في الأمسية الفكرية التي نظمها مركز الدراسات السياسية

انتفاضة حتى النصر

-الحتمية التاريخية تؤكد أن مرجع النصر دائماً في النهاية لحركات التحرر الوطني

-أسلوب الانتفاضة إبداع فلسطيني فهي مزيج من النضال الشعبي والمسلح

-وقف العنف يعني وقف الانتفاضة، وانتفاضة سلمية تعني تكريس الوضع الراهن

متابعة: أحمد فاروق

<<انتفاضة حتى النصر>> كان هذا هو شعار الأمسية الفكرية التي عقدها مركز البحوث والدراسات السياسية التابع لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة فقد نظمت أمسية فكرية للأستاذ الدكتور أحمد يوسف-مدير عام معهد البحوث والدراسات العربية بجامعة الدول العربية وذلك بمناسبة مرور عام على انتفاضة الأقصى.

بدأت الندوة بكلمة لعميد الكلية الدكتور كمال المنوفي الذي أكد أن الانتفاضة الحالية هي أنبل ظاهرة في التاريخ العربي المعاصر وإن استمرارها شرط أكيد لحصول الشعب الفلسطيني على كافة حقوقه المشروعة والتاريخية ولفت الانتباه إلى ضرورة استمرار الدعم المادي والفكري والمعنوي كل بالتوازي مع الآخر ضماناً للوصول إلى هدفنا المنشود.

ثم تحدث الدكتور أحمد يوسف الذي بدأ يتذكر مئات الشهداء الفلسطينيين والتحية الواجبة لصمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الغاشم دفاعاً ليس فقط عن الحق الفلسطيني وإنما عن الشرف العربي متضامناً مع كل الشعوب المشردة المظلومة ثم تأمل الانتفاضة خلال هذا العام مذكراً بأن مرور عام على الانتفاضة يسمح بالوقوف تجاهها وقفة تحليلية نقدية تتحدث عن الانتفاضة مالها وما عليها.

وأضاف: إن المتابع لما يكتب ويقال خلال هذه الفترة سيلاحظ أن هناك ثلاثة اتجاهات لتقييم الانتفاضة.

أولها: اتجاه يرى أن الانتفاضة الحالية تمثل خروجاً عن السلوك الرشيد نظراً للاختلال  الشديد في ميزان القوة بين الشعب الفلسطيني والعدو الصهيوني وأن سلوك الانتفاضة طبقاً لهذا يبدو أقرب إلى <<السلوك الانتحاري>> ولن يكون له نتيجة إلا الهزيمة.

إن هذا الاتجاه يتناسى أن كافة حركات التحرر الوطني المعاصرة إنما بدأت في نفس الميزان المختل للقوة بينها وبين المستعمر وأنه لأمر يتعين علينا أن نتوقف عنده، أن تلك الحركات قد انتصرت وأن المستعمر هو الذي هزم: وهناك عدة أمثلة من بينها نضال جبهة التحرير الجزائرية وكفاحها ضد الجيش الفرنسي رغم الفارق الشاسع في كافة موازين القوة لصالح فرنسا.

وأيضاً ما شهدته الولايات المتحدة خلال حربها مع فيتنام أن الحتمية التاريخية تؤكد أن مآل النصر في النهاية لحركات التحرر وللعجب فإن الهزيمة كانت دائماً للطرف الذي كان ميزان القوة يميل لصالحه مما يؤكد أن للقوة بعداً معنوياً لا يوازي فقط البعد المادي وإنما يتفوق عليه.

أما الاتجاه الآخر فهو يمثل بعداً وطنياً وقومياً لكنه يتسم بالعاطفية الشديدة-فهذا الاتجاه يرى أن الانتفاضة رغم نبلها ووطنيتها إلا أنه على ضوء ما مر من عام فإنه من شأنها أن تؤدي إلى خسائر فادحة في الشعب الفلسطيني مادياً وبشرياً ويرى الدكتور أحمد يوسف إن هذا الاتجاه قد لا يخلو من إخلاص ولكنه يتسم بعاطفية زائلة مفادها الحرص على الشعب الفلسطيني لكن الواقع الذي نعيش فيه يؤكد إننا نحيا في عالم اضطرت فيه كافة حركات التحرر الوطني إلى دفع ضريبة هائلة مادية وبشرية لأن المستعمر لم يترك لها أي فرصة لكي تتبع أي سلوك مغاير ونحن نذكر كيف إن جبهة التحرير الجزائرية خسرت في معركة واحدة دامت ستة أيام فقط ما يربو عن الستة آلاف قتيل ولكن حركة التحرر استمرت ونشطت وانتهت إلى النصر.

والتاريخ يؤكد على ضرورة أن تدفع الشعوب ضريبة الدم من أجل حريتها.

على ضوء هذين الاتجاهين يشكك البعض في جدوى الانتفاضة فثمة من يرى أن الانتفاضة هي حلقة من حلقات نضال الشعب الفلسطيني من أجل استرداد حقوقه.

فكافة حركات التحرر الوطني بدأت بالمقاومة العفوية ثم فترة من السكون كان المستعمر فيها في أشد حالات البطش ثم فترة يتم وفقاً لحسابات المكاسب والخسائر يستتبعها نضال سلمي ثم عسكري وهذا النموذج حكم كافة حركات التحرر الوطني على مدى التاريخ المعاصر.

لقد بدأت الانتفاضة في عام 1987 كاستمرار لهبات وانتفاضات سبقتها ثم هدأت وتوقفت تماماً بعد عملية أوسلو ولكن تجددت الانتفاضة بصورة أعمق وأشمل مرة أخرى عقب كشف الشعب الفلسطيني لوهم أوسلو خاصة بعد قمة كامب ديفيد الأخيرة لذلك فقد كانت الانتفاضة نتيجة حتمية للموقف الاستعماري الذي يضع الشعب الخاضع للاحتلال في تناقض لا يجد أمامه من خيار إلا أن ينفجر من أجل الحصول على حقوقه وينبه الدكتور أحمد يوسف إلى أن أسلوب الانتفاضة الحالي هو إبداع خاص بالشعب الفلسطيني فهو مزيج من النضال الشعبي والمسلح.

وحول اختلاف البعض في تقييم أسلوب الانتفاضة وتحذيرهم من أنه <<ليس من مصلحة الانتفاضة استخدام الأساليب العنيفة>> مثل إطلاق النار على المستوطنين أو قذائف الهاون أو العمليات الاستشهادية وقولهم أنه <<من الأفضل للانتفاضة الاقتصار على الوسائل السلمية أو شبه السلمية كانتفاضة الحجارة في أواخر الثمانينيات>>.

أكد الدكتور أحمد أن على هؤلاء أن يراجعوا ما كان يكتب في أواخر الثمانينيات من نفس هذه الأصوات قائلين بأن استخدام الحجر ليس ملائماً وأنه من الأفضل استخدام الوسائل السلمية والحجة في الحالتين هي <<التحذير من بطش العدو>>، وأن مثل هذه المقولات سواء قيلت عن نية حسن أو بسوء نية فإنه لن يكون من شأنها إلا أن توقف المقاومة وإن وقف العنف يعني وقف المقاومة رغم أن المقاومة هي السلاح الوحيد الباقي لدى الشعب الفلسطيني والقادر على إحداث تصحيح ولو نسبي في ميزان القوة المختل بين الفلسطينيين والعدو الصهيوني.

ولهذا نصل إلى القول بأن من يتحدث عن <<انتفاضة سلمية>> يتحدث عن تكريس للوضع الراهن تاريخياً لم يكن سلوك العنف الاستعماري الباطش مرهوناً في أي وقت من الأوقات بالمقاومة المسلحة، مذكراً أن تأسيس الكيان الصهيوني على الأراضي الفلسطينية هو عنف بعينه تم لشعب أعزل مسالم لم يستطع أن يقاوم نهائياً في البداية وأن سلوك العنف هو سلوك أصيل في الظاهرة الصهيونية وإن درجة البطش عادة ما كانت واحدة سواء كان النضال شعبياً أم عسكرياً.

إذن العملية ليست <<كن مؤدباً لكي يكون العدو مؤدباً>> أو كن سلمياً ليكون العدو مسالماً لك>>.

لأن المستعمر في الأساس ينطوي سلوكه على العنف ورغم كل هذا فإن الشعب الفلسطيني وحده هو صاحب الحق الأصيل وفقاً لظروفه في استخدام الوسيلة التي يراها ملائمة له في الوقت المناسب والمكان المناسب <<متى يلجأ للنضال المسلح متى يتوقف ليلتقط الأنفاس ومتى يلجأ للطرق <<الديبلوماسية التفاوضية>>. وأنا هنا أحذر من أن محاولة منع الشعب الفلسطيني من استخدام الكفاح المسلح محاولة فاشلة فالعدو قد فعل ما فعله وانتهى واستخدم أقصى أساليب القوة وانتهى لذا فإن الدعوة للابتعاد عن النضال المسلح هي دعوة لتكريس الاحتلال.

والسؤال الآن: ما الذي أنجزته الانتفاضة في عام؟

أولاً: إن عاماً من عمر النضال التحرري هي لحظة زمنية قصيرة لهذا فإننا نكتشف أن الانتفاضة حققت نتائج ملموسة تحسب كإنجاز لها، فمن المنظور الاستراتيجي حققت الانتفاضة نقلة نوعية في المكاسب الفلسطينية فعلى الصعيد الفلسطيني كانت وحدة ميدانية بين كافة الفصائل وصمودها لاختبارات قاسية على مدار العام إنجازاً هاماً ومحنة خرجت منها كافة الفصائل بنجاح وسلام.

ثانياً: صمود الشعب الفلسطيني ليس صموداً سلبياً وحسب وإنما أثبت أنه قادر على الرد، ليس ذلك فقط وإنما قادر على الرد السريع والموجع في القلب من الجسد الصهيوني. ذلك مما ساعد على إنشاء ميزان متبادل للردع مما سيفضي في النهاية إلى آلية للتآكل في الظاهرة الاستعمارية.

كما أن الانتفاضة الحالية ليست مطالبة بهزيمة العدو نظراً للاختلال الشديد في ميزان القوة وإنما هي مطالب بإقناع العدو أنه لن يستقر في احتلاله وأن تكلفة الاحتلال أكبر وأعلى من قدرته على الاحتمال.

فالعدو فقد من القتلى خلال عام أكثر مما فقده في بعض حروبه الرئيسية مع بعض الدول العربية.

كما أن التراجع في النمو الاقتصادي خاصة في مجال السياحة أثر وبقوة في الكيان الصهيوني.

والأهم من ذلك كله هو التراجع النفسي والمعنوي لدى الصهاينة خاصة في المستوطنات.

أما على الصعيد العربي: فقد أجبر رد الفعل الشعبي الضاغط القادة العرب بالتعجيل بعقد القمة في أكتوبر 2000 مما شكل استجابة جماهيرية هائلة في شكل مظاهرات مؤيدة أو مقاطعات للسلع الصهيونية والأميركية.

لكن يبقى أهم إنجاز استراتيجي والذي يتمثل في أن الانتفاضة أدخلت إلى نطاق الصراع العربي الصهيوني جيلاً جديداً من الشباب كان مرشحاً أن يفقد كل صلة له الصراع <<مما يسمى بجيل المعاهدة>> والذي كان مرشحاً كما اعتقد الواهمون أن يتعايش مع ثقافة أوهام <<السلام>> لكن سلوك الانتفاضة بالإضافة للسلوك الصهيوني المضاد نجح في أن يدخل هذا الجيل الجديد من الشباب حلبة الصراع خاصة أن هذا الوعي بالصراع تولد وتبلور في عدة أسابيع قليلة وبطريقة مذهلة.

على الصعيد الدولي: للأسف شهدت الساحة الدولية ثمار التحرك الصهيوني الدؤوب لكسب الأنصار فباستثناء الدول العربية والإسلامية لا يوجد دعم ولا تأييد حقيقي للقضية الفلسطينية.

بعد أن أعطيت الكلمة لمدحت الزاهر، عضو اللجنة الشعبية لتأييد الانتفاضة فأكد أن النضال من أجل الحق ليس مشروعاً تجارياً يتم فيه حسابات المكاسب والخسائر وأنه مهما بلغت الخسائر المادية أو البشرية في صفوف الشعب الفلسطيني فإنه سوف يقاوم حتى النصر ثم تحدث عن المكاسب الملموسة التي حققتها الانتفاضة ومنها ضرب <<ثقافة السلام>> وكشف مواقف حلف كوبنهاجن.

ثم استعرض انجازات اللجنة الشعبية لتأييد الانتفاضة ومنها إرسال 5 قوافل مساعدات للشعب الفلسطيني ثم جمعها من القرى المصرية وشارك فيها البسطاء من الفلاحين والعمال والطلبة، ثم أشار إلى المسيرة الشعبية الحاشدة التي نظمتها اللجنة في العاشر من سبتمبر الماضي والتي حاولت الوصول إلى السفارة الأميركية وتم احتجازها.

وإلى جهود اللجنة حالياً في حملة المليون توقيع التي تهدف إلى طرد السفير الصهيوني من مصر.

------------------------------------------

عصر العجائب والغرائب واللامعقول

بقلم :د. محمد صالح المسفر

يبدو أننا في عصر العجائب والغرائب واللامعقول منذ الحادي عشر من أيلول (سبتمبر)، عندما أعلنت دولة الاستكبار العالمي ـ أمريكا ـ الحرب على فرد اسمه أسامة بن لادن، واستنفرت كل وسائلها الإعلامية وإعلام حلفائها وعملائها في كل أنحاء العالم بهدف إقناع الرأي العام العالمي بخطورة العقيدة الإسلامية ورموزها ورعاتها، وكان الرئيس الابن جورج بوش قد أعلن بأن المواجهة هي حرب صليبية وأخذ أتباعه ومحبوه وعملاؤه، منا ومنهم، يرددون القول بأنها زلة لسان يجب عدم التوقف عندها، وصدقنا أو حاولنا تصديق ما قالوا، لكن سرعان ما باغتنا أحد أقطاب إدارة الرئيس الابن بتكرار نفس المقولة.

وعلي أعتاب الفاتيكان ـ روما ـ راح رئيس وزراء إيطاليا سليفيو برلوسكوني يؤكد المقولة بطريقته، إذ قال في ألمانيا وهو في زيارة لها ان الغرب يجب أن يثق في نظام القيم لديه أفضل من القيم السائدة في العالم الإسلامي كما أن رئيس وزراء إيطاليا في عام 1991م قال بما معناه لقد سقطت الشيوعية ـ الاتحاد السوفييتي ـ ولم يبق لنا عدو غير الإسلام.

الغريب أن الكثير من الزعماء العرب والمسلمين لم تثرهم تلك التصريحات وأثير عمرو موسي الأمين العام لجامعة الدول العربية وراح يحتج ويرفض ما قال به الوزير الطلياني ويطالبه بالاعتذار رسمياً للعالم العربي والإسلامي وحسنا فعل موسي، لو افترضنا أن أحد الزعماء العرب والمسلمين تجرأ وقال عن الديانة اليهودية ما قيل عن الإسلام، ماذا سيفعل الكيان الصهيوني؟ إنه بلا شك سيقيم الدنيا علي ذلك الزعيم وسوف يتهمه بمعاداة السامية ويستعدي عليه القوم.

في مجال الاتهامات الأمريكية للعرب والمسلمين بتفجيرات نيويورك وواشنطن وفي محاولة لإقناع الرأي العام الأمريكي والأوروبي، راحت تنشر أسماء وصور مجموعة من العرب المسلمين أصدرت بحقهم حكماً ـ دون تحقيق وتحقق ـ بأنهم منفذو عمليات ما حل بمدينتي نيويورك وواشنطن، وكأن الفضاء الجوي لأمريكا في ذلك اليوم الأسود في حياة أمريكا لا يوجد فيه إلا العرب المسلمون، وهل يعقل أن ركاب أربع طائرات ليس عليها اسم بطرس ولا كوهين ولا فوكوياما ولا شنكاي شك، أليس الأمر غريبا وغير معقول؟!

الغريب أن دولة عربية أرادت التودد للإدارة الأمريكية وغدت تؤيد في كل دعواها وأشارت إلي أن رجلاً يحمل جواز سفر سعوديا سافر إلي باكستان قبل وقوع أحداث اليوم الأسود بيوم واحد بعد تلقيه أموالاً من ثلاثة أشخاص حدد مسؤول أمريكي أسماءهم باعتبارهم خاطفي الطائرات كما أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالية أن الذين نفذوا العملية تلقوا تعليمات مكتوبة وجدتها الشرطة الفيدرالية جاء فيها.. تحقق من كافة أمتعتك وألبستك وحقيبتك وجواز سفرك ويظهر من السياق أن كلمة السكاكين مضافة، والسؤال ماذا ستقول الشرطة الفيدرالية إذا استمعت إلي الشريط القرآني الذي يتلي عند إقلاع كل طائرة سعودية وقطرية وبعض الخطوط الجوية العربية وخاصة عند القول وإنا إلي ربنا لمنقلبون.. .

لقد أبدعت هذه القوة الباغية في ترويض وسائل الإعلام لخدمة مصالحها، إلي جانب ذلك استنفرت قواتها البرية والبحرية والجوية وتحركت غواصاتها وبواخرها وحاملات الطائرات نحو الخليج العربي ودعمت تلك القوة الموجودة بما يزيد عن مئة طائرة عسكرية. وراحت تستخدم كل الوسائل الشريفة منها والرذيلة لإجبار بعض دول العالم للسير في ركابها نحو محاربة أسامة بن لادن علي أرض أفقر دولة في العالم والأكثر تخلفاً ـ أفغانستان ـ ويقيني إنها ذريعة الخائبين العاجزين عن تحديد هوية الفاعلين أو أنها تعرف حق المعرفة ولكنها تغاضت عنهم لأسباب سيكشفها التاريخ ولو بعد فوات الأوان، ولعلنا نستدعي من الذاكرة بالبارجة الأمريكية الحرية التي دمرت علي سواحل سيناء في حرب 1967م والجبهة التي أصدرت الأوامر بتدميرها تدميراً شاملاً.

قلنا ونكرر القول بأن ما حدث لا يستدعي كل هذه الحشود من الجيوش الجرارة، والتعبئة العامة والتخويف بانهيار الاقتصاد العالمي ما لم يسلم الشيخ أسامة بن لادن وأصحابه ومناصروه في كل دول العالم الإسلامي للولايات المتحدة الأمريكية، لقد راح العرب قادة ومفكرون وكتاب يدفعون بشبهة الإرهاب عنهم بدلاً من تشخيص أسباب هذه الظاهرة ـ الإرهاب ـ والدفع بالعالم نحو تبني موقف حاسم حازم في القضاء علي أسبابه.

إذا كانت التهمة موجهة للعرب والإسلام فعلينا القول بأن أسباب ذلك تعود إلي سلب الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة في وطنه المسلوب من قبل الصهيونية العالمية وطغيان الهيمنة الأمريكية وفرض إرادتها علي الشعب العربي وموارده الطبيعية ومدخراته واستثماراته وحكوماته المختلفة الطبع والمزاج والتوجه.

لكن مع الأسف ذهب ولاة الأمر فينا إلي الاستجابة لكل مطالب وأوامر الإدارة الأمريكية.

وذهب بعضهم للتبرع بالمال لأسر الضحايا الأمريكان وسلمت للصليب الأحمر الأمريكي، وليت زعيمنا هذا أخذته الحمية العربية والإسلامية أو الإنسانية للتبرع بمبلغ مماثل للشعب الفلسطيني الذي دمرت قوات العدو الصهيوني ممتلكاته ومؤسساته الوطنية دون وجه حق، واغتيل صف من قياداته السياسية وأزهقت أرواح شابة وفي عمر الطفولة دون رادع إنساني، وهذا يذكرنا بموقف زعيم عربي تبرع بمبلغ من المال رأفة ورحمة بالحيوانات في حديقة الحيوان في لندن في عام 1991م، مسؤول عربي آخر وضع كل موارد بلاده ونطاق سيادتها تحت تصرف الإدارة الأمريكية دون قيد أو شرط وانفلت الآخرون يأمرون باعتقال العشرات من الشباب والشيوخ بتهمة انتمائهم إلي جماعات إسلامية. ولاحظنا اختفاء صناديق جمع التبرعات أمام بعض معظم المساجد لصالح أسر الشهداء في فلسطين أو أي مكان آخر.