حين تجلب دبابات العدو الحل النهائي

د. عادل سمارة

 سرّع العدوان الامريكي-الغربي على افغانستان من وتائر تحريك الصراع العربي-الاسرائيلي. وهو تحريك حفزه طرفا الصراع كل حسب توجهه:

ففي حين توجه بن لادن الى الشعوب العربية والاسلامية لتتحرك لانقاذ القدس وفلسطين، توجهت قيادة العدوان الى الانظمة العربية لدعمها  في عدوانها على الشعب الافغاني. وحيث قدمت الانظمة لقيادة العدوان ما ارادت، بدءا من مباركة العدوان، وتوفير الاخباريات، ولجم بل تخفيض اسعار النفط، وجدت الولايات المتحدة ان من المناسب الشروع في ضغط ما لاختبار امكانية التوصل الى حل امريكي نهائي للصراع العربي الصهيوني. فعلى ما يبدو، ترى واشنطن ان الفترة الانتقالية طالت، وان السلطة الفلسطينية مستريحة لما اخذت وانها ليست مستعجلة للوصول الى الحل النهائي، وان قضية اللاجئين باقية على قدسيتها لا يجرؤ احد على اعلان قراره التخلص منها، وبالتالي، فإن التسوية لم تعط أكلها المطلوب. كما رأت واشنطن انها بمحاولة فرض الحل الامريكو-صهيوني يمكنها ان تبدو كمن يقدم للانظمة العربية "مكافأة شكلية" على خدمتهن لها في افغانستان شريطة ان لا يخرج الامر على الموقف الامريكي الاساسي وهو تصفية القضية الفلسطينية على اساس شبه دولة، على ان يقلل في نفس الوقت من حرج هذه الانظمة امام شعوبها. هذا ما يشكل اساس ارسال مبعوثين امريكيين الى المنطقة. وهذا لا يعدو كونه تحرك على ارضية فهم العدو للصراع ومصالحه في المنطقة التي يعتبر نفطها كهرباء   "التاج الامريكي"، وليس على ارضية تفهم حقوق الشعب الفلسطيني وعروبة القضية.

وعليه، فإن العدوان الاخير الذي تقوم به المؤسسة الصهيونية ضد شعبنا الآن، ليس ردا على العمليات الاستشهادية الاخيرة، بقدر ما هو محاولة من العدو المشترك لتصفية القضية قائلين للسيد عرفات، إما أن "تمضي" أي توقع أو "تمضي"!. وهذا يؤكد ان ادعاء الكيان بأن عرفات هو العقبة ليس إلا مناورة.

            من هنا تظهر هشاشة وضحالة التحليلات التي باركت تلميحات بوش بشأن "دولة" للفلسطينيين، وتفائلت بمجيىء زيني وبرينز الى المنطقة. وعليه، فإن تحليلات قامت على التقاط حرف هنا، وملاحظة هناك، ليست إلا مضغاً للوقت وتعبئة لوقت الفضائيات التي تجلد هؤلاء المحللين بحثاً عن جوهر مادي في امور بلا مواد.    

ان اساس الموقف الامريكي هو دعم اسرائيل بالمطلق. فحرب اسرائيل هي حربها. وحتى الكثيرين في اوروبا يقولون الآن "كلنا اسرائيليون". اذن هي حرب مفتوحة بغض النظر عن الذل الدبلوماسي العربي الذي يحاول تلطيف قبح عدو الامة. اما الموقف العربي المشلول بافضل التعبيرات، فيوفر المناخ الامثل للكيان الصهيوني وللامبريالية الامريكية. هذا الموقف العربي هو اساس رصيد العدوان وليس ما يسمى انشغال العالم في افغانستان.

وكما اوردنا اعلاه، يبدو ان واشنطن بصدد اتهاء فترة الجمود في مشروع التسوية، بمعنى انها تريد الوصول الى اتفاق نهائي لانهاء القضية الفلسطينية بأن توقع السلطة الفلسطينية على تصفية حق العودة. اما السلطة الصهيونية فتقول للامريكيين، بوسعنا إعطاء الفلسطينيين حتى اقل مما تعرضون، اطلقوا يدنا ودعونا نختبر كلا التصورين، ولن نخسر لا نحن ولا انتم شيئا، فالعرب ليسوا على خارطة الفعل الآن...انها اللحظة الذهبية. على هذا الاساس يمكننا فهم الضوء الاخضر الامريكي لشارون. وعليه، لم تعد المشكلة استبدال عرفات ام لا، بل ان المطلوب هو حل امريكي-اسرائيلي يباركه الكمبرادور العربي بالصمت.

 

            وهكذا، فان توقع تغير في الموقف الامريكي هو من رابع المستحيلات على ضوء كل من العوامل الرئيسية في تحديد سياستها في المنطقة  وهي: علاقتها بالكيان، وتفردها بالنظام العالمي، وضعف الموقف العربي الرسمي، وانقماع الشارع العربي، والاستخذاء الرسمي العالمي ايضا. وكذلك العوامل الطارئة والفرعية مثل حاجتها للانظمة العربية في العدوان على الشعب الافغاني، لا سيما وان المعركة لم تكن، حتى اللحظة، عالية التكاليف.

            على ضوء هذه الامور تحديداً، لا يجوز ان يداخلنا وهم تجاه امريكا. وبالتالي، فإن تغيرا في موقفها، لا يُلمس الا اذا بدأ بإدانة الكيان.  ومن لا ينطلق من هذه القاعدة، يكون "منحازاً" لتسوية مدريد_اوسلو التي تدور في افق "دولة وليس وطن" للشعب الفلسطيني، والانطلاق من المبدأ الاسود "تقاسم الوطن مع العدو"، والانتهاء بتصفية حق العودة للشعب الفلسطيني.

            كان يمكن للمهللين للمبعوثية الامريكية، بقليل من الفطنة، او الصدق على الاقل، ان يقدروا طبيعة الموقف الامريكي من مباركة واشنطن للمذبحة التي ارتكبتها سلطات الكيان في الاسبوع الذي سبق وصول المبعوثين الامريكيين حيث قتلت 160 فلسطيني. وان يفهموا الامر من مستوى التذالة الرسمي العالمي حيث لم يشجب احداً هذه المذبحة التي من بينها ستة صبية وهم في طريقهم الى المدرسة. وبالمقابل، ما ان قتل بين عشرين وثلاثين اسرائيلي رداً على هذه المذبحة حتى تبارى بلغاء العالم في شجب هذه العمليات. وباختصار، فإن العالم الرسمي يقول للفلسطينيين: المطلوب تصفية قضيتكم/ وبالتالي موتكم بصمت. وهو ما يرفضه الشعب الفلسطيني، بل يعد برد على كل عدوان. وعليه، فإن الامبرالية الامريكية، والنظام الصهيوني بصدد تعميم شامل لحمّام الدم، لأن راس المال في حقبة العولمة قد وصلت به الوحشية حد العجز المطلق عن فهم ان للضحايا مجرد فم تنطق به اعتراضاً، أي اعتراضن فما بالك بمقاومة مسلحة!.

هجمة حتى على الانظمة القطرية

كما كان الامر بالامس، ما زال هو نفسه اليوم. لا حلفاء للراسمالية الغربية في الوطن العربي. وعليه، تطال هجمتها حتى الانظمة العربية المسماة معتدلة. ولعل النقد الامريكي المتواصل لموقفي مصر والسعودية من العدوان على افغانستان واضح تماماً. وقد يحار المرء في معرفة إن كان هناك دعم للعدوان اكثر مما قدمت هاتين الدولتين.

 لعل ما تريده واشنطن هو العودة بالوطن العربي الى نموذج حكم مشابه للاستعمار العثماني. أي تحويل الاقطار الى ولايات تابعة لواشنطن بدل الآستانة. وبالتالي، فإن الدولة القطرية التي انتجها الاستعمار وكرستها الامبريالية لم تعد في حاجة لها في حقبة العولمة حيث تفكيك كافة االبنى الوطنية والقومية في العالم لصالح مركز يتحكم بالناس كأفراد. وهكذا، فإن ما عجز المشروع القومي عن انجازه بالحاق الهزيمة بالمشروع القطري تشارف راسمالية العولمة على القيام به، ولكن بالاتجاه الاكثر طحنا للامة العربية.

تجدر الاشارة الى ان هجمة الراسمالية المعولمة على الانظمة القطرية تأتي في ابعد ما تكون عليه المسافة بين انظمة الكمبرادور الاقليمية وبين الطبقات الشعبية، لما يؤكد استحالة تكون أي مستوى من التحالف بينهما.  بمعنى، ان الانظمة التابعة ليست مؤهلة إلا لتقديم تنازلات اكثر للامبريالية. ولذا، لم يكن مستغربا ان تتحول هذه الانظمة من انظمة تحكمها المخابرات الى انظمة مخبرين في تجرية العدوان على افغانستان.  

يؤكد مصداقية هذا التحليل ذلك الضعف البنيوي للانظمة العربية. فالنظام المصري معتمد على المساعدات الامريكية، كما انه يعاني حاليا من تدهور اقتصادي بسبب هبوط اسعار النفط، وضعف اداء قناة السويس وضعف السياحة. وكلها عوامل تؤكد ضعف انتاجية الاقتصاد المصري وارتباطه بالتالي بعوامل خارجية معتمدة على النظام العالمي.

وحتى السعودية ذات الدخل النفطي العالي، فقد وجدت نفسها في الاسابيع الاخيرة في مأزق العجز عن اعادة سعر النفط الى ما كان عليه قبل 11 ايلول، وبالتالي، يساورها القلق من العودة الى حالة العجز الذي عانته منذ منتصف الثمانينات وحتى عام 1998. وهاتين الدولتين تتعرضان للانتقادات الامريكية رغم خدماتهما لها في افغانستان، وهي الخدمات التي ترفضها الامة العربية باسرها. باختصار، فإنه حتى الدولة القطرية العربية التابعة مستهدفة بوضوح من قبل المركز الراسمالي الغربي في حقبة العولمة.

استبدال دولة بشبه دولة

على رأس اجندة التفكيك الراسمالي الامريكي للدولة القطرية العربية يأتي  استهداف الدولة العربية الصامدة في العراق، وذلك لسببين:

الاول: طبيعة هذه الدولة كون قيادتها رافضة الاذعان للهيمنة الامبريالية.

والثاني: لأن لهذه الدولة امكانية ان تكون دولة عربية مركزية ذات دور قومي وحدوي.

ما اشبه اليوم بالبارحة. فالى جانب اتفاقات مدريد-اوسلو لاقامة الحكم الذاتي سيىء الصيت، جرى تدمير العراق ومحاولة تفكيكه. والآن، يشدنا ما قالته المؤسسة الامريكية الحاكمة من انها بصدد اقامة دولة للفلسطينيين وفي نفس الوقت إسقاط النظام العراقي. ان اسقاط النظام العراقي هو اسقاط دولة حقيقية، أما في الضفة والقطاع فلن تُقام دولة حقيقية ابداً، فأية مقايضة هذه اذن؟.

 ما هو معروض على فلسطينيي الضفة والقطاع، دولة بلا وطن، حيث الارض تبقى للاحتلال من حيفا الى اريحا. ما هو معروض شبه دولة لفلسطينيي الضفة والقطاع وليس للشعب الفلسطيني. دولة بلا وطن مقابل دولة يهودية نقية على وطن الشعب الفلسطيني الذي تُعرض عليه شبه الدولة.

هذه الدولة بلا وطن، التي اذا ما تحققتت ستكون حارساً امنياً للكيان الصهيوني الذي لا حدود له. وهذا اشبه بحال دول الطوق العربية قبل عام 1967.

 توجهات مؤسسة الكيان

يركز الحكام العرب وإعلامهم على وهم وجود فوارق بين جناح وآخر في المؤسسة الصهيونية الحاكمة. ومن هنا يصبون شكاواهم على "تطرف" شارون وذلك ضمن عملية إصرار مكشوفة ولا معنى لها بأنه اكثر تعطشاً للدم من باراك او بيرس او غيرهما. يصر هؤلاء الحكام على تصوير مؤسسة الحكم في الكيان وكأنها فردية كما هو حال الاقطار. العربية.  على ان الصورة مغايرة تماماً. فالكيان دولة مؤسسات بغض النظر عن طابعها العنصري والديني وكونها اقرب اتباع المركز الراسمالي الغربي. فمن يعتدي على شعبننا هو المشروع والمؤسسة الصهيونية ودولة الولايات المتحدة. ومن يقول غير هذا، إنما يحاول التغطية على "تحالف" له من نوع ما مع العدو.

لم تجد مناورات السلطة الفلسطينية في عرض اتفاق اوسلو على انه استقلال للضفة والقطاع. فلم تخف سلطات الكيان مطالبتها لهذه السلطة بالتقيد  وبتنفيذ التزاماتها الامنبة نجاه ما يسمى "أمن اسرائيل". هذه حقيقة الاتفاق، او حقيقة ما تورطت فيه السلطة الفلسطينية. وهو تورط غير بسيط. فهو يعني سياسيا وقوميا الاعتراف باحتلال 1948، ويعني اسطوريا وخرافيا الاعتراف باكذوبة ارض الميعاد، ويعني عرقيا الاعتراف ب "شعب الله المختار"، والاهم من كل هذا يعني شطب حق العودة.

            ويبدو ان مناورات السلطة الفلسطينية لم تتمكن من احتواء كافة القوى الفلسطينية تحت مظلتها بحيث تكون هناك سلطة ومعارضة. ففي حين انضوت فصائل م.ت.ف بمستوى او آخر ضمن معارضة نرضى عنها السلطة، وبالتالي فقدت هذه الفضائل، وخاصة اليسارية، جذورها الشعبية، حافظت منظمات الاسلام السياسي على علاقة بالسلطة ممثلة دور المعارضة، وعلى ارتباطات شعبية ممثلة حالة المقاومة. اما فصائل م.ت.ف في دمشق فبقيت على موقفها ضد التسوية ممثلة في سلطة الحكم الذاتي.

وعليه، فإن العمليات الاخيرة لكل من حماس والجهاد الاسلامي هي عمليات مقاومة غير مرتبطة بالتعاقد غير المباشر بين بعض قياداتها والسلطة الفلسطينية. وهذا يعني ان السلطة لم تعد بدرجة او اخرى قادرة على لجم كافة القوى الفلسطينية بحيث تتقيد باتفاقاتها مع الاحتلال. وهذه هي الظاهرة التي تدركها المؤسسة الصهيونية وتحاول تجاهلها بهدف ابنزاز السلطة من جهة سحق الشعب الفلسطيني بأكثر الوسائل عنفا بما فيها الاحتلال المباشر لمناطق السلطة دون طرد السلطة نفسها من جهة ثانية. فالكيان لن يخلع السلطة، لآنها لم ترتق الى سلطة مقاومة. او لم تعد الى ماكانت عليه في لبنان كحركة مقاومة. وباعتقادنا، لن تعود.

            قد يعني هذا الاصرار على ابتزاز سلطة عرفات تحديداً جرها الى مزيد من قمع القوى المقاومة لانجاز:

إضعاف هذه القوى قدر الامكان لتكون اقل قدرة في حالة استبدال عرفات بآخرين.

 تقويض شعبية عرفات بحيث تكون المعارضة الشعبية لتغييره ضعيفة قدر الامكان.

كل هذا يمهد الطريق امام البدائل بشكل افضل مما لو كان عرفات قويا، او كانت قوى المقاومة قوية ايضا.

يؤكد هذا ان سياسة الاحتلال، هي جزء صغير او صورة قزمية لرؤية راسمالية المركز في حقبة العولمة لكل من يقاومها. أي عجز عن فهم حق الشعوب في المقاومة، وبالتالي، تقوم بالعدوان المطلق، وكلما ووجهت بمقاومة استشرست اكثر، وهذه هي حلقة الدم المطلقة. بوسعنا ان نزعم ان مكونات هذا الموقف الصهيوني، هذه الحالة المريضة هي كون هذا الكيان جزء من النظام الراسمالي في حقبة العولمة، وكونه مرتكز على الايديولوجيا الصهيونية العنصرية وعلى الخرافة التوراتية وتعاليم التلمود التي تجيز ذبح الاغيار بكل بساطة. يساعدها في هذا كله بالطبع تفوقها التسليحي الذي توفره الامبريالية الامريكية، بما هي العدو الاكبر لشعبنا وامتنا، توفيرا سخياً.

سيناريو للغد

بين ما قاله شارون بأن ياسر عرفات هو الذي يتحمل مسؤولية العمليات الاستشهادية، وبين حقيقة ان هذه عمليات المقاومة وليس المعارضة، وبين رفض بوش مصافحة عرفات والالتقاء به، وبين إعادة الاحتلال لمعظم مدن الضفة والقطاع، بين غابة التطورات هذه يتضح ان العمل جار على قدم وساق للتوصل الى تسوية نهائية.

انها تسوية مع سلطة فلسطينية وليست تسوية باقتلاع هذه السلطة. وهي تسوية مع جناح من هذه السلطة قادر على الاستمرار بمشروع عرفات والوصول به الى ابعد مما وصل به عرفات. أي تسوية تشطب حق العودة وتصفي القضية.

وفي اعتقادنا ان هذه التسوية سوف تضع المقاومة الفلسطينية في مواجهة طبعة جديدة من أوسلو تعمل فيها سلطة الحكم الذاتي (ما بعد عرفات- او ما بعد مواقف عرفات) جنبا الى جنب مع السلطة الصهيونية. نقول ما بعد مواقف عرفات، لأن ما من احد يضمن ان لا يقفز عرفات من جديد الى مقدمة الدفة ويوافق على ما ينافسه عليه ورثته، أي ما تريده سلطة الكيان وواشنطن بشكل كلي. ولا يعد مهما هنا ان كان عرفات او غيره هو الذي سيمرر المخطط.

لقد وجدت سلطة الكيان وواشنطن، ان عليها اتخاذ قرار حاسم بعد العمليات الاستشهادية الاخيرة واستمرار الانتفاضة. فإما ان تنسحب من حدود 1967 بدون اتفاق نهائي أي انسحاب وفصل من طرف واحد، وهذا ما تريده قوى الاسلام السياسي والمقاومة الشعبية عامة، أي انسحاب بدون اتفاق كخطوة مؤقتة ومرحلية ريثما يتم العمل على تصعيد اعلى، وإما الالتفاف على الانتفاضة واكمال مشروع التسوية على قاعدة التصفية النهائية.

هنا وجدت السلطة الفلسطينية ان ما تخاف عليه من امتيازات، اصبح مهدداً، وان عليها التوقف عن مناورة المنطقة العازلة التي لعبتها بين الاحتلال والمقاومة، وان عليها بالتالي اتخاذ القرار النهائي الذي لا يمكن ان يكون سوى التساوق مع الحل الصهيوني/الامبريالي. وهو حل يرضي في الوقت نفسه معظم انظمة الكمبرادور العربية، ويفتخ الباب لمستوى جديد من الصراع ممثلا في:

استمرار المقاومة الشعبية داخل فلسطين، متقاطعة مع مناهضة التطبيع عربيا، مقابل استمرار الهجمة الرسمية من واشنطن الى تل ابيب الى الانظمة العربية لتصفية القضية نهائياً. قد يكون من المحزن ان هذه المقاومة مضطرة للوقوف وحدها، امام ضعف الموقف العربي شعبيا ورسميا. لا بل ان اية مجازر في الارض المحتلة لن تحرك وامعتصماه. ولكن ليس امامنا سوى الصمود لسبب واحد بسيط وواضح هو ان عدم الصمود خيانة الوطن.

 

الصحافة الصهيونية تؤكد :

جبريل الرجوب يتنقل بجواز سفر إسرائيلي

 

ذكرت تقارير صحفية صهيونية أن رئيس جهاز الأمن الوقائي في سلطة عرفات يحمل جواز سفر إسرائيلي يستخدمه في سفراته المتكررة إلى  واشنطن و دول أوروبية عديدة .

الصحيفة الصهيونية يديعوت أحرنوت " التي نشرت الخبر قالت أن موظفي وزارة الداخلية الصهيونية ذهلوا عند اكتشافهم أن الرجوب يحمل جواز سفر إسرائيلي يمكنه عملياً من التنقل    والسفر إلى جميع أنحاء العالم بحماية رجال الأمن الإسرائيليين .

وتقول الصحيفة إن كشف حمل الرجوب للجواز الإسرائيلي جاء على اثر الحملة التي تقوم بها الأجهزة التابعة لوزارة الداخلية و التي تهدف إلى حصر أسماء المسؤولين الفلسطينيين الذين يحملون وثائق  ( هويات ) رسمية  إسرائيلية لاستخدمها في التنقل و دخول أراضي  ال 48 بحرية  دون اعتراض من قبل أجهزة الأمن . ولم تذكر الصحيفة آلية حصول الرجوب على الجواز الإسرائيلي، غير أنها أكدت وجود عشرات المسؤولين في سلطة عرفات من بينهم أعضاء فيما يسمى بالمجلس التشريعي الفلسطيني ممن يحملون هويات إسرائيلية تخولهم الإقامة في الأراضي المحتلة عام 1948 .

ومن الجدير بالذكر أن حنان عشراوي عضو المجلس و الناطق باسم الجامعة العربية تحمل هوية (مقيمة) في دولة الكيان الصهيوني على الرغم من أنها تعيش في مدينة رام الله  منذ عام 1993