بيان سياسي

صادر عن اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)

أقدمت حكومة شارون العنصرية على خطوة عدوانية نوعية خطيرة باقتحامها بيت الشرق في القدس، ورفعت العلم الصهيوني على المبنى، كما اقتحمت العديد من المؤسسات الفلسطينية في القدس وبلدة أبو ديس.

ورغم أن فلسطين كل فلسطين مغتصبة ومحتلة، إلا أن الإجراءات التي تستهدف مدينة القدس ومكانتها العربية والإسلامية والإعلان الدائم من جانب العدو الصهيوني بما في ذلك إعلان شارون الأخير أثناء زيارته لتركيا أن القدس هي العاصمة الأبدية لكيانهم المغتصب، وكذلك المساعي الشريرة الدائمة للنيل من المسجد الأقصى ومحاولات وضع حجر الأساس لإعادة بناء هيكلهم المزعوم، وتزامن ذلك كله مع استمرار أعمال القتل والاغتيال والتدمير وقصف المنازل والمباني. إن ما أقدمت عليه حكومة شارون يشكل عدواناً جديداً وخطراً متصاعداً، وتطاولاً فظاً على عروبة القدس، وتهديداً جدياً لحاضر المدينة المقدسة ومستقبلها، والسعي لتهويدها بالكامل، ويعكس التوجهات الحقيقية التي يسعى العدو الصهيوني إلى فرضها على شعبنا الفلسطيني، ومحاولة كسر إرادته، ووأد انتفاضته المتصاعدة، التي باتت ملمحاً هاماً في تاريخ شعبنا العظيم.

إن اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) تؤكد في هذا الصدد على الآتي:

1-إن عدوان شارون المتواصل ضد شعبنا الفلسطيني وتأكيد نزوعه الإجرامي الفاشي، ما هو إلا التعبير الحقيقي لطبيعة الكيان النازية، وهو يعكس بدقة كبيرة الأهداف التي يسعى العدو لتحقيقها وفي المقدمة منها اقتلاع شعبنا الفلسطيني من وطنه فلسطين، انطلاقاً من فهم العدو لمستوى عمق التناقض الذي يحمله وجود شعبنا أو جزء منه في وطنه فلسطين، وبمعنى آخر أن الصراع ورغم سنوات التضليل السياسي قد عاد إلى المربع الأول، كصراع تناحري بين الشعب الفلسطيني الذي يدافع عن وجوده وعن وطنه، وبين التجمع الصهيوني العنصري الذي يسعى إلى تكريس كيانه المصطنع عبر ممارسة العدوان والقتل والتهجير للشعب الفلسطيني. وبالتالي فإن احتدام الصراع ووصوله إلى هذا المستوى يجب أن يقطع الطريق نهائياً أمام أوهام ونهج التصالح والتعايش مع هذا الكيان العنصري الفاشي، حيث أصبح مستحيلاً الوصول إلى صيغة توافق أو حلول وسط بين أطراف هذا الصراع.

2-إن مدينة القدس تحتل مكانة هامة في إطار فهم العدو لاستقرار مشروعه العنصري، وهي بمثابة نقطة الارتكاز للبعد العقائدي الصهيوني، والذي يشكل اليوم أهم ناظم لإعادة تماسك الكيان وتوحده، انطلاقاً من الأزمة العميقة التي تعصف به، وإن محاولاته سوف تستمر للخروج من أزمته، التي يصعب الخروج منها، وتشكل إجراءاته الأخيرة بخصوص القدس نقطة محورية في إطار نشاطه السياسي داخلياً وخارجياً، حيث أن هذه الإجراءات ستعكس نفسها على وضعه الداخلي، بما يتيح له خلق المناخات الملائمة للاستمرار في عدوانه على الشعب الفلسطيني، وكذلك تهديداته بالعدوان على سورية ولبنان.

3-إن إجراءات حكومة شارون الأخيرة يجب أن تشكل نقطة انعطاف واضحة في مجرى الصراع ومسار الانتفاضة، بحيث لم يعد جائزاً أو مقبولاً الاستمرار في انتهاج خيار المفاوضات مع العدو الصهيوني، وهو الذي مزق كل اتفاقياتهم وفي وضح النهار، وعلى كل من يراهن على إمكانية التوصل إلى تسوية مع هذا العدو العنصري أن يغادر هذه الأرضية، ويعلن عن فشل هذا النهج والخيار، وأن يؤكد انحيازه إلى خيار الشعب، خيار المقاومة والانتفاضة، وأن يلتف صادقاً وجاداً حول أهداف الانتفاضة التي تشكل برنامج إجماع وطني للشعب الفلسطيني وكافة قواه الوطنية والإسلامية. المتمثلة في طرد وكنس الاحتلال دون قيد أو شرط، وهو هدف أصبح تحقيقه أمراً ممكناً، أما الاستمرار في درب المفاوضات إنما يقود إلى الضياع وإلى تبديد طاقات شعبنا الفلسطيني. إن هذا الاستخلاص الذي زكته الحياة يستوجب أن تتضافر كل الجهود وتحشد كل الطاقات من أجل دعم الانتفاضة وإدامتها، وتطوير أدائها الكفاحي، ولن يتم ذلك إلا بإعادة النظر بالصيغ والسياسات القائمة، كي يكون الجهد مجدياً من أجل صياغة البرنامج الكفاحي الوطني وتشكيل قيادة وطنية مؤهلة وقادرة على وضع الخطط والبرامج لإدامة هذا الصراع، وإدارته بأرقى شكل ممكن، وهذا سوف يمكن شعبنا من الصمود في مواجهة العدوانية الصهيونية والانتصار عليها.

4-إن ما جرى في القدس لا بد أن يرتب مسؤوليات مباشرة على الحركة الشعبية العربية، وعلى الدول العربية والإسلامية، ولجنة القدس، وعلى النظام العربي الرسمي، وفي مقدمة هذه المسؤوليات الوطنية والقومية تجاوز حالة السكون الراهنة، وتوفير أفضل أشكال الدعم والمشاركة في المعركة المحتدمة اليوم في فلسطين، لأن نتائج هذه المعركة سوف تحدد مستقبل الأمة جمعاء، وإذا كانت القضية الفلسطينية قضية أمتنا المركزية، فإن المسؤولية تجاه مدينة القدس هي مهمة كل أبناء الأمة، ويصبح الدفاع عنها مهمة كل أبناء الأمة، وليس مهمة أبناء الشعب الفلسطيني فحسب، كما أن الحكومات العربية مدعوة إلى تأكيد وقوفها إلى جانب فلسطين، والضغط على الحكومات التي ما زالت تقيم علاقات مع العدو الصهيوني، سواء دبلوماسية أو تجارية أو أي شكل من أشكال العلاقة، من أجل قطع هذه العلاقات وإغلاق سفارات العدو وممثلياته في بعض الأقطار العربية، وإن مسؤولية جماهيرنا العربية أن تفرض ذلك وبالقوة.

5-إن ما أقدم عليه العدو الصهيوني باستباحة بيت الشرق في مدينة القدس بما يحمله ذلك من معان ودلالات تؤكد مضي العدو الصهيوني في سياسة التهويد، سوف يشكل حافزاً جديداً أمام شعبنا الفلسطيني للاستمرار في مقاومته وانتفاضته المباركة، وقد أيقن شعبنا أن حماقة شارون وشهوته للقتل والتدمير إن هي إلا عنوان ضعف وأزمة، وليست تعبيراً عن قوة، وإن هزيمة هذه العدوانية والانتصار عليها بات أمراً قريباً، والشعب الفلسطيني وقواه الوطنية والإسلامية قد اختارت طريق الرد على عدوانية شارون، ولقد أثبت هذا الخيار أنه الخيار الصحيح والمجدي، وأظهر شارون وكيانه العنصري في وضع واهن، ضعيف، يتخبط في أزمة لا خروج منها، وهذا ما يراه شعبنا والعالم، ولذا سوف يواصل شعبنا انتفاضته ومقاومته المنتصرة، ولن توقفها تهديدات العدو الصهيوني وممارساته العنصرية، وإن بلوغ فجر النصر لقريب.

 وثـورة حتـى النصـر

 اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني

(فتــــح)

دمشق 11/8/2001

في بيان صادر عن تحالف القوى الفلسطينية، الاعتداءات على المدينة المقدسة لن تضعف شعبنا..

كما أصدر تحالف القوى الفلسطينية بياناً حول احتلال العدو الصهيوني لبيت الشرق فيما يلي نصه:

 يا جماهير شعبنا الفلسطيني المناضل..

يا جماهير أمتنا العربية المجيدة..

يواصل العدو الصهيوني الغاشم حملة اعتداءاته الفاشية والعنصرية على شعبنا الفلسطيني، ويمعن في انتهاج سياسة التدمير والقصف واقتلاع الأشجار والاجتياح المتدرج للمدن واغتيال المناضلين والمجاهدين في صفوف شعبنا التي طالت شهداء فتح وحماس والجهاد الإسلامي وكافة القوى الوطنية الفلسطينية، واهماً أنه بهذه الجرائم يضعف من عزيمة شعبنا ويكسر إرادته الصلبة في الانتفاضة والمقاومة، ويفرض شروطه واملاءاته كما يريد.

ويرافق هذا كله تطاول فظ على مدينة القدس وعروبتها، ومكانتها الإسلامية، ويسعى بكل الوسائل لفرض مشاريع تهويدها، سواء سياسة الاستيطان في داخلها ومن حولها، أو بالاعتداءات المتواصلة على المسجد الأقصى المبارك، ومحاولاته وضع حجر الأساس لإعادة بناء هيكلهم المزعوم.

إن مثل هذه الإجراءات والسياسات، وما أقدم عليه العدو الصهيوني باقتحام بيت الشرق في القدس واحتلاله ورفع العلم الصهيوني عليه، واقتحام وإغلاق العديد من المؤسسات الفلسطينية في القدس وبلدة أبو ديس. يعد خطوة عدوانية نوعية خطيرة، تعكس طبيعة الأهداف التي يسعى العدو الصهيوني لتحقيقها، وفي المقدمة منها تهويد مدينة القدس، ووأد الانتفاضة المباركة، وكسر إرادة الشعب الفلسطيني، والسعي لاقتلاعه من وطنه.

إن تحالف القوى الفلسطينية في الوقت الذي يعرب فيه عن مشاعر السخط والغضب والاستنكار الشديد لما يقوم به العدو الصهيوني أمام سمع العالم وبصره، يؤكد أن هذه الاعتداءات والجرائم لن تضعف من عزيمة شعبنا، فهي تعبر عن المأزق الذي يتخبط به الكيان الصهيوني على كل المستويات، وأنها تشكل الحافز القوي للاستمرار في الانتفاضة والمقاومة وصولاً لتحقيق أهداف شعبنا المتمثلة في طرد وكنس الاحتلال دون قيد أو شرط. بعيداً عن أوهام التسويات والتصالح مع هذا الكيان الغاصب، الذي يؤكد كل يوم عنصريته ونازيته.

إن تحالف القوى الفلسطينية يدعو ويؤكد على اعتبار يوم الاثنين 12 آب الجاري يوماً لإعلان الإضراب العام داخل الوطن المحتل وفي ساحات الشتات للتعبير عن مشاعر الغضب والسخط على العدو الصهيوني.

ويدعو جماهير أمتنا العربية والإسلامية إلى إعلان تضامنها الفعال وتوفير أفضل أشكال الدعم والمشاركة في المعركة المحتدمة على أرض فلسطين.

تحالف القوى الفلسطينية

دمشق في 12/8/2001

 

في مواجهة انتفاضة الأقصى:

شارون يقر مخططات تصفيتها وبيرس يناور!!

عطيه مقداد

بوتائر متسارعة محمومة، يتصاعد يوماً بعد يوم، العدوان الصهيوني الوحشي، على الشعب الفلسطيني، في الضفة والقطاع، مشكلاً منعطفاً بالغ الخطورة، في مسيرة الأحداث، في الوطن الفلسطيني المحتل، وفي المحاولات الصهيونية الرامية إلى وأد الانتفاضة وتمرير المخطط التهويدي التصفوي للقضية الفلسطينية. وتتحدث المصادر الصهيونية، عن خطة جديدة شارونية تدعى خطة أورانيم <<يوم الحساب>> للحرب ضد الفلسطينيين، وعن لغة وأسلوب جديدين للتعامل مع سلطة الحكم الإداري، طالما أنها لا تقوم بتنفيذ التزاماتها الأمنية بموجب صفقة أوسلو ولا تعمل على وقف ما يوصف بالإرهاب وأعمال العنف. وكان رئيس الوزراء الصهيوني شارون، قد أعلن، خلال اجتماع مركز حزبه الليكود، يوم 22/7/2001، أن حكومته وصلت إلى مفترق الطرق، في حربها ضد الانتفاضة، وأن هناك خيارين بهذا الخصوص، إما الرد الشامل،أو الرد بعنف على كل عمل للمقاومة وبشكل فوري، تنفيذاً لما يسمى بسياسة الباب الدوار.

ويعكس تصعيد العدو الصهيوني لحربه التدميرية ضد الشعب الفلسطيني في الوطن المحتل، مدى حدة وعمق مأزق الاحتلال ومخططاته، جراء الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني وقواه الوطنية في مواجهة آلة الحرب الصهيونية، ونتيجة استمرار وتصاعد فعاليات الانتفاضة والمقاومة الشعبية المسلحة والعمليات الاستشهادية وتداعيات ذلك كله على الوضع الداخلي في التجمع الاستيطاني الصهيوني في فلسطين المحتلة عام 1948. وفي هذا الصدد أشارت المصادر الصهيونية إلى أنه منذ اندلاع الانتفاضة وحتى مطلع شهر آب الجاري، تم تنفيذ أكثر من 6500 عملية مقاومة مسلحة ضد الاحتلال وعبر ما يسمى بالخط الأخضر، أسفرت عن مصرع 126 صهيونياً وجرح مئات آخرين، منها حسبما جاء في صحيفة هآرتس بتاريخ 3/8/2001 أكثر من 900 عملية، نفذت، بعد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين سلطة الحكم الإداري الذاتي والكيان الصهيوني، بموجب خطة رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية جورج تينت، في منتصف شهر حزيران الماضي وتتوقع أجهزة الأمن والمؤسسة العسكرية الصهيونية، حسبما ذكرت المصادر الصهيونية بتاريخ 16/8/2001، أن تستمر الانتفاضة بعدة سنوات قادمة.

ورغم ضراوة الهجمة العدوانية الصهيونية واستخدام العدو لمختلف صنوف ترسانته الحربية، من دبابات وحوامات وطائرات حربية وصواريخ، في المواجهة مع الشعب الفلسطيني الأعزل، فقد أكدت الجماهير الفلسطينية في الضفة والقطاع، من خلال صمودها وتصعيدها لفعاليات الانتفاضة، تمسكها بخيار المقاومة ومواصلة الاشتباك مع العدو إلى أن يتم طرد الاحتلال وإسقاط مخططاته التهويدية، وقد جاء الرد الفلسطيني سريعاً على جريمتي الاحتلال في نابلس والفارعة واللتين أسفرتا عن استشهاد 14 مناضلاً، جاء الرد سريعاً في سلسلة من العمليات الاستشهادية في كل من تل أبيب والقدس ومستوطنة كريات موتسكين قرب حيفا، أسفرت عن مصرع 19 صهيونياً وجرح أكثر من 150 آخرين.

 

رعاية أميركية للعدوان الشاروني!!

ومن الواضح أن التصعيد العدواني الصهيوني، يتم بضوء أخضر وتشجيع من واشنطن، ويندرج التشجيع الأميركي هذا ضمن حملة الضغوط الأميركية على سلطة الحكم الإداري الذاتي والدول العربية في أعقاب الفشل الذي ثبت به محاولات المبعوثين الأميركيين بمن فيهم وزير الخارجية كولن باول، لتنفيذ توصيات لجنة ميتشل وخطة تينت الأمنية، وكذلك فشل المحاولة الأميركية في تمرير خطة ما يسمى بالعقوبات الذكية ضد العراق، في مجلس الأمن، والحصول على تغطية عربية لهذه الخطة، ومع أن واشنطن انتقدت لفظاً سياسة الاغتيالات والتصفيات التي تمارسها قوات الاحتلال في الضفة والقطاع، وطالبت حكومة شارون بوقفها، إلا أن نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني، برر هذه السياسة وزعم أنها دفاع عن النفس، كما أعلنت واشنطن أن استخدام الأسلحة الأميركية من قبل قوات الاحتلال، في الحرب ضد الانتفاضة، لا يشكل خروجاً على القيود المفروضة على   الأسلحة للدول الأخرى.. وتتكرر في كل التصريحات الأميركية المتعلقة بالوضع في المنطقة وبالصراع الدائر في فلسطين المحتلة، الشجب والإدانة لأعمال المقاومة وفعالياتها ومطالبة سلطة الحكم الإداري الذاتي بالعمل على وقف ما يوصف بالإرهاب وأعمال العنف. كما أكدت واشنطن مجدداً معارضتها ورفضها لأي تدخل من قبل مجلس الأمن في الصراع الصهيوني- الفلسطيني، وهددت باستخدام الفيتو ضد مشروع القرار المقدم من مجموعة الدول العربية والإسلامية والذي يدعو إلى إلغاء قرار حكومة الكيان الصهيوني بإغلاق بيت الشرق وتسعة مرافق فلسطينية أخرى في القدس وإلى تشكيل قوة مراقبة دولية من أجل توفير حماية للشعب الفلسطيني.

ورغم حملة الشجب والإدانة العالمية الواسعة النطاق للمجزرتين اللتين اقترفتهما قوات الاحتلال، في نابلس ومخيم الفارعة يومي التاسع والعشرين والثلاثين من شهر تموز الماضي، فقد أعلنت حكومة شارون أنها سوف تواصل وتتوسع في تنفيذ سياسة الاغتيالات وتصفية قادة الانتفاضة والمقاومة. وتحدثت المصادر عن قوائم أعدتها أجهزة الاستخبارات الصهيونية تتضمن أسماء عشرات المناضلين المطلوب تصفيتهم. وقد تم يوم 3/8/2001، وللمرة الأولى من نوعها، نشر أسماء سبعة من هؤلاء المناضلين علناً. ويبرر الصهاينة إرهاب الدولة الذي يمارسونه علناً وبقرارات حكومية، بأنه عمل وقائي ودفاع عن النفس، وأنه ما كان ليتم لو قامت السلطة الفلسطينية باعتقال الأشخاص الذين تطالب الأجهزة الصهيونية باعتقالهم بدعوى أنهم يقفون وراء تنفيذ العمليات الاستشهادية.

وفي هذا الصدد قال وزير الخارجية الصهيوني شمعون بيرس، أن الكيان الصهيوني يواجه مشكلة لا مثيل لها في أية دولة أخرى في العالم، ولا حل لها إلا بمنع من يريدون تنفيذ عمليات استشهادية من الدخول إلى فلسطين المحتلة عام 1948، والوصول إلى أهدافهم هناك. وذكرت نائبة وزير الحرب الصهيوني داليا رابين، يوم 6/8/2001، إن قوائم تضم أسماء نحو مئة شخص يطالب الكيان الصهيوني باعتقالهم قد سلمت لسلطة الحكم الإداري الذاتي، وأن الأجهزة الصهيونية المعنية سوف تقوم بملاحقة كل من تتوفر معلومات حول وقوفه وراء تنفيذ عمليات للمقاومة ضد الاحتلال أو في داخل فلسطين المحتلة عام 1948.

وقد جرت خلال النصف الأول من شهر آب الجاري سلسلة محاولات لاغتيال مناضلين فلسطينيين، تم خلالها اغتيال ثلاثة مناضلين، في طولكرم والخليل والقدس، وفشلت محاولات أخرى جرت في رام الله ونابلس وأماكن أخرى.

وعلى أساس اعتبار سلطة الحكم الإداري الذاتي مسؤولة عما يوصف بالإرهاب وأعمال العنف، لأنها لا تقوم بتنفيذ التزاماتها الأمنية بموجب صفقة أوسلو، ذكرت المصادر الصهيونية أن العمل ضد هذه السلطة سوف يستمر، وتحدثت عن أن القيادة العسكرية الصهيونية، وضعت، في أعقاب عملية القدس الاستشهادية التي جرت يوم 9/8/2001 وأسفرت عن مصرع 15 صهيونياً وجرح نحو 130، وضعت خطة للرد يتم بموجبها قصف شديد بالطائرات والحوامات، لعدد من مقار ومرافق أجهزة سلطة الحكم الإداري الذاتي، في عدد من مدن الضفة والقطاع، واستمرار الهجوم إلى أن يتم تحقيق النتائح المطلوبة صهيونياً، والمقصود بالنتائج المطلوبة، رضوخ سلطة الحكم الذاتي للاملاءات والمطالب الصهيونية. ولم تستبعد الخطة الدخول برياً إلى مواقع في داخل المناطق الموصوفة بمناطق <<أ>> والتي تتولى فيها سلطة الحكم الذاتي الصلاحيات المدنية والأمنية، وهكذا شمل التصعيد العدواني الصهيوني تكثيف عمليات قصف مرافق للسلطة بالحوامات والطائرات الحربية، واقتحام مواقع أخرى بالدبابات وهدم مطار ومرافق لأجهزة السلطة فيها، إضافة إلى هدم المنازل وتجريف الأراضي واقتلاع الأغراس والأشجار منها، وقد تم خلال القصف الأول من شهر آب الجاري، تنفيذ ستة اعتداءات من الجو أو اقتحام بالدبابات، تم خلالها تدمير وهدم وقصف نحو عشرة مواقع للسلطة في رفح وغزة وطولكرم ورام الله وسلفيت وجنين. وقد وصفت المصادر الصهيونية عملية اقتحام جنين 13/8/2001، والتي خلالها هدم موقعان للأمن والشرطة الفلسطينية في المدينة، وجرح فيها ثلاثة من عناصر الشرطة الفلسطينية أثناء التصدي للقوة الصهيونية، وصفت المصادر الصهيونية هذه العملية بأنها الأكبر من نوعها منذ توقيع اتفاق أوسلو، حيث استخدمت فيها قوات معززة بنحو 50 دبابة ومجنزرة وآلية وست حوامات، وفي اليوم التالي تم حشد قوات صهيونية كبيرة في محيط مدن بيت جالا وبيت لحم وبيت ساحور، بهدف تنفيذ عملية في مدينة بيت جالا بدعوى الرد على إطلاق النار من هناك على حي جيلو الاستيطاني الواقع جنوب مدينة القدس. وذكرت المصادر الصهيونية أن العملية تم تأجيلها، بناء على طلب وزير الخارجية الصهيوني شمعون بيرس، بعد أن تلقى معلومات بأن عرفات أصدر تعليماته بمنع إطلاق النار من بيت جالا على حي جيلو، وفي الوقت نفسه كرر شارون الإعلان بأنه سيتم اقتحام بيت جالا إذا أطلقت رصاصة واحدة على حي جيلو.

 

احتلال بيت الشرق

وفي إطار التصعيد العدواني الصهيوني، واصل الصهاينة بوتيرة سريعة تنفيذ مخططاتهم الرامية إلى تهويد القدس وإحكام قبضتهم عليها، فبعد وضع حجر الأساس لما يسمى بالهيكل الثالث يوم 29/7/2001، قامت سلطات الاحتلال يوم 9/8/ 2001 بإغلاق بيت الشرق وتسعة مرافق ثقافية واجتماعية وقومية فلسطينية في القدس، كما استولت قوات الاحتلال على عدد من مقار أجهزة السلطة الفلسطينية في بلدة أبو ديس، بدعوى أن إقامة هذه المرافق يعتبر انتهاكاً لاتفاق أوسلو، لأن أبو ديس تقع ضمن المنطقة الموصوفة (ب) والتي تحتفظ سلطات الاحتلال بالسيطرة الأمنية عليها.

وفي ظل التصعيد العدواني والتهديد باجتياح مناطق الحكم الإداري الذاتي، خول شارون وزير خارجيته شمعون بيرس إجراء اتصالات مع مسؤولين في سلطة الحكم الإداري باستثناء عرفات، وذكر بيرس أن التخويل الذي حصل عليه من شارون يتعلق بإجراء اتصالات حول وقف إطلاق النار وأعمال العنف، بعيداً عن وسائل الإعلام ودون إعلانات أومؤتمرات صحفية، وقال بيرس إنه يتفق مع شارون على أنه لا مجال لإجراء مفاوضات سياسية مع سلطة الحكم الإداري الذاتي ما لم تتوقف <<اعمال العنف>> بشكل كامل، وذكرت المصادر الصهيونية أن بيرس يتبنى فكرة تنفيذ وقف إطلاق النار على مراحل بحيث يبدأ تنفيذه في موقع أو منطقة محددة، تم موقع آخر، لأنه من الصعب تنفيذ وقف كامل لإطلاق النار دفعة واحدة.

وفي هذا الإطار  يصر الصهاينة على رفض مطلب السلطة الفلسطينية بشأن وضع مراقبين دوليين لمراقبة وقف إطلاق النار وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني وأقصى ما يطرحونه بهذا الخصوص هو زيادة محددة لعدد المراقبين التابعين لوكالة الاستخبارات المركزية،الذين نص اتفاق واي بلانتيشن على قيامهم بمراقبة تنفيذ الاتفاقات الأمنية بين الطرفين     ، وفي حين يقول المتحدثون باسم سلطة الحكم الإداري الذاتي أنهم يرفضون أن يقتصر الأمر على المراقبين الأمريكيين، وأنهم يطالبون بإيفاد ما بين 300 و400 مراقب دولي،  تذكر المصادر الصهيونية أن فكرة زيادة عدد المراقبين الأمريكيين قد تمت بلورتها كحل وسط بين مواقف الطرفين خلال الزيارة التي قام بها شمعون بيريس للقاهرة يوم 15/7/ 2001 وأن مصر لعبت دوراً في بلورة هذا الحل الوسط".

 والذي وافق عليهالعرفاتيون وقد أعلنت واشنطن أنها تعارض  وجود مراقبين دوليين،وأنها تجري اتصالات مع الطرفين حول زيادة عدد المراقبين الأمريكيين،وأن صفة الزيادة ستكون متواضعة ومن غير العسكريين، وذكرت مصادر السلطة العرافتية أن الأمريكيين عرضوا أن يكون عدد هؤلاء المراقبين 12 مراقباً فقط، وأن يكون مقرهم في تل أبيب.

هذا،وقد جدد شارون مؤخراً طروحاته الرامية إلى تكريس الاحتلال للضفة والقطاع وتنفيذ المخطط التصفوي التهويدي الصهيوني، تحت لافتة الحل المتدرج الطويل الأمد، ففي كلمة له أمام كلية الأمن القومي في الكيان الصهيوني يوم 3/8/2001 تحدث شارون عما وصفه بالحل المتدرج عبر سلسلة من الحلول المرحلية الطويلة الأمد،وعلى أساس شبكة علاقات مع الفلسطينيين،تقوم على التعلق بالكيان الصهيوني والردع من جانبه وما سماه بالمصالح المشتركة للطرفين،ومن هذا المنظور وعلى أساسه،يطرح وزير الخارجية الصهيوني شمعون بيريس، حسبما ذكرت المصادر الصهيونية يوم 12/8/2001 فكرة إقامة دولة فلسطينية في قطاع غزة أولاً وإخلاء المستوطنات القائمة في القطاع،مقابل وقف إطلاق النار ، واستئناف التنسيق الأمني بين الطرفين،وقيام سلطة الحكم الإداري الذاتي باعتقال الذين وردت اسماؤهم في القوائم المقدمة لها من الجانب الصهيوني، بهذا الخصوص..

تقرير:

أثر الانتفاضة الباسلة

الاقتصاد الصهيوني يواجه تراجعاً حاداً

الخسائر 10 مليارات شيكل منذ بدء الانتفاضة

جاء في تقرير أن الاقتصاد يواجه تراجعاً حاداً منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية في الثامن والعشرين من أيلول الماضي.

وقال التقرير، <<إن المصادر الإسرائيلية تقدر الأضرار المباشرة وغير المباشرة بحوالي عشرة مليارات شيكل (الدولار يساوي 4 شيكل>>.

وأوضح <<أن المعطيات الرسمية التي تنشر من قبل مؤسسات حكومية إسرائيلية تعكس بصورة لا تقبل التأويل تراجعاً حاداً في أداء مختلف القطاعات الإسرائيلية منذ اندلاع الانتفاضة>>.

وفي هذا الصدد أشارت معطيات البنك المركزي في الكيان الصهيوني إلى <<أن المؤشر المزدوج الذي يعكس الأوضاع الاقتصادية في إسرائيل انخفض في شهر نيسان الماضي بنسبة 0.7 في المئة، علماً أن هذا المؤشر قد انخفض منذ اندلاع الانتفاضة بنسبة 2.5 في المئة وبهذا يكون الانخفاض بلغ 3.2 في المئة خلال الأشهر السبعة الأولى من اندلاع الانتفاضة الفلسطينية>>.

قال التقرير: <<إن معلومات وزارة المالية الإسرائيلة تؤكد أن الإسرائيليين سحبوا خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري نحو 2.2 مليار دولار من قنوات الادخار المختلفة وبعد أن تميزت الشهور التسعة الأولى من عام 2000 بحالة من النمو الاقتصادي الجيد تراجع الاقتصاد الإسرائيلي إلى حالة من الركود والتباطؤ، في حين تراوحت نسبة النمو حوالي 9.6 في المئة>>.

وقال التقرير: <<إن قرار الحكومة الإسرائيلية مؤخراً بتقليص 2.8 مليار دولار من ميزانيات الوزارات المختلفة لتحول للنفقات الأمنية أدى إلى تراجع في أداء عدد من الوزارات وتأجيل العمل في تطوير الموانئ والمطارات ومحطات القطارات، كما تراجع معدل الاستثمار الخارجي والمحلي على أثر انهيار الوضع الأمني>>.

ورصد التقرير أبرز القطاعات المتضررة في الاقتصاد الصهيوني وفق المعطيات الصهيونية، فقد كان قطاع السياحة الأكثر تضرراً وتقدر خسارة الدخل من السياحة بثلاثة مليارات شيكل، في حين وصل عدد المقالين في فرع خدمات الضيافة والطعام منذ بداية الانتفاضة إلى 28 ألفاً من بينهم 12 ألفاً من الفنادق فيما أغلق 25 فندقاً.

وأشار التقرير إلى <<أن أعداد الداخلين إلى إسرائيل منذ اندلاع الانتفاضة بلغ 870 ألف زائر بالمقارنة بضعف هذا العدد في الأشهر التي سبقت أحداث الانتفاضة، وفي السنة السابقة دخل إلى إسرائيل 1.7 مليون سائح.

وغيرت العديد من خطوط الطيران مواعيد رحلاتها الجوية إلى تل أبيب تجنباً لتوقف أفراد طواقم الطائرات وقضائهم الليل هناك خوفاً على سلامتهم، وأبقت شركة <<لوفتهانزا>> الألمانية و<<سويس إير>> السويسرة و<<أليطاليا>> الإيطالية و<<كي ال أم>> الهولندية على الرحلات ولكنها قدمت مواعيد الرحلات بحيث يكون بمقدور الطاقم نفسه العودة إلى نفس الطائرة بعد قضاء ساعتين في تل أبيب، فيما عدلت شركة <<إير فرانس>> مواعيدها بحيث تتوقف طائراتها في قبرص قبل التوجه إلى تل أبيب حتى يكون بمقدورها تغيير أفراد الطاقم هناك>>.

وقالت مصادر صهيونية <<إن شركات طيران أميركية أيضاً بادرت إلى إلغاء رحلاتها إلى إسرائيل ومنها شركة <<دلتا>> و<<يو بي إس>>، فيما تدرس شركة <<كونتننتال إير لا ينز>> إلغاء رحلاتها وأصدرت شركة فيدرال اكسبريس <<فدكس>> أمراً لطائراتها بالابتعاد عن مطار بن غوريون ومغادرته فوراً والانتظار في المطارات التركية استعداداً لرحلات العودة>>.

ويأتي قطاع البناء في المرتبة الثانية من حيث الضرر بعد قطاع السياحة، ففي القدس بيع في آب الماضي 500 وحدة سكنية في شهري كانون الثاني وشباط من هذاا لعام، وحسب معطيات مركز الاحصاء الصهيوني تم بيع 150 وحدة سكنية فقط بينما تم وقف أعمال بيع الشقق في حي جبل أبو غنيم وفي غفعات زئيف بسبب التدهور الأمني.

من جهة أخرى يقول التقرير: <<أدى غياب العمال الفلسطينيين المستخدمين في قطاع البناء إلى تعطيل نحو ثلث أعمال البناء، حيث كان العمال الفلسطينيون يشكلون 17 في المئة أي ما يقارب 60 ألفاً من المستخدمين في هذا القطاع، وأدى هذا الوضع إلى خسارة إنتاجية تقدر بحوالي مليار شيكل في الشهر وتأخير في استكمال الشقق والمباني العامة والبنى التحتية، وخسارة تقدر بحوالي 3 في المئة في الدخل المحلي العام بالإضافة إلى الإقالة الفورية لنحو 30 ألف إسرائيلي يعملون في قطاع البناء والفروع التابعة له>>.

تلفزيون المنار يستضيف الأخ أبو خالد في حوار مفتوح

قناة "المنار" الفضائية تستضيف الأخ أبو خالد:

- جماهير أمتنا تدرك أن أمريكا هي رأس الأفعى وهي عدو أمتنا الأول

- الانتفاضة لم تستنهض الشعب الفلسطيني فقط بل استنهضت الأمة العربية كلها، وأكت خيار المقاومة في مواجهة المشروع الصهيوني

- في ظل الاستهدافات الصهيونية فإن المطلوب اليوم ترتيب البيت الفلسطيني على قاعدة الثوابت الوطنية، وإنتاج قيادة وطنية للانتفاضة ببرنامج سياسي كفاحي اقتصادي مقاوم

استضافت محطة "المنار" الفضائية اللبنانية الأخ أبو خالد العملة أمين السر المساعد للجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" صباح يوم الأحد 19/ 8 الجاري في برنامج "مع الحدث" في حوار مفتوح على الهواء مباشرة، وفيما يلي تنشر "فتح" إجابات الأخ أبو خالد على أسئلة "المنار" وردوده على استفسارات وأسئلة ومداخلات المشاهدين:

استهل الأخ أبو خالد حديثه بتوجيه التحية لجماهير شعبنا الفلسطيني الباسل داخل فلسطين وفي الشتات، وإلى المقاومين المتمسكين بقضية تحرير فلسطين من رجس الصهاينة، وإلى أبطال فتح وحماس والجهاد الإسلامي، وكل قوى وفعاليات شعبنا المصممين على استمرار الانتفاضة حتى تحقيق أهدافها، في تحرير الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس دون قيد أو شرط ودون التنازل عن أي من حقوق شعبنا التاريخية، وفي مقدمتها حق العودة كهدف راهن وليس مؤجلاً.   

المنار: بتقديركم هل ما يجري على الأرض الفلسطينية من إجراءات شارون من سياسة الاغتيال المستمرة والمتواصلة، سياسة اغتيال الناشطين الفلسطينيين ومجاهدي الانتفاضة، وسياسة التدمير، يأتي ضمن خطة عسكرية واضحة الأهداف أم أنها بسبب ضعف ما يسمى <<بنك الأهداف الإسرائيلي>>؟

الأخ أبوخالد: إن المتتبع، لما يجري داخل الوطن المحتل، سواء في الجانب المعلن لتصريحات قادة الكيان الصهيوني أم ما يجري على الأرض، سيلحظ بالتأكيد أن العدو ينفذ خطة محكمة ضد الانتفاضة وضد شعبنا، وضد السلطة الفلسطينية، التي أصبحت بنيتها القاعدية هدفاً للعدو في ظل غياب قدرتها على القيام بدور كان منوطاً بها.

وتتلخص الخطة التي أخذت أكثر من تسمية منها <<باب جهنم أو أورانيم>> بلغتهم في أنها تستهدف بشكل متدرج، إجهاض الانتفاضة وضرب روح شعبنا في المقاومة، أي أنها استهداف مفتوح لناشطي الانتفاضة، وتدمير البيوت لضرب إرادة الجماهير الفلسطينية، واغتيال مواطنين إلى جانب النشطاء، فضلاً عن تدمير وجرف البيارات والبساتين، أي ضرب الجانب الاقتصادي والاجتماعي والأمني للمواطن الفلسطيني، الأمر الذي يجعل هذا المواطن يفكر في حال غياب هذه العناصر بالهجرة.

أجل.. إن الهدف المركزي لخطة شارونه هو تهجير أوسع عدد ممكن من الشعب الفلسطيني، إلى خارج فلسطين.

وهذه الخطة مفتوحة ومستمرة، لا تتوقف عند حدود اغتيال، أو رد فعل أو بيان، يتم فيه شجب حرب الإبادة التي يخوضها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، ضد المقاومة والانتفاضة، وبتعبير آخر، ضد البنية الميدانية التحتية للسلطة.

المنار: إذاً هي ليست قتالاً بين <<الإسرائيليين>> والفلسطينيين وهي ليست <<عنفاً>> متبادلاً بين الفلسطينيين و<<الإسرائيليين>> حسب التسميات التي نسمعها تكراراً على لسان بعض المسؤولين العرب في الإعلام.

الأخ أبو خالد: يؤسفنا أن نسمع من بعض المسؤولين والقادة العرب مثل هذه المصطلحات والتسميات والواقع أن ما يجري هو حرب إبادة معلنة واضحة، غير مسبوقة في تاريخ الصراع العربي-الصهيوني، وكانت تقديرات العدو أنه قادر على وقف الانتفاضة وكسر إرادة الشعب الفلسطيني، لكن ثبت لهذا العدو، كما ثبتللولايات المتحدة وللعديد ممن يخشون استمرار الانتفاضة من الأنظمة العربية، أن الشعب الفلسطيني مصمم على مواصلة النضال والمقاومة مهما كانت التضحيات، وأن لا خيار لشعبنا غير هذا الخيار، في مواجهة خطة تستهدف فعلاً تصفية قادة وكوادر ومناضلي هذه الانتفاضة، ففي كل يوم نرى شهداء وبالتالي استهدافات شتى لكسر إرادة هذا الشعب لفرض الاستسلام عليه، بل لتهجير أوسع قطاع من هذا الشعب، إذاً هكذا يخطط الأعداءأعداأالا، لكن شعبنا الفلسطيني رغم الثغرات التي يمكن أن نتحدث عنها، صامد يقاوم ومقاومته بحاجة إلى تنظيم كل الطاقات التي يمتلكها في مواجهة جادة، بعيداً عن الرهان على مباحثات مع مدير وزارة الخارجية الصهيونية، وبعيداً عن خطة جورج تينت، أو تقرير اتفاق "ميتشل"، وكل المبادرات التي يقوم بها بعض الحكام العرب، استجداء للولايات المتحدة، وهدفها الأساسي هو وقف الانتفاضة، عبر إرسال مراقبين، ومما يثير السخرية هنا أن البعض يتحدث عن الانتفاضة وكأن اما يحدث يتم بين طرفين متكافئين، وكأن ليس هناك كيان يعتدي على ماادعوه شرعية دولية، يفترض أن تطبق. وقد ثبت لشعبنا وأمتنا، ولكل عاقل في هذا العالم أن الكيان الصهيوني لا يريد السلام ولا يؤمن به أصلاً.

المنار: إزاء كل ما يجري، من حرب إبادة تشن على الشعب الفلسطيني، نرى الشعب الفلسطيني مصمم على الاستمرار لتحقيق الأهداف التي رسمها لهذه الانتفاضة، وبينما التحرك العربي حسبما نلاحظه الآن، يلخص بعدم الرغبة بشن حرب على <<إسرائيل>>، وأسامة الباز ينفي إرسال قوات مصرية إلى سيناء رغم ما يفرضه ذلك من انعكاسات.

لماذا التحرك العربي الآن، لا ينطلق بهدف تحقيق أهداف الانتفاضة، إذا لم يكن العرب قادرون على القتال، فعلى الأقل يساندوا الفلسطينيين بتحقيق أهدافهم، ونرى أن هذه التحركات سقفها خطة تينت أو توصيات ميتشل، والرئيس المصري يقول <<إن الأميركيين يسمعون من "الإسرائيليين" شيئاً، ويسمعون من الفلسطينيين شيئاً، ولكننا نحن نقول الحقيقة>>، أين هي الحقيقة، وما هو الموقف المطلوب؟

الأخ أبو خالد: من المؤكد أن ذلك القول يعبر عن أزمة صاحبه، ومعظم النظام العربي في ظل استمرار الانتفاضة وإرادة الشعب الفلسطيني في المواجهة بلحمه وصدره العاري، وهو مصمم على مواصلة المقاومة، ومواصلة الانتفاضة بكل الأشكال، وهو يدرك تماماً أن لا حل مع هذا العدو، عبر التفاوض، ولا عبر الولايات المتحدة ولا ممثليها، ولا عبر المبادرات العربية مثل -المبادرة المصرية الأردنية- التي تستهدف رأس الانتفاضة، وصولاً إلى تصفية قضية فلسطين.

لقد أدرك الشعب الفلسطيني، بعد كامب ديفيد الثانية، أن قضيته في خطر جدي وذلك عندما طرحت قضايا الحل النهائي على الطاولة، وكان الموقف الصهيوني واضحاً، رافضاً عودة اللاجئين، التي تمثل لب الصراع، فهناك خمسة ملايين فلسطيني في الشتات لهم وطن، وديار يجب أن يعودوا إليها، وهناك أيضاً نصف سكان الضفة والقطاع لاجئون، وأيضاً فإن جزءاً من أهلنا لاجئين في أراضي الـ48 هم لاجئون، وعندما لا يعود هؤلاء إلى ديارهم، ولا تعود القدس ولا تفكك المستوطنات، وتبقى الحدود والمياه مسيطراً عليها، وتظل القوات الصهيونية على أرض فلسطين بعد هذه الاتفاقات، فإن ذلك يعني تصفية قضية فلسطين، ولذا فإنه يخوض معركته اليوم، دفاعاً عن كل سنتمتر في فلسطين، لأنه صار على قناعة أن الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأميركية   ليسا على استعداد لإعطائه كيلو متراً مربعاً واحداً، تقام عليه سلطة ذات سيادة، بل إن هؤلاء الأعداء يريدون كياناً ما، سلطة ما تكثف فهمهم لأوسلو، أي أنهم يريدون حاجزاً وجداراً أمنياً يخدم الكيان الصهيوني ما يطرح من قضايا.. وليس الاستقلال وحق العودة، كما فهمها البعض وتوهمها، وعليه أقول: إن كل سياسة التسوية عبر ربع القرن الماضي وتحديداً في السنوات العشر الأخيرة، امتحنت وتهاوت وسقطت بالملموس وهذا أمر تعيه الجماهير الفلسطينية والعربية والإسلامية، أي أن العدو الصهيوني لا يؤمن بالسلام، والولايات المتحدة ليست بصدد إضعاف هذا الكيان، لأنه بالنسبة إليها كنز لا زال مهماً، وبالتالي فإن هذا جزء من برنامجهم ومن حساباتهم، وهذا ما تتحدث عنه تقارير معاهدهم الاستراتيجية.

لذلك فعندما يقول بعض الحكام العرب، بأنه يعرف الحقيقة وغير منحاز لأي طرف، فكأنما يساوي بين الفلسطيني العربي المسلم وبين العدو العنصري الصهيوني، الذي لا يستهدف فلسطين فحسب، وإنما يستهدف القاهرة قبل فلسطين. بالتالي هولا يريد أن يرسل قوات إلى سيناء للتخلص من آثار العار التي أوجدته معاهدة كامب ديفيد، وأن يكون على حدود فلسطين، والحقيقة إن إحدى نقاط ضعف الانتفاضة والشعب الفلسطيني في مقاومته للعدو، أنه لا يستند إلى جدار عربي مباشر، وعندما يرفض هؤلاء مثل هذا الدور فإنهم لا يريدون أن يتحملوا مسؤوليتهم تجاه وطنهم وتجاه قضية فلسطين لذلك فهم يخشون من استمرار الانتفاضة ويتواطئون، بوضوح على مرأى من الجماهير العربية، وباعتقادنا أن الجماهير العربية هي التي ستجيب على ذلك أما ما يريده أسامة الباز متمثلاً في إحضار مراقبين أو تطبيق تقرير ميتشل، فإن ذلك الخيار قد تهاوى وسقط وشعبنا مستمر بانتفاضته، ومستمر بمقاومته لأنها الطريق التي يمكن أن تعيد له حقوقه، وتحمي مقدساته، التي أصبحت مهددة بشكل لا جدال فيه.

المنار: يستند التحرك المصري إلى اتصالات ولقاءات مع السلطة الفلسطينية، ويسوق على أنه مطلب فلسطيني، وبالتالي أي نتائج يمكن تحقيقها، بمعنى المكاسب هو لصالح القضية الفلسطينية، كيف تقومون هذا الأمر؟!

الأخ أبو خالد: إن أي عاقل يدرك اليوم طبيعة الحالة التي تجري في فلسطين اليوم، ونحن معنيون بأن نتحدث إيجابياً، لكن أي سلوك من ذلك القبيل تتجاوب معه السلطة لا يعبر عن إرادة الشعب الفلسطيني على الإطلاق، وفي هذا السياق فقد قال شعبنا كلمته وحدد هدفه السياسي نتمنى أن يكون مجمعاً عليه ومتمسكاً به حتى النهاية، الا وهو دحر الاحتلال، وكنسه، تحرير الضفة والقطاع والقدس، لأنه دون ذلك لن نعيد حقوقنا، وبغير القوة والمقاومة والمواجهة -كما جرى في جنوب لبنان- لن نحمي مقدساتنا، وإن أي واهم بالمفاوضات، أوباستجداء العدو الصهيوني العنصري والولايات المتحدة فإنه لن يحصد إلا الخيبة لأن الولايات المتحدة لن تستسلم لما يجري الآن في هذه اللحظة بناء على مصالحها، بل أنها تعيد تنظيم أوراقها من أجل صوغ أشكال جديدة من أجل إخضاع المنطقة من جديد لبرنامج أميركي صهيوني.

وفي الواقع فإن أي نتائج تتمخض عنها مبادرات أو نشاطات لهذه الدولة أو تلك من الدول العربية، تتناقض مع أهداف الانتفاضة مع طرد الاحتلال، مع حق العودة المقدس للشعب الفلسطيني، مع سيادة على أي جزء من أرض فلسطين يجري تحريره يصب في خانة جبهة الأعداء. وهذا واضح لمجموع شعبنا الفلسطيني.

المنار: في غياب التحرك الأميركي، هناك حديث لأسامة الباز بأنه حلال اسبوعين هناك إشارة للعرب بوجود تحرك أميركي، وبالمقابل هناك بحث أوروبي في مشروع مبادرة ما تستند على أساس تقديم 96% من أراضي الضفة الفلسطينية وقطاع غزة إلى الشعب الفلسطيني..

الأخ أبو خالد: عندما يتحدث أسامة الباز عن تحرك أميركي ينطلق من موضوع مراقبين وتفعيل اتفاق ميتشل، أي وقف الانتفاضة، فإن مجمل النشاط الدائر أميركياً وصهيونياً ومن قبل بعض الدوائر العربية يستهدف وقف الانتفاضة والمقاومة، التي خلقت حقائق ووقائع عند شعبنا الفلسطيني وجماهير أمتنا العربية والإسلامية، ليس فقط في كشف طبيعة هذا العدو الذي لا يمكن أن يكون مع السلام، لأن وجوده أصلاً نقيض للسلام، وبالتالي لا يمكن بوجود هذا الكيان أن نعيش بحرية وبكرامة ليس فقط كفلسطينيين، وإنما كعرب أيضاً.

إذن هدف ذلك النشاط هو إجهاض الانتفاضة، لأن البعض يخشى حركة الشارع العربي، وإن كانت حركة الشارع العربي اليوم، تبدو على السطح على أنها لا تلبي ولا تستجيب لما يجري داخل فلسطين ولكنها في الحقيقة تمور بمعنى أن هناك غليان جماهيري ضد هذه الأنظمة التي تتفرج على ما يجري للشعب الفلسطيني داخل فلسطين.

من هنا فإن أي مبادرة من الولايات المتحدة لا تتجاوز حدود وأد الانتفاضة العلني، وإذا بشر الباز بنشاط أمريكي، فإن مثل هذا النشاط سيكون ممثلاً في تقرير ميتشل وفي مقترحات جورج تينت التي هدفها المركزي وقف الانتفاضة وذلك يعني انتصار للكيان الصهيوني وكسر إرادة الشعب الفلسطيني وعودة من جديد للتناقض الفلسطيني-الفلسطيني بعدما توحد شعبنا على أرض الميدان في مواجهة المشروع الصهيوني،أما أوروبا فكلنا يدرك الدور الذي يمكن أن تأخذه في سياق العملية الأمريكية-الصهيونية، ثمة قضايا تطرح في الصحف حول 96% من الضفة الغربية والقطاع مستثناة منها القدس الكبرى توازي 30% من مساحة الضفة الغربية، وهناك الطرق الالتفافية، البحر الميت والمناطق التي يجري استنباتها.

إذاً في أفضل الحالات، مطروح من قبل الأعداء كيان مفتت ممزق تابع على 9 أو 10 % من مساحة فلسطين، تكون هي الدولة العتيدة التابعة والخاضعة دون سيادة، ولكي لا يخدع شعبنا ومواطننا العربي بالأرقام والأكاذيب التي يحاولون ترويجها مثل دولة مستقلة ذات سيادة على الضفة والقطاع والقدس، وايضاً يتحدثون بحق العودة، فإننا نقول إن المطلوب في هذه المرحلة رأس السلطة الفلسطينية،ة مطلوب رأس ياسر عرفات ضمن تقديرات بعض الاتجاهات الصهيونية التي تقول إذا ما غاب عرفات في اللحظة الراهنة قد تخلق فوضى لمصلحة الكيان الصهيوني، ولمصلحة مواجهة الانتفاضة، وإذا كانت السلطة ذاتها هدفاً ألا يستدعي هذا إعادة النظر في كل ما يجري في أوساط شعبنا، خاصة وأن داخل الانتفاضة، وأصوات كثيرة مخلصة صادقة من أطراف من السلطة،وخارج السلطة من فصائلنا الوطنية والإسلامية قد نادت بأهمية إعادة ترتيب البيت الفلسطيني على قاعدة الثوابت وعلى قاعدة الهدف السياسي للانتفاضة، التحرير، تحرير الضفة والقطاع والقدس، وحق العودة كهدف مركزي للانتفاضة، ودون هذا الهدف فإن قضية فلسطين ستصفى حتى لو أعطونا لحدود الرابع من حزيران.

لذلك هذه فلسطينننا وليست فلسطينهم، وشعبنا يدرك ذلك تماماً، وإذا كانت السلطة تدرك ذلك أن رأسها مطلوب وأن رأس ياسر عرفات مطلوب أيضاً، وقد أبلغ عرفات وأطراف عربية بأن ثمة سيناريو لخلق فتنة فلسطينية عربية، وأن يقتل عرفات من خلال الكيان في أحد الأقطار العربية،من أجل خلق فتنة حقيقية، وكأنهم ابرياء من دم يوسف.

لذلك فإذا كان العدو يفكر بهذا المستوى،فالمطلوب اليوم كما قلنا ترتيب البيت الفلسطيني،على قاعدة الثوابت الوطنية وقيادة وطنية، وقيادة للانتفاضة مسلحة ببرنامج سياسي تنظيمي كفاحي اقتصادي واضح، في ظل استراتيجية فلسطينية، تواجه النظام العربي، حتى لا يبقى يرتكز على أن الفلسطينين لا يريدون هكذا وتضيع القضية، ويقال لهم هذه استراتيجيتنا وأننا ندرك أن النظام العربي اليوم بغالبيته لا يريد حرباً ولا هو بوارد حرب، ولا نريد منه حرباً، نريد منه أن يأخذ الموقف الذي تتبناه القوى الفلسطينية والشعب الفلسطيني حول خيار المقاومة وأن تدعم المقاومة وتدعم الانتفاضة لتحقيق أهدافها التي تعلنها جهاراص نهاراً كل يوم.

حول تصريحات الرئيس المصري

بقناعتنا أنها لا تمثل إرادة الشعب الصمري، والجيش المصري، ومصر التي عودتنا أن تكون رائدة في مواجهة المشروع الصهيوني وأن خرجت من دائرة الصراع، لكن مصر نراها في أحزابها وقواها وفي علمائها في الأزهر، في كل مكان مع فلسطين ولا يمكن أن يكون تصريح الرئيس مبارك أو أي زعيم عربي آخر قادر على نقل جماهير أي قطر عربي مع البرنامج الصهيوني الأمريكي،ومع هذا نقول أن أخواننا في مصر من المبادرين كقوى شعبية في مواجهة كل نتائج كامب ديفي وعلمونا كيف تجري مقاومة التطبيع،كيف يمكن مقاومة اشكال التعايش مع العدو، وشكلوا مدرسة لنا في المشرق العربي وللعديد من الأقطار العربية حول الدفاع عن قضايا الأمة بالأشكال المناسبة، ونقول لهم تحملوا والفعاليات الشعبية والشعب المصري لا يمكن أن يأخذوا دورهم الفعلي مهما كانت التصريحات للاستهلا التي لا يجوز أن تخرج من زعيم عربي،بمعنى انه محايد ولا علاقة به، بما يجري.

أما قضية الأنظمة العربية والحرب:

إن النظام العربي هو جزء من أزمة الأمة بغالبيته للولايات المتحدة الأمريكية، وهذا متروك لجماهير الأمة كيف تعالجه؟ بلا شك أنه ثمة خلافات في الساحة الفلسطينية لم تنتهي وهذا ليس عيباً على الاطلاق، لكنني أعتقد أن الجميع غلب المصلحة الوطنية العليا على الخلافات بيننا من موقع أن هذا العدو يم يعد مقتنعاص بالسلطة الفلسطينية بوالتالي فهي هدف له، وكذلك نتمنى كحركة،واعتقد أن وسائل الإعلام وزعت لنا مبادرة مبكرة 14/4/2001 مبادرة حركتنا إلى كل القوى.

المنار:هناك دعوات صدرت عن الأخ مروان البرغوثي أمين سر حركة فتح في الضفة الغربي بتشكيل حكومة وحدة وطنية، وهناك تصريح بالأمس من حيدر عبد الشافي الشخصية الفلسطينية المعروفة،ألا يمكن أن يكون تشكيل مثل هذه الحكومة هو المنطلق لتعزيز الوحدة الوطنية الموجودة الآن في الميدان،في مواجهة العدو الصهيوني.

الأخ أبو خالد:ثمة مبادرات تخرج صادقة ومخلصة من البعض، وبعضها الاخر لا زال في إطار التكتيك،نحن نريد أن نتمثل معاً مقاومة المشروع الصهيوني واستهدافاته،حتى نخطو الخطوات الحقيقية،وننظم طاقات شعبنا جميعها، نحن بحاجة إلى استراتيجية فلسطينية كما أشرت في البداية، تتمركز حول قيادة ومرجعية وطنية فلسطينية تمثل جميع القوى،قيادة وطنية للانتفاضة،مرجعيتها هذه القيادة الفلسطينية العليا، تضع برنامجاً سياسياً تنظيمياً كفاحياً اقتصادياً بإدارة صراع تخضع كافة طاقات شعبنا.

وكان بالإمكان أنه نحقق نتائج ونوقع بالعدو خسائر أفضل مما جرى حتى الآن لو نظمنا إمكاناتنا وقدراتنا،نحن طالبنا في مبادرتنا أن نعيد صوغ كل افمكانات والقدرات المتواجدة لدى السلطة ولدى الفصائل في لجان مقاومة شعبية حقيقية في كل قريى في كل مخيم وفي كل حي، وفي طكل مدينة دفاعياً وهجومياً، لضرب هذا العدو في العمق، ونخلق توازن رعب حقيقي له.

المنار: هل تابعتم هذه المبادرة من خلال اتصالاتكم ولقاءاتكم مع بعض الفصائل الفلسطينية الأخرى ومع السلطة الفلسطينية ماذا كانت النتيجة؟

الأخ أبو خالد: مبادرتنا مطروحة على الجميع جاءتنا ملاحظات من العديد من القوى والفعاليات والشخصيات في داخل الوطن وخارجه، ونحن لم نطرح المبادرة لتتحقق اليوم إنما هي لخلق المناح ولتجاوز ما هو خلا في على قاعدة ما هو إيجابي وتحشيد طاقات لشعبنا، ومن هنا رأينا في الانتفاضة الراهنة نطقة تحول إيجابي هامة، كان يراد لحركة فتح التي يترأسها أبو عمار أن تكون حزب السلطة المدافع عن الظلم وعن الظالمين، وعن الفاسدين والمفسدين وأبرز ما في هذه الانتفاضة هذا التحول المرئي الملموس لدور فتح الميداني في هذه الانتفاضة، وهذا يسجل لهؤلاء الكوادر والمناضلين بكل فخر واعتزاز، كما الشهداء الذين قدموهم هم وإخوانهم في الفصائل الأخرى، أي بمعنى أن هذا الذي كان يراهن عليه، أنه باع وفرط هم ميدانياً مناضلين يعودون لينتجوا فتح على قاعدة منطلقاتها ومبادئها وأهدافها على قاعدة استمرار الصراع مع العدو الصهيوني وهذا شرط أساسي من شروط الوحدة الوطنية، ونحن على ثقة أن هؤلاء الأخوة من خلال إدراكهم في الميدان ومعرفتهم بالعدو بالملموس سيلعبون دوراً مركزياً مع كل الشرفاء في الساحة الفلسطينية لإعادة بلورة المشروع الوطني، ببعده القومي الواضع والإسلامي على قاعدة أننا رأس الرمح العربي الإسلامي في معركة التحرير، كما انطلقت فتح رائدة في الثورة المعاصرة، هذا الذي مطمح إليه ومن خلاله نناقش ونحاور حوله من أجل أن يكون أدائنا أفضل ومن أجل أنت كون النتائج أفضل ومن أجل أن تكون الخسائر أقل، لأنه دون ذلك، سيبقى الاجتهاد ممزقاً وغياب القيادة الموحدة والرؤية الموحدة والإرادة الموحدة والإمكانات تتبعثر، وبعض الأنظمة العربيةت تبجح في  عدم إرسال المساعدات، ثمة طرق عديدة لإيصالها.

وجزء من هذا الموقف، هو كاذب، لا يريدون دعم الشعب الفلسطيني ولا السلطة فإذا كانوا صادقين يستطيعون إيصال الدعم للشعب الفلسطيني وللسلطة ويقيموا توءمة للجامعات والمدن. نحن بحاجة إلى موقف استراتيجي فلسطيني موحد.

ونحن ندرك أن النظام العربي ليست الحرب بواردة بالنسبة إليه اليوم ومن هنا سيخاطب مجلس الأمن ويستجدي، ونحن واثقون أن مجلس الأمن منذ 53-54 سنة لم يطبق أي قرار بالعكس دمر القرارات الدولية لأجل الكيان الصهيوني، وباسم القرارات الدولية..

ردود المداخلات:

المنار: هل هناك تبدل في الخطاب الأميركي والمصطلحات؟

الأخ أبو خالد: هناك تجديد للتحالف الاستراتيجي، والأمر مرتبط بإعادة تقييم مرحلة السنوات العشرة، من السلام الموهوم الذي حاولت أمريكا إنتاجه وإنتاج المشروع الشرق أوسطي بعد حرب الخليج بعد مدريد؟ ومن القدرة الميدانية لهذا الكيان الصهيوني الذي يملك كل هذه الإمكانيات والطاقات الهائلة عاجز أن يحل مشكلة انتفاضة فلسطينية محاصرة، ثمة إعادة تقييم جديد وهذا بشكل مباشر مع الوفد الذي سيذهب أواخر هذا الشهر للمباحثات وفي التقرير الذي أشرت له، تقرير معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى حول السياسة الخارجية للإدارة الأميركية الجديدة الذي يتحدث فيه حول الانتفاضة والمفاجئة الكبرى أنها كانت في إطار الاستراتيجية الصهيونية الأميركية أنها ستجري استيعابها واحتوائها إلا أنها تفجرت وخرجت عن كل المألوف، ووقف الكيان عاجزاً أمام العالم النقطة الأخرى، إن لم يجري ترتيب هذا الأمر وإخضاعه لرؤية مشترك وبالتالي يكون القرار أميركي أولاً وليس صهيوني، قد يدفعوا ثمناً لذلك لبنان وارد في إطار حرب إقليمية، سوريا العراق إيران أهداف في إطار البرنامج الأميركي الصهيوني ولكن ما هي الأولويات يجري الآن تنظيم وترتيب هذا الوضع، في نهاية هذا الشهر الوفد الصهيوني إلى هذه المحادثات سيضم السفير الصهيوني في واشنطن <<ديفيد عبري>> ومستشار الأمن القومي عوزي دايان إضافة إلى المديرين العامين في وزارتي الخارجية والدفاع، عاموس شارون والمستشار السياسي لشارون دالي إيالون ومجموعة من كبار ضباط الجيش ورجال الاستخبارات، سيتم حوار استراتيجي مع الولايات المتحدة حول مجمل العملية التحالفية التي أصبح عمرها 19 سنة من عام 82 وإعادة النظر في الدور الصهيوني والأولويات للسيطرة والهيمنة على الشرق الأوسط الذي يحمي مصالح الولايات المتحدة الأميركية.

المنار: بصدد المظاهرة التي جرت بالأمس بالناصرة هل ثمة دور جديد لفلسطينيي 48 ماذا تقرأ في هذه التظاهرة؟

الأخ أبو خالد: يشكل أهلنا في الـ48 المفخرة لشعبنا ولأمتنا الذين صمدوا داخل هذا الكيان ورغم كل الظروف الصعبة والمعقدة التي عاشوها، ليس مستغرباً أن يخرجوا في تظاهرة في الناصرة، هم منتمون لقضيتهم، ولشعبهم وأمتهم.

قدموا الدم، قدموا المعتقلين ولا زالوا في السجون، محاصرون، ملاحقون مطاردون أرضاً وبشراً، ويقومون رغم ذلك بمهامهم الوطنية، هذه الانتفاضة وحدت شعبنا من البحر إلى النهر، وبالتالي القانون أن المقاومة توحد وتستنهض والانتفاضة لم تستنهض الشعب الفلسطيني، إنما استنهضت الأمة العربية والإسلامية وبالتالي فإن خيار الانتفاضة والمقاومة، ضد المشروع الصهيوني هو الذي يوحد، هو الذي سيسقط بعض الأنظمة العربية، وشعبنا في كل فلسطين موحد على مواجهة استهدافات المشروع الصهيوني ولم يعد من السهل تضليل جماهير أمتنا العربية، كما كان يجري في الماضي، أدركت عدوها وأدرك أن أمريكا هي رأس الأفعى العدو لهذه الأمة. ولا يمكن أن يضلل هذه الجماهير أي نظام عربي، وهي إن استكانت اليوم فلا بد أن تقوم بمهامها مستقبلاً.

التسيب الأمني الفلسطيني

 د. عبد الستار قاسم

نجح الكيان الصهيوني عبر السنوات في ملاحقة العديد من الفلسطينيين والايقاع بهم، وفي متابعة الخلايا الفلسطينية وتفكيك العديد منها، و إجهاض الكثير من المحاولات الفلسطينية لتوجيه ضربات لأهداف إسرائيلية. لقد اخترق العدو الصفوف وجند العملاء وكان قادرا على جمع الكثير من المعلومات مما مكنه من تحقيق نجاح في حالات كثيرة جداُ. صحيح انه لم يكن ناجحاُ في كل محاولاته، لكن دقته في تحديد الأهداف ورصد التحركات لا يمكن تجاهلها أو الاستهانة بها. وقد أظهرت التجربة الفلسطينية خلال الانتفاضة الجارية حاليا مدى هشاشة الوضع الأمني الفلسطيني ومدى قدرة الكيان الصهيوني على ضرب الأهداف بدقة. استطاع العدو أن يجمع المعلومات الكثيرة حول النشاطات الفلسطينية ومكنته قدراته التقنية على القيام بمهام دقيقة مذهلة. اغتال العديد من النشطاء الفلسطينيين وضرب العديد من المواقع الحساسة، ولم يكن هجومه الأخير على مركز تابع لحماس في نابلس إلا تعبيرا عن الانكشاف الفلسطيني الأمني وقدرة العدو على المتابعة.

اغتال العدو الصهيوني عدداُ لا بأس به من القيادات الفلسطينية والمناضلين الفلسطينيين، واستطاع الوصول إلى بيوت ومقرات البعض تاركا لهم الرسائل والتهديدات. وعبر سنوات النضال الفلسطيني داخل الأرض المحتلة كان بإمكانه أن يكشف عن الخلايا ويضربها أو يعتقل أفرادها قبل أن تقوم بالعمل، وعبر ذات السنين كان قادراُ على اعتراض العديد من المجموعات المسلحة التي كانت تحاول التسلل عبر الحدود خاصة من جهتي لبنان والبحر المتوسط والقضاء على أفرادها أو اعتقالهم. ولا يبدو أن العدو كان خائباً في جمع المعلومات عن مراكز اتخاذ القرار أو التدريب أو التخطيط أو التخزين.

بالرغم من الإخفاقات التي مني بها العمل الفلسطيني والنجاحات الاستخبارية والعسكرية التي حققتها إسرائيل لا يظهر أن الناشطين الفلسطينيين قد تعلموا الدروس بشكل جيد وأنهم يحاولون تصحيح الأوضاع الأمنية بحيث تستعصي المعلومات على العدو. واضح ان الأخطاء تبقى كما هي عليه، بل وتتراكم عبر الزمن والحرص الأمني لا يبدو أنه ضمن الأولويات. يشعر المرء أحيانا أن الأوضاع الفلسطينية المختلفة عبارة عن كف مفتوح أمام الصهاينة، ويشعر أن الفصائل والأحزاب والمسؤولين الفلسطينيين لا يكترثون لهذا الأمر من الناحية العملية، حتى أن هناك من تتسلل إلى نفسه الشكوك بأن هناك من بين الفلسطينيين من هو معنى بالتسيب الأمني.

عوامل التسيب

 لم يأت التسيب الأمني على الساحة الفلسطينية من فراغ ولم يكن وليد لحظة تاريخية معينة بقدر ما كان مواكبا لسنوات الصراع ضد الغزو الصهيوني والانتداب البريطاني. هناك أسباب وعوامل أدت إلى هذا الوضع منها ما يعود إلى التركيبة الاجتماعية للمجتمع الفلسطيني ومنها ما له علاقة بطرق التنظيم الفصائلي والحزبي واستقطاب العناصر والعلاقة ما بين مختلف الفئات. هناك بالطبع جهود استخبارية اعتيادية من قبل العدو ووسائل دعمها تقنيا، لكن هذه لا يمكن تصنيفها ضمن عوامل التسيب ويعتبر نجاحها معتمدا ولو جزئيا على عوامل التسيب الذاتية. أي أن التسيب ذاتي وليس خارجيا، وأن النقاش هنا ينحصر في العوامل الذاتية.

بالنسبة للعوامل الاجتماعية أشير هنا إلى عدد من التقاليد والعادات والمظاهر المواكبة سلوك الاجتماعي بصورة عامة. بنقاشها لا أعني أن كل فرد من المجتمع يخضع لها وإنما ما أعنيه أن المسائل تشكل ظواهر اجتماعية يمكن البناء عليها واستخلاص النتائج منها. وأرى هنا تلخيص الظواهر التي تعنينا بالتالي:

أولا: التدخل في الشؤون الخاصة

 يعاني المجتمع العربي بصورة عامة لا مطلقة ومن ضمنه المجتمع الفلسطيني من مشكلة التهاون في احترام الحياة الخاصة. ينتاب الناس رغبة في معرفة أشياء عن الحياة الخاصة ويرغبون في التدخل بها بشكل أو بآخر. يرغب الجار في استكشاف ما يفعل جاره في نهاره وليلة، وفي التعرف على علاقاته مع ذويه وجيرانه الآخرين وأصدقائه وزملائه في العمل. حتى أنه يحاول التسلل إلى العلاقة ما بين الزوج وزوجه وأنماط حياتهما وتنافرهما وتوافقهما بصورة ، يرغب المرء في بلادنا أن يعرف ماذا يخفي ذلك الرجل في الكيس الذي يحمله ، وماذا همست المرأة في أذن الأخرى، ومن الذي زار ذلك الشاب الليلة الماضية، وفيما إذا كانت عروس الأمس قد حملت أم بعد، وفيما إذا كان الشاب الذي لوح بيده لتلك الفتاة قد تقدم لخطبتها أم لا، وإلى آخر ذلك من الأمثلة التي نعرفها جميعا.

لا يتوقف الأمر عند هذا، و إنما يتم استكماله في جعل الأمور الخاصة للآخرين مادة للتسلية في الجلسات والسمر. يعاني المجتمع العربي من مشكلة جعل الآخرين مادة لتمضية الوقت، ومن المفضل عادة ألا يتم التركيز على الصفات الحميدة. ربما لا يقصد الناس الإساءة دائما، إلا أنهم يملكون الكثير من أوقات الفراغ التي يصعب ملؤها من دون القيل والقال، وهكذا تتحول أحوال الناس الخاصة إلى قصص علنية حتى لو بقيت تروى بالهمس.

ينعكس هذا سلبا على العمل الوطني خاصة في ظل شراك و مصائد أمنية كثيرة. فمثلا قد تقول امرأة لجارتها أنها رأت في الليل ملثما يحمل السلاح وان هيئته تشبه هيئة ابن فلانه. تهمس الجارة لأخرى والأخرى لأخريات، وهكذا حتى يصبح السر على لسان كل شخص. ومن المحتمل أيضا أن يقول رجل أنه رأى فلانا يجري مسرعا بعدما دوى انفجار أصاب جنودا صهاينة، وبالهمس تمتد الأقاويل حتى يصل الخبر إلى آذان الأعداء. وعلى هذا فحبس. وبهذه الطريقة يستطيع العدو أن يصل إلى عدد من الأسرار والنشاطات فيحبطها قبل أن تتسع وتشكل تهديداً له.

ثانياً: حب التفاخر والظهور

 يقع المناضل أحيانا في مصيدته الذاتية وذلك من خلال عدم الاحتفاظ بسره. فقد يقوم الشخص بعمل فيصنع به حدثا تتناقله وسائل الإعلام ووكالات الأنباء. وقد يرى أن الناس قد أعجبوا ببطولة هذا الذي صنع الحدث فلا يتمالك نفسه ويحدث صاحبه بالأمر على أن يبقى سراً. وقد يحدث عشرين كل على حدة ويطلب أن يبقى الأمر سرا. وبالطبع يحدث كل واحد من العشرين عشرين آخرين طالبا منهم ألا يفشوا السر الذي أصبح على الألسنة ومن ثم إلى أجهزة مخابرات العدو.

واضح أن العرب مازالوا يعانون بصورة عامة من حب الظهور والتفاخر والذي هو جزء من عناصر القبلية التي ترى في الوجاهة قيمة عليا. يبدو أن عددا لا بأس به منا ما زال يتلقى تربية تلقينية تقوم على التميز والتفوق وضعف الاعتراف بقدرات الآخرين. وكأننا بذلك نعوض نقصا فشلت البرامج التربوية في ردمه وهو أن يرى الإنسان نفسه من خلال حركات استعراضية والتي يمكن أن تكون ذات نتائج سلبية. فإذا فشل المرء في بناء ثقة في النفس مرتكزة على قوى تنبع من داخلة يلجأ إلى التمثيل ليثبت للآخرين أنهم من الصعب أن يطاولوه. على أية حال ، هذه مسألة تستحق الدراسة المستفيضة من قبل علماء في عدد من التخصصات.

المهم هنا أن بعض الشباب المسلحين لا يترددون على سبيل المثال في الظهور أمام الناس أو أمام آلات تصوير وسائل الإعلام. وعدد منهم يحاول بتعمد وإصرار أن تصل المعلومات حول تسلحه إلى الناس ، ويجدون سرورا بالغا في اللعب سلاحهم خاصة في المناسبات . وبهذا العمل يقدم المسلح هدايا معرفية مجانية لأجهزة المخابرات المعادية . يتم التعرف عليه بالاسم ونوع السلاح ومكان السكن وبعدد الطلقات التي أطلقها وتلك التي بقيت معه.

لقد أثر التظاهر بالسلاح أو بالتدريب أو الفنون التنظيمية وما شابه ذلك على قدرات الشعب الفلسطيني وأوقع الكثيرين في مصائد الاغتيال الصهيوني أو الاعتقال . لقد دفع الشعب ثمناً باهظاً نتيجة هذه المعضلة وما زال يدفع، وعلى الرغم من وضوح السلبيات الناجمة عن هكذا سلوك إلا أن البعض ما زال يصر عليه.

ثالثاً: المشابهة

ربما يكون هناك من يقدر معنى الكتمان وأهمية الأسرار لكن لا يستطيع أن يصمد أمام إغراءات الوصف بالبطولة والالتزام بالدفاع عن الشعب. فهو قد يرى مسلحين يجوبون الشوارع ويطلقون النار ويثيرون إعجاب الآخرين. فلماذا لا يكون بطلاً كهؤلاء ؟ وكيف ستشبع السرية هذا الاندفاع المتولد لديه؟ وغدا عندما يقوم بعمل بطولي ضد العدو فإن الناس سيظنون أن الاستعراضيين هم الذين قاموا به ، أما هو البطل الحقيقي فلن يذكره أحد.

أوقع هذا السلوك عدداً لا بأس به من أبناء الشعب في براثن المخابرات الصهيونية أثناء مرورها بما عرف بغرف " العصافير" أي الجواسيس في المعتقلات . كان يصمد الشاب أثناء التحقيق ويتحمل التعذيب بكافة أشكاله، لكن كان يدلي بالمعلومات في تلك الغرف. ببساطة كان يتحدث الجواسيس عن بطولات وهمية قاموا بها ضد الاحتلال الصهيوني ويسهبون في وصفهم للنضالات الخرافية التي خاضوها . كانت هذه الأحاديث تشكل حوافز للشاب ليتحدث عن بطولاته أيضاً ويضيف إليها أحياناً أعمالا لم يقم بها.وهكذا كان يجد الشاب نفسه في صباح اليوم التالي أمام رجل المخابرات الذي كان قد تلقى الاعترافات من الجواسيس ليلاً.

رابعاً: التسليم للسلطان

 تعبير التسليم للسلطان عبارة عن تخفيف لكلمة التجسس. الجواسيس في البلاد العربية عبارة عن ظاهرة معروفة والناس يحاولون باستمرار عدم الخوض بالأحاديث التي يمكن أن توصلهم إلى غرف التحقيق. أناس كثر يعملون في أجهزة المخابرات في البلاد العربية وهم عبارة عن أدوات لقمع الناس وقهرهم والاعتداء على حرياتهم . انهم لا يتورعون عن كتابة التقارير ضد الناس ورصد تحركاتهم وأقوالهم.ويبدو ان هناك إقبالاً على القيام بهذا العمل ، حتى أن العمل لصالح المخابرات الإسرائيلية سواء الداخلية او الخارجية يبدو واضحاً. جندت إسرائيل أعدادا كبيرة من المسؤولين والناس العاديين في الدول العربية لخدمة تطلعاتها المعرفية ولتزويدها بكافة أنواع المعلومات . الدول العربية مخترقة أمنياً من قبل إسرائيل وكذلك الفلسطينيون بمختلف تنظيماتهم وتجمعاتهم. وهؤلاء يشكلون التهديد الخطير لأمن العرب و لإخراج الفلسطينيين.

على الرغم من تقديم المخابرات الصهيونية الإغراءات المختلفة لتجنيد الجواسيس والعملاء إلا أن عوامل اجتماعية تعطي تفسيراً جزئياً لانتشار الظاهرة. وهنا اذكر منها:

1-التسلط البيتي:

ما زال جزء لا بأس به من الأسر العربية يعاني من التسلط داخل البيت: الأب يتسلط على الجميع ، الأم تتسلط على البعض، الابن الأكبر على الأصغر ، الذكر على الأنثى. وقد واكب هذا التسلط شكاوى متواصلة من الأضعف إلى الأقوى وتقارير شفوية يقدمها الضعيف إلى القوي حول ما قام به الضعفاء الآخرون أثناء غيابه. فمثلاً تنتظر الأم الأب لتشكي همها من الأولاد وتحدثه بكل ما فعل كل منهم. في مثل هذا الجو يبدأ الطفل بالظن أن هذا هو السلوك الصحيح وان عليه أن يحاكيه.

2-الأحقاد القبلية:

العائلية مقيتة أحياناً بحيث أنها تولد أحقاداً بين الناس وتقود أجزاءها إلى الإيقاع بالآخرين حتى لو كان الآخر عدوا للجميع. وقد شهدت الساحة الفلسطينية حالات من التعامل مع العدو على هذه الخلفية وذلك في عهدي الانتداب البريطاني والاحتلال. من خلال العدو تكسب عائلة قوة وتستطيع أن تحصل لأبنائها على وظائف حكومية وتسهيلات اقتصادية أخرى تجعلها ذات نفوذ . وهذا ما يدفع العائلة المنافسة إلى القيام بذات العمل حتى لا يضعف موقعها الاجتماعي أمام العائلة الأخرى.

يتبع

انتفاضة الأقصى

توازن الرعب مقدمة الانتصار..

الوجود الصهيوني

أزمة المعنى.. وتلاشي الحلم..

عبد الله الحسن

تبدو الظاهرة الأكثر جدارة، في عصرنا العربي الراهن، بعبارة الكاتب الإنكليزي الشهير وليم شكسبير والواردة على لسان اينوباريوس، أحد شخصياته المسرحية،في وصف كليوبترا: "لا يهنمنها الهرم، ولا ينال الاعتياد من  قدرتها التي لا حد لها على التنوع" العبقرية الذاتية للشعب الفلسطيني، المنبثقة من خارج كل التوقعات، والمتجاوزة لكل التقديرات، انتفاضة الأقصى المباركة، سواء لناحية قابليتها للعطاء،وبذل التضحيات، أو لجهة استعصائها على الانكسار، وتعاليها على كل محاولات شدها عن أهدافها، وغاياتها المنشودة، حتى هتكت معنى الوجود الصهيوني، وعمقت أزمته، وأصابت حلمه في مقتل لدرجة بات همه إعادة إنتاج الذات الجمعية الصهيونية، على أسس الفلسفة الصهيونية الأولى بالأدوات والمقولات ذاتها، وليس إيغال الكيان الصهيوني في تكثيف المشهد الدموي، كما يقول"مرزوق حلبي" إلا تعبيراً عن حقيقة هشاشة شرعية وجوده حيث هو، وانعدام افق لكيانه كما صاغه وأراده حتى الآن، وفي هذا يقول الباحث نبيل خليفة: "إن قيام أمناء جبل الهيكل بوضع حجر الأساس لهيكل سليمان في هذا التوقيت هدفه تأكيد وجود إسرائيل الدولة والدين والكيان في وقت تاريخي تعتبر فيه المعركة في فلسطين معركة تحديد الهوية".

*محاولات إنتاج المعنى..

تشغل القدس موقع البؤرة الأساس، في محاولة الكيان الصهيوني،إعادة إنتاج وتأكيد معنى وجوده وهو الأمر الذي يعبر عنه من خلال تكثيفه، وتسريعه لعملية تهويد القدس، كترجمة لرؤية ديفيد بن غوريون: "لا معنى لإسرائيل بدون القدس، ولا معنى للقدس بدون الهيكل" وقول أرييل شارون: <<يجب أن تكون في القدس العاصمة الأبدية لإسرائيل غالبية يهودية، ونحن نسير وفق رؤية بعيدة المدى، بحيث يكون في القدس الكبرى مليون يهودي>>. لذا لا غرابة أن يتعامل العدو الصهيوني، مع أي خطوة تهويدية، ينجح فيها، بصرف النظر عن مدى هذا النجاح، كمسب استراتيجي، وقد بدا هذا مؤخراً، في تصويره احتلال <<بيت الشرق>> يوم 10/8 بمثابة إعادة احتلال للقدس، لا بل ذهب ديوان رئيس الوزراء الصهيوني، حد تشبيه احتلال <<بيت الشرق>> بحصار الجيش المصري الثالث، إبان حرب تشرين الأول عام 1973، كما يقول الكاتب الصهيوني <<ألوف بن>> (هآرتس 12/8)، وهي الخطوة أو العملية التي يدعي الصهانية: <<إنها أنهت حرب يوم الغفران والتي أجبرت مصر على وقف إطلاق النار، ومنح وزير الخارجية الأميركية هنري كيسنجر رافعة ضغط للتسوية السياسية>>. ولا يجادل أحد في حقيقة أن مخططات تهويد المدينة المقدسة، وترجمتها بسرعة يحوز على إجماع صهيوني، حتى، أن توافر هذا الإجماع دفع البعض إلى القول: إن احتلال <<بيت الشرق>> ليس سوى بروفة لاحتلال <<الحرم القدسي الشريف>>. فها هو أحد أقطاب، ومنظري ما يسمى اليسار الصهيوني، ورموز <<حركة السلام الآن>> الشاعر والكاتب أ.ب يهشوع، رئيس <<اتحاد الكتاب الإسرائيليين>> يبادر لتشكيل رابطة تضم مفكرين وأدباء وصحافيين وجنرالات متقاعدين، وفنانين وأكاديميين من اليهود لمطالبة الحكومة الصهيونية بوقف أي <<أنشطة لدائرة الأوقاف الإسلامية داخل المسجد الأقصى>> على اعتبار أن ذلك، حسب قوله، يهدد <<الآثار اليهودية في المكان>>، والتي تدعم مزاعم اليهود بأن المكان يضم آثار الهيكل المزعوم. واللافت للنظر، أن أغلب الذين استجابوا لدعوة يهشوع، هم من قادة ومفكري اليسار الصهيوني، ومن أبرزهم الشاعر حاييم غوري، وطالبت الرابطة أرئيل شارون، أن يعمل كل ما في وسعه من أجل ضمان وقف الأنشطة التي أسمتها بـ<<التخريبية>>، وتقوم بها الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر بقيادة الشيخ رائد صلاح، ودائرة الأوقاف الإسلامية في المدينة، واشارت، أي الرابطة، إلى وجود إجماع صهيوني يدعم العمل على <<حفظ الطابع اليهودي للآثار في المكان عن طريق منع المسلمين من إجراء أي خطوات من شأنها أن تؤثر سلباً على هذا الطابع>>؟؟!

وما دام هذا سلوك اليسار الصهيوني و<<حركة السلام الآن>> الذي درج كما هو معلوم، أن يبث رسائل سموم التطمينات، بوجود <<معسكر للسلام>> في الكيان الصهيوني، فلن نستغرب، أو نفاجأ، بأطروحات اليمين الصهيوني، أو من إقدامه على تدمير المسجد الاقصى. وقد باتت الأرضية مهيأة له <<مع وجود ارئيل شارون في السلطة من جهة، ولما تمثله الميتولوجيا اليهودية من مكان في فكره السياسي، ومن جهة ثانية، وهذا الأهم لأن المطروح الآن هو تحديد مصير ووجود إسرائيل الدولة والدين والكيان، وفي المفهوم الإسرائيلي لا يجتمع الإسرائيليون إلا حول الهيكل، ولن يكون هناك وجود بالمعنى الفعلي إلا بإعادة بناء الهيكل الذي يؤكد الطابع اليهودي للدولة العبرية>>، وفق قول نبيل خليفة وثمة سيناريوهات عديدة تتداولها الأوساط الصهيونية لتحقيق ذلك، أي تدمير المسجد الأقصى منها: أن يقوم بعض عناصر المنظمات اليهودية ممن يعملون في سلاح الجو الصهيوني، بقصف المسجد الأقصى من الجو وما يدعم هذا السيناريو، وجود العديد من عناصر المنظمات اليهودية كضباط في سلاح الجو الصهيوني، ومنهم من يخدم في وحدات النخبة مثل وحدة <<سرية الأركان>> و<<دوفيديفان>>، و<<إيجوز>> و<<المظليين>>. وهناك سيناريو يتحدث عن إمكانية إقدام عناصر تلك المنظمات على قذف مواد مشعة ذات فاعلية كبيرة جداً، تؤدي إلى قتل المصلين المسلمين.

وفي نفس الوقت تؤثر على تماسك جدران الحرم القدسي الشريف. وقد علم أنه تم الحصول على هذه المواد من الولايات المتحدة وإلى هذا ثمة سيناريو ثالث يقول: بأن عناصر المنظمات اليهودية داخل الكيان الصهيوني، يجرون اتصالات مع أنصارهم داخل الولايات المتحدة للحصول على معدات تسمح لهم بالحفر تحت جدران المسجد، حيث ينوي هؤلاء الانطلاق في عمليات الحفر داخل عقارات فلسطينية متاخمة تماماً للمسجد استطاعت المنظمات اليهودية شراءها خلال الأعوام الماضية عبر سماسرة ارض فلسطينيين (انترنت، إسلام أون لاين، 1-8). وفضلاً عن الإجماع الصهيوني، الذي تستقوي به المنظمات اليهودية لتدمير المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية، بغية استكمال تهويد القدس، هناك أيضاً العناق التاريخي بين الأصولية اليهودية، والأصولية المسيحية الأميركية، ذو الاثر البالغ في اعتراف الولايات المتحدة بالقدس الموحدة عاصمة للكيان الصهيوني، وكذلك في قرار نقل السفارة الأميركية إليها. وفي هذا الصدد يقول الباحث المصري حسين معلوم <<إن الفكر الصهيوني، استطاع في الواقع أن ينشئ تحالفاً بين إسرائيل <<الدولة اليهودية>> وبعض الحركات المسيحية <<الأصولية>> خصوصاً المسيحية البروتستانتية في الولايات المتحدة>>. ولا شك أن التركيز الصهيوني على القدس في محاولة إعادة إنتاج، وتأكيد معنى الوجود الصهيوني، يعود أساساً إلى المكانة المركزية للمدينة، في المرويات والأساطير اليهودية: التوراتية والتلمودية، ثم هناك الأهمية الجغرافية-السياسية للقدس، فهي ثغر الشام للقادم إليها من مصر وبوابة مصر للقادم إليها من الشام، ومفتاح فلسطين كلها، ثم إنها بما يجاورها، ويحيط بها من تلال ذات أهمية استراتيجية، وبخاصة التلال، إذ تجعل منها رقبة الضفة الغربية كلها، وجسر العبور إليها، بل ومفتاح الوضع العسكري، ويشير إلى هذه الحقائق بعبارات أخرى نبيل خليفة بقوله: <<اليهود يعتبرون أن المسجد الأقصى بني على هيكلهم المقدس، أي أنه ألغى رمز ديانتهم،, وتشكل إعادة بناء الهيكل تأكيداً على استمرار هذه الديانة واستمرار الديانة عبر إقامة رمزها الديني الجامع، يؤكد على وجود <<صراع ديني على الرموز، بالإضافة إلى الصراع الأيديولوجي على الهوية الذي يتركز في الضفة الغربية والصراع الجيوستراتيجي حول الحدود>>، ويضيف <<وفي وجوه الصراع الثلاثة تشكل القدس المحور الرئيسي، فهي الرمز الديني، وهي أيضاً المركز الأبرز في الضفة الغربية>>. (المستقبل 4/8).

*الفشل..

لكن ما يعجز الصهاينة عن فهمه، وإدراكه، وإن عرفوه، أن القدس أكبر من كل مخططاتهم وحسبهم في تجربة أسلافهم في القرون الوسطى، الصليبيون، الذين فشلوا، في الاحتفاظ بالقدس و<<فرنجتها>>، رغم أنهم، وخلال احتلالها عام 1099م، أبادوا أهلها جميعاً. حتى قال المؤرخون في وصفهم لهول مذبحة القدس: <<إن الأقدام كانت تغوص في الدماء حتى الكاحل>> فكيف اليوم، وأهل القدس فيها، ومعهم أكثر من 4 ملايين فلسطيني على أرض فلسطين، وفي اشتباك يومي، وضارٍ مع الاحتلال الصهيوني، بانتفاضة الأقصى المباركة، حيث تتكفل بمواجهة كل محاولات العدو إعادة الحياة لمعنى وجوده. وبدا ذلك واضحاً في العملية البطولية التي نفذها الشهيد علي الجولاني، في تل أبيب لدى مهاجمته معكسر <<هكرباه>> مقر وزارة الحرب، والأركان العامة الصهيونية، ومركز أعصاب الأمن الصهيوني، وجرحه لـ10 من جنود الاحتلال ومستوطنيه. وذلك يوم 5/8، ومن ثم عملية كتائب عز الدين القسام الاستشهادية في الشطر الغربي من القدس، يوم 9/8، ومن ثم عملية حيفا 11/8..الخ ومن ثم الاشتباك اليومي على جبهة بيت جالا-مستعمرة غيلو، بوابة القدس، والتي كانت من العنف والضراوة حد أن أفقدت العدو صوابه، وبرز فقدان صوابه في حالة التخبط العسكري الذي يعيشه، والناجم بطبيعة الحال عن فشله في كسر إرادة الانتفاضة الباسلة، وفي فرض الانكفاء على مقاتلي ومجاهدي الانتفاضة، وحسبنا أن نشير إلى إخفاق شارون وفشله في الوفاء بالتزاماته تجاه ناخبيه الصهاينة، في توفير الأمن لهم، وتصفية الانتفاضة خلال 100 يوم، واعتذاره عن ذلك عندما ظهر عجزه، وطلبة فرصة إضافية، متعللاً بتعقيدات الموقف، لكن، ورغم تصاعد ضرباته ضد الانتفاضة بدءاً من اغتيال الناشطين من القيادات والكوادر، والاجتياحات البرية، والأطواق المحكمة حول المدن وا لقرى، يلاحظ المراقبون أن الثمرة الوحيدة لهذه السياسة، كان هو فقدان ما بقي من الأمن الصهيوني، الأمر الذي دفع هيئة الأركان الصهيونية لتعلن أن الانتفاضة ستستمر ولمدى زمني طويل حدد مداه في تقرير هيئة الأركان بـ5 سنوات، وهذا يدل ليس على عجز شارون عن الوفاء بالتزاماته خلال المدة الزمنية وحسب، بل فشل وعقم كل خطط وتكتيكات شارون ضد الانتفاضة. فمثلاً صارت كل ضربة عسكرية صهيونية ضد الانتفاضة، بدل من كبحها، تشكل حافزاً، ودافعاً جديداً لتصعيد نشاطاتها، بل وتفجر العبقرية الفلسطينية في استنباط أشكال كفاحية جديدة لترد على الضربات الصهيونية، ففي لحظة تبجح الصهاينة بإدخال الصاروخ من نافذة مكتب حماس في نابلس واستهداف الشيخين جمال منصور وجمال سليم والشهداء الستة الآخرين، جاء الهجوم على مقر وزارة الحرب الصهيونية، ومقر الأركان العامة، ليوصل رسالة إلى الصهاينة مفادها: <<أن من يصل إلى نابلس ويتبجح بإدخال الصاروخ من نافذة مكتب حماس، عليه أن ينتظر رداً في عقر داره ومن العيار ذاته>> وثم جاءت عمليتا القدس وحيفا الاستشهاديتان لتقولا بقدرة الانتفاضة على رد الصاع صاعين.

 وهذا بالطبع شكل صفعة مدوية للقيادة الصهيونية في مستوييها السياسي والأمني، حيث ألغت كلياً من القاموس الصهيوني عبارتي الحدود الآمنة، والحدود التي لا يمكن الدفاع عنها، وأظهرت قوة الجيش الصهيوني عارية، وحققت نمطاً من توازن استراتيجي سياسي وعسكري بين الجانبين حسب قول هنري كسينجر <<إن توازناً استراتيجياً سياسياً/ عسكرياً بين الجانبين لا يتيح لأي منهما هزيمة الآخر. فلا يمكن للفلسطينيين أن ينتصروا عسكرياً لأن إسرائيل أقوى عسكرياً، من أن تهزم، ولا يمكن لإسرائيل أن تنتصر أيضاً لأن الفلسطينيين أقوى سياسياً من أن يهزموا>>. إضافة إلى هذا كرست الانتفاضة وبالتحديد بعد عمليات شهر آب الاستشهادية رداً على مجزرتي الفارعة ونابلس، حالة من توازن الرعب المتبادل مع الكيان الصهيوني، وهذا يذكرنا بتوازن الرعب الذي نشأ بين المقاومة الإسلامية في لبنان والعدو الصهيوني خلال حرب عناقيد الغضب نيسان عام 1996، والذي شكل المقدمة لهزيمة العدو لاحقاً في أيار العام المنصرم. لكن هنا في الحالة الفلسطينية الأمر بحاجة إلى مدى زمني أكبر ناهيك عن التعقيدات الملازمة له، بسبب طبيعة الصراع الجاري، وبهذا الصدد يقول رئيس الاركان الصهيوني شاؤول موفاز (يديعوت أحرونوت 10/8): <<أن الصراع الجاري، هو بخلاف الصراعات السابقة، مثل حرب الاستنزاف، حرب لبنان، والانتفاضة الأولى، يدور في قلب إسرائيل وعلى عتبة بابنا>> ولهذا وبسبب طابعه الاستراتيجي الحاسم، <<فإن آثاره تكون بعيدة المدى>>. لكن وخلال ذلك سيدفع شارون الثمن ليس لجهة فشل خططه وسياساته، وإنما أيضاً مكانته، إذ ستطيح به الانتفاضة كما أطاحت بسلفه إيهود باراك. وفي هذا السياق، يقول الكاتب الأردني نبال الخماش في كتاب <<رؤساء حكومات إسرائيل، والأزمات المحتومة>> (الشرق الأوسط 4/8، عرض الكتاب): <<لأن شارون جنرال المفاجآت والتوقعات غير المحسوبة، كما يطلق عليه، ولأنه صاحب المشاريع والمخططات المتعددة التي ينوي تنفيذها تحت ضوضاء العمليات العسكرية، فإن الأمر سينتهي به إلى أحد أمرين: نصر كاسح أو هزيمة ساحقة، غير أن من يقرأ جيداً، المعطيات السياسية سواء كانت داخل فلسطين أو خارجها، إضافة إلى ضرورة انسجام نهاية شارون مع كل من سبقه في الحكم يدرك أنه إلى الهزيمة أقرب منه إلى الانتصار>>، فالانتفاضة بهذا لم تمكن الصهاينة من صنع فطيرهم اليهودي، أبداً بدم العرب، كما درجوا في أعياد فصحهم اليهودية، لا بل إن الدم الفلسطيني المراق بدأ يثمر حقائق جديدة على الأرض، حتى صارت رمزاً للمأزق الذي وصل إليه الاحتلال الصهيوني للضفة الغربية والقطاع، لا سيما فيما يخص التصدي الفلسطيني للوجود الاحتلالي بأشكاله الاستيطانية والاحتلالية، لدرجة أن إنجازاته في أوسلو مثل الطرق الالتفافية وغيرها صارت عبئاً ثقيلاً عليه، يرهقه، ويصيبه بالإرتباك، مما يجعل قابلية تعمق مأزقه أكثر فأكثر أمراً حقيقياً، ليصلنا إلى قول انجيل متى، في مخاطبة اليهود: <<هو ذا بيتكم يترك لكم خراباً>>. وهذا بالطبع حصيلة أكثر من 6500 عملية عسكرية فلسطينية، نفذت ضد جيش الاحتلال ومستوطنيه، منذ بداية انتفاضة الأقصى المباركة في 28/9/2000، منها 1000 عملية استهدفت الدوريات العسكرية الصهيونية وسيارات المستوطنين على الشوارع والطرق الالتفافية و600 عملية استهدفت المستوطنات، كما كان من بينها أيضاً 160 عملية إطلاق صواريخ مضادة للدروع، وأكثر من 300 عملية قذف بالقنابل اليدوية و3800 عملية ضد الثكنات والمنشآت العسكرية الصهيونية. وفي مقابل ذلك هناك الأكلاف البشرية والاجتماعية الكبيرة التي يدفعها الشعب الفلسطيني، وهي أتاوة كنس الاحتلال والتحرير، والكرامة، وهو أمر يصر عليه الشعب الفلسطيني من خلال إصراره على الاستمرار في الانتفاضة وتصعيد العمل المقاوم ضد الاحتلال الصهيوني.

----------------------------------------

هدم الأقصى من القرار إلى الشروع في التنفيذ

نافذ أبو حسنة

اتخذت ما تسمى <<محكمة العدل العليا>> في الكيان الصهيوني، قراراً يوم 25/7/2001، تسمح بموجبه للجماعة المسماة، <<أمناء جبل الهيكل>> بوضع حجر الأساس رمزياً للهيكل الثالث في القدس القديمة، وفي منطقة باب المغاربة بالذات.

وإذا حاولت المحكمة المذكورة الإيحاء بأن قرارها لا يشكل استفزازاً، بتعيين مكان خارج الحرم القدسي الشريف، لوضع حجر الأساس للهيكل المزعوم، فإن القرار لا يقلل من طبيعة التهديدات التي يتعرض إليها الحرم. فهو أرسى سابقة، باستجابته لدعى مرفوعة من <<أمناء جبل الهيكل>> سوف يكون لها ما يليها، وليس بعيداً أن يستهدف قرار لاحق، ساحة الحرم أو المسجد الأقصى بالذات. لا سيما وأن هذه الجماعة التي يتزعمها، حاخام يهودي أميركي، يدعى <<غرشون سلمون>>، وتؤكد أن هدفها المعلن، هو إقامة الهيكل مكان المسجد الأقصى، لم تكف عن الاعتداءات على الحرم، ولا عن إتباع مختلف الأساليب، من أجل تحقيق أهدافها.

يقول غرشون سلمون صراحة: <<يجب إزالة المسجد، ونقل أحجاره إلى مكة، ليقام مكانه الهيكل>>. وما قد يبدو في هذا الكلام من نتاج مخيلة مريضة وحاقدة، لم يمنع <<سلمون>> من الاستمرار في النسج على منواله بشكل متكرر، وإسناده باعتداءات منظمة على الحرم، متابعاً بذلك، خطا الحاخام <<موشيه شيغل>>، الذي نظم يوم 3/1/1980 اقتحاماً للمسجد الأقصى، على رأس مجموعة من الصهاينة، بينهم قادة في حركة هتحيا، حيث قام هؤلاء بدخول ساحة المسجد، وهم يرفعون كتب التوراة و الأعلام الصهيونية، وتكرر الأمر نفسه في 13/1/1981. في حين قاد سلمون نفسه، اعتداء على المسجد الأقصى يوم 24/2/1982.

وكذلك خطا الحاخام الإرهابي مائير كهانا، الذي أعلن في 17/1/1984 عن <<اقتناعه بضرورة تدمير المسجد الأقصى>>.

وفي عام 1986، نجح <<سلمون>> في إعطاء طابع منظم لنشاطاته، استقطب حوله عدداً كبيراً من الحاخامات اليهود، إذ عقد اجتماع بمبادرة من <<سلمون>> تزعمه <<الحاخام شلمون غورين>> وحضره أربعون حاخاماً، على القرب من الحائط الغربي للحرم الشريف وفي هذا الاجتماع تقدم سلمون ببحث يسمح بموجبه الدخول إلى الحرم الشريف من باب المغاربة، باتجاه الشمال حتى عمق 53 متراً باتجاه الغرب، وبعمق 52 متراً باتجاه الجنوب، حينما يكون الدخول من جهة الشمال.

يكشف هذا البحث عن أن تعيين منطقة باب المغاربة لبناء الهيكل المزعوم، تحمل في ثناياها استجابة لمطالب <<سلمون>> وليس سعياً وراء ما وصفته المصادر الصهيونية بتجنب الاستفزاز، واختيار منطقة باب المغاربة، يرتبط بالمخططات التي أعدها <<سلمون>> وجماعات أخرى تعمل في ذات الاتجاه لتحديد مكان الهيكل المزعوم، والذي يقول الصهاينة إنه دمر عام 70 للميلاد.

ويذكر أن سلمون قد دعا لإقامة تجمع يهودي كبير داخل باب المغاربة، قرب ساحة البراق، في نيسان 1983. وبعد وقت قصير من ذلك، وزعت جماعته ملصقات، دعت اليهود إلى دخول المسجد لتأدية ما أسمته <><صلاة عيد الاستقلال>>. ومن اللافت أن ما تسمى محكمة العدل العليا في الكيان الصهيوني، قد أصدرت قراراً في حينه سمحت بموجبه لسلمون وجماعته <<بإقامة الصلاة أمام باب المغاربة قرب المسجد الأقصى>> يوم 13/أيار/1983. وتكرر هذا السماح بموجب قرارات صادرة عن المحكمة المذكورة في السنوات التالية. وصولاً إلى استصدار قرار في تموز/1999، يسمج بموجبه لجماعة <<أمناء جبل الهيكل>> بأداء الصلاة داخل الحرم القدسي الشريف.

ومن المعروف أن اعتداءات غرشون سلمون وجماعته على المسجد الأقصى، كانت السبب المباشر للمجزرة التي نفذتها قوات الاحتلال الصهيوني في الحرم يوم 8/10/1990 وأدت إلى استشهاد اثنين وعشرين مصلياً فلسطينياً، وإصابة أكثر من مئتين بجراح.

ففي مطلع تشرين أول/ أوكتوبر 1990، أعلنت جماعة أمناء جبل الهيكل، في بيان وزعته لمناسبة <<عيد العرش>> اليهودي عن نيتها القيام بمسيرة باتجاه المسجد الأقصى يوم الاثنين 8/10/1990، وطالبت في بيانها بـ<<تحرير الهيكل من أيدي العرب>> وقال البيان <<إنه سيتم بناء العرش قرب باب المغاربة>> ودعا اليهود إلى المشاركة في هذه المسيرة، لأنها <<ستكون حاسمة، وذلك من أجل وضع حجر الأساس لبناء الهيكل الثالث>>.

بعد إذاعة هذا البيان، تنادى المقدسيون للدفاع عن المسجد. ومنذ فجر 8/10 بدأ توافدهم إلى ساحة الحرم للحيلولة دون دخول جماعة سلمون إليه. وعند العاشرة صباحاً استهدفت قوات الاحتلال، النساء بقنابل الغاز، وعندما تحرك المصلون للدفاع عنهم، أخذ الجنود الصهاينة بإطلاق النار تجاههم ما أدى إلى وقوع العدد المذكور من الشهداء. وحسب تقارير إعلامية من مصادر مختلفة فإن أتباع سلمون شاركوا في الاعتداء على المصلين وإطلاق النيران.

عملياً، وعلى مدى العقدين السابقين، واظبت تلك الجماعة الإرهابية، إضافة إلى جماعات أخرى، على تنفيذ اعتداءات على الحرم القدسي والمسجد الأقصى ونجحت في استصدار سلسلة من القرارات التي تنتهك حرمة المسجد، على أن تناول القرار الأخير الصادر عن المحكمة الصهيونية، لتبين ما ينطوي عليه من مخاطر، ينبغي أن يلحظ مسألتين هامتين:

1-إن القرار يمهد لقرارات أخرى، ما دام سلمون مستمراً في رفع الدعاوى أمام المحكمة العليا، وما دامت المحكمة المذكورة قد ناقضت توجهاً سابقاً لها وأخذت منذ بعض الوقت تنظر في هذا النوع من الدعاوى. ففي عام 1969، صدر قرار عن هذه المحكمة يقرر <<أنه لا سلطة قضائية لها في الأمور التي تتعلق بحقوق ومطالب مختلف الهيئات الدينية ولذلك لا تتدخل في قضية منع الحكومة لليهود من إقامة الصلاة في الحرم>>.

ومع تقدم النشاط الصهيوني في تهويد القدس، تغير هذا الموقف، وصولاً إلى القرار الأخير، الذي يعني أن المحكمة المذكورة خولت لنفسها إصدار قرارات من هذا النوع.

وربما يرى البعض أن سلمون وأمثاله ليسوا بحاجة إلى هذه القرارات لتنفيذ اعتداءاتهم الإجرامية على حرمة المسجد الأقصى، ولكن ينبغي الانتباه إلى أن صدور قرار من هذا النوع، يعني وصول الصهاينة إلى مرحلة الشروع في تقويض المسجد، وأن كل تحركات سلمون اللاحقة، سوف تلقى حماية من قوات الاحتلال.

2-إن هذا القرار يأتي في مرحلة تتزايد فيها أنشطة المنظمات اليهودية الأميركية الهادفة إلى تقويض الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم مكانه. وهذه الجماعات على صلة مباشرة بالحاخام سلمون، وتقدم له دعماً مادياً كبيراً منذ وقت طويل، وسعت عبر وسائل مختلفة لمساعدته في تحقيق الأهداف المشتركة.

يذكر أنه أعلن في العام 1983، عن تشكيل حركة تحمل اسم <<كيرن هارهبيت>> في كل من الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، وحددت مهمتها بإعادة بناء الهيكل في موقع المسجد الأقصى.

وفي عام 1985، كشف مفتي القدس (في حينه) الشيخ سعد الدين العلمي عن أن هناك مؤسسة ماسونية أميركية، تقدمت بطلب إلى محكمة الاستئناف الشرعية الإسلامية في القدس لـ<<بناء هيكل سليمان في منطقة الحرم>> وأعربت عن استعدادها لدفع مبلغ مئة مليون دولار من أجل التكاليف.

وفي العام التالي، أعلن الشيخ العلمي، عن <<وجود طوائف يهودية متعصبة، تساندها جماعات أميركية غير يهودية تخطط وتمهد لنسف المسجد الأقصى والصخرة المشرفة>>.

وقد قامت تلك الجماعات الأميركية، بإعداد مخططات للهيكل الذي تنوي بناءه، وتقوم أيضاً بجمع تبرعات لهذا الغرض، في احتفالات تنظم في الأعياد اليهودية، وفي ذكرى ما يسمى خراب الهيكل. وكخطوات تمهيدية فإن هذه الجمعات تقوم بتنظيم عمليات استيلاء على العقارات القريبة من المسجد، كما أنها تنظم رحلات لمريديها إلى القدس، تتضمن عرض أفلام ومخططات للهيكل الذي تريد إقامته.

إن لحظ هذين الأمرين يؤشر إلى خطر جدي يتهدد المسجد الأقصى، وهذا الخطر الذي كان قائماً على الدوام، وكان وراء إطلاق شعار: الأقصى في خطر، إنما دخل مرحلة جديدة، تتطلب ما هو أكثر من الاستنكار والشجب.

يوميات الانتفاضة

السبت: 4/8/2001

فشل الصهاينة في الاغتيال وفشلوا في عملية إخراج الفشل فقد عكست الروايات الصهيونية المتناقضة لأهداف المحاولة حجم الإرباك الذي أصيبت به الأجهزة الأمنية الصهيونية والتي حتى الآن أخرجت ثلاث روايات لمحاولة الاغتيال الفاشلة لأمين سر حركة فتح في الضفة الغربية (مروان البرغوثي) التي أصيب فيها مرافقه مهند أبو حلاوة وفلسطيني آخر فبعد الإعلان عن أن السيارة المستهدفة خاصة بمراون البرغوثي ثم الإعلان عن نجاته سارعت الأجهزة الأمنية الصهيونية إلى التسريب لإذاعة العدو أن المستهدف هو مرافق البرغوثي الجريح أبو حلاوة وليس البرغوثي، وفي وقت لاحق من هذه الليلة ذكرت مصادر صهيونية أمنية أخرى أن المستهدف من الهجوم لم يكن البرغوثي ولا أبو حلاوة بل ماجد سعيد منير 22 عاماً العضو في القوة 17. مروان البرغوثي أم أبو حلاوة فقد أطلقت مروحية صهيونية صاروخي جو أرض على سيارة أمين سر حركة فتح في الضفة الغربية مروان البرغوثي التي كانت ضمن ثلاث سيارات مرافقة وكان بداخلها أحد ناشطي حركة فتح المطلوب للاغتيال للصهاينة مهند أبو حلاوة فاخطأ الصاروخ الأول السيارة وقفز أبو حلاوة منها وأصابها الثاني فدمرها. وأصيب أبو حلاوة بحروق في الوجه وكسور في اليدين فيما أصيب مواطن فلسطيني آخر يبلغ السبعين من العمر بجروح متوسطة كان يمر في المنطقة.

هذا وقد أصيب الفتى الفلسطيني مدين أبو سمور 13 عاماً بشظايا قذيفة مدفعية صهيونية في بلدة القراره شرقي خان يونس أطلقها جنود الاحتلال الصهيوني من الدبابات المحيطة بمستوطنة غوش قطيف، وكانت قوات الاحتلال الصهيوني اقتحمت الأراضي الخاضعة للسلطة الفلسطينية وتوغلت في جنوب قطاع غزة ووسطه ودمرت ثلاثة مواقع للشرطة الفلسطينية وأغلقت مدينة أريحا. مناضلو الانتفاضة ردوا على الاعتداءات الصهيونية بمهاجمة مستوطنة كفار داروم ومواقع أخرى معادية وأصابوا مستوطنين بجراح. وأطلق المقاومون الفلسطينيون النار على جنود الاحتلال في معسكر عوفرا بالقرب من بلدة رام الله بالضفة الغربية وعلى أحد مكاتب التنسيق الأمنية بالقرب من خان يونس جنوبي قطاع غزة واستهدفوا بنيران أسلحتهم أحد مراكز ما يسمى بحرس الحدود في منطقة بيت لحم وفي نيفيه ديكاليم ورفح في قطاع غزة وذكرت إذاعة العدو أن المناضلين الفلسطينيين أطلقوا قذائف هاون من عيار 120 ملم على مستوطنة (إيلي سيتاي) في شمال القطاع، وفي تفاصيل الاعتداءات الصهيونية في الضفة الغربية، شمل القصف الصهيوني جميع المحاور في الضفة الغربية وأدت إلى تدمير العديد من المنازل وتعتبر هذه الاعتداءات من أكثر الاعتداءات همجية منذ بداية الانتفاضة فلقد تعرضت مدينتا بيت جالا وبيت ساحور من قبل قوات الاحتلال حيث قصف العدو منطقة الصدر ومحيط النادي الارثوذكسي وحارة العراق مما أدى إلى حدوث أضرار جسيمة في المباني في حين قام العدو بقصف مدينة بيت ساحور بالمدفعية والرشاشات الثقيلة من نقطة (عش غراب) وجبل أبو غنيم باتجاه المدينة وخاصة منطقة الإسكان مما أدى إلى حدوث أضرار جسيمة ولأول مرة منذ اندلاع الانتفاضة وصلت قذائف المدفعية الصهيونية إلى مدينة الدوحة وأدت إلى اشتعال النيران في أحد المحلات. كما تعرضت برك سليمان كذلك في مدينة الخضر لقصف في حين تعرض مخيم الدهيشة للقذائف كذلك. ولقد رد المناضلون في المقاومة على مصادر النيران بالأسلحة المتوفرة مما أدى إلى إصابة مستوطن وإصابة أربعة عشر منزلاً في مستوطنة جيلو حسب إذاعة جيش العدو ولقد نظمت لجنة الطواري في محافظة بيت لحم مسيرة حاشدة عصر هذا اليوم ضد الصهاينة واغتيالاتهم وتأكيداً على استمرار الانتفاضة وهتف الجميع أن الاغتيالات لن ترهبنا وأن الرد سيكون في جيلو وبالفعل كان في جيلو هذا المساء. وكذلك الحال تعرضت مساء اليوم مدينة الخليل إلى قصف عنيف بالمدفعية والرشاشات الثقيلة تركزت في منطقة النوهد وشارع الشهداء وطلعة التكروري وحارة أبو سنينه مما أدى إلى وقوع أضرار جسيمة في المباني والمنشآت.

 الأحد 5/8/2001

قتلت مستوطنة صهيونية وأصيب أربعة مستوطنين آخرين بجراح جراح اثنين منهم خطرة برصاص المناضلين الفلسطينيين عندما استهدفوا سيارتهم بالقرب من مستوطنة الفيه منشيه إلى الشرق من كفار سبا القريبة من مدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية، كتائب شهداء الأقصى أعلنت في بيان لها مسؤوليتها عن العملية وقالت إن مجموعة من مناضليها هاجمت سيارة المستوطنين وأصابتها إصابة مباشرة، كما هاجم مناضلو الانتفاضة بالقرب من طولكرم قاعدة لما يسمى بحرس الحدود الصهاينة وموقعاً آخر قرب مستوطنة عوفرا شمالي رام الله وحاجزاً للاحتلال قرب بيت ساحور، وكان المناضل الفلسطيني مجدي عبد الفتاح فريد 25 عاماً قد استشهد برصاص الاحتلال بالقرب من طولكرم شمالي الضفة الغربية وقالت كتائب شهداء الأقصى في بيان لها أن الشهيد فريد استشهد في قرية رامين بين طولكرم ونابلس حيث كان ومناضل آخر يزرعون عبوة ناسفة على طريق يسلكه جنود الاحتلال والمستوطنون حيث دارت مواجهة استمرت أكثر من ساعة مع دورية صهيونية كانت تمر في المنطقة مما أدى إلى انفجار العبوة الناسفة واستشهاد قائد المجموعة المناضل فريد كما أصيب الفتى الفلسطيني صقر عابد 14 عاماً برصاصة في الصدر من النوع المتفجر أطلقها جنود الاحتلال أثناء تواجده مع عدد من الفتية في منطقة المنطار ووصفت حالته بالصعبة.

هذا وقضى المناضل علي الجولاني متأثراً بجراحه التي أصيب بها بعد اختراقه النوعي لإجراءات الأمن الصهيوني وضربه اليوم في تل أبيب وهاجم الجولاني وزارة الحرب الصهيونية وتمكن من جرح ثمانية جنود واثنين من المستوطنين بعد اشتباك أصيب بنهايته الجولاني وتركته قوات الاحتلال التي استنفرت في محيط الوزارة ينزف حتى الموت فيما تولى عدد من الجنود التنكيل به. والشهيد الجولاني وهو في الثلاثين من عمره ومن سكان القدس الشرقية المحتلة هو أب لثلاثة أطفال وأعلن جيش العدو أنه ليس متهماً بأي قضية كما لم يشارك في السابق بأي هجمات ضد أهداف صهيونية. وتحاول قوات الأمن الصهيونية. أن تحدد ما إذا كان نفذ الهجوم بمبادرة شخصية أو لحساب منظمة فلسطينية، هذا وأعلنت كتائب العودة هذا المساء في بيان لها مسؤوليتها عن عملية تل أبيب وقالت إن الشهيد الجولاني لقن الأجهزة الأمنية الصهيونية درساً بليغاً في النضال. ويعتبر هذا الحادث الأول من نوعه الذي يستهدف جنوداً صهاينة بالرصاص داخل كيان العدو منذ انطلاقة الانتفاضة الفلسطينية في سبتمبر أيلول الماضي.

وزارة الحرب الصهيونية نشرت قائمة من سبعة فلسطينيين مطلوبين بشكل أساسي بعد ساعات من اغتيال الناشط من حركة حماس في طولكرم عامر الحضري. وزعم بيان الوزارة أن لائحة ممن أسمتهم بالإرهابيين سلمت إلى السلطة الفلسطينية بغية العمل على توقيفهم وهذا ما لم تقم به والأسماء هي رائد كرمي (حركة فتح) من طولكرم، نائب منداوي من حركة الجهاد الإسلامي في جنين، ومحمود طلال من حركة الجهاد الإسلامي في جنين أيضاً، وكمال أبو عمار من مخيم بلاطة القوة 17، عاهد غلامه الجبهة الشعبية في رام الله، موسى كلاب من حركة حماس في خان يونس والمطلوب السابع هو نبيل شريقيه من مخيم نصيرات في غزة من حركة الجهاد الإسلامي.

سياسة الاغتيال الصهيونية أودت اليوم بحياة المناضل عامر الحضري أحد عناصر حركة حماس في مدينة طولكرم بعدما استهدفت المروحيات الصهيونية سيارته بعدة صواريخ، وكانت الاعتداءات الصهيونية قد امتدت منذ الصباح قصفاً للمواقع الفلسطينية والمنازل المدنية في قطاع غزة والضفة الغربية مما أدى إلى جرح العديد من الفلسطينيين، وقد شملت صواريخ المروحيات الصهيونية موقعاً للأمن الوطني في رفح وأصابت المقر وأحدثت فيه ثلاث فجوات في الجدران والسقف، وشهدت مدينة الخليل مواجهات عنيفة بين المناضلين الفلسطينيين والصهاينة حيث تعرضت المدينة لإطلاق نار صهيونية غزيرة وأطلقت دبابات الاحتلال نيرانها على منازل المواطنين وسط الخليل. المناضلون الفلسطينيون أصابوا مستوطناً صهيونياً بجراح في الخليل بعد أن استهدفوا بنيرانهم أيضاً سيارة عسكرية ومجمعين استيطانيين في المدينة ودارت مواجهات أخرى حول بيت لحم بالقرب من مخيم عايدة للاجئين الفلسطينيين مع جنود الاحتلال المتمركزين عند محيط جبل أبو غنيم ومستوطنة جيلو والأحياء الملاصقة لبيت جالا وبيت ساحور حيث أصيبت راهبة من الدير اليوناني القديم برصاص الاحتلال، وامتدت المواجهات لتشمل مناطق محاذية للجزء الجنوبي من مدينة القدس، وقال مسؤولون فلسطينيون أن عدداً من المواطنين الفلسطينيين أصيبوا بجراح عندما قصفت الدبابات الأحياء السكنية في بيت لحم. وأطلقت قوات الاحتلال المتمركزة في مستوطنة جيلو النار من رشاشات ثقيلة ومتوسطة بشكل مكثف باتجاه منازل المواطنين الفلسطينيين في بيت جالا وتركز القصف على وسط المدينة خاصة أحياء دير عونه ومحيط النادر الارثوذكسي وكنيسة مار نقولا وحارة العراق. كما تعرضت بلدة الخضر لسقوط قذائف المدفعية ما أدى لتدمير محلين تجاريين في محيط برك سليمان.

المناضلون الفلسطينيون ردوا على الاعتداءات الصهيونية فاستهدفوا المناطق الاستيطانية في حي جيلو وقالت مصادر صهيونية إن مستوطنة أصيبت بجراح وأصيب بأضرار أكثر من أربعة عشر منزلاً صهيونياً. كما استهدف المناضلون الفلسطينيون مواقع الاحتلال قرب مستوطنة <<هارحوما>> ومستوطنة اقرى على طريق يلتف حول بيت لحم، كما أطلقوا قذيفتي هاون على قاعدة لجيش الاحتلال في مستوطنة <<نيفي ديكاليم>> في قطاع غزة.

 الاثنين: 6/8/2001

جدد الآلاف من المواطنين الفلسطينيين في مدينة طولكرم في الضفة الغربية في مسيرة تشييع شهيدين فلسطينيين استشهد أمس على يد قوات الاحتلال جددوا تأكيدهم على خيار مواصلة الانتفاضة والمقاومة وانطلق المشيعون حاملين جثمان الشهيدين عامر منصور الحضري المجاهد من حماس الذي اغتالته يد الغدر الصهيونية عبر مروحياتها القاتلة بسيارته بعدة صواريخ، والشهيد المناضل مهدي عبد الفتاح من كتائب شهداء الأقصى الذي استشهد برصاص الاحتلال بالقرب من طولكرم شمال الضفة الغربية عندما كان يزرع عبوة ناسفة قرب رامين بين طولكرم ونابلس على طريق يسلكه جنود الاحتلال والمستوطنون. مناضلو الانتفاضة أطلقوا قذيفتي هاون صباح اليوم على مستوطنة موراج المقامة في قطاع غزة وقتلوا الليلة الماضية مستوطنة صهيونية وأصابوا أربعة آخرين بجراح ثلاثة منهم إصابتهم خطرة عندما استهدفوا سيارتهم بالقرب من مستوطنة <<الفيه منيشه>> القريبة من مدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية، قوات الاحتلال الصهيوني واصلت اعتداءاتها على المواطنين الفلسطينيين فقصفت بالأسلحة الرشاشة الثقيلة منطقتي الارتباط العسكري والمصانع الكيماوية في طولكرم حيث أصيبت العديد من المنازل بأضرار وتخضع طولكرم لحصار مشدد، كما شدد الكيان الصهيوني حصاره المفروض على مدينة قلقيلية ودفع بالمزيد من قواته المدعومة بالدبابات إلى محيطها الدبابات الصهيونية قصفت بقذائفها ثلاثة مواقع للأمن الفلسطيني في الضفة الغربية ليل الأحد-الاثنين في منطقة تقع شمال غرب الضفة الغربية، قوات الاحتلال أعلنت عن اعتقال اثنين من مجاهدي حماس بالقرب من مدينتي نابلس وطولكرم شمال الضفة الغربية. وقال شهود عيان فلسطينيون أن قوات الأمن الصهيونية قامت باعتقال نضال رضوان أبو سعادة شرقي مدينة نابلس بالقرب من مستوطنة آلون موريه وهو يعمل سائق سيارة أجرة كما اعتقل الاحتلال نهاد عصام أبو قشك أثناء اعتراض سيارة كان فيها من قبل سيارة عسكرية صهيونية بالقرب من قرية بلعه قضاء طولكرم شمال الضفة الغربية، وأعلنت سرايا القدس أن إحدى مجموعاتها ألقت عشرة قنابل يدوية على مواقع الاحتلال عند بوابة صلاح الدين بالقرب من الحدود الفلسطينية المصرية.

ومن ناحيتها أعلنت كتائب القسام مسؤوليتها عن تفجير عبوة ناسفة موجهة ضد ناقلة ضد صهيونية شمال قطاع غزة في محيط مستوطنة دوغيت وذلك يوم الجمعة في الثالث من الشهر الجاري وأدى انفجار العبوة إلى تدمير الناقلة بشكل كامل.

 الثلاثاء: 7/8/2001

أردى الفدائيون الفلسطينيون بأسلحتهم الرشاشة مستوطناً صهيونياً عندما كان يمر بسيارته بالقرب من طريق شمال الضفة الغربية وقالت مصادر صهيونية إن سيارة القتيل الذي يستوطن في إحدى مستوطنات غور الأردن تعرضت لوابل من الرصاص قرب مستوطنة تبوح جنوب نابلس حيث فقد السيطرة على سيارته، كما أردى المناضلون الفلسطينيون جندياً صهيونياً وأصابوا آخر بجراح خطرة في عملية دهس نفذها مجاهد فلسطيني، وأفادت المعلومات أن مجاهداً فلسطينياً دهس بسيارته على طريق الخليل القدس قرب قرية <<بيت عاتون>> جندياً صهيونياً وجرح آخر وأضافت المعلومات أن المجاهد تمكن من الانسحاب بسلام من مكان العملية. هذا وفجر مناضلو الانتفاضة عبوة ناسفة بدورية لجيش الاحتلال في محيط مستوطنة حوميش بالقرب من بلدة سيلة الظهر في جنين بالضفة الغربية، وفجر جيش الاحتلال عبوة ناسفة قرب معسكر صاتور قرب جنين. مناضلو الانتفاضة ألقوا قنبلة يدوية وأطلقوا النار على موقع صهيوني في مخيم رفح على الحدود الصهيوني على جانب الطريق بين نابلس وجنين بالقرب من مستوطنة حوميش حيث دمرت السيارة وقتل وجرح من فيها، مناضلو المقاومة الفلسطينية تصدوا لمحاولة تقدم صهيونية نحو مخيم رفح واشتبكوا مع جنود الاحتلال المدعومين بالدبابات ودارت مواجهات عنيفة.

وذكرت مصادر فلسطينية أن خمسة فلسطينيين أصيبوا بجراح بينهم ثلاثة أطفال، الإذاعة الصهيونية أعلنت أن عبوة ناسفة انفجرت بدورية عسكرية عند معبر المنطار وبعد الانفجار تعرضت الدورية لهجوم بالأسلحة الرشاشة، كما استهدفت عبوة أخرى دورية عسكرية للاحتلال على طريق كيسوفيم دير البلح. هذا وأطلق المناضلون الفلسطينيون النار علىمواقع عسكرية قرب مستوطنة كاديت في مجمع مستوطنات غوش قطيف وباتجاه المنطقة الصناعية في نيفي ديكاليم كتائب شهداء الأقصى أعلنت في بيان لها أن إحدى مجموعاتها فجرت عبوتين ناسفتين على مدخل مستوطنة <<موفودوتان>> بالقرب من جنين دمرتا موقعاً خاصاً بحراسة المستوطنة.

كما أعلنت كتائب العودة خلية القدس مسؤوليتها عن انفجار عبوة ناسفة شديدة الانفجار على الطريق قرب بيتونيا في رام الله واعترف جيش الاحتلال بتعرض ناقلة جند مدرعة لانفجار عبوة ناسفة في المكان. إلى ذلك قتل فلسطيني يحمل الجنسية الصهيونية أثناء توجهه نحو مستوطنة تيسوفيم بالقرب من قلقيلية في الضفة الغربية والقتيل هو وائل غانم من سكان قرية الطيبة ويعتقد أنه عميل لأجهزة الأمن الصهيونية.

إجراءات الكيان في الحصار تتواصل حيث تخضع طولكرم لحصار مشدد تمنع الخروج والدخول إلى المدينة. كم شدد الكيان الصهيوني حصاره على قلقيلية والخليل التي ما زالت تخضع لحصار منذ مئة وسبعين يوماً. ومن ناحية أخرى اعتقلت قوات الاحتلال أربعة مواطنين فلسطينيين من سكان مخيم العروب قرب الخليل زاعمة أنهم شاركوا بإلقاء زجاجات حارقة على الجنود الصهاينة.

الأربعاء: 8/8/2001

أصيب ثلاثة جنود صهاينة بجراح بعدما انفجرت عبوة ناسفة زرعها مناضلو الانتفاضة أثناء مرور دورية عسكرية صهيونية على طريق يصل إلى أحد المواقع العسكرية في جبل عيبال في الضفة الغربية وتبنت كتائب شهداء الاقصى في بيان لها مسؤولية العملية وقالت إنها فجرت عبوة قرب قاعدة مراقبة وتجسس لقوات العدو عند مفرق عصيرة الشمالية مما أدى إلى تدمير السيارة وقتل وجرح من فيها، كما أصيب مستوطن صهيوني في حيفا بجراح خطرة بعدما طعن عدة طعنات على يد ثلاثة أشخاص مجهولين بحسب ما ذكرت إذاعة العدو، وكان مناضلو الانتفاضة الفلسطينية قد دكوا مستوطنة <<نتسار حزائي >> جنوب قطاع غزة بأربع قذائف هاون، كما نفذ مناضل فلسطيني عملية استشهادية عند حاجز تفتيش للاحتلال في وادي الأردن بالضفة الغربية، وأوردت مصادر الاحتلال أن  منفذ العملية الذي استشهد فجر السيارة عندما طلب إليه أحد الجنود الصهاينة في نقطة تفتيش على مقربة من مستوطنة صهيونية في وادي الاردن إيقاف سيارته على جانب الطريق، وإدعت المصادر الصهيونية أن جندياً واحداً فقط أصيب بجراح وزعمت أن السيارة المفخخة جاءت من جهة نابلس، وقالت إذاعة العدو نقلاً عن مصادر فلسطينية أن الشهيد يدعى أشرف السيد 23 عاماً من سكان نابلس وأنه من نشطاء حركة المقاومة الاسلامية حماس. واطلقت المروحيات الصهيونية ثلاثة صواريخ على حاجز للقوة 17 عند مدخل عصيرة الشمالية شمالي نابلس مما أدى إلى تدمر الحاجز بالكامل، وتوغل جيش الاحتلال ليل الاثنين الثلاثاء في أراض خاضعة للسلطة الفلسطينية وردم قسماً كبيراً من وادي السلقا الذي يستخدم في مساعدة المزارعين على ري بساتينهم قبل أن ينسحب منها. وقال مسؤول فلسطيني أن جيش الاحتلال هدد بإطلاق النار على أي مواطن فلسطيني يمر من المنطقة، وكانت المروحيات الصهيونية قد قصفت ليل الاثنين الثلاثاء مراكز للشرطة الفلسطينية في الضفة الغربية في بلدة سلفيت قرب نابلس فيما أطلقت صواريخ مضادة للدبابات على حاجز للشرطة الفلسطينية في أريحا وقالت مصادر أمنية فلسطينية أن مركزاً للمخابرات الفلسطينية قصف كما قصفت عدة مواقع تابعة للقوة 17 لكن لم يصب أحد في الهجوم. من جهته أوضح متحدث عسكري صهيوني أن القصف تحذير جديد بأن الجيش الصهيوني سيجد السبيل للرد على أي هجوم على جنوده وعلى المدنيين بحسب تعبيره، قوات الاحتلال بالاستعانة بالدبابات والجرافات العسكرية واصلت عمليات الجرف الواسعة للأراضي الفلسطينية المزروعة في منطقة وادي السلقا شرقي دير البلح، وشملت عشرات الدونمات من الاراضي المزروعة، وكان المناضلون الفلسطينيون قد قتلوا أمس جندياً صهيونياً ومستوطنين وعميلاً فلسطينياً يحمل الجنسية <<الاسرائيلية>> وأصابوا جنديين بجراح خطيرة في نابلس وعلى طريق الخليل القدس. وفي مدينة رام الله شارك الآلاف من أبناء شعبنا في تشييع جثمان الشهيد علي الجولاني منفذ الهجوم الجرئ أمام وزارة الحرب الصهيونية في تل أبيب الأحد الماضي.

ومن جانبها أعلنت طلائع الجيش الشعبي <<كتائب العودة>> مسؤوليتها عن مهاجمة إحدى مجموعاتها بالأسلحة الرشاشة موقعاً لجيش الاحتلال قرب الحي الاستيطاني في الخليل، وقالت الكتائب إن مجموعة الشهيد علي الجولاني أصابت الموقع إصابات مباشرة،كما هاجمت في الخليل أيضاً موقع ما يسمى أبراهام أثينو في محيط حي أبو سنينة حيث أصيب الموقع إصابات مباشرة. إلى ذلك هاجم المناضلون الفلسطينيون دورية للاحتلال الصهيوني قرب بلدة بيتونيا جنوبي رام الله، كما أطلق المقاومون الفلسطينيون ثلاث قذائف هاون على مستوطنة موراج في قطاع غزة، وأوضحت مصادر إعلامية ان جيش الاحتلال أضاء بالقنابل المضيئة سماء المنطقة.                 

الخميس: 9/8/2001

قتل تسعة عشر صهيونياً على الأقل وأصيب عشرون آخرون بجراح اثنان منهم بحال الخطر وحال البعض منهم ميؤوس منها في عملية استشهادية نفذها مجاهد من حركة حماس <<كتائب الشهيد القسام>> في قلب القدس المحتلة وسط الحي التجاري الذي تعتبره شرطة الاحتلال الأكثر أمناً خارقاً بذلك كل إجراءات الاحتلال الامنية، وفجر المناضل من كتائب القسام <<عز الدين سهيل أحمد المصري>> من جنين القسام نفسه داخل مطعم لوجبات البيتزا مكتظ بالصهاينة. ووقع الانفجار في منتصف النهار بينما كان المطعم يعج بالزبائن وقد هرعت الشرطة الصهيونية وفرق الانقاذ إلى مكان الحادث وأغلقت المنطقة بالكامل، وقال مسؤول في الشرطة الصهيونية إن الاستشهادي دخل إلى المطعم عند مفترق طرق بين شارعي يافا والملك جورج وفجر نفسه وأضاف المسؤول للإذاعة الصهيونية إن القنبلة كانت تحتوي على مسامير وشوهدت العديد من الجثث على الأرض والمصابين بشكل كبير، وأضافت شرطة العدو أنها كشفت عبوة ناسفة أخرى بالقرب من مكان الانفجار الاول مملوءة بالمسامير وكانت موجودة خارج المطعم ولكنها لم تنفجر. وبينما كان الصهاينة منهمكين في نقل قتلاهم في القدس انفجرت عبوة ناسفة ثانية سمع لها دوي كبير في محطة الباصات المركزية في القدس الغربية وقالت:كتائب العودة طلائع الجيش الشعبي في بيان لها إن خلية شهداء الاقصى فجرت العبوة في محطة الباصات وأدى انفجارها إلى إصابة عدد من الصهاينة وألحقت أضرارً بباص يحمل الرقم <<27>>وكان متوقفاً في المكان.

ومن جانب آخر أعلنت كتائب شهداء الاقصى <<وحدة شهداء الفارعة>>أن إحدى مجموعاتها هاجمت تجمعاً للمستوطنين قرب جليون شرق جنين وتمكن المناضلون من قتل وجرح عدد من المستوطنين وذلك باعتراف العدو الصهيوني، وأشارت مصادر الاحتلال إلى مقتل مستوطنة وإصابة أربعة جنود في هذه العملية وتبين أن المستوطنين كانوا في قافلة بحماية قوة من جيش الاحتلال. المناضلون الفلسطينيون نفذوا هجمات على مواقع صهيونية وتمكنوا من قتل جندي صهيوني بالقرب من مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية، فيما توغلت دبابات الاحتلال بالأراضي الخاضعة الخاضعة للسلطة الفلسطينية في منطقتي المغراقة والشجاعية جنوب مدينة غزة وشرقها.

كتائب شهداء الأقصى في بيان لها أعلنت أن مجموعاتها قامت بعدة عمليات ضد مواقع وجنود الاحتلال فقد قام قناص من أبطال الكتائب بقنص أحد جنود الاحتلال الصهيوني في مستوطنة <<افني حيفتس>> بالقرب من طولكرم، وأضافت أن المناضلين هاجموا بالاسلحة الرشاشة حاجزاً لجنود الاحتلال بالقرب من جبل أبوغنيم وآخر على جبل الطور في القدس وجاء في بيان آخر حمل اسم طلائع الجيش الشعبي كتائب العودة إن إحدى مجموعاتها نفذت عملية إطلاق نار من رشاشات على سيارة دورية على طريق مستوطنة <<أفني حيفتس>>أصيب خلالها أحد الجنود إصابة مباشرة أدت إلى مقتله.

دبابات الاحتلال قامت بقصف موقع فلسطيني وحواجز للقوة 17 في طولكرم بالضفة الغربية بعد ساعات على عملية القدس الاستشهادية قامت قوات دبابات العدو بالتوغل مئات الأمتار في منطقة المغراقة قرب مستوطنة نتساريم جنوب غزة، وكانت دبابات الاحتلال توغلت صباح اليوم مئات الامتار في منطقة الشجاعية الخاضعة بالكامل للسلطة الفلسطينية شرق مدينة غزة، كما أغارت مروحيتان صهيونيتان على موقع للقوة 17 ودمرته تدميراً كاملاً عند المدخل الشمالي لمدينة نابلس ولاحقت العناصر إلى بناية مجاورة حيث دمرتها جزئياً. وبعد ظهر اليوم ألقى مناضلو الانتفاضة اثنتي عشرة قنبلة يدوية على موقع لجيش الاحتلال بالقرب من رفح وفجر المناضلون عبوة ناسفة لدى مرور دورية عسكرية على طريق يصل إلى أحد المواقع العسكرية الصهيونية في جبل عيبال في الضفة الغربية وقام المناضلون بعدة هجمات عند مفرق عصيرة وبالقرب من الحي الاستيطاني في الخليل وعلى دورية بالقرب من بلدة بيتونيا جنوبي رام الله .

 الجمعة: 10/8/2001

للمرة الاولى منذ عام 1967 احتل جيش الاحتلال الصهيوني بيت الشرق الفلسطيني في القدس الشرقية المقر شبه الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية وتسعة مكاتب فلسطينية أخرى ورفع العلم الصهيوني عليها وعبثت بمحتوياتها وختمتها بالشمع الأحمر كما صادرت أجهزة ومستندات ووثائق رسمية واعتقلت قوات الاحتلال سبعة مواطنين يعملون في بيت الشرق ويتولون حمايته وزعم أن البيت كان مركزاً للتحريض على العنف، كما أغلقت قوات الاحتلال مؤسسات اجتماعية ومقر وزارة الأوقاف والشؤون الدينية ومؤسسة الدراسات العربية وغرفة التجارة العربية التي تعمل منذ أكثر من سبعين عاماً وجمعية الدفاع عن المعتقل الفلسطيني ومركز أبحاث الاراضي وجمعية تطوير المشاريع الصغيرة ومركز حقوقي ومكتب محاماة، وفي وقت تعيش القدس المحتلة وضعاً متوتراً أصيب ثلاثة من أفراد الشرطة الصهيونية بجراح بعد تعرضهم للرشق بالحجارة بالقرب من بيت الشرق بعد مظاهرات أمامه قام بها الفلسطينيون ومتظاهرون أجانب احتجاجاً على احتلاله وأصيب ستة من المتظاهرون بجراح بعد تدافع كبير وألقت شرطة الاحتلال القبض على سبعة منهم وقد حمل المتظاهرون العلم الفلسطيني ولافتات تطالب بانهاء الاحتلال وتؤكدعلى عربية وفلسطينية بيت الشرق. كما اقتحمت قوات الاحتلال ليلاً قرية أبوديس الخاضعة لسيطرة الاحتلال الامنية، حيث فرضت منع التجوال واقتحمت مقر المقاطعة وعبثت بمحتوياته وصادرت العديد من المعدات، ولتبرير عدوانها عرضت عدداً من المسدسات والاسلحة الرشاشة الفردية مع بعض ذخائرها زاعمة أنها وجدت في بعض المنازل التي اقتحمتها في القرية، إلى ذلك وضعت الاجهزة الامنية الصهيونية في القدس في حالة تأهب قصوى خشية من عمليات استشهادية محتملة كما فرضت قوات الاحتلال قيوداً على وصول المصلين إلى المسجد الاقصى لأداء صلاة الجمعة ومنعت سكان الضفة الغربية وقطاع غزة من الوصول كما لم تسمح لفلسطينيي القدس الشرقية أيضاً باستثناء الذين تجاوزت أعمارهم الاربعين سنة، وكانت المقاتلات الصهيونية من طراز ف16 دمرت بصواريخها مركز الشرطة الفلسطينية في ضاحية الطيرة بمدينة رام الله وهو مقر رئيسي لقوات الشرطة الفلسطينية في الضفة الغربية وأصاب أحد الصواريخ التي أطلقتها الطائرات الأمريكية الصنع حياً سكنياً وألحقت به أضراراً مادية جسيمة واشتعلت النيران في المكانين وأصيب ثلاثة فلسطينيين بجراح.

المناضلون الفلسطينيون أطلقوا النار باتجاه مواقع الاحتلال الاستخباراتية على قمة جبل عيبال قرب نابلس وقالت إن أضراراً لحقت بالمواقع،وألقى شبان الانتفاضة الفلسطينية القنابل الحارقة والحجارة على قوات الاحتلال في محيط قبة راحيل في بيت لحم، حيث دارت مواجهات مع تلك القوة كما ألقيت أربع قنابل حارقة باتجاه مواقع الاحتلال في الخليل قرب الاحياء الاستيطانية في المدينة.وقامت قوات الاحتلال بأعمال تجريف واسعة بحماية الدبابات الصهيونية والمجنزرات بالقرب من رفح جنوبي قطاع غزة وقامت الجرافات بأعمال التجريف وتسوية الاراضي الزراعية قرب مخيم يبنا للاجئين في رفح، كما دمرت مقر قوات الأمن الفلسطينية الحدودي الرئيسي شرقي قطاع غزة بعد قصفه بقذائف الدبابات ودمر المقر الذي يقع قرب مخازن مقر سلطة الطاقة الفلسطينية بشكل كامل. واستولت قوات الاحتلال على المقر بعد أن تمركزت الدبابات القتالية في محيط المنطقة نفسها قرب حاجز <<نحال عوز>>الصهيوني، إلى ذلك سارت تظاهرة في نابلس ضمت العشرات من الفلسطينيين مطالبة السلطة بتنفيذ أحكام الأعدام بحق العملاء الذين أصدرت المحكمة الفلسطينية العليا قرارات باعدامهم بعد إدانتهم بالتعامل مع أجهزة الامن الصهيونية، كما شارك المئات من الفلسطينيين في تظاهرة تضامن مع الشرطة الفلسطينية بعد أن قصفت مقاتلة صهيونية موقعها في رام الله.                 

السبت: 11/8/2001

توفيت الطفلة أزهار سعيد ابو شلوف ابنة العامين عند حاجز عسكري صهيوني أقيم في منطقة المواصي في رفح جنوبي قطاع غزة بعد أن منع الجنود الصهاينة وصولها إلى المستشفى إثر تدهور صحتها نتيجة فقر حاد في الدم، وفي غزة شيعت الجماهير الفلسطينية شهيدين كانا قضيا ليل أمس خلال مواجهات اندلعت مع جنود الاحتلال قرب معبر المنطار شرقي المدينة واصيب خلالها ستة مواطنين فلسطينيين.

ضربات المناضلين تواصلت فاستهدفوا مستوطنة موراج في قطاع غزة بثلاث قذائف هاون أعلنت مجموعة باسم قوات صقور الإسلام مسؤوليتها عن العملية مؤكدة تحقيق إصابات دقيقة كما هاجم المناضلون موقعاً لجيش الاحتلال قرب مستوطنة <<نيفي ديكاليم>> وآخر قرب مستوطنة كاديت وأشارت قوات الاحتلال إلى أنها عطلت عبوتين ناسفتين في الضفة الغربية، وفي رام الله أصيب مواطن فلسطيني برصاصة في رجله أطلقها جنود الاحتلال عند حاجز سرده كما أطلق الجنود الصهاينة في حاجزي بيت إيل وقلنديا الرصاص على فلسطينيين كانوا يريدون الخروج من المدينة، وفي غزة تعرض فريق عمل تلفزيوني ياباني وعدد من الصحفيين الفلسطينيين لإطلاق نار من قبل جنود الاحتلال عند مفترق الشهداء مما أدى إلى إصابة السيارة برصاصات عدة دون وقوع إصابات.

وفي ممارسات العدو أفاد شهود عيان أن جنود الاحتلال أجبروا عدداً من المواطنين أثناء توجههم إلى منطقة الأغوار على خلع ملابسهم الخارجية قبل تفتيشهم خوفاً من حيازتهم الأسلحة أو متفجرات وفي سجن شطه الصحراوي أعلن المعتقلون إضراباً عن الطعام احتجاجاً على سوء المعاملة التي يتعرضون لها من سلطات السجون الصهاينة وأفاد هؤلاء أنهم يتعرضون منذ مدة للتنكيل على يد قوات خاصة.

ومن جانبهم مناضلو الانتفاضة هاجموا دورية لجنود الاحتلال على الطريق الالتفافي بالقرب من قرية بيت فوريك شرقي نابلس وقالت كتائب شهداء الأقصى التي تبنت الهجوم أن اشتباكاً عنيفاً دار مع جنود الاحتلال وأعلنت الكتائب أيضاً عن تفجير عبوة ناسفة قرب قرية سبسطيه غربي نابلس ومهاجمة موقع للاحتلال جنوب مستوطنة <<إفرات>> قرب بلدة الخضر جنوبي بيت لحم.

وفي الاعتداءات الصهيونية أصيب طفلان فلسطينيان في السابعة والعاشرة من العمر برصاص جيش الاحتلال خلال مواجهات متفرقة شهدتها منطقة بوابة صلاح الدين في رفح جنوب قطاع غزة.

 الأحد: 12/8/2001

وجهت حركة الجهاد الإسلامي ضربة قوية إلى كيان العدو عندما نجح أحد مجاهديها الاستشهاديين بالوصول إلى العمق الصهيوني في حيفا كبرى مدن الساحل الفلسطيني في الأراضي المحتلة عام 1948، ومركز الثقل العسكري للكيان والاستشهادي هو محمود بكر نصر من بلدة قباطيه 28 عاماً. ووقعت العملية الاستشهادية داخل مطعم دول ستريت في شارع بن غوريون في مستوطنة كريات موتسكين شمالي حيفا في تمام الساعة الخامسة والدقيقة الخامسة والعشرين عصراً في وقت لم يلتقط الكيان الصهيوني وقادته أنفاسهم بعد انفجار القدس يوم الخميس الماضي. وقد تضاربت المعلومات التي أوردتها إذاعة العدو عن عدد الإصابات بينما بدأت بعشرين إصابة ثم ثلاثين ثم ثلاثة وخمسين مع وجود حالات خطرة عادت الأجهزة الأمنية الصهيوني لتعلن أن عدد الإصابات هو عشرون بينهم حالات متوسطة. من جهتها دعت القوى والمنظمات الفلسطينية الفلسطينيين إلى المشاركة في مسيرة التحدي الكبرى غداً في فلسطين والشتات وحثت العرب والمسلمين على تنظيم حركة تضامن واسعة مع الشعب الفلسطيني والقدس المحتلة التي تتعرض لشتى الاعتداءات الصهيونية.

وأفادت مصادر طبية فلسطينية أن طفلة فلسطينية في السابعة من عمرها تدعى صابرين أبو سنينه استشهدت هذا المساء متأثرة بجروح خطرة أصيبت بها في رأسها جراء إطلاق النار من قبل الجنود الصهاينة والمستوطنين في الخليل، وافادت المصادر أن شاباً يدعى سمير الشريف أصيب ايضاً في نفس الحادث إضافة إلى خمسة آخرين، وقالت مصادر الاحتلال الصهيوني أن اثنين من جنودها أصيبا بجروح في تبادل لإطلاق النار الذي وقع وسط الخليل، وفي غزة أفاد شهود عيان أن مروحيات عسكرية صهيونية حلقت هذا المساء على ارتفاع منخفض فوق أجواء رفح جنوب القطاع وجاء تحليق المروحيات الصهيونية بعد ساعات قليلة على العملية الاستشهادية في حيفا، كما أفيد أن الجيش الصهيوني عزز من تواجده العسكري على المفترقات وحول المستوطنات في قطاع غزة. وكان العدو أقدم اليوم على احتلال شركة للاتصالات الفلسطينية في بلدة أبو ديس في وقت كانت قوات عسكرية صهيونية تقتحم وتحتل جزءاً من بلدة القراره وتهدم منزلاً.

الفلسطينيون واصلوا مظاهراتهم المنددة باحتلال بيت الشرق والمؤسسات الفلسطينية ونظموا مسيرات جديدة أمام مبنى بيت الشرق إلا أن جنود الاحتلال قمعوا المتظاهرين بالقوة واعتقلوا بعضهم. وكان مخيم خان يونس عرضة لقصف الدبابات وأسفر القصف عن إصابة فتى في الرابعة عشرة من عمره بجروجح متوسطة. كما أصيب طفلان فلسطينيان في السابعة والعاشرة من العمر بجروح متوسطة أيضاً بالرصاص المتفجر لجنود الاحتلال. خلال مواجهات متفرقة شهدتها منطقة بوابة صلاح الدين في رفح جنوب قطاع غزة.

 الاثنين: 13/8/2001

عم الإضراب الشامل الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية وقطاع غزة ولقيت الدعوة للإضراب تعبيراً عن رفض الشعب الفلسطيني واستنكاره لاحتلال بيت الشرق التزاماً كاملاً في الأراضي التابعة للسلطة الفلسطينية وأغلقت المتاجر والإدارات أبوابها في جميع المناطق الفلسطينية، كما أقفلت المحال التجارية في القدس الشرقية وشهد قطاع غزة إضراباً شاملاً في الأنشطة الاقتصادية فضلاً عن الجامعات والمؤسسات الرسمية وهو الأول من نوعه لهذه الشمولية منذ انطلاق الانتفاضة في الثامن والعشرين من سبتمبر أيلول الماضي وقالت مصادر القوى الوطنية والإسلامية التي دعت للإضراب أن الالتزام بهذا الإضراب الشامل يعكس رفض شعبنا القاطع لإجراءات الاحتلال بما فيها احتلال بيت الشرق والمؤسسات الفلسطينية في القدس الشرقية وأبو ديس، هذا وقام المئات من الفلسطينيين بالتظاهر في محيط بيت الشرق الفلسطيني احتجاجاً على مواصلة إغلاقه واحتلاله من قبل قوات الاحتلال الصهيوني واندلعت مواجهات بين المتظاهرين والشرطة الصهيونية الموجودة بكثافة في المكان حيث تم رشق جنود الاحتلال بالحجارة ورفعت الأعلام الفلسطينية في المكان. قوات الاحتلال اعتدت على طاقم التلفزيون المصري في الضفة الغربية أثناء تصوير مظاهر الإضراب الفلسطيني ونقل مصور الطاقم للمستشفى لإصابته بجراح وذلك على حاجز قلنديا قرب رام الله ويأتي ذلك في وقت لا تزال قوات الاحتلال الصهيوني في حالة التأهب القصوى في أعقاب ورود معلومات عن احتمال وقوع هجمات بحسب ما قالت إذاعة العدو.

ومن جهتها أيضاً دمرت جرافات الاحتلال ترافقها الدبابات صباح اليوم موقعاً للأمن الوطني الفلسطيني قرب معبر رفح على الحدود بين فلسطين المحتلة ومصر بعدما توغلت لأكثر من مئتي متر في أراض خاضعة للسلطة الفلسطينية قبل أن تنسحب وتتراجع وأغلقت سلطات الاحتلال الصهيوني معبر رفح الحدودي مع مصر جنوبي قطاع غزة من دون إبداء أي أسباب.

مناضلو الانتفاضة الفلسطينية فجروا عبوة ناسفة لدى مرور قوة عسكرية صهيونية في منطقة رفح على الحدود المصرية الفلسطينية كما فجروا عبوة وضعت بالقرب من إحدى المؤسسات الصهيونية في منطقة غوش قطيف بقطاع غزة ولحقت بالمؤسسة أضرار مادية بحسب ما ذكرت إذاعة العدو، وأصيب جندي صهيوني بجراح في وجهه عندما قام العشرات من الفلسطينيين برشقه بالحجارة في محيط الحي الاستيطاني في الخليل حيث كان جنود الاحتلال يطلقون النار على الفلسطينيين والقنابل المسيلة للدموع، كما هاجمت كتائب شهداء الأقصى سيارة لحرس المستوطنات الصهيونية قرب بلدة التل في نابلس وأكدت مصادر خاصة وقوع إصابات بين المستوطنين في العملية، وفي عملية أخرى قام المناضلون الفلسطينيون بوضع عبوة ناسفة على الطريق المؤدي إلى الموقع العسكري المقام على جبل عيبال شمال نابلس وقالت إذاعة العدو أن جنود الاحتلال فككوا العبوة بعدما كانوا قد فككوا عبوتين ناسفتين في المكان نفسه.

وأفادت المعلومات الواردة من الضفة الغربية أن قوات الاحتلال نشرت تعزيزات عسكرية كبيرة من الدبابات والآليات المدرعة والمشاه في محيط ومداخل مدينة جنين وعلم أن جيش الاحتلال قام بإطلاق عشرات القنابل المضيئة في سماء المدينة والقرى المحيطة بها وأعربت مصادر فلسطينية عن تخوفها من أن تكون هذه الحشودات العسكرية الصهيونية مقدمة للقيام بشن عدوان كبير على المناطق الفلسطينية خاصة على مدينة جنين.

ومن جانب آخر أعلن عن استشهاد الشاب خليل دعنه خلال مواجهات وقعت قرب فندق ميراميس في رام الله. وشهدت بلدة سيلة الظهر جنوب جنين قصفاً بالرشاشات الثقيلةمن قبل القوات الصهيونية المتمركزة قرب مستوطنة حوش مما أدى إلى إصابة فتحي عبد الفتاح عطيه 45 عاماً وكذلك عبد المنعم رحال 50 عاماً وإصابة العديد من منازل المواطنين بأضرار. من جانبهم قام الفدائيون الفلسطينيون بفتح نيران أسلحتهم على القوات الصهيونية المعتديه واشتبكوا معها، وقرب بلدة الخضر هاجم الفدائيون الفلسطينيون المواقع الصهيونية في مستوطنة إفرات وكذلك في مستوطنة <<نودين>> المجاورة وهاجموا في الخليل القوات المتمركزة في <<تل الرميدة>> وفي قطاع غزة شهدت عدة مناطق مواجهات مسلحة بين رجال المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الصهيوني وأفيد عن انفجار عبوة ناسفة عند مستوطنة كاديت، ومساء اليوم لوحظ تحليق كثيف لطائرات الـ<<ف16>> والأباتشي في أجواء مدينة غزة وجنوبي القطاع ومدينة جنين ومحيطها، وفي عمليات المقاومة أطلق مقاومون فلسطينيون النار على مستوطنة نتسار حزاني.

من ناحية ثانية شيعت الجماهير الفلسطينية الطفلة الفلسطينية الشهيدة صابرين أبو سنينه <<7 أعوام>> التي أصيبت إصابة قاتلة في رأسها برصاص الاحتلال في الخليل، ورفع جثمان الشهيدة إلى جانب جثمان جدتها وضحة أبو مياله 60 عاماً التي توفيت نتيجة إصابتها بأزمة قلبية حزناً على استشهاد صابرين. ودفنت هي الأخرى بجوار حفيدتها. وأصيب ثلاثة مواطنين فلسطينيين بجراح إصابة أحدهم خطرة برصاص جيش الاحتلال أثناء مواجهات جرت في أعقاب مراسم تشييع الطفلة صابرين.

 الثلاثاء: 14/8/2001

صدت قوى الانتفاضة الفلسطينية في مدينة جنين محاولة صهيونية فاشلة لاحتلالها وأجبرت قوات الإرهابي شارون على الانسحاب بأذيال الهزيمة وبعد مواقف بطولية من أهالي جنين وقوات الأمن انسحبت قوات الاحتلال النازي من أطراف مدينة جنين شمالي الضفة الغربية فجر اليوم بعد محاولة ليلية لاقتحام المدينة في أكبر عملية عسكرية من نوعها ضد شعبنا المناضل منذ بداية الانتفاضة. وكان هذا الاندحار الصهيوني انتصاراً للصمود البطولي الفلسطيني وتزامن هذا مع اندلاع مواجهات في بلدة بيت جالا وبيت لحم جنوبي القدس، وسقوط شهيدين أحدهما في نابلس. فيما نجا مناضل فلسطيني من محاولة اغتيال صهيونية في رام الله وأدى قصف قوات الاحتلال النازي لهذه المدن إلى إصابة عدد من المواطنين الفلسطينيين واعتقال آخرين. وأفادت المصادر أنه شارك في العملية الصهيونية التي استهدفت مدينة جنين أكثر من 30 دبابة صهيونية وعدد كبير من المصفحات والجرافات وحوالي ألف جندي وفقاً لما ذكرته المصادر الأمنية الفلسطينية، وتمكنت قوات الاحتلال من تدمير مقر الشرطة الفلسطينية في المدينة. وذكر شهود أن آلاف الشبان الفلسطينيين من أهالي المدينة وفصائل المقاومة الوطنية والإسلامية شاركوا في مقاومة جنود الاحتلال مستخدمين القنابل الحارقة والأسلحة الرشاشة. وفي الصباح خرج الآلاف من المواطنين في شوارع مدينة جنين والمخيم الصامد وقراها ابتهاجاً باندحار قوات الاحتلال العنصري النازي من المدينة تحت وطأة صمود ومقاومة أبناء المدينة الذين أفشلوا محاولة الاحتلال النازي لمدينتهم.

وفي نابلس استشهد <<شادي العقوري>> 22 عاماً عندما انفجرت عبوة ناسفة كان يجهزها في منزله في حين استشهد ناصر سعيد أبو زيديه 20 عاماً من مخيم قلنديا في عملية اغتيال جبانه نفذتها الوحدات الخاصة الصهيونية فيما نجا <<محمد أبراشي>> 22 عاماً من محاولة اغتيال في رام الله. وأفادت مصادر طبية فلسطينية أن سبعة مواطنين فلسطينيين أصيبوا بجروح متوسطة جراء القصف الصهيوني على مدينتي بيت لحم وبيت جالا ومخيم العزة، وافاد شهود أن جيش الاحتلال النازي احتل منزلاً فلسطينياً في مدخل بلدة بيت جالا وطرد سكانه منه وأعلن صاحب البيت <<جمال جواريش>> أن الجنود الصهاينة اقتحموا المنزل ونصبوا فيه رشاشاتهم وأمهلوني بضع دقائق لأخرج مع عائلتي.

إعداد: داود مناصرة

آب 1929

ثورة البراق

<<فيض جديد من دماء الشهداء العرب في فلسطين>>

لم نراهن على نزاهة اللجان الدولية

<<حائط البراق يشكل حالياً القسم الغربي من الحرم القدسي الشريف، وهو جزء من الحائط الخارجي لهيكل سليمان القديم الذي دمره الرومان أبان الحرب اليهودية (66-73م)… فقد تحدى اليهود العرب المسلمين، وأتوا إلى حائط البراق ليثبتوا ملكيته لهم. ومن العادات المعروفة لدى اليهود في هذه المناسبة زيارة الحائط والتعبد بجواره، فيبكون أمامه، ولهذا أطلقوا عليه اسم، <<حائط المبكى>>…>>.

وفي أواخر العشرينات من القرن الماضي كان الوضع في فلسطين متوتراً للغاية، وكان لهيب النضال الشعبي يمتد يوماً بعد يوم، حيث استمرت سلطة الانتداب البريطاني في إنجاز <<الوطن القومي لليهود>> حيث وفرت كل الإمكانيات للوكالة اليهودية والجمعيات الصهيونية للاستمرار في النشاط الصهيوني، من حيث بناء المستعمرات واستيعاب المهاجرين الجدد من اليهود، واستملاك الأراضي الزراعية من العرب وإجلاء المزارعين عنها وتشريدهم، وبذلك ساءت أحوال العمال العرب لفقدانهم أرضهم التي هي مصدر رزقهم الأساسي، وأغلقت المصانع الصهيونية أمام العمال العرب، وأغرقت الأسواق الفلسطينية بالبضائع الأجنبية، وضيق الخناق على المنتوجات العربية، مما أدى إلى نقمة البرجوازية العربية عليهم، وحرم المثقفين العرب من ممارسة وظائفهم في البلاد، وحرموا الشعب حق التعليم واتبعوا سياسة التجهيل، وقد وصلت نسبة الأمية في المجتمع الفلسطيني في تلك الآونة ما يقارب 75% لدى البالغين من العمر.

كل هذه الأسباب دفعت مختلف الفئات الاجتماعية العربية من فلاحين وعمال ومثقفين وبرجوازيين إلى الانضمام لحركة المقاومة الفلسطينية.

فقيام <<الوكالة اليهودية>> على قاعدة عالمية مدعومة من الصهيونية العالمية، أثارت مخاوف العرب الفلسطينيين أمام ازدياد عدوانية القيادة الصهيونية. لذلك فإن ممارسات الوكالة اليهودية كانت وراء ثورة آب 1929. لكن السلطات البريطانية تذرعت بأن النزاع على المقدسات هو السبب الحقيقي لثورة البراق 1929.

وبمجيء ذكرى تدمير الهيكل في آب 1929، قرر اليهود في هذه المناسبة أن يضعوا شيئاً غير البكاء، فساروا بمظاهرة في 14 آب، اخترقت شوارع القدس وحملوا معهم مقاعد خشبية، لتثبيتها في جدار البراق بقصد إعلان ملكيتهم له، ورفع الصهاينة أثناء المظاهرة شعارات معادية للعرب، وسرعان ما أخذت الحوادث تتخطى نطاق النزاع العربي اليهودي، وتتحول إلى حركة شعبية وطنية شاملة موجهة ضد الإمبريالية البريطاينة والصهيونية.

حيث لم يغفل العرب آثار تلك المظاهرة الصهيونية على مستقبلهم وتاريخهم، حيث وضحت خطورة العدوان الصهيونية على أقدس المقدسات العربية الإسلامية، فلم يصمتوا على هذا الاعتداء الصريح، فهاجم الثوار المظاهرة وحصلت صدامات دامية وعنيفة، أدت لوقوع إصابات بين الطرفين، لكنها أسفرت عن جلاء اليهود عن حائط البراق ونزع المقاعد الخشبية التي حاولوا تثبيتها فيه..

ونتيجة لذلك أرسلت السلطات البريطانية قوات كبيرة باسم <<تهدئة الأحوال في البلاد>>. لكن الحقيقة غير ذلك، حيث تصدت القوات البريطانية للعرب، في حين أخذ اليهود يختبؤون خلف بنادق البريطانيين، وقامت السلطات البريطانية باتخاذ تدابير قاسية بحق العرب، ونفذت أحكام الإعدام بحق المناضلين، ودمروا بعض القرى الفلسطينية، واعتقلوا الثوار، وفرضوا الغرامات والعقوبات الجماعية بحق أبناء فلسطين.

واستمرت الأحداث متفرقة في كافة أنحاء فلسطين، وقد بلغت أوجها في 23 آب 1929، وكان من نتائجها مقتل 133 وجرح 339 يهودياً، واستشهاد 116 وجرح 232 عربياً.

هذه الأحداث أظهرت تورط الحكومة البريطانية في القضاء على الثورة، ومحاولتها لتضليل الرأي العام العالمي.

بيد أن دماء أبناء فلسطين التي أريقت دفاعاً عن الأراضي المقدسة، وخاصة المسجد الأقصى لم تذهب هباء، حيث لفتت أنظار العالم إلى خطورة الوضع في فلسطين، ولم تستطع الحكومة البريطانية التهرب عما حدث، فخرجت بحل، وهو إرسال لجنة بريطانية <<لتقصي الحقائق>> ودراسة الوضع الراهن في فلسطين.

وفي 23 أيلول وصلت لجنة <<والترشو>> إلى القدس، وذكرت هذه اللجنة في تقريرها إن سبب الاضطرابات في البلاد يرجع إلى عدم اطمئنان العرب على مستقبلهم وذلك بسبب الهجرة اليهودية وانتقال الأراضي الزراعية لليهود وبناء المستعمرات، واقترحت لجنة <<شو>> إرسال لجنتين من أصحاب الاختصاص لوضع الحلول اللازمة.

وافقت الحكومة البريطانية على هذا الاقتراح، وأوفدت لجنتين إلى فلسطين:

اللجنة الأولى: فنية بريطانية يرأسها <<جون هوب سمبسون>> ومهمتها دراسة وضع الأراضي وملكيتها.

واللجنة الثانية: فهي لجنة حقوقية غير بريطانية مهمتها دراسة ملكيةحائط البراق..

وكانت نتائج هاتين اللجنتين لمصلحة العرب.. حيث أكد <<سمبسون>> إن سوء الأحوال الاقتصادية والاجتماعية للعرب الفلسطينيين كان وراءه السياسة التي اتبعتها الوكالة اليهودية. أما اللجنة الحقوقية فقد أصدرت حكمها بشأن حائط البراق..

أقرت فيه بأن الجدار ملك للمسلمين حصراً بصفته جزءاً من المسجد الأقصى، ولا يسمح لليهود بزيارته زيارة عادية وليس لهم حق ثابت فيه.

طبعاً هذا الحكم المتواضع يرفض ادعاءات اليهود الباطلة التي يحاولون فيها امتلاك المقدسات العربية في فلسطين، لكن الإعلام العربي العاجز في تلك المرحلة لم يحسن الاستفادة من هذا القرار الذي جاء ثمرة فيض جديد من دم شهداء العرب في فلسطين.

وصحيح أن البريطانيين والصهاينة قد قمعوا ثورة آب 1929 لكنهم لم يوقفوا حركة الشعب العربي، حيث بقيت أسباب ثورة آب هي المحرك الرئيسي لثورات وانتفاضات شعب فلسطين منذ بدء الصراع العربي الصهيوني حتى وقتنا الراهن.

أما في الواقع، وكما هو الآن، فإن الشعب الفلسطيني لم يراهن يوماً على مصداقية اللجان الدولية أوبما يسمى <<لجان تقصي الحقائق>> التي توافدت إلى فلسطين عبر مسيرتها النضالية على مر الزمن، فلم تكن لجنة، (كرافت، كنغ كراين، بيل)، وأخيراً لجنة ميتشل وما رافقها من مبادرات وخطط أمنية لتهدئة الأحوال في فلسطين. تلك اللجان تعرف سلفاً من هو القاتل ومن هو القتيل، وتعلم تماماً أن أصحاب الحق هم الفلسطينيون ويدركون أن الصراع العربي-الصهيوني والمتمثل بالقضية الفلسطينية، بأنها القضية المحورية والرئيسة التي نوقشت في المحافل الدولية طيلة فترات الاحتلال حتى أيامنا هذه. فلجان <<تقصي الحقائق>> ما هي إلا لجان قد بذلت قصارى جهدها لكي تموه الوضع الحقيقي في فلسطين، لتخفي وتضلل الرأي العام العالمي عن الأسباب الحقيقية الكامنة وراء اندلاع الانتفاضات الفلسطينية، وهذا ما يجري الآن في انتفاضة الأقصى المباركة 28 أيلول 2000م، حيث تحاول تلك اللجان إخماد الانتفاضة بمبادراتها وخططها السياسية والأمنية وتخفى عن العالم الأطماع الاستعمارية الصهيونية العالمية في فلسطين.

لكن هذه اللجان كالتي سبقتها لم تتمكن على الرغم من حيلها ومراوغاتها ومبادراتها، من إخفاء السبب الحقيقي لثورات وانتفاضات أبناء فلسطين، وهذا السبب كان وما زال يكمن في السيطرة الاستعمارية، والهجرة اليهودية وبناء المستوطنات، واقتلاع العرب من جذورهم وتشريدهم..

فغزو الأماكن القدسة وتدنيسها، جعل الصراع العربي الصهيوني أكثر تعقيداً وتعصباً أكثر من أي وقت مضى.

محمد حسين محمد