التصعيد الصهيوني برعاية الجنرال " زيني "

محاولة جديدة لإخماد الانتفاضة

في حين واصل العدو الصهيوني ، تصعيد و توسيع حربه المفتوحة ،  ضد الشعب الفلسطيني ، في الضفة و القطاع ، واصلت حكومة شارون تشديد مطالبها التعجيزية من سلطة الحكم الإداري الذاتي ، و فيما كان رئيس الوزراء الصهيوني يجري مع المسؤولين الأمريكيين في واشنطن المحادثات و التنسيق حول سيناريوهات استكمال المخطط التصفوي الأمريكي الصهيوني في المنطقة و حول خطط العدوان الأمريكي المبيت ضد العراق ، جاء رد المقاومة الفلسطينية ، في الوطن المحتل ، على ذلك و على مهمة المبعوث الأمريكي الجنرال زيني التأمرية الرامية إلى محاولة إنهاء الانتفاضة تحت ستار وقف إطلاق النار ، جاء الرد الفلسطيني من خلال سلسلة من العمليات الاستشهادية و العسكرية النوعية ، التي أسفرت خلال أقل من 72 ساعة ، بعد وصول المبعوث الأمريكي إلى فلسطين المحتلة ، عن مصرع أكثر من ثلاثين و جرح أكثر من مئتي صهيوني ، و أكدت إصرار الجماهير الفلسطينية و قواها الوطنية على مواصلة الانتفاضة و المقاومة حتى يتم دحر الاحتلال ،كما أكدت جسارة و مقدرة المقاومين الفلسطينيين على العمل و الضرب في كل مكان داخل الوطن الفلسطيني المحتل ، و حملت رئيس الاركان الصهيوني الجنرال شاؤول موفاز على الاعتراف بان الحرب الجارية حالياً مع المقاومة الفلسطينية أصعب من كل حروب الكيان السابقة .

كيان داعم للإرهاب

و في أعقاب القرار الذي اتخذته حكومة شارون يوم 3/12/2001 ، حول اعتبار سلطة الحكم الإداري الذاتي كياناً داعماً للإرهاب ، و الذي وصف بأنه يمثل نقطة تحول في العلاقات بين السلطة و الكيان الصهيوني ، شرع جيش الاحتلال في تنفيذ موجة جديدة من التصعيد العدواني في مختلف أنحاء الضفة و القطاع ، شملت إعادة احتلال مواقع جديدة داخل مدن نابلس و رام الله و جنين و طولكرم وقلقيلية و في محيطها ، وإلى اقتحام العديد من المواقع الأخرى ، و تنفيذ المجازر الوحشية و القيام بالاغتيالات التي شملت المواطنين الفلسطينيين ، و جرى و يجرى ، منذ ذلك الحين ، و بشكل يومي قصف و تدمير مواقع و مقار و مؤسسات تابعة لأجهزة السلطة الفلسطينية بصواريخ الحومات و طائرات ( أف 16 ) و الزوارق الحربية ، في مختلف مدن و بلدات الضفة الغربية و قطاع غزة  كما تم تدمير منزل ياسر عرفات و مهبط الطائرات في غزة الذي يستخدمه في تنقلاته و ثلاث حوامات كانت فيه ، كما تم تجريف و تخريب مدرج الطائرات في مطار رفح ، و فرض حصار بري و جوي على قطاع غزة ، و منع التحرك على الطريق الرئيسي الذي يربط شمال القطاع مع جنوبه ، كما تم منع ياسر عرفات من مغادرة مناطق الحكم  الذاتي  إلى الخارج ، و كذلك منع المواطنين الفلسطينيين من الخروج من المناطق الموصوفة بمناطق أ ، كذلك قاومت قوات الاحتلال بمداهمة مكتب الأمن المركزي الفلسطيني في مدينة البيرة و استولت على ما فيه من وثائق و حوا سيب

و قرر حكومة الكيان الصهيوني تحويل الأحوال المتجمعة لديها لحشب سلطة الحكم الإداري الذاتي إلى لقاءات أمنية و استيطانية صهيونية . و ذكرت المصادر الصهيونية أن خطه توسيع العدوان الصهيوني التي أقرها مجلس الوزراء الصهيوني يوم 3/12/2001 ،

تشمل على استهداف القيادات الكبيرة في منظمات المقاومة الفلسطينية ، و أعلن كل من رئيس الوزراء الصهيوني شارون و وزير حربه بنيامين اليعازر أن العمليات العسكرية على النحو الذي سبق الإشارة إليه سوف تستمر إلى أن تستجيب سلطة الحكم الاداري الذاتي تشكل كامل للمطالب الصهيونية و التي تشمل ، اعتقال كوادر و قيادات منظمات المقاومة ، و تضم 36 شخصاً وردت أسماؤهم في قائمة جديدة تم نقلها للسلطة مؤخراً بواسطة المبعوث الأمريكي ، العمل على إحباط العمليات الاستشهادية ، جمع أسلحة منظمات المقاومة و تسليمها للأمريكيين ، تفكيك ما يوجد في مناطق الحكم الاداري الذاتي من معامل للذخيرة و الأسلحة و منع التحريض ضد الكيان الصهيوني في وسائل الإعلام و مؤسسات التعليم الفلسطينية و العمل ضد الذين التحقوا بمنظمات المقاومة .

أما الولايات المتحدة ، التي اعتادت في السابق ، علة مطالبة الطرفين لضبط النفس ، فقد سارعت إلى دعم مرن ليد العدوان الصهيوني بشكل سافر و مكشوف بدعوى أن من حق الكيان الصهيوني أن يدافع  عن نفسه و أمن سكانه ، كما تبنت واشنطن الموقف الصهيوني و كثفت من ضغوطها على سلطة الحكم الإداري الذاتي للاستجابة إلى المطالب الصهيونية ، حيث أعلن كل من الرئيس الأمريكي جورج بوش و وزير خارجيته كولن باول و غيرهما من الناطقين باسم الإدارة الأمريكية أن على عرفات أن يعمل فوراً على

" مكافحة الإرهاب " و الانفصال عن المنظمات التي يعتبرها واشنطن إرهابية و هدد بوش ياسر عرفات بأنه سوف يتم اعتباره إرهابياً  إذا لم يقم بتلبية المطالب الأمريكية و الصهيونية كما دعا الرئيس الأمريكي الدول الأخرى التي يعتبرها معنية بالسلام أن تمارس ضغوطها على سلطة الحكم الإداري الذاتي و رئيسها ، و زعم بوش أن الكيان الصهيوني يريد السلام لكن هناك في الشرق الأوسط حسب تقديره من يعمل لهدم " عملية السلام"

و ذكرت صحيفة يديعوت احرنوت بتاريخ 7/12/2001 ، أن الإدارة الأمريكية وجهت بهذا الخصوص 19 مطلب لسلطة الحكم الإداري الذاتي و رفضت في نفس الوقت الاستجابة لمطلب عرفات بالتدخل من أجل وقف العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني

شجب عرفات للإستشهادين

و مع أن سلطة الحكم الإداري الذاتي ، سارعت كعادتها إلى شجب و إدانة العمليات الاستشهادية التي نفذت في القدس و حيفا و على الطريق الساحلي في شمال فلسطين و غيرها ، و قدمت التعازي للصهاينة ، و أعلنت بلسان رئيسها ياسر عرفات رداً على المطالب الأمريكية بأنها ستعمل بكل حزم على " محاربة الإرهاب " و قامت خلال الأسبوع الأول من شهر كانون الأول الجاري باعتقال أكثر من مئتي مناضل من كوادر و قيادات المقاومة و الانتفاضة ، بينهم 17 ممن وردت أسمائهم في القائمة الجديدة التي تسلمتها من الكيان الصهيوني ، حسب ما ذكر عرفات نفسه في مقابلته مع التلفزيون الصهيوني و مع الإذاعة البريطانية ، كما قامت بفرض الإقامة الجبرية علىزعيم حماس أحمد ياسين ، و أعلنت عن ضبط مختبر لصنع المتفجرات في نابلس و طالبت الكيان الصهيوني بالسماح لشرطتها و عناصر أجهزتها الأمنية بالتنقل بين كانتونات الحكم الإداري الذاتي ، من أجل متابعة عمليات الاعتقال ، كما أعلنت حالة الطوارئ في مناطق الحكم الإداري الذاتي ، و بأنها سوف تعتبر أي جهة تخالف قرارتها بشأن الالتزام بوقف النار خارجة عن الشرعية ، رغم ذلك كله أعلن المتحدثون باسم حكومة شارون أن ما تقوم به السلطة هو مسرحية الهدف منها تخفيف الضغوط الأمريكية التي تتعرض لها و وصف وزير الحرب الصهيوني أقوال عرفات عن الاعتقالات بأنها خداع و تضليل .

و بنفس المنحى تحدث الناطقون باسم الإدارة الأمريكية ، فمع أن وزير الخارجية الأمريكي أشار إلى سلطة الحكم الإداري قامت بخطوات عملية ، في مجال " مكافحة الإرهاب " ، إلا أنه اعتبر هذه الخطوات غير كافية و حث عرفات عن القيام بالمزيد من  العمل في هذا المجال أما الرئيس الأمريكي جورج بوش فأعلن حسب ما ذكرته المصادر الصهيونية أنه لن يسمح هذه المرة لعرفات بمواصلة عملية خداعه .

بورصة التنازلات

و من الواضح ، على أساس ما تقدم ، و على ضوء تجارب السنوات العشر الماضية و من خلال مواقف حكومة شارون ، أنه مهما قدمت سلطة الحكم الإداري من تنازلات و اتخذت من إجراءات على طريق التجاوب مع الإملاءات و المطالب الصهيونية و الأمريكية ، فأنها ستظل مطالبة بتقديم المزيد و المزيد ، في هذا المجال ، لأن برنامج حكومة شارون يتمحور حول إنهاء الانتفاضة عن طريق العدوان أو ما يوصف بالحل العسكري ، و إما من خلال دفع الأوضاع في مناطق الحكم الذاتي باتجاه الحرب الأهلية تنفيذاً لمخطط شارون الالحاقي التصفوي المتمثل ، في أقل احتمالاته خطورة بتقليص مساحة رقعة الحكم الإداري الذاتي و صلاحيات سلطته إلى أقصى حد ممكن ، و فرض خطته بشأن ما يوصف بالحلول المرحلية طويلة الأجل . و يجري التمويه على مخطط شارون هذه  ، من خلال ترك هامش مناورة محدود لوزير الخارجية شمعون بيرس للتحرك من اجل الالتفاف السياسي على الانتفاضة و استئناف المفاوضات حول ما يسمى بالحل النهائي .

تقويض السلطة أم الانتفاضة ؟

و رغم أن شارون أعلن أكثر من مرة ، بأنه لا ينوي تقويض سلطة عرفات ، إلا أن كل الدلائل تشير إلى أن هذا الأمر ، مطروح على جدول أعمال حكومة الكيان الصهيوني الحالية ، و ربما كان الهدف منه ممارسة الضغوط على عرفات لاستدراج المزيد من التنازلات ، فقد أعلن رئيس الوزراء التركي بولاند اجاويد يوم 6/12/2001 ، أن شارون كان قد أبلغه قبل أسبوع بأنه ينوي التخلص من عرفات ، كما ذكرت المصادر الصهيونية يوم 3/12/2001 ، أن شارون عاد من زيارته الأخيرة لواشنطن و هو يحمل فكرة تقويض سلطة عرفات و تشير المصادر الصهيونية إلى أن الفترة أصبحت موضع جدل و اخذورد بين الوزراء الصهاينة الذين ينتمون إلى أحزاب اليمين الأكثر غلقاً في تطرفه سبق لأحزابهم أن عارضت و رفضت صفقة أوسلو باعتبارها تتضمن تنازلات صهيونية لا يمكن القبول بها ، و بين وزراء حزب العمل الصهيوني الذين يعتبرون صفقة أوسلو انجازاً لحزبهم و الذين يؤيدون اتخاذ إجراءات حازمة و القيام بعمليات عسكرية ، لكنهم يعارضون في تقويض سلطة عرفات . ففي الوقت الذي  أعلن فيه عدد من وزراء أحزاب اليمين و منهم الوزيران افيمودر ليبرمان و بنجالون اللذان ينتميان إلى كتلـة

" الاتحاد الوطني " و كذلك وزير الفئة الليكودي تساحىهمخص أنهم مع تقويض السلطة العرفاتية ، هود وزراء حزب العمل بالاستقالة و الانسحاب من الائتلاف الحكومي إذا أدت الإجراءات التي يتخذها إلى تقويض سلطة الحكم الاداري الذاتي و قد        

وزراء حزب العمل عن عملية التصويت على قرار اعتبار سلطة الحكم الإداري الذاتي كياناً داعماً للإرهاب ، ليس حق لعرفات و سلطته ، بل لأن حزب العمل يعتقد أنه لا يوجد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟هذا ، و من ظل الأوضاع المستجدة ، نتيجة التصعيد العدواني، وقرار حكومة شارون اعتبار السلطة العرفاتية كياناً داعماً للإرهاب ، اقتصرت مهمة المبعوث الأمريكي الجنرال انطولي زيني ، حسبما ذكر وزير الخارجية الامريكي كولن باول ، على محاولة نزع فتيل التوتر ، حيث حقق زيني كما قال بعض التقدم ، الذي تمثل في عقد اجتماع في تل أبيب يوم 7/12/2001 لما يسمى اللجنة الأمنية العليا المشتركة الصهيونية العرفاتية بمشاركة زيني . و قد أشارت المصادر الصهيونية إلى أن الاجتماع كان صعباً و متوتراً ، و كرر فيه ممثلوا الكيان الصهيوني مطالبهم المفروضة بشأن التزامات السلطة الأمنية و ما يسمى نمط الإرهاب ، بينما طالب ممثلوا سلطة الحكم الإداري الذاتي بإدخال تسهيلات على الحصار المفروض على الضفة و القطاع و على الأطواق الأمنية الهامة حول العديد من المدن و البلدات فيها ، و ثم الاتفاق بين الطرفين على عقد اجتماع آخر بعد أسبوع .

 ويذكر بهذا الصدد ، أن شارون كان يصر منذ البداية على أن تقتصر المحادثات بين الطرفين بواسطة زيني ، على النواحي الأمنية ، و عين أحد مقربيه و هو الجنرال الاحتياط ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لطاقم المحادثات مع زيني ، بدلاً من شمعون بيرس الذي طالب بأن تشمل المحادثات على عناصر سياسية و ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟شاملة للوضع في المنطقة .

عطية مقداد

  حركة المقاومة الإسلامية حماس تقيم مجلس عزاء كبير

 للشهيد القائد محمود أبو هنود

  أقامت حركة المقاومة الإسلامية حماس مجلس عزاء للشهيد القائد محمود أبو هنود قائد كتائب الشهيد عز الدين القسام، الذي اغتالته يد الغدر الصهيوني بتاريخ 23/12/2001 مع مرافقيه الشقيقين أيمن ومأمون حشايكة.

وقد أم مجلس العزاء الذي أقيم في جامع الماجد في مخيم اليرموك بدمشق وعلى مدى ثلاثة أيام،قادة تحالف القوى الفلسطينية وعدد من الشخصيات الوطنية والرسمية والحزبية الفلسطينية والسورية وممثلو حركات التحرر العربية وفعاليات شعبية ونقابية ومهنية،وجماهير غفيرة من الشعبين السوري والفلسطيني.

وأمت مجلس العزاء وفود حركية تقدمها الأخ أبو موسى أمين سر اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح والأخ أبو خالد العملة أمين سر المساعد للحركة وعدد من أعضاء اللجنة المركزية  والمجلس الثوري وكوادر حركة فتح حيث قدموا التعازي لقيادة الحركة باستشهاد القائد أبو هنود ورفيقيه الشهيدين أيمن ومأمون حشايكة.

وألقيت في مجلس العزاء كلمات لبعض قادة تحالف القوى الفلسطينية،فقد ألقى الأخ أبو خالد العملة أمين السر المساعد للجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) كلمة في هذه المناسبة فيمايلي نصها:

بسم الله الرحمن الحريم

الإخوة العزاء في قيادة حركة المقاومة الإسلامية حماس

عندما يترجل صقر فلسطيني يقتحم فرسان آخرون المجال..

عندما نأتي لنحيي ذكرى الشهيد القائد أبو هنود،فإن أخوته في سرايا القدس وشهداء الأقصى يقتحمون العفولة ويثأرون لدمه ودماء الشهداء.

نعم أيها الأخوة..هذه هي مسيرة شعبنا العظيم،مسيرة أمتنا المديدة التي لم تهن ولم تساوم،هذه هي رحلة العطاء والتضحيات التي زادت عن قرن من الزمن،لكن المشكلة ليست في هؤلاء، الذين يقدمون أرواحهم من شعبنا، أو من هم مستعدون من أمتنا العربية والإسلامية، إنما المشكلة التي نعاني..هي من هؤلاء الذين يستجيبون لأعداء الأمة،بالوقوف أمام المجاهدين والمناضلين، سواء كانوا من المحسوبين على شعبنا الفلسطيني، أو من أولئك الحكام العرب،الذين تصطك ركبهم أمام تهديدات بوش.

أيها الأخوة:

 إن الشهيد القائد أبو هنود فارس من فرسان هذا الشعب، شهيد، بطل من شهداءه، وقد سبقه الكثيرون،قادة وكوادر ومجاهدين، والطريق مستمرة، ولن ترهب هذا الشعب تهديدات بوش أو مخططاته الهادفة إلى فرض الهيمنة  والسيطرة على كل بلادنا وإلى تصفية قضية فلسطين.

أيها الأخوة:

إن وعد بوش ورؤية باول هي رؤية عوراء، ووعد مزيف لشعب اختبر هذا الغرب الاستعماري،على مدى القرن الماضي وما قبل ذلك.

وهذا الشعب لا يهتف إلا لربه وأمته ونفسه هو يؤمن بالمقاومة طريقاً من أجل تحقيق النصر، وهنا أقول إن الرامبو الأمريكي الذي يزرع القتل والتدمير في أفغانستان، لا يقوم بذلك من أجل ملاحقة بن لادن وحركة طالبان،بل يريد من وراء كل ذلك أن يضع يده على الوطن العربي والإسلامي وثرواته، وأن يغير ويبدل حتى في مناهج التعليم،كما أوحى بذلك للحكام العرب، من أجل هذا الهدف يقول ويعلن بأن كل من يدعم أو يأوي مجاهداً أو مقاوماً إرهابي، وما يقوله بوش يمثل الإرهاب بعينه فهل هناك إرهاب في هذا العالم  أكثر من هذا الأسلوب الإرهابي والذي يتبعه بوش والأمريكان، وعليه فإن باول عندما يأتينا بوعوده وجنرالاته إلى فلسطين،فإن يريد ومن وراءه أمريكا رأس الانتفاضة، ورأس كل مقاوم ومجاهد شريف يقول لأمريكا لا، سواء حمل السلاح أو شارك بمظاهرة أو تحدث بمسجد إن أمريكا تريد تغيير عقولنا، وفرض سيطرتها على هذه الأمة وعلى هذه الأرض لذلك نقول: لا للجنرال الفاشي زيني القادم من فيتنام،الذي يتفاخر به باول ونقول أنهم غير قادرين وباستجابة سلطة الحكم الذاتي،على وقف انتفاضة هذا الشعب.

ومن هنا ونحن  في ذكرى هذا الشهيد البطل أبو هنود، نقول للجميع: أين هي المصلحة الوطنية، أين هي مصلحة الشعب الفلسطيني في وقف الانتفاضة، ووقف إطلاق النار في ظل ملاحقة المناضلين وزجهم في السجون، هل في هذا مصلحة،حتى لسلطة الحكم الذاتي؟..

إنهم واهمون حقيقة، إن هم واهمون كانوا يعتقدون أن باستجابتهم لإدارة أمريكا سيحققون وهو الدولة والاستقلال؟..

وأمريكا لا تنظر إلى أصحاب هذه الأوهام إلا كعملاء ونحن نعرف كيف تتعاطى مع العملاء، وكيف تتخلى عن العملاء.

أيها الأخوة:

إن الخيار الوحيد لشعبنا-وهذا الكلام موجه إلى كل الوطنيين الفلسطينيين،ولكل شرفاء الأمة- هو استمرار الانتفاضة وتطويرها،وتصاعد فعلها الجهادي الكفاحي وبالتالي فإن المهمة الوطنية هي كيف ندعم الانتفاضة؟.

وكيف نحافظ على حقوق شعبنا التي باتت واضحة، هناك تخلٍ عن كل ما قيل من أهداف نهائية للحل.

تخلٍ عن القدس والمقدسات،وعن حق العودة الذي قامت من أجله ثورات شعبنا، وتخلٍ عن اللاجئين في ظل بقاء المستوطنات في الضفة والقطاع، وكذلك الأمن والحدود والسيادة، ولا يوهمون أحداً بغزة أولاً وثانياً، إن أمريكا تريد الإيحاء لأمتنا العربية والإسلامية بأنها تقدم حلولاً  لتنخرط الأمة في معركة أمريكا الاسترايتجية ،بمعنى أنهم قدموا حلاً،يخلق فتنة للشعب الفلسطيني لوقف الانتفاضة وليسلحون الحكام الجبناء بما يقولونه، ليستجيبوا لإملاءات أمريكا وحلفها،الذي بدأنا نرى نتائجه في أفغانستان.

وهنا لا نريد أن ندخل ، أين نتفق وأين نختلف مع طالبان وبن لادن، لنا فيما يقولون به، يقولون أنهم مع فلسطين وأنهم مع خروج أمريكا من أرض الجزيرة، من أرض النبي العربي عليه السلام، وهم يريدون وقف العدوان على العراق.

بالأمس بشرنا بوش بأن الهدف اللاحق هو العراق، من أعطاه هذا الحق إنه اليوم شرطي العالم حيث لا حدود للغطرسة الأمريكية التي تفرض علينا، وعلى كل شعوب العالم المستهدفة،أن نوحد جهودنا في مواجهة هذا العدو الذي يستهدفنا كأمة عربية وإسلامية، أولاً، وشعوب العالم بشكل عام.

أيها الأخوة:

الإسلام، موضوعياً هو شيء معاد لأمريكا،يصنف اليوم من قبلها، كعدو فهذه الأمة سواء قاتلت أو لم تقاتل فهي بما تحمله من قيم تتناقض مع ما تريده أمريكا للبشرية  والعالم، وذلك في إطار استراتيجيتها الكونية التي تهدف إلى إخضاع هذا العالم لقيادتها،إلى قيادة الرأسمالية المتوحشة التي لا تعرف حدوداً للنهب ، وفي هذا السياق فإنه ليس صدفة أن يكون العالم العربي والإسلامي وباستثناءات قليلة ضد أمريكا.

 فشعوب العالم  التي تزيد عن 80% من سكان العالم المنهوبة هي ضد أمريكا.

أمريكا التي تدعي أنها تدافع عن نفسها هي في حقيقتها ضد الإنسان والمدنية فها نحن نرى أحاديث حقوق الإنسان والديمقراطية في أمريكا تسقط وتنهار وينكشف معها نموذجها المزيف.

أيها الأخوة والأخوات:

إن ثقتنا كبيرة بأمتنا وبشعبنا كبيرة وعهدنا أن نواصل مسيرة العطاء والتضحيات، وثقتنا بأمتنا التي هزمت كل الغزاة أن تهزم هذه الغزوة الصهيونية، حتى تتكسر أمريكا في آسيا الوسطى، وهنا على أرض العرب والمسلمين، تماماً كما جرى عبر التاريخ..

التحية لأخوتنا في حركة المقاومة الإسلامية حماس،ولكل فصائل ثورتنا،ولشعبنا العظيم.

تحيتنا لمن يحمل راية الأمة، بلا تردد أو وجل، للرئيس بشار الأسد الذي واجه بوضوح ما يجب مواجهته،ولم ينحن،ولن ينحن.

تحيتنا لمن يقف مع الحق والعدل، وفلسطين هي قضية حق وعدل ومسيرة الشهداء مستمرة.

وثورة حتى النصر

بعد ذلك ألقى الرفيق أحمد جبريل الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة، كلمة أشاد فيها بالشهيد وتحدث مستذكراً خصاله ومناقبيته الثورية،وأكد أن نهج المقاومة مستمر بأجيال الشهداء الذين قضوا لتظل الثورة مستمرة والانتفاضة مستمرة والمقاومة مستمرة.

مطالباً بضرورة تقديم الدعم والإسناد لها، وتوفير مقومات صمود شعبنا الفلسطيني على أرضه، وألقى الأخ موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحركة حماس كلمة تأبينية أشاد فيها بالشعب الفلسطيني وتضحياته المستمرة منذ قرن،وهو يقدم الشهيد تلو الشهيد، وأشار إلى أن شعبنا يتعرض لأبشع أنواع الإرهاب الصهيوني القائم على سلام المجازر والمذابح، مشدداً في ختام كلمته أن أمتنا لن تنهزم أمام الغطرسة الصهيونية والأمريكية وأن خيارها هو المقاومة حتى يتمكن شعبنا الفلسطيني من العودة إلى وطنه محرراً من رجس الغزوة الصهيونية،كما ضرورة دعم الانتفاضة والمقاومة والارتقاء بأدائها الكفاحي الجهادي المقاوم،حتى تتمكن من تحقيق أهدافها المشروعة.

وأعربت الكلمات في ختام مجلس العزاء عن وقوف الشعب الفلسطيني وقواه الحية مع سورية العربية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد إزاء ما يحاك لها من مؤامرات مستمرة، لن تثنيها من مواصلة رسالتها الوطنية والقومية،حتى ينهزم المشروع الصهيوني والإمبريالي وتقتلع جذوره من بلادنا.

بسم الله الرحمن الرحيم

مذكرة

 

إلى السادة وزراء خارجية الدول الإسلامية المحترمين

من القيادة المركزية لتحالف القوى الفلسطينية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

 

تبعث القيادة المركزية لتحالف القوى الفلسطينية للسادة الكرام وزراء خارجية الدول الإسلامية بأصدق التحيات وأطيب الأماني بالتوفيق لما فيه خير أمتنا العربية والإسلامية.

وتنتهز فرصة انعقاد مؤتمر وزراء الخارجية في الدوحة عاصمة دولة قطر الشقيقة لتخاطبكم من وسط الحرائق والدمار والقتل وعمليات الاغتيال،وقصف المدن والقرى، وعمليات التوغل والحصار الذي يطال مدن وقرى وبلدات الضفة الغربية وقطاع غزة، من جانب العدو الصهيوني.

ففي الظروف الصعبة والعصيبة والخطيرة تتطلع الأمة لقادتها، وتشخص عيون الشهداء والجرحى، والأطفال والنساء والشيوخ،وهم يتعرضون للحرائق والدمار، واقتلاع الأشجار والمزروعات، والتوغل والحصار، تستحث همم ومروءة حكامهم ومسؤوليهم،وتلقي على عاتقهم مسؤولية التاريخ والحاضر والمستقبل تجاه الأوطان والحقوق والمقدسات.

إن تحالف القوى الفلسطينية وهو يخاطب مؤتمركم العتيد هذا ليعبر عن أماني الشعب الفلسطيني الحارة حرارة الدماء النازفة على بطاح فلسطين،وهو يواصل خوض كفاحه المجيد، وجهاده المبارك ضد الغزاة الصهاينة المحتلين، وعن عمق تطلعه وتطلع أبناء الشعب العربي الفلسطيني داخل الوطن المحتل وخارجه لأمته ولقادة العرب والمسلمين،وسط هذه التحديات الصعبة والاعتداءات الصهيونية الفاشية التي يمارسها قادة الكيان الصهيوني،وحكومة السفاح المجرم شارون، التي لا تهدف للقضاء على الانتفاضة المباركة وكل إنجازاتها ومكتسباتها فحسب، بل تهدف لتصفية قضية فلسطين،وحقوق الشعب الفلسطيني، والقضاء على أهدافه الوطنية، فإنه يهيب بمؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية التأكيد على مايلي:

أولاً: دعم ومساندة الدول الإسلامية وشعوب العالم الإسلامي لنضال وجهاد شعب فلسطين وانتفاضة الأقصى المباركة.

ثانياً:عدالة النضال الوطني الفلسطيني،ومشروعية المقاومة التي كفلتها الشرائع السماوية، والقوانين الدولية،وأكدت عليها مقررات الجامعة العربية، ومؤتمرات القمة، ومؤتمرات القمة الإسلامية، بوصفها نضالاً عادلاً،وحقاً مقدساً،وسبيلاً لانتزاع الحقوق، واسترداد الوطن، وتحقيق الأهداف.

ثالثاً: رفض الدعوات والمواقف الأمريكية-الصهيونية بملاحقة المناضلين والمجاهدين،وزجهم في السجون والمعتقلات،وإدانة أي إجراء بحقهم، ومطالبة سلطة الحكم الذاتي التوقف النهائي عن أي شكل من أشكال التعاون والتنسيق الأمني مع العدو الصهيوني.

رابعاً: اعتبار الممارسات والاعتداءات الصهيونية المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني إرهاباً رسمياً  ضد الأمة العربية وشعوب العالم الإسلامي برمتها ويجب التصدي له ومقاومته.

خامساً: قطع العلاقات وبشكل نهائي مع الكيان الصهيوني بما في ذلك إلغاء الاتفاقات والمعاهدات الموقعة معه.

سادساً: دعم صمود الشعب الفلسطيني وتوفير مستلزمات هذا الصمود من جميع جوانبه.

سابعاً التأكيد على حق الشعب الفلسطيني بالعودة إلى أراضيه ودياره التي هجٌر منها،وعلى حقه في النضال والمقاومة لتجسيد هذا الحق.

ثامناً: إفساح المجال أمام جماهير الأمة العربية والإسلامية وتمكينها من التعبير عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني وجهاده من أجل نيل حقوقه الوطنية.

السادة وزراء خارجية الدول الإسلامية:

إننا على ثقة أكيدة، أن قضية فلسطين ستظل القضية المركزية لأمتنا العربية والإسلامية.

 وبأنها في صميم اهتمامكم ، وأنكم لن تألوا جهداً في الحفاظ عليها ودعم النضال في سبيلها، فالخطر الصهيوني يحدق بكل أمتنا وأوطاننا، الأمر الذي يحتم على الجميع الوقوف صفاً واحداً، لحفظ الحقوق وصون المقدسات، ولكل  ما من شأنه إعلاء راية الأمة.

آميلن لكم التوفيق

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

القيادة المركزية لتحالف القوى الفلسطينية

10/12/2001