شعبنا يواصل انتفاضته ومقاومته

ولن توقفها تهديدات وخطط شارون وحكومته..

رغم الحرب الدموية التي يشنها شارون وحكومته ضد الشعب الفلسطيني ومناضليه مستخدماً كل أساليب الارهاب المنظم وأدوات القتل والدمار في الاجتياح والاغتيال والتي أمعن  فيها تدميراً وتخريباً كما هو الحال في مدينة جنين والخليل وحصار بيت جالا وبيت لحم مقدمة لاقتحامها، واحتلال بيت الشرق والمؤسسات الفلسطينية في القدس ومحاولات وضع حجر الأساس لإعادة بناء هيكلهم المزعوم، وكذلك تحت مسميات وعناوين منها خطة المئة يوم ومن ثم خطة جهنم أو خطة الاختراق الصاعقة، لم ينجح شارون وحكومته وجنرالاته الصهاينة من وأد الانتفاضة، وكسر إرادة الشعب الفلسطيني، لا بل واصل شعبنا ومناضلوه العمليات الاستشهادية والمقاومة في عمق فلسطين مؤكداً من جديد رفضه لأي حلول تنتقص من أي حق من حقوقه في فلسطين، ومتمسكاً بخيار المقاومة كخيار وحيد يعيد الحقوق، ويعمل على دحر الاحتلال وكنسه من الضفة والقطاع ودون التنازل عن أي حق من حقوقه التاريخية وفي المقدمة من كل ذلك حقه في العودة إلى وطنه وممتلكاته.

وبالمقابل فان صمود شعبنا واستمرار الانتفاضة والمقاومة قد عمق من مأزق شارون وحكومته وكيانه العنصري الذي لم يستطع عبر خططه العسكرية وحملاته الاعلامية والسياسية ضد شعبنا ومناضليه من جلب الأمن لكيانه ومستوطنيه ولا الخروج من أزمته، حيث أكد العدوان المتواصل ضد شعبنا من جديد طبيعة هذا الكيان العنصري والتي فاقت النازية، وكشفت الأهداف التي يسعى قادة العدو لتحقيقها وفي المقدمة منها اقتلاع شعبنا الفلسطيني من وطنه عبر سياسة القتل والتهجير.

إن ما يجري من عدوان متواصل على شعبنا وأرضه وممتلكاته في الضفة والقطاع، وما يجري من خطوات تهدف إلى تهويد القدس، وحالة الصمود البطولية لشعبنا في مواجهة هذا العدوان، يضعنا أمام مرحلة مفصلية تشكل انعطافة هامة في مجرى الصراع، يتطلب وقفة جادة ومسؤولة من كل القوى الوطنية تنطلق من أن الصراع مع هذا العدو هو صراع تناحري بين الشعب الفلسطيني الذي يدافع عن وجوده ووطنه وبين التجمع الصهيوني الذي يسعى إلى تكريس كيانه المصطنع عبر اقتلاع الشعب الفلسطيني من وطنه.

إن ذلك كله ومن أجل استمرار الانتفاضة وحمايتها وتطوير بنيتها والإرتقاء بأدائها يتطلب ما يلي:

ــ القطيعة الكاملة مع كل الأوهام التي تسوق بامكانية التعايش والتصالح مع العدو الصهيوني الذي لا يؤمن بالسلام، وهذا يعني قطع الطريق نهائياً أمام نهج التصالح والتعايش مع العدو الصهيوني، وبالتالي إلغاء كل الاتفاقيات بدءاً من أوسلو مروراً بواي ريفر واتفاق الخليل وانتهاءاً برفض تقرير ميتشيل وخطة تينيت الأمنية.

ــ العمل باتجاه وضع استراتيجية وطنية مواجهة تزج من خلالها كل الطاقات والامكانيات في مجرى الصراع بما يسهم في حماية الانتفاضة واستمرارها، وتطوير أدائها المقاوم، والعمل على ايجاد آليات تساهم في تعميق مأزق العدو من خلال الارتقاء بأشكال وأساليب المقاومة بما يمكن من استزاف العدو الصهيوني، وضرب قدرته على مواصلة عدوانه.

ــ إن وضع استراتيجية وطنية فلسطينية يعني الابتعاد عن السياسات والمواقف التي لا تخدم الانتفاضة وإدامتها، أي مغادرة أوسلو وكل الاتفاقيات، وإنهاء ووقف كل شكل من أشكال الاتصالات الأمنية مع العدو الصهيوني، والعمل باتجاه توليد أرقى وحدة وطنية عبر ترتيب البيت الفلسطيني، وتشكيل قيادة وطنية مؤهلة لخوض الصراع على قاعدة هدف سياسي واضح لكل قوى وجماهير شعبنا، أي إلى قيادة تنطلق من وحدة سياسية وليس وحدة ميدانية محدودة، وعلى قاعدة برنامج تنظيمي وكفاحي واقتصادي يوظف كل الطاقات في عملية الصراع.

ــ ومن مهمات تلك القيادة العمل بشكل جاد على خلق اقتصاد مقاوم، وتشكيل لجان مقاومة شعبية في كل مدينة وقرية انطلاقاً من أن معركتنا مع هذا العدو هي معركة مفتوحة ومستمرة تتطلب حشد كل الطاقات الوطنية للاستمرار في المقاومة والانتفاضة، وأيضاً من أجل صمود شعبنا أمام عصابة شارون وشهوات جنرالاته للقتل والتدمير وتعميق أزمته التي لن يخرج منها مهما استخدم من قوة عسكرية ضد شعبنا.

ــ أما على صعيد الحركة الشعبية العربية، فإنها مدعوة أمام ما يجري في القدس من تهويد ومن اجتياح للمناطق الفلسطينية في الضفة والقطاع، ومن اغتيال لمناضلي شعبنا أن تخرج من حالة السكوت الراهنة وأن تعمل على توفير كل أشكال الدعم والاسناد لشعبنا وهو يخوض معركة  الأمة المحتدمة اليوم في فلسطين لأن نتائج هذه المعركة يحدد مستقبل الأمة جمعاء، وهي مطالبة اليوم بالضغط على حكوماتها من أجل وقف كل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني واتخاذ مواقف حازمة وواضحة لجهة دعم وإسناد انتفاضة الشعب الفلسطيني.

إن المسؤولية تجاه فلسطين والقدس هي مهمة كل العرب والمسلمين وعليه فإن الحكومات العربية مدعوة اليوم، أمام ما يجري لشعبنا ومناضليه من حرب إبادة، الخروج من الأوهام حول إمكانية قيام سلام مع هذا العدو، أو المراهنة على دور للولايات المتحدة التي لن تكون إلا في الموقع المتحالف والمنحاز للعدو، والداعم له، ألا يستدعي كل ما يجري من قتل واجتياح وتدمير من وقفة جادة للدفاع عن فلسطين والمقدسات، أمام تهويد لفلسطين والمقدسات واقتلاع للشعب الفلسطيني من وطنه عبر برنامج للعدو واضح الأبعاد والأهداف مدعوماً من الولايات المتحدة.

فالمطلوب دعم الشعب الفلسطيني واسناده في نضاله، والعمل على قطع أي علاقة مع العدو الصهيوني سواء كانت سرية أم علنية، والعمل باتجاه تعزيز صمود هذا الشعب في معركته المصيرية من خلال حشد للطاقات العربية، ووصولاً إلى موقف واضح وجاد من الولايات المتحدة، وإشعارها بان مصالحها مهددة جدياً.

إن شعبنا الذي يواصل نضاله المستمر منذ قرن، لن تضعف عزيمته، أمام الحرب الصهيونية المتواصلة، وبالتالي فإن ما ينفذه العدو الصهيوني من جرائم ضد شعبنا لن تزيده إلا صموداً وستشكل له حافزاً للاستمرار في مواصلة الانتفاضة والمقاومة، فاستخدام العدو لكل ما يملك من ترسانته العسكرية ضد شعبنا لن يخرجه من أزمته التي تتعمق يوماً بعد يوم، ولن ينجح في كسر إرادة الشعب الفلسطيني في الصمود والمقاومة، فإرادة شعبنا هي الأقوى وبصموده ومقاومته المستمرة سيبزغ فجر النصر القريب.