بمشاركة الالاف من المواطنين الأردنيين والفلسطينيين

الجماهير المحتشدة هتفت للقدس وفلسطين واعلنت رفضها للحلول السلمية

اشهار جدارية فلسطين المطرزة حق العودةلعودة حق

كايد كايد

وسط هتافات الالاف من لمواطنين الفلسطينيين والاردنيين لذين حضروا من مختلف مدن وقرى ومخمات الاردن للمشاركة في هذا العرس الوطني ، تم اشهار جدارية فلسطين حق العودة العودة حق.

وقبل اعلان الناطق الرسمي باسم الجدارية المهندس خالد رمضان عن اشهار جدارية فلسطين المطرزة ألقيت كلمات وطنية وحماسية من قبل عدد من الشخصيات الوطنية والنقابية .أكد المتحدثون من خلالها على رفض جميع الحلول التي تستثني حق المواطنين الفلسطينيين في العودة الى وطنهم.

وتحوي الجدارية على 1134 مطرزة أسماء مدن وقرى فلسطينية من بينها عدد كبير من القرى التي هدمها العدو الصهيوني وأقام ى أرضها مستعمراته، واشتملت ايضاً على بيان حق لعودة الى فلسطين بصفته حقاً تاريخياً وطنياً وقومياً جماعياً وفردياً . ورردت الجماهير المحتشدة والتي ضاقت بها مدرجات قصر الثقافة في العاصمة عمان، بيان العودة الذي يؤكد على عدم جواز التفريط به أو المساومة عليه عن طريق التنازل أو التعويض.

وشارك في حفل في حفل اشهار الجدرية المناضل الكبير بهجت ابو غربية الذي القى كلمة قال فيها، " نحن هنا نعلن لكافة الأعداء والأصدقاء أننا نتمسك بكل ذرة من تراب وطننا، واننا على استعداد للتضحية بكل غال ورخيص من أجل ذلك، وان الجدارية عنوان تمسكنا بحق العودة الذي عني حق التحرير".

وأكدت الدكتورة عائدة الدباس التي كان لها جهداً ملحوظاً في انجاز المشروع ، على ان الجارية تعني الكثير ، وأهم ما تعنيه، تاكيد الوحدة الوطنية في الاردن وأن الشعب الاردني لم يكن يوماً في الخانة المعاكسة لفلسطين. واشارت الى ان المواطنين الاردنيين الفلسطينيين عبروا من خلال الجدارية على عن ايمن راسخ بعروبة فلسطين. داعية الى النضال لمستمر من أجل العودة باعتباره واجب قومي".

وتأكيداً على تفاعل المواطن الاردني مع تطلعات اخيه الفلسطيني في الدفاع عن حقه في العودة الى وطنه فلسطين، شاركت فرقة معان للفنون الشعبية في حفل افتتاح واشهار الجدارية وغنت لقدس وفلسطين. كما تفاعل الحضور مع الأغاني والدبكات الشعبية اتي أدتها فرقة الحنونة الفلسطينية.

يشار الى ان فريق العمل الخاص بالجدارية قرر لبدء في رض الجاية في محافظات المملكة قبل أن تنتقل لتعرض في عدة عواصم عربية من بينها دمشق،بغداد،بيروت،تونس ،القاهرة،طرابلس وعواصم خليجية لم تحدد بعد.

إعلان حق العودة

قضية الاجئين الفلسطين هي قضية أساسية وطنية وليست مجرد قضية انسانية،وهي ناجمة اساساً عن الاحتلال الصهيوني للأرض العربية الفلسطينية، وعن المذابح وحملات التشريد والتهجير القسري اتي ارتكبها هذا الاحتلال ضد الشعب العربي الفلسطيني.

 ·                     حق لعودة حق مزدوج، جماعي وشخصي، نابع من الحق العربي التاريخي في أرض فلسطين أولاً ومن ثم حرمة الملكية الخاصة وعدم زوالها بالأحتلال أو السادة، وحق شخصي في أصله لا تجوز فيه النيابة أو البيع أو التمثيل عنه أو التنازل عنه لأي سبب في أي اتفاق أو معاهدة.

·                     حق اللاجئين والمهجرين العرب الفلسطينيين في العودة الى وطنهم وبيوتهم وأملاكهم، حق غير قابل للتصرف ولا يسقط بمرور الزمن.

·                     حق اللاجئين والمهجرين العرب الفلسطينيين في العودة الى وطنهم وبيوتهم وأملاكهم، حق طبيعي وأساسي من حقوق الانسان، أكدته لقوانين والمبادئ والمواثيق والقرارات الدولية.

 وبموجب كل ما سبق فاننا نعلن:

 عدم قبولنا لكل ما يتمخض عن أي مفاوضات يتم التنازل فيها عن أي جزء من حق اللاجئين والمهجرين والنازحين بالعودة الى وطنهم وبيوتهم وأملاكهم التي طردوا منها منذ عام 1948 ولا نقبل التعويض بديلاً عن العودة.

من يثني واشنطن عن العدوان على العراق؟!..

هل يكفي شبه الإجماع الأوروبي الروسي الصيني على القول إنه لا توجد أية مبررات لقيام الولايات المتحدة بتوجيه ضربات للعراق لثني واشنطن عن عدوان واسع النطاق، تعتقد بعض المصادر أنه قد يكون في نطاق تغيير الخرائط الجيوسياسية في الشرق الأوسط؟ للإجابة عن هذا السؤال تقول مصادر دبلوماسية غربية إن الدول الأوروبية بذلت مساع لثني الإدارة الأميركية عن تنفيذ سلسلة متصلة من تهديداتها حول ضرب العراق، إلا أن واشنطن أبدت إصراراً شديداً على نواياها، وتضيف المصادر نفسها القول إن أوروبا الغربية تأمل بأن تقوم روسيا بدور فاعل في وقت الاندفاع الأميركي نحو العدوان على العراق إلا أن روسيا لا تبدي القدر اللازم من الحزم في مثل هذا الموضوع كما كانت قد فعلت من قبل عندما تمت مناقشة المشروع الأميركي البريطاني المسمى <<العقوبات الذكية>>. وكان ساسة في الولايات المتحدة قد أجابوا عن السؤال القلق بصدد ضرب العراق بأقصى درجة من التهدئة التي يستطيعون الوصول إليها، إن العراق ليس أفغانستان وإنه ليس الهدف التالي بعد أفغانستان، لقد قال هذا الكلام كولن باول والتيار الذي يقوده في الإدارة الأميركية، وهو التيار الأضعف أو الذي يقوم بالبحث عن تغطيات دبلوماسية مستحقة لعمليات عدوانية من هذا النوع. أما ما يسمى اليمين الأميركي الجديد في الإدارة الأميركية والكونغرس والبنتاغون فإن أوساطه مجمعة على التأكيد أن ضرب العراق أمر لا بد منه، لأنه يشكل خطراً كما تزعم هذه الأوساط، على أمن الولايات المتحدة الأميركية. ولتأكيد مثل هذه النوايا أرسلت واشنطن وفداً إلى شمال العرق للبحث مع الأكراد في أبعاد توجيه ضربة للعراق، كما بحثت مع أنقرة الموضوع بعمق، وكانت مواقف أنقرة بين معارضة ضرب العراق ثم الانتقال إلى التأييد قد عدت بمثابة <<باررومتر>> لقياس جدية الإدارة الأميركية في تنفيذ نواياها العدوانية المعلنة، ولايعدم المراقبون ملاحظة أن قضية مثل العدوان على العراق قد تكون على صلة وثيقة باضوء الأخضر الذي أخذه شارون من جورج بوش لإغراق الانتفاضة بالدماء ولممارسة أكبر قدر ممكن من العدوان والإرهاب المنفلت في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهو أمر يرتبط بالتهديدات حول ضرب الصومال أو السودان، وبالضغوط على تمارس على سورية ولبنان، وبعبارة أخرى فإن مرحلة ما بعد أفغانستان هي مرحلة استهداف العرب كلهم وليس العراق وحده. فهناك من يتحدث عن سيناريوهات خطيرة بهذا الشأن قد تبدأ بالعراق لكنها لا تتوقف عنده ولعل أخطر هذه السيناريوهات ذلك الذي يتحدث عن تفجير الجغرافيا السياسية للعراق كمقدمة لتفجيرها في الشرق العربي وإعادة رسم الخرائط مجدداً.

لقد فشلت واشنطن في إيجاد رابط بين أحداث الحادي عشر من أيلول في نيويورك وواشنطن وبين العراق، فابتدعت ذريعة عودة المفتشين للعمل في العراق، ثم ذريعة امتلاك العراق لأسلحة إبادة شاملة، وهذا بحد ذاته يدلل على عدم وجود أية قيمة تذكر للذرائع إذا ما قررت واشنطن العمل لتنفيذ مخططاتها الاستراتيجية الأمنية والسياسية والاقتصادية والعسكرية.

لقد انتقلت الولايات المتحدة بعد أحداث الحادي عشر من أيلول من كونها قطباً وحيداً مهيمناً على العالم إلى حكومة لهذا العالم تقرر ما تشاء في الوقت والمكان الذي تشاء وهي بذلك لا تريد مشاركة أحد حتى من أقرب حلفائها في الأطلسي في النقاشات قبل التحضير لأعمالها العدوانية. ففي أفغانستان وضعت حلف الأطلسي على الرف ولم تشركه بشيء حتى أن البعض قال إن هذا الحلف قد مات، أو أن الولايات المتحدة دفنت صيغته القديمة لتقوم بإعادة إحيائه على أسس جديدة، نقول هذا الكلام على خلفية الكثير من الأحاديث التي تركز على أن قيام الولايات المتحدة بشن عدوان واسع النطاق على العراق قد يؤدي إلى تفكبك التحالف الدولي الذي أقامته واشنطن ضد أفغانستان وحركة طالبان وأسامة بن لادن.

لقد خاضت واشنطن هذه الحرب في أفغانستان ولم يكن هناك دور للحلفاء الآخرين سوى القيام بدور الممر الذي تنطلق منه القوات الأميركية أو تمر فيه، إضافة إلى التأييد السياسي والإعلامي من قبل كل أولئك الذين ندبوا طويلاً ضحايا تفجير مركز التجارة العالمي.

هل سيكون الوصول إلى تحقيق الأهداف الأميركية في العراق سهلاً؟ هناك من يقول نعم وهناك من يقول أن المساس بكيان العراق قد يؤدي إلى كارثة شاملة في المنطقة، والأرجح هو الرأي الثاني سواء حلت هذه الكارثة بصورة مباشرة وخلال العمليات الحربية أو بعد حين بسبب التداعيات التالية لسيناريو من قبيل سيناريو تقسيم العراق على أسس عرقية وطائفية.

لقد نال العراق في الاجتماع الوزاري الأخير لوزراء الخارجية العرب في القاهرة الدعم عبر الإعلان أن الدول العربية ترفض توجيه أية ضربات لأية دولة عربية وبعد سلسلة طويلة من مثل هذه الإعلانات يصبح الشك في الجدوى من المواقف اللفظية هو الطاغي. فحالة التفكك العربي وضياع الأهداف والضعف لا يمكن أن يتم سترها بإعلانات من هذا القبيل حيث يجتمع العرب لمواجهة أخطار وتحديات جسيمة وتنفض اجتمعاتهم بالكشف عن المزيد من الضعف وعدم الانسجام على مواقف تشكل في واقع الحال خطوطاً حمر في الدفاع عن الأمة وأقطارها ومصيرها.   

الانحناء حتى ينكسر الظهر

هل كان من المفيد أن يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعاً غير عادي في القاهرة للبحث في الأوضاع السائدة في فلسطين على خلفية التصعيد الصهيوني العدواني ضد الانتفاضة والشعب الفلسطيني بمباركة أميركية وأوروبية؟ إذا أخذنا نتائج هذا الاجتماع بنظر الاعتبار، كان من الأفضل للعرب والشعب الفلسطينيي ألا يعقد هذا الاجتماع على الإطلاق، ولعدة أسباب في آن واحد، وأول هذه الأسباب أن وزراء الخارجية العرب قدموا غطاء شرعياً لعرفات وقراراته بإلقاء السلاح، والسعي لإطفاء الانتفاضة الفلسطينية، هذا الدعم الذي تم تبريره بالقول: إن دعم عرفات يعني توجيه رسالة لشارون، في وقت ما عاد فيه شارون وقادة الكيان بحاجة للاستماع إلى مثل هذه الرسائل لأنها لا تعنيهم أولاً، ولأنهم ثانياً ينفذون مخططاً وقد وضعوه وساروا خطوات فيه في وضع أصبح فيه واضحاً أن الرسائل السياسية كافة لا تعادل عملية استشهادية واحدة، قد يكون لها أثر ,اثر كبير في التأثير على شارون والمحيطين به من الليكود والعمل.

السبب الثاني الذي يدعو للقول إنه ما كان مفيداً عقد هذا الاجتماع العربي كون القاهرة قد شهدت خلطاً شديداً للأوراق من العرب أنفسهم هذه المرة، وليس من واشنطن أو تل أبيب، وجراء هذا الخلط الخطير في الأثر والدلالة، اضطرت سورية ولأول مرة أن تتصرف بطريقة مختلفة عن المعتاد، عندما قام وزير خارجيتها السيد فاروق الشرع بتوزيع مشروع القرار السوري على الصحفيين في بادرة تكاد تقترب من إعلان البراءة في عملية خلط الأوراق هذه. فقد أكدت دمشق على عدة ثوابت إذا غادرها العرب فإنهم يغادرونها إلى دروب الضياع والمجهول والضعف القاتل، وهذه الثوابت هي: الاستمرار في دعم انتفاضة الشعب الفلسطيني بكل الوسائل وتحميل الكيان الصهيوني مسؤولية تدهور الأوضاع في المنطقة واعتبار الاحتلال والاستيطان هو أساس عدم الاستقرار وليس المقاومة المشروعة للشعب الفلسطيني من أجل دحر الاحتلال وتحرير أرضه المحتلة ورفض الخلط بين المقاومة المشروعة وبكل الوسائل لهذا الاحتلال وبين الإرهاب، في ظروف تمارس فيها تل أبيب أقصى درجات إرهاب الدولة، وترتكب مجازر إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني، دون أن يحرك ذلك ساكناً لدى الأوساط الغربية الأشد نفاقاً ولغطاً عن الإرهاب وحقوق الإنسان وقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي.

هناك قضايا مبدئية وجوهرية تتعلق بأسس الصراع الدائر منذ زمن طويل في منطقتنا بين غزاة مستوطنين جاؤوا من شتى أرجاء المعمورة، وبين شعب احتلت أرضه وشرد من دياره وانتهكت كافة حقوقه، والتنازل أو التراجع عن هذه الأسس والخطوط الحمر لا يهدد سوى بإلحاق المزيد من الأذى والكوارث بالشعب الفلسطيني والأمة العربية فالانحناء أمام ما يسمى العاصفة الأميركية الصهيونية لا يحمي رؤوس الأطفال والنساء وارجال في فلسطين، كما أنه لا يحمي أي بلد عربي أو حتى نظام حكم عربي. والمزيد فالمزيد من الانحناء لا يعني سوى إثارة شهية الصهاينة وأميركا والغرب لأن يجتمعوا كالذئاب الجائعة على الوليمة العربية لتمزيقها واقتسامها، وبعثرة أشلائها.

لقد أصبح للذل وقبول الإذلال فلاسفته والمروجين له تحت مسميات لا تعدو مدلول القول إنه يجب الانحناء حتى ينكسر الظهر ومن ينحني حتى يكس ظهره لا يستطيع القول أنه سيقف على قدميه بعد مرور العاصفة.

 عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية

في تصريح خاص ب<<فتح>>:

-الكفاح المسلح لتحرير الأرض عمل مشروع ولو كره <<الإسرائيليون>>

-القمة العربية القادمة في بيروت ستتخذ قرارات مهمة لدعم الشعب الفلسطيني

-نريد أن تتحرك الشعوب بدرجة أكثر فعالية لدعم الانتفاضة

-وجدت في أميركا عداءً شديداً للعرب والمسلمين وبخاصة الفلسطينيين

القاهرة: نهاد عبد الوهاب

وسط انشغالات عمرو موسى الأمين العام الجديد للجامعة العربية، وتحركاته عربياً ودولياً وجدت الفرصة لتوجيه بعض الأسئلة، وقد مازحني قائلاً: <<عشر دقائق فقط من أجل فتح/الانتفاضة>>، قلت له: لن أطيل عليك، ودعنا ندخل إلى صلب السؤال، هل ترى أن الهجوم الشامل الذي تشنه قوات الإرهابي شارون ضد أهلنا في فلسطين المحتلة هو إعلان لحالة الحرب أم هو مجرد رد إرهابي جديد على العمليات الفدائية؟

قال عمرو موسى: هناك موقف مبدئي، نحن نتمسك به، وقد قلته للأميركيين عشرين مرة، وهو أن هناك فرقاً بين الإرهاب وبين المقاومة المشروعة لتحرير الأرض، وقدمت لهم بعض قرارات الأمم المتحدة التي تحرض، وأقول تحرض الدول على اتخاذ جميع الوسائل بما في ذلك الحرب أو الكفاح المسلح لتحرير الأرض، وعندما كنت في أميركا حرصت على زيارة الجاليات العربية والإسلامية لبلورة موقف موحد حيث أنني ميال إلى تكوين لوبي عربي قوي في داخل أميركا، نحن لا نستطيع أن نتنكر للحقائق، وضمن هذه الحقائق هو أن أميركا تلعب الآن دور السيد في العالم أو القطب الأكثر خطورة في كل مشكلة، نحن لا نريد أن نخسر الدور الأميركي، أو أن يتحول كل هذا الدور لمصلحة <<إسرائيل>> وطبعاً شارون أعلن الحرب منذ جاء إلى السلطة، وهو لم يلتق بأي حاكم عربي لا الرئيس مبارك ولا الملك عبد الله، لأن أحداً لا يريد أن يقابل هذا الرجل الذي يقود بلاده إلى حرب شاملة ضد الشعب الفلسطيني، حرب عسكرية وحرب اقتصادية، وهو لا يتورع عن فعل أي شيء لذا أقول أنه مطلوب حشد كل الطاقات للتعامل مع <<الحكومة الإسرائيلية>> الحالية.

-قلت إنه مطلوب أن لا نخسر أميركا، كيف يمكن أن يحدث ذلك بينما بوش وباول يعتبران الكيان الصهيوني في حالة دفاع عن النفس؟

-هناك حالة خلط في الإدارة الأميركية وعمى ألوان بين الكفاح لتحرير الأرض، وبين الإرهاب لإجبار المواطنين على الاستسلام، وهذا الخلط لن ينتهي بين يوم وليلة، فالأميركيون يقولون إننا أرسلنا مبعوثين إلى المنطقة، فإذا بالعمليات الفدائية تنطلق وكأنها إعلان رفض لهذين المبعوثين، نحن قلنا للأميركيين إن شارون هو الذي كسر وقف إطلاق النار، وهو الذي اغتال أبو هنود، وشن حرب حصار اقتصادية ضد المواطنين الفلسطينيين. وبعثة الجامعة العربية في أميركا تتحرك في كل القطاعات، لأننا نؤمن بأن الكفاح المسلح ليس غاية في حد ذاته، بل هو وسيلة للضغط على العدو كي تبدأ المفاوضات على أرضية سليمة، فأنت لا تستطيع أن تحارب أبد الدهر، ولا أن تقاوم من دون أن تفاوض.

-كيان العدو يفهم التفاوض باعتباره وسيلة لكسر الإرادة الفلسطينية؟

-دع <<إسرائيل>> تفهم ما تريد، أنا أقول لك ما ينبغي أن يكون، نحن مع المقاومة في فلسطين، إنني من أنصار استمرار الانتفاضة، ولا أرى توقفها إلا في ضوء مشروع لتحريك عملية <<السلام>> بما يعود بالنفع على الشعب الفلسطيني، وأنتم في مجلة <<فتح>> أو حركة <<فتح>> أحرار في أن تتبنوا ما تريدون لكنني كرجل مسؤول أقول إنه إذا حانت لحظة التفاوض بما لا يخل من موقعي أو مطالبي فإنني لا أترك الفرصة، فكل قتال لا بد وأن ينتهي بالحوار أو التفاوض.

-أشرتم في مؤتمر <<حوار الحضارات>> الذي انعقد في الجامعة لأول مرة إلى دور المثقفين العرب ماذا تقصد؟

-أقصد أنه انتهى زمن التعويل في كل شيء على الدولة، نحن الآن في مرحلة حساسة، هناك عداء شديد ضد العرب والمسلمين في الغرب بسبب أحداث 11 أيلول ونحن نريد للمثقف العربي أن يتحرك، وأن يتصل بالآخر <<الغربي>>، ويتفاعل معه لإقناعه بأن العرب شعب متحضر، ويخدم الحضارات والديانات، بل هو أكثر شعوب الأرض تسامحاً، لقد وجدت في أميركا حتى عند كبار المثقفين والدبلوماسيين حالة عداء ضد العرب لم أرها من قبل، وأنت تعرفين أنني عشت في أميركا فترة طويلة عندما كنت ممثلاً لمصر في الأمم المتحدة، فلأول مرة في حياتي ألمس هذا العداء لدى القادة الأميركيين، وينبغي أن نتعب ونجتهد كي نحل هذه المشكلة، وهنا أعول على دور المثقف العربي غير الرسمي.

- ماذا تتوقع من القمة العربية المقبلة في لبنان؟

- أتوقع أن تكون أكثر عملية في اتخاذ قرارات لدعم الانتفاضة، وحسم القضايا العالقة، لا سيما استمرار الحصار الظالم على الشعب العراقي.

-لمناسبة ذكر العراق، يتردد أن أميركا تنوي توجيه ضربة صاروخية أو أرضية <<برية>> ضده، هل حصلتم على تأكيدات أميركية بعدم توجيه الحرب ضد العراق؟

-أنا شخصياً لم أتلق أي تأكيدات أميركية في هذا الشأن، لكن بعض القيادات العربية ومنهم بعض وزراء الخارجية العرب تلقوا ما يفيد أن أميركا ليس لديها خطط في الوقت الراهن لضرب العراق، وبصفة عامة أقول إن أي عدوان أميركي أو بريطاني على أي دولة عربية ستكون له نتائج وخيمة على المنطقة بأسرها.    

المستشار طارق البشري لـ «فتح»:

-لا بديل عن الكفاح المسلح، وشعار ما أخذ بالقوة يسترد بالقوة درس تاريخي وليس مجرد شعار.

-لا أمؤمن بأميركا، وقرار بوش حول الدولة يخدم الصهاينة.

-تل أبيب هي مدينة فلسطينية تحت الاحتلال.

-الانتفاضة هي الحرب السادسة ضد العدو الصهيوني.

حوار-نهاد عبد الوهاب-القاهرة:

أكد المفكر المعروف المستشار طارق البشري أن القرار العرفاتي بتجميد نشاط المنظمات الفدائية المسلحة يتناقض مع حركة التاريخ، لأن الصراع مع الفئة الصهيونية الحاكمة في فلسطين المحتلة ينبغي أن يكون صراعاً مسلحاً، ومن يتأمل حصاد ما سمي <<مسيرة السلام>> منذ مؤتمر مدريد وحتى اليوم سوف يكتشف أنه حصاد مر وهزيل، وفي هذا الحوار تفاصيل أخرى:

-سيادة المستشار ماذا تقول عن وعد بوش بإقامة دولة فلسطينية إلى جوار الدولة العبرية؟

-أنا شخصياً لا أثق بأميركا على الإطلاق، ولا أرى أي مبرر كي يبادر بوش إلى إعلان حماسته لإقامة دولة فلسطينية إلا إذا كان ذلك يخد <<إسرائيل>> وأغلب الظن أن هذه الدولة ستكون بلا سيادة ولا سلاح بل ولا حدود واضحةس، وقد فوجئنا بقوات الاحتلال الصهيوني تدخل مناطق الحكم الذاتي وتعتقل الفدائيين، وتقتل المدنيين مما يثبت أن <<السلطة الفلسطينية>> هي مجرد وهم، فالسيطرة على كامل التراب الفلسطيني لا زالت حكراً على العدو، والسلطة الوحيدة المقابلة للاحتلال هي سلطة الكفاح المسلح الذي يدخل إلى العمق الصهيوني ويضرب في العمق، ما يؤكد أن تل أبيب مدينة فلسطينية تحت الاحتلال، وجميع المدن الواقعة في كيان العدو هي مدن تحت الاحتلال، وحيفا وعكا وكل الأرض التي احتلت عام 1948 هي أرضنا، ومن الواجب تحريرها من العدو الصهيوني.

-وكيف تنظر إلى قرار عرفات بوقف إطلاق النار وإلغاء وتجميد جميع المنظمات الفدائية الفلسطينية المسلحة التي تمارس العمل الفدائي ضد العدو؟

-هذا القرار ليس في مصلحة القضية، فمهما كانت الوعود التي يقدمها شمعون بيريز أو غيره من العودة إلى المفاوضات، أو قيام دولة فلسطينية، ينبغي أن نعي جميعاً أن العمل العسكري لا بد وأن يستمر وأن أي تفاوض في العالم مصيره الفشل إن لم تدعمه القوة العسكرية، فكيان العدو على وجه التحديد هو الكيان الوحيد في العالم الذي قام وتأسس على الإرهاب، كما أنه ليس له حدود واضحة ومحددة، وبالتالي لا يمكن الثقة في كيان استعماري يعتبر أن حدوده هي أقصى منطقة يمكن أن تصل إليها دباباته.

-وهل تعتقد أن أميركا سوف تغير من سياستها تجاه المنطقة بعدما تعرضت إلى أحداث خطيرة في الحادي عشر من أيلول الماضي؟

-إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، ونحن لا ننتظر أن يأتي التغيير من أميركا، لماذا لا نغير نحن من أنفسنا؟ لماذا لا نجاهد ونعلن الجهاد بكل أشكاله لكي تتغير الحقائق على أرض الواقع؟ إن أقصى ما يمكن أن تقدمه أميركا لنا هو أن تعترف بدولة فلسطينية غير مسلحة على قطعة من أرض الضفة الغربية وغزة وبشرط أن ترتبط هذه الدولة بحبل سري مع العدو، ومثل هذه الدولة لا نقبلها بأي حال، كما أن الطرح الأميركي لمسألة القدس لا يلبي طموحات العرب، إننا لا نوافق أي قيادة عربية تقصر الحديث عن القدس في الحديث عن المسجد وقبة الصخرة، إن القدس هي مدينة طاملة فيها مياجد وكنائس وبشر وتاريخ، ولا يمكن التفريط فيها بأي نحو، أو بأي حال، إذ ليس من حق عرفات ولا من صلاحياته القانونية أو التاريخية التفريط في حق عربي وغسلامي أصيل.

-أنت من أنصار أن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغيرها؟

-نعم.. وهذا الشعار ليس <<عنترياً>> كما يظن البعض، بل هو الدرس الذي تعلمناه من التاريخ.

-وكيف تنظر إلى ظاهرة الاستشهاديين في المقاومة وإلى نضالات قوات العاصفة وقوات اشهيد القائد عمر المختار؟

-نحن نحترم كل من يناضل ضد العدو، ونشعر أن هذه المقاومة هي أنبل ظاهرة عربية وغسلامية، لكنني أعتقد أنه من الضروري دعم خط المقاومة بكل السبل ولو بمقال في صحيفة، وأعارض كل من يرى وقف الانتفاضة، لقد حققت الانتفاضة إنجازاً كبيراً، ويكفي أن خسائر العدو من الانتفاضة تعادل خسائرها في حرب 1973، وهذا درس مهم ينبغي أن ندركه، وأن نعمل على استمرار الانتفاضة.