كلمة الثقافة..

الثقافة العربية في أقصى شمال أوروبا

يبدو أن البلاد السكاندينافية تجذب إليها أكثر فأكثر معظم النشاطات الثقافية التي تقوم بها الجاليات العربية المنتشرة هناك، ففي مدينة <<مالمو>> السويدية الواقعة في أقصى جنوب السويد على مقربة من الساحل الدانماركي تجمع عدد كبير من الشعراء والكتاب العرب والسويديين بدعوة من جمعيات ثقافية متنوعة هناك مثل جمعية الصداقة السويدية-الفلسطينية، ودار جلجامش للنشر، أما عن المناسبة التي جمعت هؤلاء فهي مهرجان الشعر والموسيقا دعت إليه هذه الجمعيات. وقد شارك فيه شعراء عرب كالعراقيين جليل حيدر والأب يوسف سعيد وفاضل العزاوي، ومن المغرب وفاء العمراني ومن فلسطين مرسي الصرداوي. وقد ألقى الكاتب السوري المعروف نبيل سليمان هناك محاضرة عن حقوق الإنسان في الرواية العربية. وهدف هذا المهرجان كما هو معلن: تعريف المثقفين السويديين بالثقافة العربية. وقد قرأ المشاركون العرب شعرهم مترجماً إلى السويدية كما قرأ السويديون شعرهم مترجماً إلى العربية، ولم يكن هذا المهرجان هو الأول من نوعه فقد سبقته جهود جادة متلاحقة في ترجمة الشعر العربي والسويدي إلى اللغتين المتقابلتين، كما نظم عدد من المعارض والندوات المشتركة مما جعل من مدينة <<مالمو>>-الصغيرة نسبياً-عشاً دافئاً يمور بالحركة ويمد العرب البعيدين عن أوطانهم بالكثير من الدماء الساخنة والقدرة على العطاء والمثاقفة في مجتمعات غريبة عنهم تاريخياً وحضارياً.

إنها الغربة الصعبة، فهي إما أن تقتل صاحبها إذا ما استسلم لأمواج الحنين والكآبة دونما فاعلية تذكر، وغما أن تمده بمحرضات لم تكن في الحسبان كي يوغل أبعد في حقول الإبداع المتطور والحوار مع الحضارات العصرية المتقدمة التي لم يكن صوته يصل إليها أبداً..

المحرر الثقافي.. 

 آخر الكلام أوله

أعياد المتنبي!..

شوقي بغدادي

لم أتذكر المتنبي كما تذكرته في هذه الأيام الحافلة بالأعياد وخاصة من خلال قوله:

عيد بأية حال عدت يا عيد                   بما مضى؟.. أم لأمر فيك تجديد

الجواب معروف يا أبا الطيب منذ ألف عام ونيف، وإلا فهل انقطعت دموع كربلاء ودماؤها، وهل توقف حبر الكتب عن تعكير مياه دجلة، أو انطفأت الحرائق التي أشعلها المغول في أحياء دمشق ومساجدها، أو استرد مسلم أمانه بعد خروج قومه من الأندلس؟!..

حلقات التراجيديا العربية لم تتوقف يوماً عن اقتحام بيوتنا وأجسادنا وأرواحنا منذ قال المتنبي أبياته الغاضبة هذه:

وإنما الناس بالملوك.. وهل               تفلح عرب ملوكها عجم

لا أدب عندهم..  ولا حسب                    ولا عهود لهم  ولا ذمم

بكل أرض.. وطئتـها أمـم               ترعى بعبد كأنها عنـم   

وإلا فهل تغير شيء حين أزيح الحاكم الأعجمي ونصب على كرسيه آخر عربي لا نسمة من رحمة تخفق في صدره، ولا خيط من وفاء يرتبط بوجدانه، وهل يذكر مشهد الجماهير العربية في أيامنا هذه وهي تقاد كالقطعان بغير البقر والغنم؟!..

وبالرغم من كل هذه الجبال الرابضة على مناكبها فإن علينا أن نيتسم لجلادينا ونهتف بحياتهم، وأن نثني على رباطة جأشهم وهم يعتلون ظهورنا أو يشدون زمامنا وراءهم وليس لنا سوى أن نغمغم سراً قول الشاعر ذاته:

ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى      عدواً له ما من مداراته بد  

فلا تذهب يا أبا الطيب إلى فلسطين أو العراق، ولا إلى الصومال، ولا إلى أفغانستان.. لا تمض بعيداً كي نتأكد مما نقوله لك في وصف أحوالنا، بل البث في مكانك حيث أنت في أي قطر من أقطار العرب ثم تلفت حولك تجد نفسك وجهاً لوجه مع مع ما قلته وأقوله لك في وصف أحوالنا من الماء إلى الماء كما يقولون..

سبحانك الله يا أبا الطيب!.. هل أزعجتك الوشايات في حلب، أو الإذلال والإهمال في مصر؟ إذن.. فما عسانا نحن نقول بعد ألف عام من الانتظار العقيم وقد غدت الوشايات وصايات، والإذلال مقامات، والاستلاب حالات ثابتة موغلة في المخ والعظام؟!..

كان في ودي أن أستعيد ذكراك مع الأعياد الموحشة الهاجمة فأكتب فيها شعراً كما صنعت أنت مع <<الأضحى>> فأصف لك ما أصف موزوناً على بحور الخليل.. ولكن.. صدقني أنني بت أضحك على روحي حين أهم بكتابة بيت واحد من الشعر.. ومع ذلك فها أنذا لا أجد سواك أستنجد به كي أستطيع متابعة العيش في سردابنا المظلم فأردد أبياتك الشهيرة:

أريد من زمني ذا أن يبلغني           ما ليس يبلغه من نفسه الزمن

لا تلق دهرك إلا غير مكترث             ما دام يصحب فيه روحك البدن

فما يدوم سرور ما سررت به           ولا يرد عليك الفائت الحزن

فألف شكر لك يا شاعرنا العظيم، نك أنت من يفجر الأحزان أفضل من أي شاعر آخر، وأنت من يواسي فيها لا غيرك!!.

السيد ياسين:

الأسطورة الصهيونية والانتفاضة الفلسطينية

فشل المفاوضات أثبت أن:

الصراع مع الصهاينة صراع وجود لا صراع حدود

ليس هناك شك في أن الانتفاضة الفلسطينية بكل ما دار فيها من بطولة للشعب الفلسسطيني رجالاً ونساءً وأطفالاً في مواجهة الهمجية الصهيونية في الحرب المعلنة التي شنها الكيان الصهيوني، قد أعادت طرح كل القضايا الرئيسية للصراع العربي-الصهيوني التي جعلتها مسيرة <<التسوية>> السياسية تتوارى.

هكذا افتتح الأستاذ سيد ياسين وهو مفكر مصري مرموق كتابه الجديد <<الأسطورة الصهيونية.. والانتفاضة الفلسطينية>> الصادر في القاهرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب. ويقول المؤلف:

ولعل أبرز هذه القضايا أن المشروع الصهيوني في فلسطين ليس سوى صورة قاتمة من الاستعمار البريطاني الذي شهده القرن العشرون في مناطق متعددة من العالم، لعل أبرزها الاستعمار الاستيطاني الذي أسسه البيض في جنوب إفريقيا، والذي زال نتيجة نضال بطولي لأصحاب البلاد الأصليين، مما أدى إلى أن يتحرروا من آثار هذا الاستعمار بقيادة مانديلا الذي سيظل اسمه يمثل أسطورة للنضال ضد المستعمر.

وقد كشف الاستعمار الاستيطاني الصهيوني عن وجهه القبيح فيما يتعلق أساساً بحق العودة للفلسطينيين الذين شردهم، حين دفعهم دفعاً خارج وطنهم من خلال مذابح بشعة نفذتها العصابات الصهيونية، والتي أسهمت في دفعهم إلى بلاد المهاجر المتنوعة، وبالرغم من أن التاريخ الرسمي الصهيوني قد حاول نشر الوعي الزائف لعقود متعددة، مقرراً أن الفلسطينيين هم الذين غادروا أرض فلسطين مختارين، أو أن بعضهم باع أرضه وفضل مغادرة البلاد، إلا أن المؤرخين الجدد الصهاينة الذين أعادوا كتاب التاريخ الصهيوني الحقيقي يكشفون بالاستناد إلى الوثائق الصهيونية ذاتها أن العصابات الصهيونية التي مهدت الطريق لإقامة الكيان الصهيوني عام 1948، هي التي نظمت المذابح الجماعية في القرى والمدن الفلسطينية لإشاعة الفزع في قلوب الفلسطينيين، وإرهابهم وإخراجهم من ديارهم.

وحين طرح العرب في المفاوضات الأخيرة عدم التنازل عن حق العودة للفلسطينيين، برز الفزع الصهيوني واضحاً وجلياً، لأن قبولهم بحق العودة معناه بكل وضوح أن العصابات الصهيونية التي أسست الكيان قد اغتصبت بالقوة والإرهاب أراضي ومنازل هؤلاء الفلسطينيين ويمكن القول أن حق العودة يمثل في اللاشعور الصهيوني إيذاناً بنهاية الكيان الصهيوني، وكان الزمن قد دار دورته منذ تأسس هذا الكيان عام 1948 أي سقوطه بالمعنى التاريخي للكلمة، بعدما برز حق الفلسطينيين في وطنهم المغتصب.

صراع وجود

لقد أتثير عبر تاريخ الصراع سؤال هام حول تكييف أو هوية هذا الصراع، هل هو صراع حدود أم صراع وجود؟ ونحن نعلم من خلال تتبع تاريخ الصراع أن مقولة صراع وجود التي تشبث بها الخطاب القومي العربي لمدة تزيد عن نصف قرن قد تراجعت بعدما حل محلها-نسبياً-مفهوم أو صيغة صراع الحدود أو صراع الحقوق، وذلك بعد توقيع مصر معاهدة التسوية مع الكيان الصهيوني، تلك المعاهدة التي أدت إلى انشقاق واسع في العالم العربي نتيجة الرفض العربي للمسيرة المصرية في تحقيق حل الصراع عن طريق الاعتراف بالكيان الصهيوني، والانسحاب الصهيوني من كل الأراضي المصرية المحتلة، ما عدا طابا التي عادت إلى مصر بالتحكيم الدولي.

لقد كان مؤتمر مدريد عام 1991 هو ضربة صاعقة إلى المفهوم القومي (الصراع وجود) لمصلحة أن الصراع مع الكيان هو صراع حدود، غير أنه نتيجة لتعثر المفاوضات الفلسطينية مع العدو، وفيما رآه فصيل من القوميين العرب أن صيغة صراع الوجود هي الأجدر بالاتباع، فقد شهدت هذه الصيغة عملية إحياء، بعدما تبين –كما هو التعبير القومي العربي الشائع- عقم نهج التسوية السياسية.

ومرة أخرى ينشط أنصار صراع الوجود، وتمثل الندوة المهمة التي نظمها مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت وموضوعها <<العرب ومواجهة إسرائيل.. احتمالات المستقبل>> ونشرت أعمالها عام 2000 في جزأين، ذروة عالية من ذرا الفكر القومي العربي. غير أن الانتفاضة الفلسطينية هي التي تجسد اليوم قومية الصراع ضد الكيان الصهيوني، حيث أعادت طرح الأسئلة الرئيسية للصراع بعدما فشلت كل سبل التسوية السلمية.

 

في بيان حول التطورات الأخيرة في فلسطين

الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين: المقاومة حق طبيعي، وشرعي لشعبنا في مواجهة الاحتلال

توقفت الأمانة العامة للاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين أمام التطورات الأخيرة التي شهدتها فلسطين المحتلة، متمثلة بالهجوم المحموم على الانتفاضة الشعبية الفلسطينية، ومحاولات وأدها إن عبر القمع الصهيوني، الذي ما لبث أن أخذ أشكالاً جديدة معززاً بحماية أمريكية كاملة، وبدعم أوروبي في مقابل صمت عربي وإسلامي مريب، وإن عبر محاولات السلطة الذاتية تقويض الانتفاضة بذريعة تعرضها لهجمة كبيرة وضغوط هائلة، وانسجاماً مع برنامجها المتناقض مع برنامج الانتفاضة، وأهدافها أساساً.

وأكد أن الخطاب الذي ألقاه ياسر عرفات ليعلن فيه نفي المقاومة تضمن جملة من التعبيرات الخطيرة التي تمس ليس الانتفاضة فقط، بل حاضر ومستقبل نضالنا الوطني، فإنها تعلن رفضها لهذا الخطاب وما جاء فيه جملة وتفصيلا، مشيرة على نحو خاص إلى أن هذا الخطاب يعني تعريض شعبنا لمجزرة مفتوحة عبر الاعلان عن وقف إطلاق النار حتى لو قام العدو بخرقه، كما أنه يصف العمليات الاستشهادية ( بالانتحارية)، ويستعير تعبيرات الصهاينة في وصف فصائل العمل النضالي والجهادي بأنها تنظيمات (إرهابية) وخارجة عن القانون، مسقطاً الحق الطبيعي لشعبنا في مقاومة الاحتلال الغاصب لأرضه وحقوقه.

وأدانت قيام شرطة السلطة بتصويب الرصاص إلى أبناء شعبنا في مخيم جباليا، وأماكن أخرى، مؤكدةً أنه تطور خطير جداً يمثل تنفيذاً للإملاءات الصهيونية والوصفات الأمريكية والأوروبية القاتلة،ويفتح الباب مع الاعتقالات التي تقوم بها السلطة أمام اقتتال داخلي يبدد طاقات شعبنا ونضاله، فإنها تحذر من أن شعبنا لن يغفر ولن يرحم أولئك العابثين بدمه.

وأمام كل هذه التطورات يهم الأمانة العامة لاتحادنا الذي يمثل قطاعات الكتاب والصحفيين والمثقفين الوطنيين الفلسطينيين أن تؤكد على ما يلي:

1-       إن حق شعبنا في مقاومة الاحتلال بكل أشكال المقاومة وفي طليعتها الكفاح المسلح هو حق طبيعي ومشروع، ولا يمكن لي تصريحات، أو مواقف أن تنتقص منه ما دام هذا الاحتلال قائماً على أرضنا.

2-       الرفض المطلق لتوصيف نضالنا الوطني والقومي بأنه ( إرهاب) ورفض كل التصنيفات والقوائم الصادرة بهذا الخصوص، واياً كان مصدرها سواء من الولايات المتحدة، أو من الاتحاد الأوروبي، أو من السلطة الذاتية.

3-       التمسك بحقوقنا الوطنية كاملة ورفض التنازل عنها لأي سبب كان، وتحت أي ذريعة، والإعلان بصوت واضح أن شعبنا الذي ناضل لأكثر من ربع قرن في سبيل حقوقه لن يقبل أي تفريط بها.

4-                 إدانة قيام شرطة عرفات بتصويب الرصاص إلى أبناء شعبنا، وإدانة حملات الاعتقالات التي تطال المجاهدين والمناضلين من فصائل العمل الوطني، ورفض أي اقتتال داخلي تسعى إليه السلطة في خدمة أهداف العدو الصهيوني.

5-     العمل على تحشيد كل الطاقات وصب الجهود في حماية انتفاضة شعبنا وحماية مقاومته المشروعة، مؤمنين أن الهجمة الجديدة سوف تتكسر على صخرة صمود هذا الشعب المقاتل، ومؤكدين على وحدة شعبنا في كافة أماكن تواجده، رافضين كل تجزئة لهذا الشعب.

الثقافة العالمية

العدد الجديد رقم /109/ من الثقافة العالمية الصادر عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت شمل مواضيع هامة،وتضمن ملف العدد/النقد السينمائي من منظور عالمي/ وفيه ثماني مقالات حول النقد السينمائي،ويحلل جوانب شتى من هذا الفن الذي أصبح بلا منازع، القلب النابض للثقافة الجماهيرية وهي جوانب قلما ألقي الضوء عليها في عالمنا الذي كما يذكر د. محمد الرميحي في كلمة العدد.
ومن المواد الهامة التي احتواها العدد مادة للكاتب فرانو جاكوب تحت عنوان " اهمية اللامتوقع"،وأخرى لريك جور" فراعنة الشمس" وكتب أريان بويلا نتزاس "كيف يفكر العباقرة" إضافة إلى مواد أخرى قيمة.

الملف الذي حمل عنوان" النقد السينمائي من منظور عالمي" كتب فيه رئيس كلية الدراسات العليا وأستاذ التاريخ بجامعة تكساس مقالة بعنوان " الأفلام الجماهيرية،ومشاهدوها في المستعمرات" السينما في روديسيا الشمالية ومما جاء فيه: لم يكن بوسع أي في أثناء فترة الاستعمار (زامبيا حالياً) خلال الأربعينات والخمسينات من القرن العشرين، أن يتفادى ملاحظة الآثار الواضحة للأفلام الأمريكية،ففي مجمعات الشركة المترامية الأكطراف التي كان يسكنها عمال المناجم الألإارقة وأسرهم في منطقة حزام المحاس، كانت دجماعات من الصبية الألإارقة" يرتدون  ملابس مصنوعة في المنزل من الورق، مثل التي يرتديها ( الشجيع)، أو بطل أفلام رعاة البقر،ويرتدون قبعات الرعاة المميزة،,يحملون مسدسات مصنوعة من الخشب، وكانوا يتواجدون في كل مكان تقريباً،وهم يجرون في الشوارع والأزقة يلعبون لعبة رعاة البقر، والهنود الحمر.

ونضيف هنا أن أفلام " الويسترن" حاولت أن تعمم النموذج الأمريكي في التفكير والسيطرة على العقول،ولذا تجد معظم أفلام " الويسترن" تعاملت مع الهندي الأحمر كشخص متخلف قاتل،,هذا بالطبع كان يدرس في المختبرات الأمريكية السياسية قبل هوليود.

مجموعة قصص مشتركة

( أطياف )

عن اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين "فرع سورية" وضمن سلسلة القصة/2/ صدرت المجموعة الجديدة " أطياف" والتي شارك فيها خمسة عشر قاصاً من جمعية القصة الفلسطينية.

القاصين الذين شاركوا في "أطياف": عماد رحمة،هيفاء الأطرش،باسم عبدو،عدنان أبو زليخة،يوسف جادالحق،سليم عباسي،أحمد هلال، نجوى النابلس، د. يوسف حطيني،عبد الكريم السعدي، د. زهير غزاوي، محمد أبو خليل،هدى حنا، اسامة العمر، عدنان كنفاني.

ومما جاء في تقديم القاص عدنان كنفاني أمين سر جمعية القصة:" في هذه الأوقات العصيبة التي يعيشها شعبنا العربي،وتعيشها تطورات قضيتنا المركزية، ندرك دور الأدب الخطير سواء في تأريخه للمرحلة، أو في قدرته على الاستشراف، أو في تشابك العلاقة بين الأدب والسياسة والدور المكمل بين هذا وذاك، أو في مسؤولية حمل نبض الشارع، أو في مواجهته للحرب المعلنة على الذاكرة الوطنية، ولا نرى ألواناً رمادية تغرينا بالتأرجح على خطوطها، بل لا نرى غير لونين لا ثالث لهما على غاية الوضوح أبيض أو أسود(...). ويضيف القاص كنفاني: أصدرنا في جمعية القصة في اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين فرع (سورية) مجموعتنا القصصية المشتركة الأولى " رؤى" في سلسلة القصة الفلسطينية،ولاقت ترحيباً .. وها نحن نطور مجموعتنا الثانية " أطياف" آملين أن تلقى ترحيباً أكبر،وتشجيعاً أكثر، طامحين إلى إصدار مجموعات أخرى تنضم إلى هذه السلسلة".

القصص التي ضمتها المجموعة هي : اعترافات، لا تهادن، اعترافات عائشة،البحث عن أناس سعداء، سياحة،مقتل العفور الساخر،ميلاد أم العزم، الصراصير، الخيبة، عشتار والشيخ صفوان، الذئب وليلى،جهاد يواصل الرحيل، رسالة من حنان، الزوجة والمقاومة، مواجهات.

المجموعة من القطع الوسط. جاءت في 127 صفحة.

ذاكرة الدم والأسيجة

في مجموعته الشعرية الجديدة والتي ضمت ثمانٍ وعشرين قصيدة، يبحر الشاعر سليمان السلمان في " ذاكرة الدم والأسيجة"، بالهم الوطني في انتقالات شعرية تسبر الواقع العربي،وتطل من نافذة القهر تعاند بوقفتها الظلم،يستحضر مشاهد البطولة والعزة، ويرفع صوته عالياً يمجد الحق والعدالة،ويدافع عن كرامة الإنسان الذي يبحث عن روحه التواقة للحرية، القصائد حملت لغة رهيفة لا مست الأحاسيس والوجدان.

يقول في ديوانه:" آه يا حلمي..! كم أراك جميلاً.. طالع من دمي

ودمائي تسيل.. لا تبدل هواك

فأنا شاعر للهوى أنتمي في عيوني أراك

آه يا حلمي..! إن هذي الرياح صيحة في فمي والطريق الصباح ..

وله وردتان شفتي ودمي".

الشاعر سليمان السلمان من الشعراء الناشطين الذين يعملون على مشروعهم الشعري وتطويره.

مختارات شعرية

"شمل تشابه ضائع"

"شمل تشابه ضائع" مختارات شعرية للشاعرة والأديبة أندريه شديد، اختارتها إبداعات عالمية لعددها الجديد،وإبداعات عالمية تصدر كما هو معروف من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت.

بالتعريف بالشاعرة أندريه شديد كتبت إبداعات عالمية:

الشاعرة والأديبة أندريه شديد كتبت في خمسين سنة ونيف ما يزيد على خمسة وعشرين كتاباً في أكثر من فرع أدبي،تتوزع بين الرواية والمجموعة الشعرية،,القصة القصيرة والمسرحية،وكتب الأطفال، إلا أنها مشدودة منذ المراهقة إلى الشعر.

فهي تبحث عن طرق غير مباشرة للتخاطب مع المتلقي فوق أرض القصيدة لا أرض جماعة ما، إن "شمل تشابه ضائع " مساحةً تتجسد فيها تأكيدات الشاعرة الإنسانية الطابع () التركيبة الشعرية لقصائد الشاعرة " شديد" تستند إلى مواد غزيرة في منطلقها، وشديد الحذف في حاصلها، مما يجعلالعبارة الشعرية محدودة العدد وقوية الدلالة،أشبه بأحجار قليلة،ذات احتمالات تركيب وتعيين في المكان، عديدة وتنوعة. فالقصيدة على حد قولها هي:" اندفاعة،رغبة،جوع،انطلاقة،أضعها على الورق ثم أتركها على أن أعود لاحقاً.. أجد ركاماً من الجمل أنصرف.. إلى تسويقها وتشذيبها وهندستها".

وأندريه شديد من أصول لبنانية ولدت بالقاهرة وعاشت فيها صباها،وكتبت غير نوع أدبي (شعر-رواية- قصة). وفازت بالعديد من الجوائز الأدبية. نشرت مجموعة شعرية منذ العام 1949 مثل ( نصوص من أجل وجه)،و(محفورات الكائن)و(كم جسداً،وكم روحاً).

في قصيدتها "السيف" تقول:

الأذرع التي من حرير لطفولتي

لا تقوى على شيء

في مواجهة السيف الذي يقلق مدننا

في مواجهة الرصاص المنتشر في المياه

في مواجهة الكلمات التي من حديد

الأذرع التي من حرير لطفولتي

باتت مشرعة

وعلق العصفور

في شِباك البشر

ملحمة الحدود القصوى

الروائي الليبي إبراهيم الكوني أصدر قراءة عشرين عملاً نثرياً، هي في غالبيتها أعمال هامة " البئر، نزيف الحجر،المجوس"، وغيرها واستطاع من خلالها أن يضع بصمته الأدبية على صفحة بيضاء من صفحات الأدب العربي، لا سيما انتهاجه أسلوب مغاير للرواية والقص العربي السائد من حيث استنباط مشروعه الشخصي من تفاصيل حياته وتجربته الذاتية المفعمة بروح الصحراء ورموزها،ناسجاً حالة روائية متقدمة وفريدة في الأدب العربي الحديث.

هذا الروائي الذي لم يدرس كما يجب، رأى فيه ( سعيد الغانمي) الناقد والأديب مادة تستحق الدراسة من خلال أعماله العديدة، حيث أصدر الغانمي كتابه " ملحمة الصمود القصوى" حول " الخيال الصحراوي في أدب إبراهيم الكوني"، الذي هو عبارة عن دراسة نقدية وجدت نفسها منطلقة في تجلياتها، أسوة بانطلاق مادتها " أدب الكوني" ففرضت أسلوباً نقدياً لا يذهب نحو النقد والتحليل بقدر ما يستشرف أبعاد ما وراء الكلمات،والتأثيرات اللغوية والرؤى الفلسفية والأنثربولوجيا".

ويستنتج الغانمي في دراسته أن أدب الكوني، لا سيما رواياته تحاول أن تكون " تاريخاً لمجتمع يعيش على حافة الحياة" أي" تريد أن تكون ملحمة لمجتمع بلا زمن" .

وهو بذلك يستوحي الغربة عن المدينة الحديثة من خلال أعمال الكوني التي تنضح بذلك بكل تأكيد،وإن كانت دراسة ( سعيد الغانمي) الصادرة عن " المركز الثقافي العربي في بيروت" تركز على إحالة أدب الكوني من خلال أصوله، فإنها لا تنسى أن تنحى منحىً نقدياً موازياً.

نصوص من المسرح التجريبي

عن اتحاد الكتاب العرب صدر مؤخراً كتاب للناقد الباحث " عبد الفتاح قلعه جي" تحت عنوان "نصوص من المسرح التجريبي الحديث"،وكما جاء في المقدمة فإن نصوص المسرح التجريبي هذه قد تصدم القارئ والمتفرج بغرائبيتها، وارهاصاتها،وموضوعها، وشكلها،والتجريب هو فصل صدم وهو ما اعتمده الكاتب في صياغتها.

ومما شلا شك فيه أن ثمة نصوص تجريبية في سوريا والوطن العربي تستحق كل تقدير، لكن الكاتب هنا يقول عن التجربة التي عاشها في كتابتها " دفعته إلى التأكيد بأن التجربة تكرر نفسها"، وكما أن المسرح التجريبي لا تنظمه ضوابط، فإنه في الوقت نفسه الذي تنظم فيه هذا المسرح قواعد وشروط وأنظمة فإنه لا يعود تجريبياً"،ولكن الكلمة النص هي دائماً المنطلق في رد على روج تجريبية مغايرة تميل إلى إلغاء دور الكلمة واستبدالها بلغة الجسد وحركة المجموعات وتشكيلاتها.

وقد تم عرض هذه المسرحيات في الكتاب،وأشير إلى أنها جاهزة للتقديم على الخشبة، رغم أن المسرحيات بحاجة إلى إمكانات ممثل مميزة.

ملاحظات لابد منها

·         لا أحد يجادل في أن الكتابة فعل إبداعي إذا انطلقت وتأسست في مناخ جاد له ضوابطه وتقنياته واستندت أساساً الى معرفة بالنسق الذي تناوله الكاتب ، والإشكالية ليست في حكم الإبداع على الكتابة وإنما تكمن في المادة المكتوبة " ومحاكمتها " على أسس نقدية تحاول أن تقرأها أولاً ومن ثم يمكن تصنيفها وفق أفكارها إن وجدت وللآسف اختلط اليوم الحابل بالنابل وتداخلت المسائل بعضها ببعض وأصبح من الصعوبة بمكان التعامل نقدياً مع الكثير مما يكتب ورغم ذلك هناك من يتصدى ويشهر أدواته التي يسميها "نقدية " ويطلق أحكاماً قيمية على هذا العمل أو ذاك ، الممالاْة هي مصيبة المصائب والتي أرى أنها تهوي بالكاتب الصاعد ( قاصاً- شاعراً- روائياً ) إلى منحدر سحيق بدل أن تقوده الى أرض الامان ليتلمس طريقه بهدوء ، وربما اللجوء الى التعميم في بعض الحالات أفضل بكثير من التحديد لأن ذلك يتطلب جهداً وتعباً وأنت تحصي الاعمال التي يصفق لها وكاتبها يشعر بالدهشة لهذا الاعجاب الذي لم يتوقعه بحياته . منذ مدة قرأت مقالاً في جريدة عربية يتحدث الناقد عن مجموعة شعرية صدرت حديثاً بأنها أفضل ما قرأ لهذه السنة هذا رأيه لكن المصيبة أن الناقد يستخرج مصطلحات ربما لم تعرفها كل المدارس النقدية في العالم ويحاول عبر التلاعب بالكلمات إيهامنا أنه موسوعي المعرفة وتركيبي التفكير ، ويستنتج الناقد في نهاية مقالته أن هذا الديوان الشعري الإصدار الأول للشاعر فتح جديد في الشعر العربي ألا يحتاج الموضوع إلى قليل من الموضوعية والرصانة في إطلاق أحكام قد تؤذي مشاعر القارئ ويمكنهم أن يحجموا عن قراءة العمل أم أن الناقد وجد فرصته في مجاملة بعيدة كل البعد عن المنطق .

المسألة ليست في الإبداع مهما كان مرتبكاً وإنما تكمن فيمن ينصبون أنفسهم مدافعين عن الحياة الثقافية وتطورها وليس من يقف معترضاً أمام تطور الحياة الثقافية وتعميم الفكر النظيف والجاد ودعم كل التجارب الروائية القصة المسرحية وإنصاف الكتابة الجادة .

ويعيدني هذا الموضوع إلى رأي ناقد عربي ، أراد أن يتحدث عن مجموعة قصصية فلم يلتقط سوى الكلمات المكتوبة على غلاف المجموعة ، وبدأ " بالردح " لأن الكاتب القاص كتب أن هذه المجموعة تحاكي أولئك المهمومين بالوطن

وهذه كانت مصيبة وإن ابتعدنا قليلاً عن الموضوع أخيراً القول النقدي عليه أن يستند أولاً وأخيراً إلى قراءة ينتجها العقل لا العواطف وإقصاء المجاملات لأنها لن تسهم في ثقافة جادة تتجاوز العثرات وتبنى عوالمها الخاصة في مرحلتها الأمنية .