتركوا أي آثار تدل على حضارتهم.

ويورد المؤلف في خاتمة كتابه ملاحق تؤيد رأيه، وفق تصريحات مؤرخين يهود أن <<ارتباط اليهود بأرض فلسطين محض اختلاق>>. بحسب تعبير المؤرخ اليهودي موشيه تسيمرمان. ويؤكد عالم الآثار اليهودي يسرائيل فنكلشتاين أن <<لا صلة لليهود بمدينة القدس>>.

كتاب <<بنو إسرائيل لم يدخلوا فلسطين>> من الكتب التي تدحض المزاعم الصهيونية وتبين زيف ادعاءاتها والأكاذيب التي استندت إليها لتبرير اغتصابها لفلسطين.

 <<فضة الروح>> للشاعر عبد الكريم عبد الرحيم

بعد أن أصدر الشاعر الفلسطيني عبد الكريم عبد الرحيم <<بين قوسين وعرس>> 1985 و<<آخر اعترافات الندى>> 1996 و<<صاعداً إلى الطوفان>> 1997. يطل علينا اليوم بمجموعة جديدة: <<فضة الروح>> عن اتحاد الكتاب العرب وفيها يتابع الشاعر عبد الكريم تجربته الشعرية المميزة وصوته الفلسطيني القادم من ذاكرة المدن والقرى والمخضب بعشق أزلي لوطن يزهر في قلوبنا.

اللغة الرهيفة والصور الذكية والعالية الغنية هي ما تميز كتابات الشاعر عبد الكريم عبد الرحيم.

من قصيدة <<فضة الروح>> نقتطف:

ما حرمتني الحرب

أسلحة الشوارع

قبرات الحزن

في قبو الخليفة

والمقام الميت

مذ عنى امرؤ القيس الضليل

لملك روما

والخديعة حين يكتمل الغناء

على البكاء.. على الهزيمة

يقع الديوان في (97) صفحة من القطع المتوسط.

 الجاحظ مؤسس البيان العربي

ضمن سلسلة أقلام الثقافة. صدر حديثاً عن دار الأهالي بدمشق. كتاب جديد للباحث محمد جمال باروت حمل عنوان <<الجاحظ مؤسس البيان العربي>>.

يفتتح الباحث كتابه بمقدمة يعرف بها بالجاحظ وإسهاماته لينتقل إلى الفصل الأول الذي يتضمن العناوين الآتية:

-من العصبية القبلية إلى العصبية المدينية، تألق الوسط الثقافي، العلمي البصري، أصل الجاحظ، الشعوبية بين المساواتية والعنصرية، الجاحظ بين الكتاب الرسمي والكتاب الموسوعي.

-الفصل الثاني: البيان والتبين: أسس البيان العربي/

أولاً: صناعة الكلام بين العلم العربي والمؤثرات اليونانية.

ثانياً: من أزمة البيان العربي إلى علمه.

ثالثاً: هل يمكن تجنيس الخطبة أدبياً.

رابعاً: خاتمة.

الملاحق: مختارات من <<البيان و التبيين>>.

أولاً: العيوب اللفظية. ثانياً: البيان: مفاهيم وخصائص. ثالثاً: مطاعن الشعوبية.

الكتاب هو الرابع من سلسلة أقلام الثقافة، التي تتناول سيرة المفكر ومؤلفاته وفلسفته.

يقع الكتاب في 150 صفحة من القطع الوسط.

 -البيت ذو الشرفات السبع

-سيمفونية دون ختام

 عن وزارة الثقافة وضمن مسرحيات عالمية صدر حديثاً كتاب جديد للمسرحي العالمي اليخاندروا كاسونا بعنوان: البيت ذو الشرفات السبع/ سيمفونية دون ختام. من ترجمة علي إبراهيم أشقر.

كتب المقدمة ف.ك.س روبلس ومما جاء فيها: <<إذا تحدثنا عن أي عمل من أعمال كاسونا لا ضرورة للتأكيد على اتقانه طرح الموضوع، والعرض والحل، ولا على جمال الوسط والمناخ جمالاً مدهشاً بالرسم والتلوين، ولا على مصداقية كل شخصية مصداقية كاملة في مسرحية <<البيت ذو الشرفات السبع>>، كما في معظم أعمال المؤلف، نرى الشخوص والموضوع والوسط والحوار ملونة مشبعة بغنائية مؤثرة سرعان ما تنتقل إلى القارئ أو المشاهد، وتغمره وتهز مشاعره وتعين له درباً تذكره بالخلود على شكل مثالي (..)>>.

يقع الكتاب في 202 صفحة من القطع الوسط.

قالوا:

في الصراع العربي-الإمبريالي-الصهيوني

- إذا كانت المقاومة في لبنان قد احتاجت الى ثماني عشرة سنة لتصنع نصرها، فإن المقاومة في فلسطين، تحتاج الى أقل من ذلك لتصنع نصرها بكل يقين وتأكيد. وأقول لإخوتنا الفلسطينيين، إن الذي يذكي خيار المقاومة هو ثقافة،ثقافة شعب وثقافة جيل لا تراهنوا على احد.

وعندما يكون جواب الدم هو الدم، تصونون دمكم،ودم رجالكم ونسائكم وأطفالكم وعندما تكرسون هذه المعادلة.. ستفرضون قواعد القتال والمعركة، مما يطيلها، ويطيل استنزاف العدو، فأنتم أقدر على صنع النصر..

سماحة السيد حسن نصر الله

الأمين العام لحزب الله

- إن ثقافة الجهاد.. أعظم أثراً وأكثر جدوى وأقوى سلاحاً من ثقافة الهزيمة والتيئيس التي ما برح يرددها وعاظ النخب العربية التي حولت مفهومي الحرية والتضحية والمقاومة الى مادة يومية للسخرية.

د.محمد المسفر

مفكر وأكاديمي قطري

- سوف يستمر الصراع،طالما بقي العدو موجودا في أرض فلسطين،لذا فإن الحاصل حالياً هو جزء من الصراع ذاته،ووصول شارون الى السلطة يعكس الاتجاهات الحقيقية للشارع الصهيوني..نحن أمام شعب تم جمعه من الشتات،ولا يريد أن يترك الآخرين يعيشون في حرية وكرامة،بل يفرض نمطاً من الاحتلال الأسود الذي يصعب التخلص منه بالنوايا الحسنة أو المفاوضات.

محمد أمين العالم

مفكر مصري

-إن الجهاد اليوم ضد العدو الصهيوني الذي أغتصب ارضنا وشرد أهلنا من ديارهم وسفك الدماء،هو أول الواجبات على العرب والمسلمين خاصة.

وإن الفلسطينيين يبذلون الدماء رخيصة في سبيل الله فعلينا أن نساعدهم،بكل ما نستطيع،كما يجب التأكيد على حق كل فلسطيني في العودة إلى فلسطين،والتأكيد على أنه لا يملك أحد التنازل عن هذا الحق.

الأستاذ فاروق خورشيد

رئيس اتحاد الكتاب في مصر