رسالة اللجنة المركزية لحركة

التحرير الوطني الفلسطيني «فتح»

بمناسبة الذكرى السابعة والثلاثين لانطلاقة حركة «فتح»

انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة

-نضال الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة نضال عادل وحق مقدس ومشروع.

-بهزيمة الصهاينة الغزاة لفلسطين، والنصر على آخر قلاع الاستعمار في العالم، وتحطيم الفاشية والنازية، وقهر الإرهاب والإرهابيين يتحقق السلام.

-وقف الانتفاضة والمقاومة استجابة ذليلة للإملاءات والشروط الأميركية-الصهيونية، وهدر لتضحيات الشهداء والجرحى، وانخراط في برنامج ومخططات تصفية قضية فلسطين.

-تشكيل قيادة وطنية تمثل إرادة الشعب الفلسطيني وتلتزم بالميثاق الوطني الفلسطيني، وبرنامج وطني كفاحي لتحقيق الأهداف الوطنية، مهمة ملحة ومسؤولية تاريخية تقع على عاتق القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية.

-الدول العربية مدعوة للتأكيد على عدالة النضال الفلسطيني ومشروعية المقاومة ودعم ومساندة نضال الشعب الفلسطيني ورفض التفرد بقضية فلسطين بذريعة الممثل الشرعي والقرار المستقل.

-كافة قوى وأحزاب حركة التحرر العربية مدعوة اليوم للتأكيد على أن قضية فلسطين هي القضية المركزية للأمة، وتقديم كل أشكال الدعم والمساندة لنضال الشعب الفلسطيني تأكيداً على وحدة الهدف والمصير.

يا جماهير شعبنا الفلسطيني الأبي..

يا جماهير أمتنا العربية المجيدة..

يا أبناء فتح.. يا ثوار العاصفة البواسل..

تمضي أعوام الثورة والشعب الفلسطيني يجسد في ثورته المعاصرة منذ أن دشنت حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح» وقواتها «العاصفة» شرارة الانطلاقة المجيدة في 1/1/1965 ،مسيرة نضال وتضحية وشهادة، وسجلاً مشرفاً وناصعاً معمداً بدماء الشهداء الميامين، وتاريخاً كفاحياً اجترح من البطولات والإصرار والعزيمة مآثر خالدة.

تمضي أشهر وسنوات وعقود الثورة، سنة وراء سنة، وعاماً إثر عام، وهبة تلو أخرى، لتعبر عن أصالة شعبٍ مناضل، متمسك بوطنه وحقوقه، صامد في وجه آلة الدمار وترسانة الأسلحة الأمريكية الصهيونية، مدافع عن كل حبة تراب من أرضه الطهور، متصدٍ لغزوة إمبريالية صهيونية هدفها تهويد فلسطين، وإخضاع الوطن العربي، وفرض الشروط والإملاءات على أمتنا والتحكم في حاضرها ومستقبلها، ونهب ثرواتها، وفرض سطوته ونفوذه عليها منعاً لوحدتها وتقدمها.

يمضي الشعب الفلسطيني على درب الآلام والمعاناة والتضحيات الغالية في انتفاضة تلو انتفاضة، ينهض من وسط الركام والحرائق والمجازر والقتل والاغتيال، وتدمير المدن والقرى، واقتلاع الأشجار، وهدم البيوت، وسياسة الحصار والإغلاق معلناً لأمته، أنه شعب حي، يختزن تجربة كفاحية هائلة، لم تضعف عزيمته، ولم تفت في عضده الصعاب والتحديات، ولم ينل من إرادته وتصميمه الشعور بالخذلان  في هذا الظرف العصيب وظروف أخرى متعددة، مؤكداً أن فلسطين من البحر إلى النهر وطن الشعب الفلسطيني المغتصب، وأن نضاله وكفاحه المجيد نضال عادل، وحق مقدس ومشروع، وأن شعلة الثورة لن تنطفئ إلا بهزيمة الغزاة، وعندها فقط يكون قد صنع السلام، وأرسى أسسه ودعائمه وفاخر الدنيا أنه تغلب وانتصر على آخر قلاع الاستعمار في العالم وهزم العنصرية والفاشية، وقهر الإرهاب والإرهابيين، وحظي بتحرير وطنه والعودة إليه، ونال حريته واستقلاله.

يا جماهير شعبنا الفلسطيني الأبي..

يا جماهير أمتنا العربية المجيدة..

سبعة وثلاثون عاماً انقضت منذ أن فجرت حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح» وقواتها «العاصفة» الثورة الفلسطينية المعاصرة، لينبعث صوت الشعب الفلسطيني، فعلاً كفاحياً مدوياً، يخترق جدار الصمت الذي لف قضية فلسطين طوال سبعة عشر عاماً تلت سنوات النكبة والتشرد التي حلت بفلسطين سنة 1948، ودوراً طليعياً كرأس رمح في معركة التحرير، أملته الضرورة الوطنية للانطلاقة، وطبيعة التحديات التي نتجت عن إقامة الكيان الصهيوني على أرض فلسطين، من اغتصاب للوطن، وتشريد للشعب، وتبديد الهوية الوطنية.

سبعة وثلاثون عاماً والشعب الفلسطيني في نضاله وثورته المعاصرة يخوض نضالاً وصراعاً مريراً مع العدو الصهيوني الغاصب، مؤكداً على وحدته ووحدة أرضه، وعلى عدالة قضيته كقضية وطنية تحررية، من أبرز قضايا التحرر في العالم، وعلى عدالة نضاله ومقاومته أعتى نماذج الاستيطان الصهيوني الفاشي، ذلك النموذج الذي عرفته شعوب عديدة سنوات الاستعمار البغيض.

سبعة وثلاثون عاماً تقطر بالدماء والعذاب والآلام والمعاناة والشعب الفلسطيني المناضل يواجه مؤامرات متلاحقة تهدف لتصفية قضيته، ومشاريع مشبوهة تدعو لتصفية حق العودة، وإيجاد السبل لحل قضية اللاجئين خارج أراضيهم وديارهم التي هجروا وشردوا منها، ومخططات استعمارية تدعم الاغتصاب الصهيوني لفلسطين،  وتجعل منه ثكنة متقدمة في قلب الوطن العربي تهدد الوطن والأمة، وتخدم مصالح قوى الرأسمالية المتوحشة.

إن هذا التاريخ الكفاحي الهائل لتحقيق الأهداف الوطنية الفلسطينية التي يناضل الشعب الفلسطيني في سبيل تحقيقها لا يزال نابضاً بالعطاء، حافلاً بالمآثر والإنجازات، ولا زالت الاستخلاصات السياسية التي دللت عليها الانطلاقة منذ 1/1/1965  تكتسب أهمية كبيرة رغم ازدياد وتعاظم التحديات والمخاطر والأهداف التي يسعى الكيان الصهيوني لتحقيقها، حيث أضحت المهام الوطنية والمسؤوليات القومية تجاه هذه التحديات والمخاطر من طبيعة استراتيجية ترتبط بصون الحقوق وضمان المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني والأمن القومي لأمتنا على امتداد الوطن.

يا جماهير شعبنا الفلسطيني الأبي..

يا جماهير أمتنا العربية المجيدة..

تطل علينا هذه المناسبة الوطنية الكفاحية، الذكرى السابعة والثلاثون لانطلاقة «فتح»، انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، في خضم أحداث وتطورات دولية عاصفة، وفي ظل هجوم إمبريالي شرس تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، متخذة من عنوان مكافحة الإرهاب ذريعة لهجومها الذي لا يستهدف أفغانستان فحسب بل يطال أمتنا العربية والإسلامية، ويستهدف وأد انتفاضة الأقصى المباركة التي تعبر شهرها السادس عشر، وإطفاء شعلة المقاومة على أرض فلسطين، تمهيداً لتصفية قضية فلسطين، وحقوق الشعب الفلسطيني طبقاً لشروط الكيان الصهيوني الذخر الاستراتيجي للإمبريالية العالمية وللولايات المتحدة الأمريكية، وثكنتها المتقدمة في قلب الوطن العربي.

فمنذ أن اندلعت انتفاضة الأقصى المباركة ومؤامرات احتوائها وإخمادها تتوالى نظراً لما تمثله من تطور كفاحي نوعي في نضال الشعب الفلسطيني، وما حملته من معانٍ ودلالات وطنية عميقة تجلت في رفض الشعب الفلسطيني وقواه المناضلة والمجاهدة للاتفاقيات التصفوية الموقعة مع العدو الصهيوني ورفض المفاوضات نهجاً وأسلوباً، والتمسك بخيار المقاومة، بعدما خبر شعبنا المفاوضات وما أسفرت عنه من نتائج كارثية طالت الأرض، والحقوق والمقدسات.

ولقد تعاظمت المؤامرات على انتفاضة الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، وازدادت حدتها لما أحدثته من تحولات نوعية عميقة شكلت خطراً كبيراً على البرنامج الأمريكي-الصهيوني تجاه وطننا العربي و أمتنا العربية، حيث تعمقت أزمته وتكشفت أهدافه الحقيقية الساعية لفرض الاستسلام على أمتنا، وانتصبت عقبات كبيرة أمام إمكانية تعميمه ونجاحه، وزاد من عمق هذه التحولات تعاظم أزمة ومأزق الكيان الصهيوني،وهو مأزق من طبيعة استراتيجية يتعلق بإمكانية الوجود والبقاء، فلقد فشل العدو الصهيوني في تحقيق الأمن والاستقرار لتجمعه البغيض ومستوطنيه الأشرار، وفي قدرته على التوسع والاحتلال،وفشل في تغييب الشعب الفلسطيني عن أرضه ووطنه، وتحطمت محاولاته ومشاريعه للتغلغل في أرجاء الوطن العربي تحت عنوان بناء السلام، ومضى الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية المناضلة والمجاهدة في استنزاف آلته العسكرية، وخلخلة أمنه، وإضعاف اقتصاده، والتأثير في معدلات هجرة الصهاينة إلى فلسطين وخارجها، لتفشل استراتيجية ومخططات تهويد فلسطين، وأضحت إمكانية بقائه ككيان استعماري استيطاني عدواني محل جدل ساخن داخل التجمع الصهيوني، وهي نتيجة طبيعية لتجمع غير طبيعي، مهما جرى تقويته وتغذيته بعوامل القوة وأسلحة الدمار، وآلة القمع.

لهذه العوامل مجتمعة، وفي سبيل هدر هذه الإنجازات واحتواء هذه التحولات للحيلولة دون تناميها وتطورها، كان هذا الهجوم الشرس من جانب حكومة السفاح شارون، والذي تأجج وتصاعد بعد أحداث 11 أيلول في أمريكا، وجاء دعم الولايات المتحدة الأمريكية السافر للكيان الصهيوني وتشجيعه على الإيغال في اعتداءاته وجرائمه، باعتبار الانتفاضة إرهاباً، والمناضلين والمجاهدين إرهابيين، ينبغي ملاحقتهم ومطاردتهم واعتقالهم وقتلهم، وفي المقابل اعتبار جرائم ومجازر العدو الصهيوني دفاعاً مشروعاً عن النفس.

لكن الأشد وقعاً وخطراً أن تنبري شريحة فلسطينية تعتبر الأجنحة العسكرية المقاتلة مشبوهة وخارجة عن القانون، وتطالب  بوقف الانتفاضة والمقاومة، وتقوم بدور الشرطي لحراسة أمن الكيان الصهيوني، لتزج المناضلين والمجاهدين في السجون، وتروج من جديد لدعاوى وأضاليل المفاوضات، وتعقد تفاهمات مع وزير خارجية الكيان الصهيوني شمعون بيريز، تتعهد فيه بجمع الأسلحة، واعتقال المناضلين والمجاهدين بصفتهم إرهابيين يجب مكافحتهم، مقابل رشاوى كاذبة، ووعود مضللة بإقامة دولة فلسطينية على الأراضي الموجودة ضمن نفوذ سلطة الحكم الذاتي، معرضة قضايا القدس والحدود وحق العودة لأخطار التصفية والضياع من جديد.

وأمام هذه المخاطر الكبيرة فإن اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح» تشير بهذه المناسبة إلى ما يلي:

1-إن قرارات سلطة الحكم الذاتي بوقف الانتفاضة، والمقاومة، استجابة ذليلة للإملاءات الأمريكية-الصهيونية، ومعاكسة تماماً لآمال وتطلعات الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية المناضلة والمجاهدة، وهدر لإنجازات الانتفاضة ومكتسباتها وتضحيات الشهداء والجرحى.

2-تحمل هذه القرارات والمواقف خطر بث أجواء الفرقة والانقسام وإثارة الفتن الداخلية، الأمر الذي لا يستفيد منه سوى العدو الصهيوني، ولا يخدم إلا مخططاته ومشاريعه وبرامجه.

3-في الوقت الذي نؤكد فيه على أهمية رص الصفوف وتوحيد الجهود وتحشيد الطاقات ومواصلة طريق الانتفاضة، وتصعيد المقاومة، نؤكد على أهمية وضرورة عدم الخضوع لهذه القرارات والمواقف، وعلى شجبها وإدانتها لما تشكله من خطر جسيم على النضال الوطني الفلسطيني، وعلى قضية فلسطين.

4-تستدعي الضرورة الوطنية، والمسوؤلية الوطنية، تشكيل قيادة وطنية تمثل إرادة الشعب الفلسطيني، على أرضية برنامج وطني وكفاحي وخوض صراع مديد مع الكيان الصهيوني، قيادة قادرة ومؤهلة لوضع الخطط السياسية والتنظيمية والاقتصادية والكفاحية لمواصلة درب المقاومة والانتفاضة، وصولاً إلى تحقيق الأهداف الوطنية التي أجمع عليها شعبنا وقواه الوطنية المناضلة والمجاهدة والمتمثلة في دحر الاحتلال، وكنس المستوطنين دون قيد أو شرط، ودون المساس بالحقوق التاريخية، وتجسيد حق العودة.

5-ندعو الدول العربية في هذا الظرف الدقيق والخطير لتحمل مسؤولياتها القومية تجاه قضية فلسطين التي يجري اليوم الإعداد لمشاريع ومخططات تصفيتها، تحت عنوان استئناف المفاوضات،والعودة لمحادثات السلام المزعوم، والتأكيد على أن قضية فلسطين قضيتها المركزية، وأنه ليس من حق أحد التفرد بها تحت شعار الممثل الشرعي والوحيد، والقرار المستقل، وندعوها اليوم للتأكيد على عدالة النضال الوطني الفلسطيني في سبيل تحرير فلسطين، بوصفه نضالاً عادلاً وحقاً مقدساً ومشروعاً كفلته الشرائع السماوية والقوانين الدولية، وإلى اعتبار الكيان الصهيوني، واغتصابه لفلسطين وإجراءاته وممارساته واعتداءاته المتواصلة إرهاباً رسمياً ينبغي مكافحته ومقاومته.

 6-نجدد الدعوة ونهيب بكل القوى والأحزاب وفصائل حركة التحرر العربية ونتوجه لملتقى الحوار العربي الثوري الديمقراطي، والمؤتمر القومي، والمؤتمر القومي الإسلامي ومؤتمر الأحزاب العربية وكافة الاتحادات والمنظمات الشعبية العربية، للتحرك السريع والوقوف أمام هذا الخطر الداهم على قضية فلسطين، وانتفاضة الأقصى، وشجب كل محاولات الالتفاف على الانتفاضة والمقاومة، والقيام بالفعاليات والتحركات الشعبية المختلفة لنصرة نضال الشعب الفلسطيني، وتقديم الدعم والمساندة له، تأكيداً على أن قضية فلسطين هي القضية المركزية للأمة، وعلى وحدة الهدف والمصير المشترك.

         يا جماهير شعبنا الفلسطيني الأبي..

         يا جماهير أمتنا العربية المكافحة..

لقد اتضحت أهداف الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني ضد شعبنا وضد أمتنا، وظهر للعالم أجمع زيف ادعاءاتهم بتحقيق السلام، فالولايات المتحدة الأمريكية التي تتبجح بغطرسة القوة وأسلحة الدمار، تتهيأ لشن عدوانها على القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية بوصفها إرهاباً، وعلى قوى الصمود والممانعة في أمتنا، تمارس الضغوط وشتى أنواع التهديدات للانصياع لإرادتها ومشيئتها، فتارة توجه الاتهام لحزب الله وتضعه على لائحة الإرهاب لأنه حزب جهادي استطاع بمقاومته الباسلة دحر الاحتلال عن جنوب لبنان، وتارة أخرى توجه التهديدات ضد العراق الشقيق تمهيداً لتفكيكه وضرب وحدته وتنصيب من يخدم سياستهم ومصالحهم عليه، إضافة للتهديدات الموجهة صوب سورية، سواء لما جسدته من مواقف قومية أصيلة تجاه قضية فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني، وتجاه قضيتها الوطنية بتحرير الجولان المحتل، أو لما عبرت عنه من مواقف تجاه التفريق بين المقاومة كحق مشروع للشعوب التي تناضل في سبيل انتزاع حقوقها وحريتها وسيادتها، وبين الإرهاب الأعمى الذي لا يمت لنضال الشعوب المقهورة والمستعمرة بأية صلة، وأمام هذه المخاطر والتحديات والتهديدات الكبيرة فإن النظام الرسمي العربي مطالب اليوم من أجل صون الأمن القومي لأمتنا، بمواجهة هذه التهديدات وتفعيل مؤسسات العمل العربي المشترك، وإحياء كل المعاهدات التي تضمن تحقيق عوامل القوة لأمتنا، وتحول دون تمكين معسكر الأعداء من الاستفراد بأي قطر عربي والاعتداء عليه.

يا أبناء فتح.. يا ثوار العاصفة البواسل..

أيها الوطنيون المناضلون والمجاهدون في سبيل فلسطين وعلى أرضها..

سبعة وثلاثون عاماً انقضت من عمر ثورتنا المعاصرة منذ أن أطلقت «فتح» وقواتها «العاصفة» رصاصتها الأولى إيذاناً ببدء الثورة، وهي سنوات صراع لاهبة، ارتفعت فيها إلى العلى قوافل الشهداء الأبرار، وقادة عظام ترفرف اليوم أرواحهم الطاهرة فوق سماء فلسطين، تدعو شعبها الأبي إلى مواصلة وتصعيد النضال،  وتنادي كل الأحرار والشرفاء في شعبنا وأمتنا إلى مواصلة دورهم الكفاحي والجهادي بشجاعة وثبات بإرادة لا تكسر وعزيمة لا تلين.

فلنرفع اليوم صوتنا عالياً إلى جانب بنادقنا المشرعة لنقول لأمتنا والعالم أجمع إن السبيل لتحرير الوطن والعودة إليه، وصيانة المقدسات ودحر الاحتلال وتجسيد الحقوق هو مواصلة النضال والمقاومة، وإن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.

ليدو صوت شعبنا المناضل منادياً أمته المجيدة بأن تحرير فلسطين هو واجب قومي وديني وإنساني، وأن الكيان الصهيوني عدو الأمة جمعاء، وأن شعبنا على عهد الوفاء يواصل الثورة والمقاومة دفاعاً عن وطنه وعن أمته وعن مكانتها ورفعتها وحضارتها وعزتها ومجدها.

تعالوا أيها الوطنيون الفلسطينيون إلى كلمة سواء نجدد العهد ونؤكد القسم من جديد بألا تنطفئ شعلة الثورة والمقاومة.

التحية لكم يا جماهير شعبنا الفلسطيني على أرض فلسطين كل فلسطين..

التحية لكم يا أهلنا في الجليل والمثلث والنقب، والضفة الغربية وقطاع غزة..

التحية لكم يا جماهير شعبنا المناضل في ساحات اللجوء والشتات..

التحية لقوات عمر المختار، وكتائب القسام، وسرايا القدس، وشهداء الأقصى، وكتائب العودة، وكتائب الشهيد أبو علي مصطفى، ومجموعات خالد أكر، وكل المناضلين والمجاهدين على أرض فلسطين.

التحية لكل قوى الصمود والممانعة في أمتنا العربية والإسلامية ولكل يد مقاومة للغزو الصهيوني..

التحية للجمهورية الإسلامية الإيرانية وإلى سماحة المرشد السيد علي خامنئي حفظه الله.

التحية للبنان المقاوم وجيشه الوطني ومقاومته الوطنية والإسلامية وفي المقدمة منها حزب الله..

التحية لسورية الشقيقةِ، لشعبها الأبي، وجيشها الباسل، وحزبها القومي حزب البعث العربي الاشتراكي، ولسيادة الرئيس بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية..

المجد والخلود للشهداء الأبرار..

والخزي والعار للمستسلمين..

وإنهالثورة حتى النصر                                                              

                                                                     اللجنة المركزية

                                                                     لحركة التحرير الوطني الفلسطيني

   «فتح»                        

                                                                        دمشق في 1/1/2002م